كهف عين هيت، هو واحدٌ من ضمنِ 1,826 كهفًا ودحلاً، موزعة على 12 منطقة من مناطق المملكة العربية السعودية، يحتوي على بئر ماء بعمق 15م تقريبًا، مكون من صخور "الحجر الجيري" و"الأنهيدريت"، يقع الكهف جنوب شرقي مدينة الرياض، بالقرب من محافظة الخرج، أدرجه برنامج جودة الحياة؛ أحد برامج رؤية السعودية 2030، ضمن أهم 14 معلمًا للجولات السياحية والإرشادية في منطقة الرياض.
مدخل كهف عين هيت
للكهف مدخل يصل اتساعه إلى نحو 74م، وعمقه بين 180 إلى 200م تقريبًا، على منحدر يتسع نزولًا، مع انهيارات وانزلاقات صخرية كبيرة، مما يجعل النزول فيه محفوفًا بالمخاطر.
تُمثّل عين هيت واحدةً من الهبوطات الأرضية في منطقة الرياض، حيث تُعدُّ مدخلًا لخزان ماء جوفي واسع يقع على عمق كبير تحت سطح الأرض.
تاريخ اكتشاف كهف عين هيت
تاريخيًّا، يعود استكشاف الكهوف في المملكة إلى أهلها في العصور القديمة، إذ كانت الكهوف ملاجئ تقيهم الحر والبرد والعواصف الرملية، أما كهف عين هيت فاكتشف من قبل جيولوجيين لبّوا دعوة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، لإجراء أول اكتشاف سطحي لصخر "الأنهيدريت" في المملكة.
بعد سنوات زار عدد من مستكشفي الكهوف مع معداتهم الثقيلة كهف عين هيت، حيث وصلوا إلى حافة بحيرة تقع على بعد 120م تحت السطح، وباستخدام أجهزة التنفس استكشفوا ممرات الكهف المغمورة بالمياه، التي تحتوي على "المياه الأكثر صفاءً" مما شاهدوه في أي بقعة من العالم، وفق ما جاء في الوثائق التي سجلوا فيها تفاصيل الكهف.
والكهوف والدحول، إضافة إلى كونها نقاط جذب سياحية ومعالم أثرية في المملكة تشكّلت منذ ملايين السنين، تُمثِّل رافدًا علميًا يغني الأبحاث الجيولوجية والجيومورفولوجية، إذ لا تقتصر أهميتها على القيم الجمالية فحسب، بل تقدم أيضًا تفصيلًا واضحًا عن المناخ والعمليات السطحية وأنواع الحيوانات والنباتات التي كانت تعيش في عصور ما قبل التاريخ، فالتحليل الكيميائي الدقيق للرواسب الكهفية، يسمح بتحديد عمر تلك الرواسب، ويعطي سجل معلومات كيميائية وزمنية عن التغيرات المناخية التي حدثت سابقًا، كما يكشف معلومات حول وجود نظائر مختلفة من الكربون والكبريت، وآثار بعض العناصر الأخرى التي كانت في الغلاف الجوي عندما تكوَّنت تلك الرواسب.
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة