وقف الملك عبدالعزيز

وقف الملك عبدالعزيز، يُعدُّ الوقف أحد أكبر المشاريع المعماريَّة على مستوى العالم، وقد أمر بإنشائه الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود، الذي أوقف من أجل إقامته أرض قلعة أجياد وعموم الأراضي التابعة لها، ويعود ريع الوقف لخدمة الحرم المكي. وضع حجر الأساس للمشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود (وليّ للعهد آنذاك) في 24 رمضان 1423هـ/28 نوفمبر 2002م، واستغرق البناء نحو خمس سنواتٍ، واكتمل رسميًّا في 2 محرم 1428هـ/20 يناير 2007م.

يقع وقف الملك عبدالعزيز فوق جبل قلعة أجياد، مُطلًا على المسجد الحرام، ويتميز بقربه من المسجد الحرام واتصاله بساحاته الخارجية، وتتربع على قمته أعلى وأكبر ساعة على مستوى العالم، وهي تحتوي على أكبر شعار للمملكة، ويعلوها أكبر لفظ مكتوب للفظ الجلالة (الله)، وأكبر هلال إسلامي في العالم. 
يعد الوقف أول مشروع من نوعه في مكة المكرمة وفق نظام البناء والتشغيل والتسليم المعروف دوليًّا بـ (B.O.T)، وقد شُيِّد على مساحة 1.5 مليون م2، بتكلفة قُدِّرت بأكثر من ملياري ريال، ويغلب على بنائه الطابع المعماري الإسلامي.

يتكون وقف الملك عبدالعزيز من سبعة أبراج سكنية ومركز تجاري كبير، حيث يبلغ ارتفاع البرج الرئيس 600م، وتصل الطاقة الاستيعابية له إلى نحو 65 ألف نسمة، ويتسع مسجده لنحو 3,800 مصلٍّ، كما يشتمل على شقق سكنية ومركز تجاري، إضافة إلى أسواق مركزية ومنطقة للمطاعم.
يضم الوقف مجموعة من المصاعد والسلالم الكهربائية لتسهيل الحركة وتأمين الوصول السريع للحرم، حيث يبلغ عدد المصاعد 412 مصعدًا تبلغ سرعة معظمها 6م في الثانية، ويبلغ عدد السلالم الكهربائية 140 سلمًا، إضافة لمجموعة من الطرق الدائرية التي تربطه مع باقي أحياء مكة وتسهل الدخول والخروج إليه، إضافة إلى مجموعة من محطات الحافلات للتنقلات الداخلية، ومواقف سيارات تتسع لألف مركبة موزعة على أربعة طوابق ترتبط بأنفاق أرضية تحت المبنى. 
كما زود الوقف بنظام تكييف مركزي صمم في مبنى منفصل يقع على بعد أكثر من ألف متر، لتجنب الضوضاء التي يحدثها تشغيل المبردات، كما استُخدم في المجمع نظام متكامل للإنذار المبكر ومكافحة الحريق، ونظام تحكم ومراقبة عمل الأجهزة الأساسية، بالإضافة إلى خزانات مياه تستوعب أكثر من 5,300م3 لتأمين المياه في أوقات الذروة والاحتياجات الإضافية لشبكة مكافحة الحريق، ومحطتين لمعالجة مياه الصرف وإعادة استخدامها في دورات المياه.  

يحتوي وقف الملك عبدالعزيز على: مركز ثقافي، ومركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز لدراسة منازل القمر ومتابعتها، ومركز أبحاث علوم الفلك، ومركز رصد فلكي، ومتحف الساعة، ومركز طبي متكامل، بالإضافة إلى قاعة مؤتمرات تتسع لـ 1,500 شخص، ومهبطين للطائرات العمودية متصلين مباشرة بجميع الأبراج السكنية.