المديرية العامة للسجون

المديرية العامة للسجون هي الجهة المسؤولة عن تنظيم عمل السجون وحراستها وإدارتها في المملكة العربية السعودية، يقع مقرها الرئيس في العاصمة الرياض، وهي إحدى المديريات التابعة لوزارة الداخلية السعودية.

تعود بدايات المديرية العامة للسجون إلى عام 1388هـ/1968م، حين صدرت الموافقة الملكية على إنشاء مصلحة عامة للسجون داخل الهرم التنظيمي لمديرية الأمن العام، بعد أن كانت المهام المتعلقة بالسجون وإدارتها في السعودية مسندة مباشرة إلى جهاز الشرطة بوصفها أحد أقسامه المتعددة، وفي عام 1389هـ/1969م صدر أمر ملكي بإنشاء إدارة السجون والتوقيف، وفي العام نفسه صدر قرار وزير الداخلية الذي قضى بتشكيل الإدارة العامة للسجون مع تبيان اختصاصاتها وواجباتها كافة.

في عام 1398هـ/1978م صدر مرسوم ملكي بنظام السجن والتوقيف، وأنشئ بموجبه المجلس الأعلى للسجون، تكون مهمته إجراء الدراسات الخاصة بتطوير دور السجن والتوقيف على نحو يحقق الهدف منهما، ويجعلهما أكثر فعالية في تقويم المحكوم عليهم.

فُصلت الإدارة العامة للسجون عن مديرية الأمن العام بقرار وزير الداخلية في عام 1421هـ/2000م، لتصبح قطاعًا مستقلًّا مرتبطًا بمساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية، وحُولت الإدارة إلى المديرية العامة للسجون، بينما بقيت ترتبط هيكليًّا بوزير الداخلية، واعتمدت هذه الهيكلية بقرار مجلس الوزراء في عام 1423هـ/2003م. 

يرتكز عمل المديرية العامة للسجون على نشر التوعية بأهداف السجون من خلال عمل البحوث والندوات والمحاضرات وتنظيم المعارض، كما تهتم بمحو الأمية ومواصلة تعليم النزلاء، إضافة إلى تطوير الجوانب الفنية والمهنية عند السجناء، ومعالجة قضاياهم ورعايتهم اجتماعيًّا، وتنظم العديد من البرامج التأهيلية والنفسية في هذا الجانب، لتتيح للنزلاء القيام بأنشطة عديدة ومختلفة.

وتصدر المديرية العامة للسجون مجلة الإصلاح، وهي مجلة شهرية تهتم بعرض المواضيع العامة والموضوعات الثقافية المتنوعة، كما تتيح المجلة مساحة للنزلاء لمشاركة كتاباتهم.

تقدم المديرية العامة للسجون برامج إصلاحية وتأهيلية وتدريبية للسجناء خلال فترة محكوميتهم تتناسب مع قدراتهم، بهدف ممارسة حياتهم الطبيعية بين أفراد مجتمعهم بعد الإفراج عنهم، منها: التدريب المهني، وهو من البرامج الإصلاحية التي تُقدم للسجناء، حيث يلتحق السجين بأي مهنة فنية متوفرة في ورش التدريب المهني والصناعي في السجون، ويهدف البرنامج إلى تهذيب النزلاء وتثقيفهم، وتوفير حياة كريمة لهم في مجتمعهم بعد إطلاق سراحهم، وتنمية مهارات أصحاب الخبرة والاستفادة من طاقتهم.

وتشمل المهن: ميكانيكا سيارات، سمكرة السيارات، لحام "اكس ستيل" وكهرباء، نجارة عامة، سباكة صحية، كهرباء وتسليك، تفصيل ملابس، التبريد والتكييف، الإلكترونيات، اللّحام والحِدادة، ومدة كل دورة ستة أشهر، بالإضافة إلى مهن أخرى، مثل: البناء، الخرسانة المسلحة، تجليد الكتب، صناعة الجلود، صناعة السجاد، الدهانات، صناعة الأحذية، صناعة النسيج اليدوي، صناعة السُّبح.

في ديسمبر 2021م أطلقت المديرية العامة للسجون عددًا من المراكز التأهيلية التخصصية في مختلف مناطق المملكة، كأحد أهداف الخطة الاستراتيجية للمديرية لتقليل نسبة العودة إلى الجريمة، وتشمل تلك المراكز: "فجر"، "ثقة"، "إشراقة".

يستهدف مركز "فجر" التأهيلي مَن دخل السجن لأول مرة من النزلاء، بهدف دعمهم وتجنيبهم صدمة السّجن والآثار السلوكية والنفسية والأسرية والاجتماعية التي قد تلحق بهم، ويعمل وفق أسس علمية تُعد الأولى من نوعها في التأهيل الإصلاحي في المؤسسات العقابية.

يعمل مركز "ثقة" على تهيئة النزيل الذي تبقّى على محكوميته سنة فأقل، لإعادة دمجه في المجتمع، وتعزيز الثقة بقدراته وإمكاناته قبل الإفراج عنه، فيما يسهم مركز "إشراقة" في تعديل سلوك المستفيدين المحكومين بإدمان المخدرات من النزلاء، ومساعدتهم على التعافي النفسيّ والبدنيّ، من خلال البرامج العلاجية التأهيلية والنفسية والاجتماعية.