محافظة صبيا

محافظة صبيا، هي إحدى محافظات منطقة جازان جنوب غربي المملكة العربية السعودية،وهي أكبر محافظات المنطقة مساحة وسكانًا، ورغم أن مدينة جازان هي العاصمة الإدارية للمنطقة، إلا أن محافظة صبيا تمثل أكبر تجمع سكاني في المنطقة، إذ يعيش فيها نحو 223,083 نسمة حسب تعداد السعودية 2022م، يمثلون نحو 15.9% من سكان منطقة جازان.

يعود تاريخ محافظة صبيا إلى فترات مبكرة من التاريخ الإسلامي، حيث ورد ذكرها في كتب الرحالة والمؤرخين، ومن ذلك كتاب "صفة جزيرة العرب" للهمداني، وجاء فيه "صبيا قرية من قرى مخلاف حكم"، كما ذكرها ياقوت الحموي في كتابه "معجم البلدان" بقوله إن: "صبيا قرية من قرى مخلاف عثر"، وعلى فترات تاريخية مختلفة تولى الحكم فيها مجموعات من الأسر، وهي عاصمة المخلاف السليماني في الماضي. وتمثل صبيا الحديثة امتدادًا لمدينة صبيا القديمة، التي أسسها دريب بن مهارش الخواجي عام 958هـ/1551م.

تقع محافظة صبيا في السهل الممتد بين طرف جبال السروات شرقًا والشواطئ الشرقية للبحر الأحمر غربًا، على خط عرض 170 درجة وخط طول 42 درجة، وهي إحدى ثلاث محافظات في منطقة جازان بجانب أبي عريش وصامطة مصنفة ضمن الفئة (أ)، وتتبع لها إداريًّا ثلاثة مراكز.

تبعد صبيا عن مدينة جازان نحو 36 كلم، كما أنها تقع إلى الشمال الغربي من مدينة أبي عريش بنحو 30 كلم، فيما تقع إلى الجنوب الشرقي من مدينة بيش بنحو 30 كلم تقريبًا.

إحدى الحدائق العامة بمحافظة صبيا. (سعوديبيديا)

يكتسب مناخ محافظة صبيا سماته من قربها للبحر الأحمر، حيث يتميز بالحرارة والرطوبة والمطر صيفًا، ويتصف جوها بالاعتدال والمطر إلى حد ما في فصل الشتاء، ولكن درجة الحرارة لا تنخفض عن 18 درجة مئوية، وتتعرض صبيا وقراها لرياح موسمية شديدة تهب عليها من الجهة الشمالية الغربية في أشهر الصيف ما بين يوليو وأغسطس وسبتمبر من كل عام، ويحدث خلال موسم الغبرة تغيرات في المناخ وينزل المطر ومعه يبدأ الموسم الزراعي.

تشمل جغرافية محافظة صبيا أربعة أودية رئيسة مع كثير من الروافد، وهي: وادي قصي، وتنحدر مياهه من جبال بني الغازي الشمالية، ووادي صبيا الذي تنحدر مياهه من جبال هروب الجنوبية وجبال آل أمصهيف، ووادي دامس وتنحدر مياهه من جبال منجد والجبال القريبة من مركز هروب، ووادي نخلان الذي ينحدر من جبلي عكوة الشمالية والجنوبية. 

السوق الشعبي في محافظة صبيا بمنطقة جازان. (سعوديبيديا)

تحتفظ محافظة صبيا بالعديد من الآثار التي تعكس النشاط الحضاري عبر الحقب والفترات التاريخية، ومن آثارها الموجودة إلى الغرب من قرية قوز الجعافرة على ساحل البحر الأحمر،  وهي آثار مدينة "عثر" التي أسسها سليمان بن طرف الحكمي عام 373هـ/983م،  في فترة إمارته على المخلاف السليماني واتخذها قاعدة ومركز حكمه، وكان لسوقها شهرة بين أسواق الجزيرة العربية، ومن آثارها بقايا أساسات المنازل وبعض الجدران المتهدمة، بالإضافة إلى الجدران المبنية من الآجر الأحمر على ساحل البحر الأحمر.

حفظت آثار صبيا في متحف التراث والآثار الذي كانت تشرف عليه إدارة التربية والتعليم (سابقًا) بمحافظة صبيا، وحاليًا تشرف عليها الهيئة السعودية للسياحة. ويعود إنشاء المتحف إلى عام 1408هـ/1988م، ويضم نماذج لآثار المرتفعات الجبلية والمناطق التهامية والساحلية، مثل آثار المنازل الحجرية القديمة والقلاع والحصون الموجودة في جبال بني مالك وهروب ومنجد والريث، وكذلك ميناء عثر البحري.

أحد الطرق الرئيسة بمحافظة صبيا. (سعوديبيديا)

تتبع لمحافظة صبيا أكثر من 100 قرية، تتبعها عشرات الحلل الصغيرة،ويمارس أهلها الزراعة وصيد الأسماك، اللذين يمثلان النشاطين الرئيس لمعيشة السكان، وتُعدُّ صبيا المركز الثقافي والتاريخي للمنطقة، وتضم قصورًا وقرى تاريخية وأسواقًا شعبية، ومنازل أثرية، وعلى ساحلها تقع أطلال مدينة وميناء "عثر" الذي يعود تاريخه إلى أكثر من ألف عام. 

يخدم محافظة صبيا مطار الملك عبدالله بن عبدالعزيز الإقليمي، وهو المطار الرئيس في المنطقة، يقع في العاصمة الإدارية جازان وعلى بعد 39 كلم جنوبي صبيا، وهو مطار إقليمي تصل طاقته الاستيعابية إلى نحو 900 ألف مسافر سنويًّا.

تشمل مشاريع التنمية في محافظة صبيا شبكة طرق، تضم: طريق (جيزان - صبيا)، وطريق (صبيا - العيدابي)، وطريق (صبيا - هروب)، وطريق (صبيا - الدرب)، وطريق (صبيا - الداير) إلى جانب طريق (صبيا - القوز).

وشهدت المحافظة نهضة تعليمية مهمة، حيث تضم على مستوى التعليم العالي الكلية الجامعية التابعة لجامعة جازان، والتي تأسست بهدف تمكين الطلاب والطالبات من الحصول على فرص التعليم الجامعي في إطار النهضة التعليمية التي تشهدها المملكة، وافتتحت ثلاثة أقسام بالكلية في تخصصات: التمريض، وعلوم الحاسب، إلى جانب المحاسبة، وبدأ قبول الطلاب فيها عام 1435هـ-1436هـ/2014-2015م.