

محافظة الأحساء، هي إحدى محافظات المنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية، وذات الكثافة السكانية العالية، وهي أكبر المحافظات مساحةً، والسادسة من حيث عدد السكان بين محافظات ومدن السعودية بنحو 1,104,267 نسمة، يشكلون 3.4% من سكان المملكة، طبقًا لتعداد السكان 2022م. تضم المحافظة واحة الأحساء التي سُجلت في قائمة التراث العالمي باليونسكو في عام 1439هـ/ 2018م، كخامس موقع سعودي يُسجل في القائمة.
شهدت المحافظة عددًا من الهجرات عبر تاريخها، وعمليات استيطان مختلفة لما تتمتع به من موقع جغرافي متميز وأرض زراعية ظلت تُسهم في استقرار المجتمعات، ومع تنوع السكان والموارد تعددت أنظمة الحكم فيها إلى أن انضمت للدولة السعودية الثالثة، ومعها بدأت مسيرة تنمية واسعة في مختلف القطاعات.
تتوفر في محافظة الأحساء جميع مقومات التنمية الشاملة، إذ تضم حاليًا 71 مستشفى ومستوصفًا حكوميًّا متنوعا ومستشفيات متخصصة، إلى جانب المستشفيات الخاصة، كما أنها تتميز بوجود شبكة طرق جيدة، وخاصة الطريق الدائري الخارجي حول واحة الأحساء، والطريق الدائري الداخلي حول حاضرة الأحساء (طريق الملك عبدالله الدائري)، إضافة إلى مجموعة من الطرق الشريانية والرئيسة التي تصل أجزاء الحاضرة ببعضها.
ترتبط الأحساء ببقية مناطق المملكة والعالم أيضًا عن طريق الموانئ البحرية، وكان من بينها ميناء العقير التاريخي، وجويًّا عبر مطار دولي على بعد 14 كم من مدينة الهفوف، افتتح عام 1368هـ/1949م، كما توجد خطوط السكك الحديدية بحاضرة الأحساء قادمة من الجهة الغربية والجنوبية الغربية من جهة الرياض ثم تتجه شمالًا إلى الدمام.
يبدو تأثير المكان واضحًا في تفسيرات تسمية الأحساء على هذه البقعة الجغرافية، ومن ذلك أن الأحساء بفتح أوله وسكون ثانيه جمع حسي، هي قاعدة البحرين، وهو الماء الذي تنشفه الأرض، فإذا صار إلى صلابة أمسكته، فتحفر عنه العرب فتستخرجه، والأحساء والحساء يطلق على المقاطعة الشرقية، التي تحدها غربًا عقبة الفروق كصبور، وشمالًا القطيف وجودة، وشرقًا رمال العقير، وجنوبًا رمال بيرين. قال ياقوت الحموي: الأحساء كان أول من بناها وحصنها وجعلها قصة هجر أبو طاهر الحسن بن أبي سعيد الجنابي القرمطي على أنقاض مدينة هجر عام 317هـ.
من الأسماء الشائعة وسط أهالي المحافظة "الحسا"، والحسا نسبة إلى الحسي، وهي الأرض الصخرية المغطاة بطبقة رملية تختزن مياه الأمطار، إذ يمكن الحصول على الماء فيها بالحفر حتى عمق بسيط جدًا، وعُرفت باسم "الأحساء" في عام 1314هـ/1896م، وكانت تُعرف قبل ذلك بـ"هجر" نسبة إلى هجر بنت المكفف الجرمقية.
التقسيم الإداري لمحافظة الأحساء
تُصنف محافظة الأحساء ضمن محافظات الفئة ( أ ) من محافظات المنطقة الشرقية، وتتكون من عدة مدن رئيسة أبرزها الهفوف، والمبرز وغيرها من المدن، كما تتبع لها مجموعة من المراكز والهجر والقرى والبلدات المعتمدة، وتزيد مراكزها المعتمدة على 26 مركزًا.
وتضم محافظة الأحساء عددًا من المراكز الإدارية: العيون، وسلوى، وحرض، وخريص، والعضيلية، وأنباك، والخن، والغويبة، ويبرين، والحفاير، وندقان، وجودة، وعريعرة، وأم ربيعة، والبطحاء، وفضيلة، والزايدية، وأم العراد، والعديد، وتتبعها عددٌ من القرى والهجر.

جغرافيا الأحساء
تقع محافظة الأحساء على الحدود الشرقية والجنوبية الشرقية للمملكة، وتُعد أقرب المناطق لدول مجلس التعاون الخليجي، ووفر لها ذلك الموقع عددًا من المزايا التي جعلتها محلًا لهجرات تاريخية متعاقبة، وأرضًا لحضارات مختلفة.
موقع ومساحة محافظة الأحساء
تقع الأحساء في موقع جغرافي متميّز في الجزء الأوسط من السهل الساحلي الغربي للخليج العربي، وفي الركن الجنوبي الغربي لقارة آسيا، والركن الجنوبي الشرقي للمملكة، وتشغل الجزء الجنوبي من المنطقة الشرقية بين دائرتي عرض 17 – 26 وخطي طول 48 – 55.
وفقًا لأبعادها عن محيطها الجغرافي، تبعد الأحساء نحو 40 كم عن الخليج العربي، و150 كم جنوبي الدمام، و320 كم شرقي الرياض، وحسب التوزيع الإداري لمناطق المملكة، فإن حدودها هي محافظات بقيق والنعيرية وقرية العليا شمالًا، والخليج العربي وقطر والإمارات العربية المتحدة شرقًا، والربع الخالي (سلطنة عمان) جنوبًا، وصحراء الدهناء وهضبة الصمان غربًا، وتتميّز بكونها المنفذ الذي يربط المملكة بدول الخليج الأخرى.
وبوصفها أكبر محافظات المملكة مساحة، فإنها تغطي مساحة شاسعة من الأرض تصل إلى نحو 375 ألف كم2، تمثل 69% من مساحة المنطقة الشرقية و24% من مساحة المملكة (بما فيها المنطقة غير المأهولة من الربع الخالي) وهي تضم بجانب حاضرة الأحساء، مدينتي الهفوف والمبرز، و4 مدن رئيسة فضلًا عن 22 قرية، ويتركز داخل واحة الأحساء ما يقرب من 96.3% من سكان محافظة الأحساء.
مزايا موقع محافظة الأحساء
تتمتع محافظة الأحساء بموقع استراتيجي تتوفر فيه العديد من المزايا التي تتعلق بالموارد والإمكانات الطبيعية، فهي تُعد أكبر واحة نخيل في العالم، وتقع على أكبر حقل نفط في العالم (حقل الغوار).
أكسبها ذلك الموقع أهمية كبيرة، وتُعد المنفذ البري الذي يربط المملكة بدول الخليج العربي: قطر وعمان والإمارات، إذ تبعد 40 كم عن الخليج العربي، و190 كم عن دولة قطر، كما تبعد 150 كم عن الدمام، وبالرغم من الرمال المحيطة بها إلا أن شواطئها على الخليج العربي تضيف إليها أهمية سياحية، ومن أهمها العقير الواقع على بعد 80 كم من مدينة الهفوف، و150 كم عن شاطئ سلوى القريب من الجمرك الذي يربط السعودية بدولة قطر.
عبر تاريخها الطويل تفردت الأحساء بصلات متعددة مع العالم من حولها، وظلت مركزًا تاريخيًّا للتبادل التجاري (سوق هجر) لوقوعها علي خط القوافل التجارية القديم أو ما يُعرف بطريق البخور أو التوابل، ومنها تنقل التجارة جنوبًا إلى آسيا وأفريقيا، وشمالًا لبلاد الشام والرافدين، واهتم الرسول (صلى الله عليه وسلم) اهتمامًا بالغًا بأهل الخليج عامة وأهل البحرين (الأحساء) خاصة، إدراكًا منه بأهمية هذه المنطقة لما تتمتع به من موقع جغرافي في شرق شبه الجزيرة العربية.
وتتفرد محافظة الأحساء بسواحلها التي تضيف إلى قيمتها وأهميتها السياحية، إذ تتميز بشواطئ تمتد بطول 150 كم، ومن أهمها شاطئ العقير بمناطق (العقير - سلوى - البطحاء) الذي يُعد من أجمل سواحل المملكة المطلة على الخليج العربي، خاصة مناطق الجزر والمحميات الطبيعية المحيطة بالعقير التي تُعد ملاذًا للطيور المهاجرة.
مدن وقرى محافظة الأحساء
تتميز محافظة الأحساء بعدد من المدن والقرى التاريخية التي أصبح بعضها وجهة سياحية لما يتوفر فيها من مواقع تراثية وأثرية تعود لمختلف الحقب والعصور. وتوجد بالمحافظة 5 مدن رئيسة، و32 قرية، يبلغ معدل المسافات بينها ما بين 2 -5 كم، فيما يبلغ عدد الهجر 55 هجرة منتشرة في المحافظة بمعدل هجرة واحدة لكل 10,000 كم 2، بمتوسط سكاني 500 نسمة لكل هجرة، ومعدل المسافات فيما بينها 250 كم.
وتبرز في محافظة الأحساء عدة مدن أهمها:
الهفوف: وهي العاصمة الإدارية للمحافظة، ومقر الحكم الإداري، ويزدهر فيها النشاط التجاري، وتقع فيها كثير من المواقع الحكومية.
المبرز: ثاني أكبر مدن الأحساء، وقامت على أنقاض عمران دارس، ويؤكد ذلك العثور على آثار الاستيطان القديم لهذه المدينة العريقة.
جواثا: تتبعها الكلابية والحليلة والمقدام والإسكان، وهي أهم المناطق الأثرية في الأحساء، وأعرقها تاريخيًّا.
العقير: من المواقع الموغلة في القدم، وتحدثت المصادر الإغريقية عن أنه مقر إقامة قبيلة تسمى (أجير) قطنته في الألف الأول قبل الميلاد.
تاريخ محافظة الأحساء
يمتد تاريخ محافظة الأحساء إلى فترات تعود إلى ما قبل الميلاد، وهي تُعد إحدى أقدم المستوطنات في العالم، وموطنًا للعديد من الحضارات القديمة. وقُدر عدد سكانها خلال الفترة من (1000م – 1200م) بـ100 ألف نسمة مقتربة بذلك من مدن "طيبة" الفرعونية في مصر، وبابل في العراق، ويانغستو في الصين.
حافظت الأحساء على أصالتها وعراقتها عبر الزمن إلى أن أصبحت تحت لواء الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، وبقيت مدينة الهفوف، التي كانت تسـمى أصلًا الأحساء، عاصمة للمنطقة الشرقية حتى عام 1953م حين نُقل مقر الإمارة إلى الدمام.
ديموغرافيا محافظة الأحساء
شهدت محافظة الأحساء تنوعًا سكانيًا كبيرًا عبر التاريخ، ويرجح العلماء أن شرقي الجزيرة العربية وجنوبها الشرقي كان الموطن الأول للجنس السامي كالآراميين والفينيقيين والكلدانيين والآشوريين وأشار قدماء المؤرخين إلى أن "يبرين" الواقعة جنوبي مدينة الأحساء كانت ضمن مواطن أبناء سام بن نوح وسكنتها بعض البطون من عاد.
ولم تتوقف الهجرات إلى الأحساء، وإنما تواصلت، ومن بينها هجرات القبائل العربية إليها، واستقرت قبيلتا قضاعة والأزد في أول التاريخ الميلادي ثم قبيلة بني عبد القيس التي هي من أشهر القبائل العربية التي سكنت المنطقة قبل الإسلام، ومن أشهر أسواقهم سوق هجر وجواثا.
في ظل حركة الهجرة تشكلت الأحساء نتيجة اندماج عدد من التجمعات الصغيرة المتجاورة لتشكيل بلدية واحدة كبيرة. وكانت مراكز العمران الأولى تميل للتجمع بالقرب من موارد المياه كالآبار والينابيع المنتشرة في جميع أنحاء المنطقة، ما أدى لانتشار التجمعات الزراعية الصغيرة حولها.
مع تطور وازدهار المملكة أصبحت محافظة الأحساء مركزًا حضريًا في المنطقة الشرقية من المملكة. وتتكون من مدن رئيسة، تشمل: الهفوف والمبرز والعيون والعمران. وتستأثر بـ25.7% من سكان المنطقة لتحتل المرتبة الثانية بعد الشريط الساحلي الذي يضم 61.5% من سكان المنطقة. وتشمل الأنشطة الاقتصادية الأساسية لهذا القطاع الزراعة والسياحة والتصنيع. ويبلغ عدد سكانها 1,104,267 نسمة بحسب تعداد السكان 2022م، لتحل في المرتبة السادسة بين محافظات ومدن المملكة بعد كل من الرياض (مقر إمارة منطقة الرياض) 7,009,120 نسمة، ومحافظة جدة 3,751,722 نسمة، ومكة المكرمة (مقر إمارة منطقة مكة المكرمة) 2,427,924 نسمة، والدمام (مقر إمارة المنطقة الشرقية) 1,532,326 نسمة، والمدينة المنورة (مقر إمارة منطقة المدينة المنورة) 1,477,047 نسمة.

حضارات محافظة الأحساء
تعاقبت حضارات عديدة على محافظة الأحساء التي كانت إحدى مناطق الاستيطان البشري التاريخية على مر العصور، ولعل الاكتشافات الأثرية التي تزيد علي خمسة آلاف سنة قبل الميلاد خير شاهدٍ على ذلك.
إلى جانب مواردها الطبيعية، تمثل الأحساء نقطة التقاء للطرق البرية بين وسط شبه الجزيرة العربية وشرقها، كما أنها نقطة التقاء بين اليابس والماء عن طريق ميناء العقير، ولهذا قامت الأحساء بدور أساس بوصفها حلقة اتصال بين مراكز بعض الحضارات مثل الحضارة البابلية، والسومرية في العراق شمالًا، والحضارة الفينيقية شرق البحر المتوسط، وحضارة وادي النيل غربًا، ومن الشرق الحضارة الفارسية والهندية، ومن الجنوب حضارة بلاد اليمن وعمان، وظهر هذا جليًّا في تأثر العمارة التراثية في الأحساء بهذه الحضارات، كما في بناء القلاع والأبراج كما في الحضارة الفارسية واليمنية، والعمانية.
جذبت الأحساء كثيرًا من الأقوام، لما توفره من مقومات الاستيطان، لذلك فهي ترتكز على حضارة إنسانية ومخزون تاريخي يعود إلى 5000 سنة قبل الميلاد، ويُعد الكنعانيون أول قوم يذكرهم التاريخ سكانًا لها بعد نزوحهم من أواسط شبه الجزيرة العربية، إذ اجتذبتهم ينابيع المياه العذبة، ومن سلالتهم كان العمالقة الفينيقيون الذين اشتهروا بالزراعة وشؤون الري، وامتازوا بالمغامرة وركوب البحر والتجارة، كما نزح للأحساء مهاجرون كلدانيون من أهل بابل وأسسوا مدينة بالقرب من العقير سموها الجهراء وكانت مركزًا تجاريًّا مهمًّا.
مع هذا الوضع التاريخي والحضاري ظلت الأحساء تعاصر حضارات عديدة، وسكن أرضها عدد من الشعوب والأجناس المختلفة، إذ كانت الأحساء من بين أكبر 15 مدينة خلال الألفية الميلادية من حيث عدد السكان، واحتلت المرتبة التاسعة من بين المدن بكثافة سكانية بلغت 110,000 نسمة.
الاستيطان المتعدد في محافظة الأحساء
أدّى الاستيطان المتعدد في محافظة الأحساء عبر تاريخها إلى تأسيس منظومات حكم تنظم حياة ساكنيها منذ فترات قبل التاريخ وإلى ظهور الإسلام، وكانت تحت حكم بني عبد القيس، الذين دخلوا في الإسلام طواعية، وأثنى عليهم الرسول (صلي الله عليه وسلم)، وقال "نعم القوم عبد القيس"، فكانوا يتحلون بالأخلاق الحسنة وصلابة الدين والإخلاص في العقيدة، وبنى بنو عبد القيس أول مسجد في الأحساء بمدينة جواثا.
لم يتردد أهالي الأحساء عند ظهور الإسلام في الدخول فيه، وولى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) العلاء بن الحضرمي على المنطقة، إدراكًا منه بأهمية هذه المنطقة لما تتمتع به من موقع جغرافي في شرق شبه الجزيرة العربية، وظلت الأحساء تدعم الدولة الإسلامية وخاصة في بداية تكوينها من الناحية الاقتصادية لما تتمتع به المحافظة من خيرات زراعية، ولعبت الأموال التي وصلت إلى المدينة المنورة من الأحساء دورًا فعالًا في تسيير الجيوش ودعم خزانة الدولة الإسلامية في ذلك العهد، وظلت تنعم بنور الإسلام وعدالته في ظل الخلفاء الراشدين والدولة الأموية والدولة العباسية، إلى أن دخلت الأحساء تحت الحكم السعودي.
شهدت الأحساء أيضًا عهود حكم متقطعة، من بينها عهد القرامطة الذين استوطنوا جواثا، وعهد الجبريين الذين كانوا يحكمونها قبل قدوم العثمانيين ما بين عام 840هـ - 941هـ، واسترجعها منهم الملك عبدالعزيز عام 1331هـ.
انضمام الأحساء للدولة السعودية
نجح الملك عبدالعزيز، في استعادة الأحساء من العثمانيين بعد احتلال دام أكثر من 40 عامًا، وفي جمادى الأولى 1322هـ/أبريل 1914م وبعد أن أصبحت الأحساء تحت سلطته الفعلية اجتمع الملك عبدالعزيز مع ممثلي الحكومة البريطانية في الكويت والبحرين في العقير، وكان ذلك الاجتماع مقدمة لعقد معاهدة العقير مع الإنجليز في صفر 1334هـ/ديسمبر 1915م، وهكذا استطاع الملك عبدالعزيز أن يضم الأحساء إلى نجد لتصبح إقليمًا في المملكة.
ارتبط انضمام الأحساء إلى الدولة السعودية بمنزل البيعة الذي أصبح أحد المواقع الأثرية في المحافظة، وفيه نزل الملك عبدالعزيز عام 1331هـ/1913م عند فتح الأحساء، ضيفًا على الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن الملا، وفي تلك الليلة أخذ الملك عبدالعزيز البيعة من أهالي الأحساء على السمع والطاعة على كتاب الله وسنة رسوله، وبات في إحدى غرف البيت مع إخوانه محمد، وسعد، وعبدالله.
وبعد انضمام الأحساء إلى الدولة السعودية شهدت طفرة تنموية كبيرة في مختلف المجالات، وأصبحت إحدى محافظات المنطقة الشرقية، وتوفرت بها جميع مقومات النهضة والازدهار وأحدث منظوماتها التنموية صدور الأمر الملكي الكريم القاضي بإنشاء هيئة تطوير محافظة الأحساء في عام 1443هـ/2022م تعمل على تعزيز الاستفادة من الإمكانات الكبيرة التي تتميز بها المحافظة، وتنمية المكونات الطبيعية والسياحية والتراثية والثقافية التي تزخر بها، والمساهمة في إيجاد بيئة تنموية متوازنة ومستدامة، تدعم اقتصاد المحافظة، وتعزز التطوير والتحديث والتنوع.
جيولوجيا محافظة الأحساء
تتسم الطبيعة الجيولوجية لمحافظة الأحساء باستواء السطح والانحدار البسيط نحو الشرق والشمال الشرقي، مما أدى إلى تدفق مياه الري في القنوات لتنقل المياه إلى المزارع، وساعد في استيطان الأرض وانتشار الحيازات، وتكون أعداد كبيرة من القرى والمزارع، فالأرض السهلية ووفرة مياه الآبار والعيون ساعدت على استقرار السكان ومع الاستقرار ظهرت الحاجة إلى تأمين الزراعات والمحاصيل والبيوت.
تضاريس محافظة الأحساء
تشهد ملامح التضاريس في الأحساء ثلاثة أقسام تضاريسية رئيسة، هي: الهضاب، والصحاري، والسهول، إلى جانب السبخات والوديان، ويتراوح ارتفاع المحافظة ما بين 700م إلى صفر فوق سطح البحر، وتُعد أرض المحافظة بصفة عامة مسطحة وتميل في اتجاه الشرق.
تكثر الكثبان الرملية في واحة الأحساء من الشمال والشرق والجنوب، وهي تربة رملية غير متماسكة، وهشة وعديمة البناء مما وفر للأحساء حائط صد طبيعيًا منع الغارات الخارجية التي تحاول الاستحواذ عليها أو عبورها، للوصول إلى وسط شبه الجزيرة العربية، لهذا كانت الأحساء في الماضي من أهم مناطق شبه الجزيرة العربية لما تتمتع به من تحصينات طبيعية، ممثلة في الصحاري والسبخات، وتحصينات بشرية تمثلت في القلاع والحصون التي شيدت في شمال واحة الأحساء وغربها محاطة بمزارع النخيل الكثيفة، لتكون خط دفاع يصعب اجتيازه.
تتميز واحة الأحساء التي تُعد أكبر واحة في العالم، بتوفر مياه جوفية تتمثل في عدد من الآبار والعيون، وهي مياه دائمة ذات تدفق طبيعي، يعادل تدفقها من المياه تدفق نهر متوسط الجريان، بالإضافة إلى تربة الواحة الصالحة للزراعة، إذ تغلب عليها التكوينات الرملية الطفلية، والرملية الطينية الطفلية، التي ترتكز على طبقة صماء يتراوح عمقها من 40 سم إلى 300 سم.
مناخ محافظة الأحساء
يرتبط مناخ الأحساء بموقعها الجغرافي وطبيعة تضاريسها، وهو مناخ حار جاف صيفًا، بارد ممطر شتاءً، وجوها صحو في الغالب. تهطل عليها الأمطار الموسمية خلال فصل الخريف، وتتعرض لعواصف رملية من حين لآخر، وتسهم كثافة النخيل في اعتدال الجو لا سيما في المناطق الزراعية خلال ليالي الصيف، ولهذا يتردد القول الشائع: "ليل الأحساء ونهار إسطنبول".
بصورة عامة تتميز الأحساء بالمناخ القاري؛ التطرف الشديد في درجات الحرارة صعودًا وهبوطًا، شأنه في ذلك ما هو سائد في معظم مناطق البلاد. تصل درجة الحرارة في الصيف إلى 48 درجة، وتنخفض في الشتاء حتى 10 درجات تقريبًا. الأمطار موسمية تهطل في فصل الخريف، وتتعرض المنطقة لعواصف رملية من حين لآخر.

اقتصاد محافظة الأحساء
يرتكز اقتصاد محافظة الأحساء على ما يتوفر فيها من موارد طبيعية وموقع جغرافي متميز، لذلك تشهد حركة تجارية واسعة تنظمها الغرفة التجارية التي تأسست عام 1402هـ/1982م، وتُعد النواة الأولى لمسيرة النماء للقطاع الخاص في محافظة الأحساء، وأنشئت غرفة الأحساء لتكتمل هذه المسيرة مع زميلاتها من غرف المملكة التجارية.
ومن أهم المعالم الأثرية في الأحساء ميناء العقير، الذي يُعد الميناء البحري الأول بالمملكة، وهو الميناء الرئيس للحضارات المتعاقبة، أنشئ عام 960م، وسمي بالعقير أو العجير كما يسميه أهالي الأحساء من اسم قبيلة عجير التي سكنت تلك المنطقة خلال الألف الأول قبل الميلاد، وتم الاستغناء عنه اليوم ليتحول إلى موقع سياحي وتاريخي .
الزراعة في محافظة الأحساء
يُعد النشاط الزراعي أبرز الأنشطة الاقتصادية في الأحساء على مر تاريخها، إذ ارتبط بالمياه "العيون الجوفية" وخصوبة التربة ما أدّى إلى نشاط زراعي واسع شمل زراعة مختلف المحاصيل، إلى جانب التمور ذات الجودة والشهرة، وبسبب وجود هذه الثروة الزراعية ولقربها من أماكن غوص اللؤلؤ الفاخر، وتوسط موقعها بين مجموعة من مراكز الحضارات كان لها دور ملموس في توطيد العلاقات التجارية والثقافية بين أهل الجزيرة العربية ووادي الرافدين والهند وآسيا، وكانت همزة الوصل في تبادل السلع والخبرات بين هذه الأقاليم.
حاليًّا، تمثل الأحساء واحة زراعية خضراء شاسعة المساحة ومصدرًا مهمًّا للأمن الغذائي بالمملكة، وتحتضن أكثر من مليوني نخلة، تنتج نحو 100 ألف طن من أجود أنواع التمور سنويًّا، ما أسهم في تصدّر المملكة للدول المصدّرة للتمور عالميًّا بأكثر من مليار ريال، وتحقيق المركز الوطني للنخيل والتمور المركز الأول عالميًّا في تصدير التمور إلى 113 دولة.
ولتنوعها الجغرافي، ووقوعها بالقرب من الخليج العربي، جعلها ذلك محطة تجارية لكثير من القوافل القديمة، وباتت موقعًا مهمًّا لتجارة وبيع التمور والتوابل والبخور، وسوقًا للقادمين من دول آسيا، والقرن الأفريقي، وبلاد الرافدين، والشام، والجزيرة العربية، وبهدف تطوير النشاط الزراعي فيها دُشنت ثلاثة برامج، في قطاعات البيئة والمياه والزراعة، هي: برنامج سدرة المخصص لقطاع البيئة، وسحابة المخصص لقطاع المياه، وسنبلة المخصص لقطاع الزراعة.
في إطار جهود تحقيق بيئة مستدامة بموارد طبيعية وأمن غذائي، ورؤية السعودية 2030، وأهدافها الاستراتيجية، حقق الناتج المحلي الزراعي لمحافظة الأحساء عام 1443هـ/2022م نحو 30 ألف طن من الحبوب، و170 ألف طن من الخضراوات والفواكه، و126 مليون لتر من الألبان، و44 ألف طن من الدواجن، مما رفع من الكفاءة الإنتاجية ونسبة الاكتفاء الذاتي من المنتجات الزراعية لتبلغ 65%.
النفط في محافظة الأحساء
توجد في محافظة الأحساء العديد من حقول النفط والغاز التي أسهم اكتشافها في تحديد نمط التنمية ونمو المحافظة، وتصنيف الأحساء كمركز نمو وطني ترك أثرًا إيجابيًّا في دفع وتحريك النمو في الأحساء.
ويمثل النفط الثروة الحقيقية للمنطقة ويصل إنتاج محافظة الأحساء إلى 60% من إجمالي إنتاج المملكة، ويوجد بها أهم حقل بترولي وهو "حقل الغوار" الذي يقع إلى الشرق من مدينة الهفوف ويبلغ طوله 280 كم، ويُقدر إنتاجه بنحو 5 ملايين برميل من النفط بما يعادل 6.25% من الإنتاج العالمي، وأنتج الحقل أكثر من 65 مليار برميل منذ بدء إنتاجه عام 1370هـ/1951م حتى 1431هـ/2010م.
الصناعة في محافظة الأحساء
بوجود أنشطة زراعية ونفطية في محافظة الأحساء توسع الإنتاج الصناعي في المحافظة، ومن الخامات الزراعية قامت صناعات يدوية معتمدة على النخيل، مثل إنتاج التمور وصناعتها، وصناعة الأسقف والأثاث من جذوع النخيل وسعفه، وصناعة الخزف والفخار اعتمادًا على التربة الطفلية بالأحساء، وصيد اللؤلؤ من مياه الخليج العربي، كما لعبت الأحساء دورًا تجاريًّا بارزًا على مر العصور التاريخية، وكانت مركزًا تجاريًّا يربط بين شمال الخليج العربي وجنوبه، كما أنها المنفذ التجاري الرئيس لوسط شبه الجزيرة العربية وشرقها على الخليج العربي، ودول شرق آسيا وأفريقيا، وذلك عن طريق ميناء العقير، وتميزت الأحساء بتعدد الأسواق مثل سوق هجر، والجرعاء، المشقر والزارة، ودارين.
اتسع النشاط الصناعي مع بناء المدن الصناعية التي تحتضن صناعات مختلفة، أهمها: صناعة الأسمنت وصناعة التعبئة وتغليف التمور، بالإضافة إلى الصناعات الصغيرة والحرفية الأخرى. وأنشئت المدينة الصناعية الأولى في الأحساء عام 1401هـ/1981م شمال مدينة الأحساء، في مدينة العيون شمال حي سلطانية على طريق الظهران، على مساحة 1,500,000م²، ويوجد فيها 142 عقدًا صناعيًّا وخدميًّا بين منتج وقائم وتحت الإنشاء والتأسيس.


واحة الأحساء
تشتهر الأحساء بواحتها التي تُعد من أكبر وأشهر واحات النخيل الطبيعية في العالم، يتراوح عدد النخيل فيها بين 2,2 إلى 2,3 مليون نخلة، تشكل نحو 34 صنفًا من التمور، ويبلغ إجمالي إنتاجها سنويًّا نحو 110 آلاف إلى 120 ألف طن، وبذلك تمثل نحو 10% من إنتاج المملكة من التمور.
تشكّل أنواع التمور: الخلاص، والرزيز، والشيشي، نحو 75% من الإنتاج الكلي للأحساء، ما أسهم في ازدهار صناعة التمور، ليبلغ عدد المصانع المرخصة في المحافظة أكثر من 30 مصنعًا، يمثل 90% منها مصانع تعبئة.
تتعدد أنواع التمور في الأحساء، ويشمل ذلك: الخلاص، ورزيز، وشيشي، وزاملي، وشبيي، وهلالي، ومرزبان، وطيار، وغر، وكاسبي، وخنيزي، وخصاب، ووصيلي، وتناجيب، وزمبور، وحامي، وبرحي، وتبيلي، وأم رحيم، ومجناز، وشهل، وعذابي وغيرها.
عيون محافظة الأحساء
كانت عيون المياه في الأحساء إحدى مزاياها التاريخية التي جذبت الهجرات إليها، وهي تنتشر بكثرة في أماكن متفرقة من مدن وقرى الأحساء، مثل: عين الخدود شرق الهفوف، وعين الجوهرية في قرية البطالية شمال الهفوف،وعين أم سبعة في قرية القرين شمال المبرز، وعين الحارة التي تتميز بمائها الحار، وتقع في وسط مدينة المبرز.
تشتهر الأحساء بوفرة مياهها من خلال هذه العيون التي تتجاوز 30 عينًا تتدفق بالمياه طبيعيًّا، وكانت هذه العيون تمد المنطقة الزراعية بالمياه عبر مجموعة من القنوات والجداول التي كانت تشكل شبكة الري التقليدية، ومنها: باهلة، والبحيرية، والقريات، والحقل، والحارة، والحويرات، والجوهرية، والخدود، وأم سبعة، وصويدرة، و"عين نجم" ذات المياه الكبيريتية الساخنة التي تحولت إلى متنزه سياحي.
التعليم في محافظة الأحساء
لطالما كانت الأحساء منارة ثقافية وتعليمية رائدة أسست الكتاتيب والمدارس منذ فترات مبكرة حتى أصبحت إحدى وجهات التعليم المهمة والبارزة منذ القدم.
التعليم العام
برز في محافظة الأحساء العديد من المدارس التاريخية، من بينها المدرسة الأميرية التي تُعد من أعرق معالم الأحساء السياحية وأقدمها، ويرجع تاريخها لستينيات القرن الرابع عشر، ببواباتها ذات الطابقين وشرفاتها ذات التصميم المعماري الرائع. وتتكون أقدم مدرسة في مدينة الأحساء من جناحين يضمان عددًا من الغرف الكبيرة الواسعة، وتعد من أهم الأماكن السياحية في الأحساء وأبرزها.
تقع المدرسة الأميرية في مدينة الهفوف في حي الكوت القديم، وتبلغ مساحتها نحو 2,056م2، تأسست عام 1360هـ/1941م، إذ إن الأحساء اشتهرت في جزيرة العرب منذ القدم بأنها مكان لطلب العلم، ثم تحولت المدرسة الأميرية إلى واقع بعد دعم الدولة السعودية لها، فخدمت قرى الأحساء ثم أخذت لاحقًا اسم مدرسة الهفوف الأولى، وهي أول مدرسة نظامية في المدينة.
وبرزت مدارس أخرى مهمة مثل: مدرسة الشهارنة في حي الرفعة بالهفوف التي أنشئت عام 1200هـ/1786م، ومدرسة الشريفة التي تأسست عام 1305هـ/1888م وتُعد من المعالم العلمية. وهناك مدرسة القبة في حي الكوت التي تأسست عام 1019هـ/1610م، وتشمل مناهجها الدراسية العلوم الدينية، والمدرسة الأولى في حي النعاثل، وهي أول مدرسة نظامية في العهد السعودي، افتتحت عام 1356هـ/1937م، وكذلك مدرسة النجاح التي أسسها الشيخ حمد بن محمد النعيم عام 1343هـ/1925م.
التعليم العالي
يوجد في محافظة الأحساء قطاع كبير للتعليم العالي يتمثل في 36 جامعة ومعهدًا فنيًا وتقنيًا وتدريبيًا في مختلف المجالات العلمية.
تُعد جامعة الملك فيصل أبرز مؤسسات التعليم العالي في المحافظة، وأنشئت على مساحة تقدر بـ480 هكتارًافي عام 1395هـ/1975م،وتضم 15 كلية، و14 مركزًا، ومعهدًا واحدًا، بطلاب نظاميين، إضافة إلى طلاب انتساب بالبكالوريوس، وبمرحلة الدبلوم الجامعي، ومرحلة الدراسات العليا. كما يوجد فرع لجامعة الإمام محمد بن سعود بطلاب في مرحلة البكالوريوس، والدراسات العليا.
السياحة في محافظة الأحساء
لما تمتلكه الأحساء من مواقع أثرية وتاريخ عريق وموقع جغرافي مميز، فإنها تُعد منطقة سياحية بامتياز، فهناك مقومات سياحية وتراثية على مدار التاريخ القديم والحديث تمثل عنصرًا مهمًّا للجذب السياحي تؤهلها لأن تكون وجهة سياحية كبرى ذات أنشطة ومواقع سياحية متعددة ومتنوعة، وتتنوع هذه الموارد السياحية والتراثية بين معالم أثرية وتاريخية وقصور وقلاع ومساجد وموارد طبيعية وحياة برية ومتنزهات وبحيرات وتراث فكري وثقافي ومتاحف.
تنتشر تلك المعالم في مختلف أنحاء الأحساء، غير أن حاضرة الأحساء تستأثر بنحو 80% من جملة عدد المباني التراثية في المحافظة، وتتركز فيما يعرف بوسط الهفوف والمبرز التاريخي، ومع وفرة تلك المعالم والمواقع أصبحت الأحساء شاهدًا تاريخيًّا تحول إلى مقصد ثقافي وسياحي، لذلك اختيرت عام 1440هـ/2019م "عاصمة للسياحة العربية".

المواقع الأثرية في محافظة الأحساء
يُعد ساحل العقير من أجمل السواحل في المملكة، ويتميز بتداخل مياه الخليج بالشواطئ الرملية الضحلة وتنوع المظاهر الجغرافية وكثرة الرؤوس والخلجان والجزر، وتوجد بالعقير جزر عدة من أهمها جزيرة "الزخنونية" وجزيرة "الفطيم"، وهناك "دوغة الغراش" التي يرجع تاريخها لأكثر من 600 عام، وتعرف الدوغة بالمكان الذي يُحرق فيه الخزف، لتصبح أحد المعالم الأثرية في الأحساء.
تزخر محافظة الأحساء بعدد من المواقع التراثية البارزة مثل: بيت البيعة، والمدرسة الأميرية، وقصر محيرس، وقصر إبراهيم، وعين نجم، وسوق القيصرية التراثي.
قصر إبراهيم التاريخي: يقع في حي الكوت وسط الهفوف، ويمثل معلمًا بارزًا في تراث الأحساء، وتقدر مساحته بـ 16,900م2، ويرجع بناؤه إلى عهد الجبريين، ويتكون من طرازين معماريين هما: الطراز الإسلامي المتمثل بالأقواس شبه المستديرة والقباب الإسلامية البارزة في القصر ومحراب المسجد، إلى جانب الطراز العسكري الذي يتمثل في الأبراج الضخمة التي تحيط بالقصر، إضافة إلى ثكنات الجنود السكنية التي تمثل شرق القصر وإسطبلات الخيول المتاخمة للقصر.
مسجد جواثا: أبرز المعالم التراثية في الأحساء، وهو من أوائل المساجد في الإسلام، يعود بناؤه إلى عهد الرسول (صلى الله عليه وسلم) في عام 7هـ/628م، شيد في القرن السابع الهجري، ويقع مسجد "جواثا" شرق قرية الكلابية، ويبعد عن مدينة الهفوف نحو 18 كم، وتبلغ مساحته مع الساحة الخارجية نحو 713م2.
يُعد المسجد ثاني مسجد تقام به صلاة الجمعة بعد مسجد الرسول (صلى الله عليه وسلم)، وتوالى إنشاء المساجد بعد ذلك مثل مسجد الجبري، ومسجد الدبس (الفاتح)، ومسجد أبي جمهور، والمسجد الجامع بالبطالية.
منزل البيعة أو بيت البيعة: بالقرب من قصر إبراهيم، يقع منزل الشيخ عبداللطيف الملا الذي يعرف بـ"منزل البيعة"، وشهد أول لقاء بين الملك عبدالعزيز، والشيخ عبداللطيف الملا ومن ثم مبايعة أهالي الأحساء له على السمع والطاعة على كتاب الله وسنة رسوله. ويعد هذا المنزل نموذجًا للعمارة التقليدية في الأحساء. وتقدر مساحته بنحو 705م2، وأسس هذا المنزل عام 1203هـ/1788م، وبناه الشيخ عبدالرحمن بن عمر الملا قاضي الأحساء في تلك الفترة.
الواحة الشرقية: تضم قطاعًا كبيرًا من الواحة الشرقية للأحساء مجموع مسطحه 3,885 هكتارًا، ويمثل الموقع منطقة على شكل هلال غير منتظم، يمتد لنحو 9 كم على المحور الشمالي الجنوبي، ونحو 12 كم على المحور الشرقي الغربي، وتشمل بساتين النخيل الكثيفة، والمناطق الزراعية المحددة بواسطة شبكة من القنوات التي تفصلها عن منطقة الحماية التي تحيط بها من كل اتجاه تقريبًا.
الواحة الشمالية: تضم جزءًا كبيرًا من واحة الأحساء الشمالية بمجموع مسطح 2,010 هكتارات، يحدها شرقًا قناة الصرف الرئيسة الممتدة من الشمال إلى الجنوب، وتشكل شبكة القنوات - التي تعود إلى سبعينيات القرن الماضي - الحدود الجنوبية والغربية والشمالية، ويمثل الموقع إلى حد ما شكلًا مدمجًا دائريًّا تقريبًا.
واحة السيفة: تتقابل الواحة مع القطاع الأوسط لواحة السيفة في الهفوف، وتغطي مساحة قدرها 108 هكتارات من بساتين النخيل المزروعة بكثافة.
قصر صاهود: يرجع تاريخ إنشائه إلى عام 1204هـ/1789م، وهو حصن بني على هضبة مرتفعة تقع في الجهة الغربية خارج مدينة المبرز القديمة ومقابلة لحي الحزم في المبرز، والمبنى مستطيل الشكل يقع على مساحة 1,2 هكتار، وأطلق على هذا الحصن اسم صاهود نسبة لمدفع كبير منصوب على أحد أبراجه.
موقع عين قناص: موقع أثري على مساحة 18,8 هكتارًا تم التنقيب فيه في سبعينات القرن الماضي، وهو الآن مسيج بالكامل، يوصف موقع عين قناص بأنه أكبر موقع لحضارة العبيد في المملكة، تنتشر فوق سطحه كِسر الأواني الفخارية التي ميزت حضارة العُبيد (بضم العين) في العصر الحجري القديم، وتنتشر على مساحة 2 كم2، وعلى عمق 5 أمتار تحت مستوى سطح الأرض جرت عمليات التنقيب عن الآثار، وأظهرت نتائج التنقيب العثور على 14 طبقة سكنية متتابعة تمثّل مراحل الاستيطان البشري في الموقع.
مسجد الجبري: يتوسط حي الكوت، ويبعد عدة أمتار عن مسجد الدبس، وتبلغ مساحته نحو 400 م2، شيده الأمير سيف بن حسين الجبري عام 800هـ/1397م، تمت توسعته وترميمه في عامي 1351هـ -1391هـ/1932-1971م.
مسجد الدبس (الفاتح): يقع في مدينة الهفوف بحي الكوت، وهو من أقدم مساجد المدينة، شيد في عهد محمد فروخ باشا والي الدولة العثمانية في الأحساء عام 926هـ/1519م، وتبلغ مساحته نحو 350م2، وسمي بذلك الاسم لوقوعه بالقرب من سوق التمر، ويُعد المسجد مقصدًا لطلبة القرآن الكريم، والحديث، والفقه على مذهب الإمام الشافعي.
قصر محيرس: يقع في شمال مدينة المبرز شيد على تل مرتفع من المدينة، ويقع على بعد 14 كم شمال الهفوف، وتبلغ مساحته بدون الساحة الخارجية نحو 207,8م2، تم تشييده في عام 1208هـ/1793م، وهو عبارة عن قلعة حربية تضم برجًا للمراقبة.
قصر خزام: يقع في حي الرقيقة القديم بمدينة الهفوف، شيد عام 1220هـ/1805م، وتبلغ مساحته نحو 6500م2، ويطلق عليه قصر ولكنه قلعة شيدت لغرض الدفاع عن الأحساء، ومن الناحية التاريخية ارتبط القصر بتاريخ الدولة السعودية.

المعالم السياحية في محافظة الأحساء
تضم محافظة الأحساء عددًا من المعالم السياحية التي تشمل:
مدينة جواثا السياحية: مدينة ترفيهية بالقرب من مسجد جواثا التاريخي، وتحتوي المدينة على عدد من الأنشطة الترفيهية للصغار والكبار مثل مدينة الألعاب، نادي الطيران الشراعي، نادي الكارتنيج ونادي البينتبول وقوارب بحرية وألعاب الأطفال والعديد من المطاعم والمقاهي كما يوجد سوق هجر الشعبي.
متنزه الملك عبدالله: هو متنزه عام يقع جنوب الهفوف على مساحة 450,000 م، ويقع على الطريق الدائري الداخلي للهفوف والمبرز. ويُعد هذا المتنزه أكبر المتنزهات في المنطقة الشرقية، وفيه أكبر نافورة تفاعلية على مستوى العالم وبها شاشة عرض ليزر وسط النافورة. يضم المتنزه بحيرة مائية بطول (700م) وعرض (40م)، ونافورتين عند مداخل المتنزه.
سوق القيصرية: يُعد من الأسواق الشعبية التاريخية العريقة في المملكة، ويقع في حي الرفعة بمدينة الهفوف، بني عام 1238هـ/1822م، ويحتوي على نحو 422 محلًا، تحاكي تصاميمها المعمارية التراث القديم لأبناء المنطقة الشرقية من ممرات مغلقة ومسقوفة تميزت بارتفاعها لتشكل ارتياحا للمرتادين والاستفادة من ذلك للتهوية والإضاءة الطبيعية.
سوق الحرفيين: يقع على مساحة تزيد على 12 ألف م2، وينقسم لقسمين الأول: 26 متجرًا تم تخصيصها للحرفيين من أبناء المنطقة، أما الجزء الثاني فيتكون من 26 متجرًا تم تخصيصها للحرف التي يتم استخدام الماء فيها.
جبل القارة: تشتهر الأحساء أيضًا بجبالها السياحية، وأهمها جبل القارة وجبل الشعبة وجبل بريقة وجبل الأربع وجبل أبو الدلاسيس وجبل أبو حصيص. ويبعد جبل القارة عن الهفوف 12 كم، وتبلغ مساحة قاعدته 1400 هكتار، وارتفاعه نحو 150 قدمًا، وتحيط به أربع قرى (القارة، والتويثير، والتهيمية، والدالوة) وتتميز مغاراته ببرودتها الشديدة في فصل الصيف ودفئها في فصل الشتاء، كما يتميز بصخوره الغريبة ذات الأشكال البديعة.
بحيرة الأصفر: تُعد أكبر تجمع مائي في منطقة الخليج العربي، وتكونت بفعل بقايا مياه الأمطار الغزيرة. يبلغ طول البحيرة نحو 25 كم، وتتجمع حولها النباتات الصحراوية والحشائش.
واحة الأحساء والتراث العالمي
دخلت محافظة الأحساء بوابة التراث العالمي من خلال واحة الأحساء التي اكتسبت إلى جانب أهميتها التاريخية محليًّا وخليجيًّا وعربيًّا أهمية عالمية بفضل تسجيلها في قائمة التراث العالمي باليونسكو 16 شوال 1439هـ/30 يونيو 2018م، كخامس موقع سعودي يتم تسجيله في قائمة التراث العالمي، كما سبق لها المنافسة على دخول قائمة عجائب الدنيا لأنها أكبر واحة نخيل في العالم.
تقع واحة الأحساء على مساحة إجمالية تفوق 85 كم2، وتشكل مشهدًا ثقافيًّا متطورًا يحتوي على بساتين النخيل، والقنوات، والعيون، والآبار، وبحيرة الصرف المائي، ومناطق أثرية شاسعة، ومجموعة مختارة من التراث العمراني داخل مستوطناتها التاريخية، التي تجسد أهمية الواحة باعتبارها مستوطنة تقليدية كبرى على مدى الـ500عام الماضية.واهتمت منظمة اليونسكو بواحة الأحساء من خلال رصدها 6 مزايا، هي:
مشهد تراثي وثقافي فريد ناتج عن تفاعل الإنسان مع الطبيعة في موقع جغرافي وجيولوجي يزخر بالأدلة المادية عن تعاقب الحضارات الإنسانية عبر مراحل التاريخ.
مشهد ثقافي استثنائي يتميز بالترابط الكبير بين بساتين النخيل والبيئة العمرانية، بشكل مستمر على مدى فترة طويلة من الزمن، ولا يزال يحافظ على جميع الخصائص بما في ذلك الظروف الطبيعية والمائية والاجتماعية والثقافية.
تمثل معالم الموقع شهادات حية على الاستيطان البشري منذ آلاف السنين حتى الوقت الحاضر.
تشمل الواحة مباني تاريخية مثل الحصون والمواقع الإسلامية وعناصر المشاهد الطبيعية الزراعية.
تعد واحة الأحساء أكبر واحة في العالم تحتوي على أكثر من مليونين ونصف المليون نخلة.
تعد مثالًا رائعًا لواحة تظهر القيم المشتركة والتماسك الاجتماعي والمعرفة الفنية.


تراث محافظة الأحساء الثقافي
تتميز محافظة الأحساء بثرائها الثقافي وفعالياتها التي تتواصل لتغذي المشهد الثقافي السعودي والعربي والعالمي من خلال أحدث الإصدارات والمنجزات الثقافية والفكرية والمعرفية، وتقديم تراثها العريق عبر متاحفها ومؤسساتها الثقافية.
متاحف الأحساء
تضم محافظة الأحساء عددًا من المتاحف تبلغ 11 متحفًا، من أبرزها:
متحف الأحساء الوطني: يحوي تراث المنطقة على مر العصور، ويتعرف زائر المتحف على حركة القارات والأزمنة الجيولوجية وعمر الأرض، ومقارنة آثار المنطقة بآثار المملكة بشكل عام، ويبرز المتحف أهمية المنطقة الزراعية والتجارية منذ العصور القديمة حتى يومنا هذا.
متحف البيت الأحسائي (النعاثل):يشغل المتحف مساحة قدرها 180م2 تقريبًا مقسمة على 5 أجزاء، عبارة عن ملاحق في الفناء الخارجي لفيلا صاحب المتحف، ويحتوي المتحف على مجموعة كبيرة من القطع التراثية تشمل أواني القهوة والضيافة العربية والرحى الحجرية، وأيضًا العملات والنقود والمخطوطات والخرائط والصور القديمة، كما تضم مكائن الخياطة.
متحف البوعبيد: يقع في حي محاسن بمدينة المبرز، ضمن سكن صاحبه، ويتكون من قاعة واحدة، وتمثل السوق الشعبي القديم مقسمة عدة أقسام منها البقالة والحلاق والمخبز والحداد والنجار والخراز وغيرها من الحرف اليدوية.
متحف الخليفة التراثي:يقع في مبنى سكن المالك، مساحته 200م2، ويحوي مجموعة كبيرة من القطع التراثية بجميع أنواعها ووظائفها ومادتها والتي تمثل تراث المنطقة الشرقية.
الجمعيات الثقافية
كان للأحساء دور بارز، على مر تاريخها، في نشر الحركة الأدبية والثقافية في الجزيرة العربية والأقاليم المجاورة لها، بسبب وجود عدد من الشعراء والعلماء، وفي القرون الخمسة الماضية على وجه الخصوص لعبت الأحساء دورًا محوريًّا في نشر المعرفة والعلم، وانتشرت في مدنها الرئيسة المدارس والأربطة الخيرية، وتخرج في تلك المدارس عدد كبير من العلماء أسهموا بنشاط وهمة في مجال التأليف والتدريس وشغلوا المناصب الدينية في الأحساء وأقطار الخليج، وظلت الأحساء تواصل هذا الدور المهم حتى ظهور مؤسسات التعليم النظامي في العصر الحديث.
توجد في محافظة الأحساء عدد من الجمعيات والمؤسسات الثقافية والاجتماعية، ومن ذلك مكتبتان عامتان، ونادي الأحساء الأدبي بالإضافة إلى جمعية الثقافة والفنون، وتُعد الأحساء أول مدينة سعودية تتبنى جمعية لإحياء التراث والفنون الشعبية.

مجتمع محافظة الأحساء
يُعرف مجتمع محافظة الأحساء بالتكافل والتعاضد، وخاصة أنه يرتكز إلى أسس تاريخية عريقة عززت من حضور المحافظة في كافة الصعد الثقافية والاجتماعية، فحافظ الأهالي على عاداتهم وتقاليدهم عبر الحقب والعصور.
اشتهرت الأحساء بالعديد من العادات الاجتماعية، منها المجالس العامة التي تفتتحها بعض الأسر لاستقبال المحبين من الأقارب والأصدقاء والجيران والمعارف، يقصدونها حسب مواعيد افتتاحها في مناسبات الأعياد وغيرها.
وهناك أيضًا المجالس الثقافية، التي بدأت قبل تأسيس النادي الأدبي، إذ بادر عدد من المثقفين إلى تنظيم الندوات فيها فأصبحت تعرف بالمنتديات والإثنينيات والملتقيات والأربعائيات والسبتيات.
وتشمل عادات أهل الأحساء كذلك مجالس الأعياد التي لا تزال تنظم في الأعياد بالذات، كما يحرص أهل الأحساء على تبادل المأكولات والحاجات، واشتهرت كذلك عادة بوطبيلة وهو الشخص الذي يطوف بالأحياء في رمضان بعد منتصف الليل يدق طبلته ويردد بعض الأدعية التي تشجع النائمين على الاستيقاظ للسحور، ومن العادات كذلك قرقيعات الذي يُعد أشهر موروث شعبي يبدأ يوم 14 رمضان في كل عام.
الأكلات الشعبية في محافظة الأحساء
تشتهر الأحساء بأكلاتها الشعبية المعروفة، ومنها:
الخبز الأحمر: وهو خبز التنور، ويعتمد في صناعته على التمر والطحين الأسمر.
خبز المسح: ويسمى الرقاق، وهو عبارة عن عجينة مكونة من الدقيق والملح والماء.
الودمة: نوع من المقبلات، وتتكون من السمك الصغير (الحساس) بعد تجفيفه وطحنه ثم يضاف إليه الليمون والماء ويخلط ثم يغمس فيه الفجل ويؤكل.
الكراعين: وهي أرجل الأغنام، تسلق بالماء بعد سلخها ويضاف إليها الكركم والهيل والقرفة والملح والبصل والثوم، ثم تترك حتى تنضج ثم يقطع عليها الخبز الأحمر أو الأبيض قطعًا صغيرة ويصب الحساء عليها.
الحرف الشعبية في محافظة الأحساء
لارتباط أهل الأحساء بتراثهم لا تزال تنشط عدد من الحرف الشعبية وتتوافر فى المحافظة المواد الخام التي تعتمد عليها الصناعات الحرفية (النخيل ومشتقاته - الأخشاب - المنتجات الحيوانية بأنواعها - الأحجار والطين - معادن الذهب والفضة). وتتنوع الحرف بأنشطتها المختلفة والتى لا نظير لها فى مناطق المملكة الأخرى (الحدادة - الصفارة - صناعة الفخار - الحصير- الحياكة - التجليد - الندافة - الصياغة - الخرازة).
تعزيزًا لأنشطة الحرفيين في الأحساء تم إنشاء سوق الحرفيين بهدف المحافظة على التراث والحرف اليدوية، وامتدادًا لانضمام الأحساء إلى شبكة المدن الإبداعية بمنظمة اليونسكو العالمية في المجال الإبداعي الخاص بالحرف اليدوية والفنون الشعبية.
يدعم مشروع سوق الحرفيين منظومة المرافق الخاصة في المنطقة التاريخية بمدينة وسط الهفوف التاريخي، ويشكل أهمية تاريخية وتراثية، كونه يضم أكبر عدد من الحرفيين في الأحساء مما يكون له الأثر الكبير في دعم الصناعات الحرفية وتأمين البيئة المناسبة للحرفيين وتسويق أعمالهم ودعم السياحة بالشكل الذي يليق بحجم تلك الأعمال ويسهم في دعم الناتج المحلي ضمن رؤية السعودية 2030.
إلى جانب ذلك يحتوي السوق على أكاديمية خاصة لتعليم الحرف اليدوية من قبل حرفيين ذوي خبرة عالية في مجالهم، ينقلون خبراتهم من خلال هذه الأكاديمية للأجيال القادمة، وذلك لضمان المحافظة على هذه الحرف، ودعم المردود الاقتصادي والسياحي للصناعات الحرفية واستدامتها.
الرياضة في محافظة الأحساء
ترتبط الأحساء بعدد من الأنشطة الرياضية في مختلف الألعاب، ويوجد فيها 58 ناديًا رياضيًّا، وتتوفر لها البنية التحتية لممارسة أنشطتها، ومنها مدينة الأمير عبدالله بن جلوى الرياضية في مدينة الهفوف التي أنشئت على مساحة 280,000 م2. ويوجد بها: مبنى الاستاد الرياضي (ملعب كرة القدم ومضمار ألعاب القوى وملحقاته)، ومبنى إدارة "المدينة وبيوت الشباب" وملحقاته، ومبنى بيوت الشباب وملحقاته، ومبنى صالة السباحة المغطاة، ومبنى صالة الألعاب الرياضية المغطاة وملحقاتها، وملعب التدريب.
تضم محافظة الأحساء عددًا من الأندية البارزة التي تشارك في مختلف المنافسات المحلية، ومنها نادي العدالة الاجتماعي في الحليلة الذي تأسس عام 1402هـ/1982م.ونادي الروضة السعودي، الذي يُعد أول نادٍ يمثل الأحساء بالدوري الممتاز وتأسس عام 1396هـ/1976م. ونادي الفتح الذي تأسس عام 1378هـ/1959م في مدينة المبرز، وغيرها من الأندية الرياضية.
المصادر
هيئة المساحة الجيولوجية.
وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان.
أمانة الأحساء.
جامعة الملك فيصل.
غرفة الأحساء.
الهيئة العامة للإحصاء.
دارة الملك عبدالعزيز.
محمد الأنصاري الأحسائي، تحفة المستفيد بتاريخ الأحساء في القديم والجديد،1379هـ - 1960م؛ مطابع الرياض.
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة