ألعاب الفيديو في السعودية

ألعاب الفيديو في المملكة العربية السعودية، هي ألعاب إلكترونية ذات نظام تفاعلي وتقنية متطورة مستخدمة في تنفيذها وصناعتها، يتم اللعب بها بواسطة وحدة تحكم أو لوحة مفاتيح لإنشاء ملاحظات مرئية للاعب، تُعرض على جهاز عرض فيديو، مثل شاشات التلفزيون المعززة بمكبرات صوت.

حُظيت ألعاب الفيديو بإشراف تنظيمي من السعودية، حيث تم إنشاء الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية في عام 1438هـ/2017م، بهدف رعاية وتنمية مجتمع الألعاب والصناعة الخاصة بها في المملكة، إضافة إلى خلق بيئة تساعد في تطوير نخبة الرياضيين في المملكة، للمنافسة في البطولات العالمية.

مع انتشار ألعاب الفيديو في المملكة، اهتمت الأجهزة المعنية بتنظيمها وتحديد ضوابطها، حيث أطلقت الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع في صفر 1438هـ/نوفمبر 2016م، حملة التصنيف العمري للألعاب الإلكترونية (ألعاب الفيديو)، للتعريف بالمعايير الجديدة لتصنيف ألعاب الفيديو التي تُطرح في المملكة.

مواكبة لتطورات هذا النوع من الألعاب، استحدثت الهيئة معايير جديدة لتصنيف الألعاب الإلكترونية (ألعاب الفيديو)، ليكون البديل للتصنيف الأوروبي (PEGI) والأمريكي (ESRB) المستخدم حاليًا على أغلفة الألعاب، حيث تهدف هذه الخطوة إلى استحداث نظام تصنيف بمعايير تلائم المجتمع السعودي، إلى جانب توفير دليل شامل ومنفصل لمطوري وموزعي الألعاب، يساعدهم على تحديد الفئة العمرية المناسبة لألعابهم في المملكة، إضافة إلى تنقيح محتوى الألعاب بما يتناسب مع المجتمع دون الإخلال بتجربة اللعبة.

مهرجان رش للألعاب الإلكترونية ضمن فعاليات موسم الرياض. (سعوديبيديا)

مع الإقبال على ألعاب الفيديو في المملكة، بدأت تظهر العديد من الفعاليات التي تحتضن المواهب السعودية في هذا المجال، حيث نظّمت الهيئة العامة للرياضة (وزارة الرياضة حاليًا) خلال موسم جدة، فعالية (ببجي) في شوال 1440هـ/يونيو 2019م، بمدينة الملك عبدالله الرياضية، وحُظيت بإقبال من محبي الألعاب الإلكترونية.

تعددت كذلك الجهات التي تُنظّم فعاليات ألعاب الفيديو، إذ نظّمت الهيئة العامة للترفيه وضمن موسم الرياض، مهرجان الألعاب الإلكترونية "إنسومنيا السعودية" في ربيع الأول 1441هـ/نوفمبر 2019م، بمشاركة شركات عالمية متخصصة في عالم الألعاب الإلكترونية: نينتيندو، ومايكروسوفت، وPUBG، وسوني، وEPIC GAMES  "مخرجي لعبة فورت نايت"، وهو أكبر مهرجان للألعاب الإلكترونية في الشرق الأوسط، واحتضن أفضل وأحدث الألعاب الإلكترونية، بما في ذلك البطولات التنافسية، وآخر تقنيات الواقع الافتراضي والألعاب الجديدة.

مع تزايد شعبية ألعاب الفيديو أصبحت المملكة أسرع أسواق العالم نموًا في مجال الألعاب الإلكترونية، ذلك أن واحدًا من كل شخصين يقضيان وقتهما على الإنترنت يمارس الألعاب الإلكترونية. كما تمتلك المملكة كذلك أعلى معدل عالمي في استخدام الهواتف الذكية. وتُعدُّ الألعاب الإلكترونية السبب الأول لاستخدام الأفراد للإنترنت (بعد وسائل التواصل الاجتماعي).

يعزز الواقع المجتمعي نمو ألعاب الفيديو في السعودية وتعدد فعالياتها، حيث إن نحو ثلثي السكان من الشباب دون سن 30 عامًا، وذلك ما جعل السوق السعودي هو الأكبر في المنطقة، وتوفير فرص استثمارية في 33 مجالًا نوعيًا تعزز المحتوى المحلي في القطاع، وبلغ الإنفاق على الألعاب الإلكترونية 3.75 مليارات ريال، واستقطاب وتأسيس 250 شركة ألعاب، تسهم في دعم وتنمية وتطوير قطاع الألعاب بالمملكة.

شهد قطاع ألعاب الفيديو عديدًا من المبادرات التي تواكب نمو سوقها، ففي رمضان 1441هـ/أبريل 2020م، أُطلقت منصة "تعلم" التي تقدّم 3 مبادرات نوعية تهدف إلى تأهيل شباب الوطن وتمكينهم من عيش تجارب معرفية مختلفة في مجال الألعاب الإلكترونية، إضافة إلى تحفيزهم لابتكار وتطوير ألعابهم الخاصة وإيجاد حلول رقمية في المجالات ذات الصلة، وذلك ضمن بطولة "لاعبون بلا حدود - من السعودية"، وهي البطولة الأكبر في العالم للرياضات الإلكترونية التي أطلقتها المملكة رسميًا في ذلك العام.

في إطار الجهود لتطوير ألعاب الفيديو في المملكة، وقّعت شركة نيوم ومجموعة MBC في رجب 1443هـ/فبراير 2022م، اتفاقية مشروع مشترك لإطلاق أول استوديو في المنطقة لإنتاج ألعاب الفيديو ذات الجودة العالية من تصنيف (AAA)، ويتوقع تدشينه في مركز نيوم الإعلامي خلال عام 1444هـ/2023م، مما يدعم نمو هذا القطاع في المنطقة وتحوله إلى مركز رئيس لإنتاج محتوى مميز وذي جودة.

سعيًا لاكتشاف المواهب وتطوير قدراتهم، بادر الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية في 21 ذو الحجة 1443هـ/يوليو 2022م، لتقديم دورات تدريبية مجانية متاحة للجميع على تصميم وتطوير وإصدار الألعاب الإلكترونية في منطقة GameDev المقدمة من Nine66 ضمن موسم الجيمرز؛ الحدث الأكبر عالميًا في الرياضات والألعاب الإلكترونية، الذي احتضنته المملكة في المدة من يوليو حتى سبتمبر من العام نفسه.

كذلك تم تنظيم مزيد من الفعاليات التي تُسهم في تطوير ألعاب الفيديو في المملكة، ومنها إطلاق الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية لبطولة كأس اتحاد الرياضات الإلكترونية في محرم 1444هـ/أغسطس 2022م، بمشاركة جميع الأندية الحكومية التابعة لوزارة الرياضة، وتم تنظيمها في منطقة فوف للبطولات المجتمعية ضمن "موسم الجيمرز".

جانب من حضور مهرجان رش للألعاب الإلكترونية ضمن فعاليات موسم الرياض. (سعوديبيديا)

مع تطور ألعاب الفيديو في السعودية واتساع نطاقها وتعدد فعالياتها وظهور العديد من المواهب، أطلق ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، في صفر 1444هـ/سبتمبر 2022م، الاستراتيجية الوطنية للألعاب والرياضات الإلكترونية، في خطوة جديدة نحو الريادة وجعل المملكة مركزًا عالميًا في هذا القطاع بحلول عام 2030م.

تعزز الاستراتيجية القدرات التقنية والمهارات لدى المواهب، وهي تضم ثلاثة أهداف رئيسة، تتمثّل في رفع جودة الحياة من خلال تحسين تجربة اللاعبين وتوفير فرص ترفيهية جديدة، وتحقيق أثر اقتصادي بالمساهمة في الناتج المحلي الإجمالي بنحو 50 مليار ريال بشكل مباشر وغير مباشر، وتوفير البيئة التأسيسية لتطوير الكفاءات.

تعمل الاستراتيجية على تحقيق عدد من الأهداف التي تدعم تطوير الألعاب وقدرات المواهب، وذلك من خلال العمل على الوصول إلى الريادة العالمية وتعزيز مكانة المملكة على الساحة الدولية، من خلال إنتاج أكثر من 30 لعبة منافسة عالميًا في أستوديوهات المملكة، والوصول إلى أفضل ثلاث دول في عدد اللاعبين المحترفين للرياضات الإلكترونية.

تشمل الاستراتيجية العديد من المبادرات التي تتنوّع بتنوع الألعاب وقدرات اللاعبين، حيث تعتزم المملكة تنفيذها من خلال 86 مبادرة تغطي جميع سلسلة القيمة، تقوم بإطلاقها وإدارتها نحو 20 جهة حكومية وخاصة، من إطلاق حاضنات أعمال، واستضافة فعاليات كبرى للألعاب والرياضات الإلكترونية، وتأسيس أكاديميات تعليمية، وتطوير اللوائح التنظيمية المحفزة التي تضمن مواكبة وتيرة النمو المتسارعة في هذا القطاع.

تغطي الاستراتيجية جميع ما يتعلق بتنظيم وتطوير الألعاب، وتتوزع مبادراتها ضمن ثمانية محاور تركيز، تشمل: تطوير التقنية والأجهزة، وإنتاج الألعاب، والرياضات الإلكترونية، والخدمات الإضافية، ومحاور تمكينية أخرى تشمل البنية التحتية، واللوائح التنظيمية، والتعليم واستقطاب المواهب، وكذلك التمويل والدعم المالي.

حرصًا على سلامة اللاعبين في منظومة ألعاب الفيديو في السعودية، أعلنت وزارة الصحة في صفر 1444هـ/سبتمبر 2022م، عن شراكة تعاون مع شركة VOV المختصة بألعاب الفيديو والرياضات الإلكترونية، بهدف تعزيز رفاهية وصحة مجتمع ممارسي الألعاب الإلكترونية في السعودية. ويتركّز التعاون حول أربعة محاور أساسية، تتضمن الصحة البدنية، والصحة النفسية، وعلاج النظر، والتغذية.

عقب انتهاء الإجراءات الاحترازية لجائحة فيروس كورونا Covid-19، تواصلت فعاليات ألعاب الفيديو حضوريًا وكانت أولاها مسابقة "اصنعها والعبها" ضمن موسم الجيمرز، في صفر 1444هـ/سبتمبر 2022م، واحتضنتها منطقة مطوري الألعاب المقدمة من Nine66 في بوليفارد رياض سيتي، وشارك بها أكثر من 300 طالب وطالبة من عمر 9 سنوات حتى 17 سنة.