تم نسخ الرابط بنجاح

الآثار في منطقة المدينة المنورة

saudipedia Logo
الآثار في منطقة المدينة المنورة
مقالة
مدة القراءة 9 دقائق

الآثار في منطقة المدينة المنورة، هي البقايا المادية وتركات الحضارات الإنسانية القديمة في منطقة المدينة المنورة غربي المملكة العربية السعودية، يرجع تاريخ أقدمها إلى العصر الحجري القديم المبكر وما بعده. تضم المنطقة المسجد النبوي الشريف،ثاني أقدس مكان عند المسلمين بعد المسجد الحرام في مكة المكرمة،وأحد أكبر المساجد في العالم،وفيه الحجرة التي دُفن فيها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وصاحباه أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما،ومدينة الحِجر، أول موقع أثري سعودي يُسجل في قائمة التراث العالمي بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو".

الآثار في منطقة المدينة المنورة في عصور ما قبل التاريخ

تضم منطقة المدينة المنورة الكثير من المواقع الأثرية التي تشمل فترات زمنية تمتد من عصور ما قبل التاريخ، إلى عصور ما قبل الإسلام، ثم العصور الإسلامية. 

سُجلت في منطقة المدينة المنورة 5 مواقع يعود تاريخها للعصر الحجري القديم، في الفترة ما بين 250 ألفًا ق.م إلى 100 ألف ق.م، اكتُشفت على ضفاف الأودية في حرة خيبر، مثل أودية الغرس، وغمرة، والحفيرة، والقاع، تحتوي على أدوات حجرية تعود للعصر الآشولي، من فؤوس، وأدوات مشحوذة الوجهين، وقواطع، ومعاول، وأدوات طرق كبيرة.

وعثر على مواد حجرية شمال وغرب حرة خيبر، تعود لفترة العصر الحجري الوسيط، تمثلت في الشفرات المشحوذة من أحد حافتيها، وعدد كبير من المكاشط، والمناقش، والأزاميل، والرؤوس المدببة.

ووجدت في عدة مواقع من حرة خيبر منشآت تعود للعصر الحجري الحديث، عند أحد فروع وادي الغرس، تتكون من سلسلة جدران منخفضة، تشكل سورًا يحيط بمنطقة بيضاوية، فيها مجموعات دوائر حجرية، تنتشر ضمنها أدوات حجرية كالمكاشط، والشفرات، والرقائق المشحوذة، والأرحية، وأدوات ثلاثية الجوانب قد تكون سهامًا.

وتظهر هذه الدوائر الحجرية والمذيلات التي تشكل مظاهر الاستيطان السابق في العصر الحجري الحديث بشكل كثيف في منطقة المدينة المنورة في الحرات، وعلى سطوح الجبال كجبل عير، وجبال البيضاء، وحواف الأودية كوادي العقيق.

وتكثر مواقع الرسوم الصخرية التي تنتمي للعصر الحجري الحديث في منطقة المدينة المنورة، تصور الحياة اليومية لتلك المجتمعات، وتجسد مناظر للصيد، ومعارك على الجمال وبعض الحيوانات، والأشخاص، منها مواقع وادي الصويدرة، وجبل العهين، وفي محافظة العلا، والحِجْر، ووادي نخلي في ينبع النخل.

وكشفت هيئة التراث عام 1445هـ/2024م، عن دلائل استيطان بشري في كهف أم جرسان، الواقع في حرة خيبر. وبينت مسوحات أثرية وتنقيبات في أجزاء من الكهف، أن أقدم الدلالات الأثرية في الموقع تعود إلى العصر الحجري الحديث، يتراوح عمر أقدمها ما بين 7 إلى 10 آلاف سنة، وتستمر حتى فترة العصر النحاسي والعصر البرونزي، فيما أثبتت الدراسة الأثرية للكهف عن استخدامه من قبل جماعات رعوية، تمثلت آثارهم في مجموعة من البقايا العظمية الحيوانية والتي يعود أقدمها إلى 4100 سنة ق.م، وأيضًا جماجم بشرية يعود أقدمها إلى 6 آلاف سنة ق.م.

حرة خيبر شمال المدينة المنورة. (واس)
حرة خيبر شمال المدينة المنورة. (واس)

الآثار في منطقة المدينة المنورة في عصور ما قبل الإسلام

تعد منطقة المدينة المنورة من المراكز الحضارية المزدهرة القديمة، وممرًّا للقوافل التجارية سابقًا، منها طريق البخور الذي يمر بيثرب وصولاً لمحافظة العلا، وضمت عددًا من الموانئ والمرافئ، مثل ميناء الجار، وميناء ينبع، وميناء الحوراء، ذُكرت بعضها على مسلتين عثر عليهما في أطلال المسجد الجامع في حران، تخبر عن حملة الملك البابلي نابونيد على تيماء، وتنقّله بين عدد من المدن في المنطقة.

وتعد يثرب، والعلا، والحِجْر، وخيبر، والعيص من المراكز الحضارية المهمة على طريق تجارة البخور، تدل عليها شواهد أثرية، مثل النقوش الكتابية في محافظة العلا، التي تحمل أسماء أسر وقبائل ومعبودات.

نقوش المدينة المنورة في مرحلة ما قبل الإسلام

تنتشر في منطقة المدينة المنورة أعداد كبيرة من النقوش العربية القديمة، الدادانية، واللحيانية، والمعينية، وخطوط البادية (الثمودية) والآرامية، والنبطية، واليونانية،وثقت على النحو التالي:
خيبر: سجلت مجموعة من النقوش الثمودية في موقع العين، وجبل عطوي، وجبال الحرضة.

العلا والحِجْر: وثقت 108 مواقع للكتابات القديمة، منها الأحجار التي أعيد استعمالها في بناء بيوت البلدة بحي الديرة، ونقوش موقع جبل أم الدرج، ومواقع دنن، ووادي صدر، وشختب، ومجموعة كبيرة من النقوش اللحيانية المنحوتة على الصخر في جبل عكمة، ونقوش معينية في جبل الخريبة.

المدينة المنورة: سُجل عدد من مواقع الكتابات القديمة حول المدينة المنورة، منها وادي العقيق، ووادي النقمي، والحناكية، وبواط.

ينبع النخل: وثقت 8 مواقع تضم نقوش البادية (الثمودية).

الحناكية: وجدت مجموعة من الرسوم الآدمية والحيوانية، تتركز في جبل العهين، وكتابات بخط المسند.

الآثار في منطقة المدينة المنورة في العصر الإسلامي

الآثار على طرق الحج

تٌشاهد على درب زبيدة الواصل بين الكوفة ومكة المكرمة بقايا مباني المحطات والمنازل، والبرك، والآبار، والسدود، والمناجم القديمة، وكتابات إسلامية منقوشة على الواجهات الصخرية.

ومن الآثار المرصودة على طريق الكوفة - المدينة المنورة: الكتابات الإسلامية المنقوشة على الواجهات الصخرية في الصويدرة، التي يعود تاريخها إلى ما بين القرن الأول والثالث الهجري/السابع والتاسع الميلادي، وآثار بئر السائب، وعدد من الكتابات المنقوشة، منها نقش مؤرخ بعام 165هـ/782م.

وتتمثل شواهد طريق الحج الشامي في الحصون، والقلاع، والنقوش، والكتابات، وأطلال المدن القديمة، منها القلعة، والبئر، والبركة الملاصقتان لها، وموقع المابيات، وموقع الفقير بالمغيرة، وقلعة زمرد، وقلعة إسطبل عنتر، وقلعة الفحلتين، وآبار نصيف، وقلعة الحفيرة.

ومن المعالم التاريخية على طريق الهجرة بين مكة المكرمة والمدينة المنورة: كتابات، ونقوش، ومنشآت مائية، وبقايا مبانٍ سكنية في حمى النقيع، وجبل ورقان، ومنطقة بدر، وجبل صبح. 

مساجد ومواقع من صدر الإسلام في المدينة المنورة

يُقدر عدد المساجد التاريخية في المدينة المنورة، التي شهدت أحداثًا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، والخلفاء الراشدين، بنحو 49 مسجدًا ومصلى، وما زال بعضها قائمًا تؤدى فيه الصلوات.ومنها: مسجد قباء، ومسجد الغمامة، ومسجد الإجابة، ومسجد السجدة، ومسجد الأسواف، ومسجد الجمعة، ومسجد الميقات، ومسجد أبي بكر الصديق، ومسجد علي بن أبي طالب، ومسجد عمر بن الخطاب، ومسجد بني أنيف، ومسجد القبلتين (بني سلمة)، ومسجد بني حرام، ومسجد السقيا، ومسجد المنارتين (بني دينار)، ومسجد وحصن بني واقف.

كما توجد في المدينة المنورة مواقع أثرية وآبار مياه باقية من العهد النبوي وعهود الخلفاء الراشدين وصدر الإسلام، ومنها: سقيفة بني ساعدة، وطريق الظبي، والسوق النبوي، وثنية الوداع، ودار كلثوم بن الهدم، وقلعة قباء، وبئر الخاتم، وبئر الفقير، وبئر غرس، وبئر العهن، وبئر عذق، وبئر رومة (بئر عثمان بن عفان)، وجبل أحد،إضافة إلى مقبرة شهداء أحد، وجبل الرماة (جبل عينين)، وبقيع الغرقد.

النقوش الأثرية في المدينة المنورة في العهد الإسلامي

بلغ عدد المواقع الأثرية التي سجلتها الهيئة العامة للسياحة والآثار (سابقًا)، في منطقة المدينة المنورة، حتى مطلع العام 1440هـ/2018م، 1382 موقعًا، وما تزال أعمال الاكتشاف والتسجيل مستمرة، خصوصا النقوش الإسلامية والرسومات الصخرية المنتشرة في أرجاء المدينة المنورة.

وتحتوي المدينة المنورة على نقوش أثرية قديمة، يعود بعضها إلى بدايات القرن الأول الهجري، وتتوزع النقوش الإسلامية على سفوح الجبال، وفي الصخور، وعلى ضفاف أودية داخل المدينة المنورة، وفي القرى. وتظهر غالبية النقوش الاعتماد على الخط المدني، لرسم النقش وحفره على الصخور، والعناية برسم حروفه والحفاظ على مستوى تباعدها بدقة.ويوجد في المدينة المنورة أكثر من 3000 نقش تعود لحقب زمنية عدة، تم توثيق بعضها.

كما عُثر على مجموعة من الكتابات التأسيسية والتوثيقية في منطقة المدينة المنورة تعود إلى العصر الإسلامي، منها النقش التأسيسي لسد معاوية، ونقش سد رانوناء، وحجر ميلي من العصر العباسي الأول، وحجر ميلي من الربذة، ونقش الخليفة المقتدر بالله، ونقوش مهد الذهب، ووادي الخنق، ووادي ضبوعة، وجبل البيضاء، ونقوش وادي المعتدل، منها أحد أقدم النقوش الإسلامية المكتشفة في السعودية، يعود تاريخه لعام 24هـ/644م، ونقش آخر يرجع تاريخ كتابته للقرن الأول الهجري، ونقش شعري من رواوة، ونقش مؤرخ بعام 76هـ/695م، ونقش غير مؤرخ من الحناكية، ونقش خيبر من سنة 128هـ/746م ونقش الصويدرة من عام 195هـ/811م.

ومن الأحجار الشاهدية المكتشفة في منطقة المدينة المنورة، حجر شاهدي من الربذة، وحجر شاهدي مزخرف من المابيات بالعلا، وحجر شاهدي من السوارقية (السويرقية) عثر عليه في المسجد القديم.

المنشآت المعمارية والمائية التاريخية في منطقة المدينة المنورة

شهدت منطقة المدينة المنورة تشييد الكثير من العمارات الدينية والمدنية والحربية في العصر الإسلامي وما تلاه، من القصور والقلاع والآطام والمساجد، منها المسجد النبوي الشريف، الذي بني في السنة الأولى من الهجرة. وشهد مراحل متلاحقة من التطوير والتوسعة منذ عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه، والوليد بن عبدالملك، والمهدي العباسي، وصولاً لأعمال التوسعة في عهود ملوك المملكة العربية السعودية.

مسجد الجمعة في المدينة المنورة. (واس)
مسجد الجمعة في المدينة المنورة. (واس)

ومن السدود الأثرية في منطقة المدينة المنورة الباقية حتى اليوم، سد القصيبة (البنت)، وسد الحصيد على أحد روافد وادي الغرس، وسد الزايدية في خيبر، وسد المشقوق شمال خيبر، وسد معاوية بوادي الخنق، وسد وادي رانوناء جنوب مخطط قباء الذي ينسب بناؤه لعبدالله بن عمرو بن عثمان بن عفان.

القصور والدور الأثرية في منطقة المدينة المنورة

قامت في منطقة المدينة المنورة نهضة عمرانية في العصر الإسلامي، تمثلت في القصور والقلاع والدور، تميزت بحسن تخطيطها وزخارفها المعمارية وضخامة حجمها، منها قصور وادي العقيق، التي تجاوز عددها 80 قصرًا، وقصور وادي ذي خشب.

ومن قصور منطقة المدينة المنورة الباقية آثارها حتى الآن، قصر سعيد بن العاص، الذي ولي المدينة المنورة عام 48هـ/668م، وقصر هشام بن عبدالملك قرب سد عروة على وادي العقيق، والقصور الأموية في منطقة المندسة.

ومن القصور، قصر عروة بن الزبير، على ضفاف وادي العقيق غرب المدينة المنورة، على امتداد الطريق المؤدّي إلى مسجد ذي الحليفة (ميقات أهل المدينة) على طريق جدة ومكة المكرمة القديم من طريق آبار علي، ويبعد نحو 3.5 كم عن المسجد النبوي.

المواقع الأثرية في منطقة المدينة المنورة

تضم منطقة المدينة المنورة عددًا من المواقع الأثرية التي تبرز جوانب من تاريخها الغني، منها:

موقع الجار: وهو ميناء قديم يقع على ساحل البحر الأحمر شمال مركز الرايس (رأس البريكة)، بنى فيه الخليفة عمر بن الخطاب مخازن لاستقبال ما ورد من مصر إلى المدينة المنورة في عام الرمادة. وتظهر فيه حاليا مجموعة من التلال الأثرية، وأسوار وبيوت مبنية بالحجر الجيري، وعُثر في الموقع على كسر خزف، وفخار، وزجاج، وعملة رومانية مؤرخة ما بين عامي 350-353م.

موقع حاذة: تبدو فيه المعالم القديمة لطريق الحج من الناحية الشمالية، وبعض النقوش الإسلامية على صخور وادي حاذة.

موقع خيبر: يمتاز بكثرة الحصون التي يرجع تاريخ بعضها لفترة ما قبل الإسلام، منها حصن مرحب، والسدود الأثرية المبنية من الحجارة البركانية.

موقع الربذة: دلت الحفريات الأثرية على وجود مدينة إسلامية كبيرة فيها، تحتوي على قصور ومنازل مبنية باللبن، مدعمة بأبراج دائرية ونصف دائرية، إلى جانب سوق، وأعداد من خزانات المياه المحفورة تحت مستوى الغرف السكنية، وأفران للطعام، وكميات كبيرة من الأواني الفخارية والخزفية والزجاجية، والمصنوعات الحجرية، وعملات إسلامية تعود تواريخها لما بين القرنين الأول والثالث الهجري/السابع والتاسع الميلادي، وآبار مطمورة، وبركة دائرية كبيرة، وأخرى مربعة، تؤشر لمهارة الفنون المعمارية عند المسلمين في تلك الفترة.

العيص: تقع شمال غربي ينبع، بها قلعة الفرع المبنية من الحجارة البازلتية المنحوتة، تعود لفترة الممالك العربية المتأخرة، عثر فيها على كسر فخارية تشبه الفخار النبطي والروماني والأموي، وأطلال قلاع وأبراج مراقبة مثل الحميمة (حميمة العين)، ومحطات وبرك لتجميع المياه منها بركة الحاج، وبركة شعيب النورة، إضافة إلى قصر القصبة، وسوق عورش.

مهد الذهب (معدن بني سليم): كشفت فرق البحث والتنقيب عن وجود آثار مدينة إسلامية واسعة فيها، وبركة دائرية، وبقايا قصر كبير بأبراج دائرية ومسجد صغير، ورصدت بقايا الأدوات القديمة التي استعملت لاستخراج خام الذهب ومعالجته في الموقع، وأطلال مساكن العمال.

آثار محافظتي ينبع والعيص

نفذت هيئة التراث عام 1445هـ/2024م، الموسم الأول من مشروع مسح وتوثيق مواقع الفنون الصخرية والكتابات القديمة والإسلامية في محافظتي ينبع والعيص بالمدينة المنورة، للكشف عن الأدلة والمعطيات العلمية والتاريخية المرتبطة في الموقع. وشملت أعمال المسح الأثري 16 موقعًا، وتوثيق 128 موقعًا موزعة بين مواقع للفنون الصخرية ومواقع للنقوش الإسلامية، وأخرى لنقوشٍ قديمة، وشملت المواقع توثيق 991 نقشًا إسلاميًّا، و151 نقشًا قديمًا، و1367 موقعًا للفنون الصخرية.

آثار محافظة العلا في منطقة المدينة المنورة

تقع محافظة العلا شمال منطقة المدينة المنورة في وادي القرى، نشأت على أراضيها حضارات موغلة في القدم منذ عصور ما قبل التاريخ،وتضم عددًا من المواقع الأثرية، منها:

الحِجر: تقع شمال محافظة العلا، وهي المدينة الثانية للأنباط بعد البتراء، تجسد آثار حضارتهم بالمقبرة المنحوتة في الصخر، وأماكن العبادة في جبل إثلب، والمحاريب المنحوتة في أماكن متفرقة على الواجهات الصخرية، والآبار المنحوتة في الصخر، والمنطقة السكنية في السهل الممتد وسط الموقع، وعثر فيها على أساسات مبانٍ، وعملات، وأوانٍ فخارية، وأحواض حجرية، ومباخر، ومسارج، وزجاج، ودمى لأشكال آدمية وحيوانية صغيرة.

وفي العصر الإسلامي، أصبحت الحجر إحدى محطات طريق الحج الشامي، شيدت فيها قلعة على النمط الإسلامي السائد وقتها، ومجموعة من المرافق والمنشآت المائية.

البلدة القديمة بالعلا (حي الديرة): بُنيت فيها مدينة إسلامية في مكان مرتفع ضمن الوادي الممتد من سهول الحجر حتى سهول المابيات، تبدو من الخارج كمبنى واحد لتلاحم منازلها التي يصل عددها إلى 732 منزلا، ولها 14 بابًا، وعلى قمة الكتلة الجبلية شيدت قلعة العلا (أم ناصر)، المنسوبة للقائد الأموي موسى بن نصير، وفي البلدة القديمة 5 مساجد، من بينها مسجد الصخرة، الذي بني عام 780هـ/1378م.

وتضم البلدة القديمة مزولة شمسية تسمى الطنطورة، استخدمت لحساب الوقت وتوزيع حصص المياه، وحمامًا عامًا (حمام الجنينة)، وأحجارًا منحوتة نقشت على بعضها رموز ونقوش أثرية، وإسلامية قديمة.

الخريبة: هي أطلال متراكمة من المباني الحجرية المتهدمة، تشكل بقايا عاصمة مملكة دادان ولحيان، بينها الحوض الدائري المنحوت في الصخر (محلب الناقة)، ومجموعة من المقابر المنحوتة بأشكال ومقاسات متعددة، دوّنت على بعضها نقوش أسماء أصحابها وأسرهم، منها مقابر الأسود، التي توجد بها تماثيل لحيوانات خُرافية على جانبي المقبرة، وفي الموقع كثير من التماثيل الآدمية، بعضها محفوظ في متحف العلا، والمتحف الوطني السعودي بالرياض.

عكمة: هو وادٍ ضيق ينحدر من جبل عكمة، يحتوي على كتابات لحيانية تبرز معلومات عن تاريخ حضارتهم، تميزت نقوشه بإتقان الخط، ورسوم صخرية منقوشة لحيوانات وأشكال آدمية وبعض الآلات الموسيقية.

أم درج: جبل اتخذ تسميته لوجود درج منحوت يؤدي إلى القمة حيث تنتشر معالم أثرية على سطحه، كالتماثيل، والمجامر، والمذابح، والنقوش، وكسر الأواني الفخارية، والكتابات القديمة والإسلامية.

المابيات: اكتشفت فيها بقايا مدينة إسلامية محاطة بسور متعرج، ومبانٍ من الجص والطين، وأجزاء من الأواني والخزف، منها الخزف ذو البريق المعدني، أحد أجود منتجات الخزف الإسلامي، ومجموعة من المسكوكات، والزجاج، ومجامر الحجر الصابوني، والنصوص الكتابية.