مدينة حائل، هي العاصمة الإدارية ومقر إمارة منطقة حائل شمال السعودية، ومقر لأحد مواقع التراث العالمي المسجل في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، وهي أكبر محافظات المنطقة من حيث عدد السكان، وأكبرها من حيث المساحة، تُسمى محليًّا باسم "عروس الشمال"، و"مفتاح الصحراء"، وعُرفت بوصفها "مهد الكرم العربي"، تحتضن معالم طبيعية، ومواقع أثريّة تعود إلى أزمان مختلفة تمتد إلى ما قبل التاريخ.
مدينة حائل
أصل التسمية
تعود تسمية مدينة حائل بهذا الاسم نظرًا لوجودها على ضفّة وادي الأديرع الغربيّة، وعند هطول الأمطار يجري السيل من خلال الوادي ويشكّل حائلًا بين سكان الجبلين من حيث اتصال بعضهم ببعض، وكان الاسم في الأصل يُطلق على الوادي ومن ثم ارتبط بالمدينة.
الموقع والحدود
تتوسط مدينة حائل الجزء الشمالي من السعودية، وتحيط بها خمس مناطق إدارية في السعودية، هي: منطقة الحدود الشماليّة ومنطقة الجوف من الشمال، وتُحيط بها منطقة تبوك من الشمال والشمالي الغربي، ومن الجنوب منطقة المدينة المنورة، ومن الجنوب والشرق منطقة القصيم. ونظرًا لموقعها وسط السعودية تقريبًا، فهي تبعد عن مدينة الرياض نحو 600 كلم، وعن المدينة المنورة نحو 450 كلم، وعن مدينة تبوك نحو 650 كلم ، وترتفع فوق سطح البحر بنحو 915 م، فيما تحدها سلسلتان من الجبال، هما جبال أجا في اتجاه الغرب، وجبال سلمى إلى الجنوب الشرقي.
ديموغرافية سكان حائل
تعد مدينة حائل مركز نمو وطنيًّا، يعيش فيها نحو 498,575 نسمة يمثلون نحو 66.8% من سكان المنطقة الذين يقدر عددهم بـنحو 746,406 نسمات بحسب تعداد سكان السعودية 2022.
الطقس في حائل
مناخ منطقة حائل قاريّ، يكون شديد الحرارة في نهار فصل الصيف، حيث تتراوح درجات الحرارة بين 30 إلى 40 درجة مئوية، وعند غروب الشمس تنخفض تدريجيًّا ويصبح المناخ أكثر اعتدالًا، أما في فصل الشتاء فيكون الطقس باردًا، تتراوح درجات الحرارة فيه ما بين 5 إلى 15 درجة مئوية، وتنخفض في بعض الأوقات إلى تحت الصفر، تتساقط الأمطار في حائل خلال فصلي الشتاء والربيع، كما تهب على المنطقة خلال العام رياح مختلفة الاتجاهات لا يتجاوز متوسط سرعتها 10 كلم/ ساعة.
الزراعة في حائل
حائل مركز زراعي رئيس في السعودية، وأرض خصبة لإنتاج عدد من المحصولات الزراعية، مثل البطاطس التي تنتجها بكميات تجارية، كما تستثمر وزارة البيئة والمياه والزراعة في حائل من خلال 11 مشروعًا زراعيًّا و6 أخرى ما بين بيئية وزراعية ومائية. وعلى الرغم من كونها مدينة داخلية لا تُطل على الساحل، إلا أنها توصف بالتباين الجغرافي والتكوينات الجيولوجية المختلفة، التي توفر للمناطق الزراعية في المدينة الاحتياجات الرئيسة من الماء والغذاء والتربة.
النمط العمراني في مدينة حائل
يُشكّل النمط العمراني في مدينة حائل إطارًا شريطيًّا ممتدًا من الشمال إلى الجنوب، ويتركز في المنطقة الوسطى من الشريط العمران التاريخي، وهي تمثّل منشأ المدينة. تحتوي المنطقة الوسطى على المباني التاريخية، منها: السوق الشعبي في مركز المدينة، وقصر القشلة التاريخي، والمباني التراثية، والقلاع التاريخية. وهذه المعالم العمرانية هي ما أضافت أهمية لمنطقة وسط المدينة، وأدّت دورًا حضاريًّا ومعماريًّا في حائل. تسيطر الاستعمالات المختلفة على الطابع العام لمدينة حائل، منها الاستعمالات السكنية والخدمات التجارية والتعليمية والدينية والرياضية والحكومية وغيرها.
يغلبُ على المنطقة المركزيّة الطابع التاريخي، وتظهر في الشوارع الرئيسة للمدينة مظاهر التطور والحداثة، تتمركز المنطقة الصناعية في جنوب المدينة، أما المنطقة الشمالية فتغلب عليها الأحياء السكنية والمشروعات الكبرى، ومنها جامعة حائل، والضاحية الشمالية، والمدينة الاقتصادية. وبوجه عام فإن الهوية البصرية لمدينة حائل يغلب عليها الطابع التاريخي في الوسط، والطابع الحديث في المنطقة الجنوبية والشمالية.
لمحة تاريخية عن مدينة حائل
مدينة حائل في العصور الحجرية
أسهم موقع حائل الاستراتيجي في جعلها إحدى المحطات الرئيسة على طرق الحج والتجارة القديمة، ففي شمالها يتربع موقع جبة، أحد المواقع التراثيّة المسجلة في قائمة التراث العالمي لمنظمة التربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، وهو موقع يضم ألواحًا لنقوش صخرية وآثارًا يعود تاريخها إلى نحو 10,000 سنة على جبل أم سنمان، وهي رسومات مستوحاة من أشكال آدمية وحيوانية، تُمثّل سجلًا عن الحياة الفطرية التي كانت سائدة في تلك الفترة الزمنية،يختلف شكل وطريقة الرسوم في كل مرحلة تاريخية، والتي بدأت برسوم صخرية كبيرة الحجم، ومع مرور الزمن تحولت إلى رسوم أصغر حجمًا، إلى أن أصبحت في العصر البرونزي والحديدي ما بين 1500 - 500 ق.م نقوشا رمزية، كانت الكتابات الثمودية تمثّل الجزء الأكبر منها، إلى جانب آثار بحيرة تاريخيّة تقع على سفح الجبل.
حائل في عصر الممالك القديمة
تبدأ هذه الفترة من الألف الأول قبل الميلاد، وكانت حائل أحد مراكز الحضارات القديمة التي عاصرت الآشوريين والبابليين، وهي الممالك التي استوطنت شمال الجزيرة العربية، وترجح المصادر التاريخية أنها كانت على علاقة وثيقة بالجوف، وأنها شكّلت خط دفاع خلفيا للمدينة العامرة آنذاك أدوماتو (دومة الجندل)، يلجؤون إليها بعد غزو القوى الشمالية لهم، دلّت على ذلك الآثار والنقوش القديمة على الأحجار والصخور من كتابات ثمودية وصفوية وغيرهما، والتي تمثل الآن تراثًا تاريخيًّا سياحيًّا جذابًا، وتتركز بكثافة في موقع جبة، وموقع "جانين" على بعد 70 كلم في الشمال الشرقي من مدينة حائل، وجبل ياطب شرق مدينة حائل، وموقع المليحية (35 كلم شرق حائل)، وصبحة (52 كلم شمال شرق حائل)، والحويط وجبل القاعد، وطوال النفود، وسلسلة جبال الخطة، والغوطة.
ارتبطت مدينة حائل في الذاكرة العربية بالشخصية الشهيرة المعروفة "حاتم الطائي"، وهو رمز تاريخي للكرم والجود ونُبل الأخلاق، إذ كانت حائل موطن قبيلته "طَي"، كما ارتبطت حائل بالمسارات القديمة التاريخية للقوافل التجارية والحجاج، التي تربط شرق الجزيرة ووسطها بشمالها، والتي ازدهرت في الفترة ما بين القرنين الخامس والأول قبل الميلاد. انخفضت أهمية حائل بعد أن احتلت الجوف مكانة بارزة إبان وجود مملكة الأنباط فيها، حتى قدمت قبيلة طي إلى المنطقة واستوطنتها في الفترة ما بين القرن الأول والثاني قبل الميلاد.
مدينة حائل في العهد السعودي
دخلت مدينة حائل في الحكم السعودي في جميع أطواره الثلاثة، فمنذ تأسيس الدولة السعودية الأولى وبعد توحيد أجزاء نجد، انضمت حائل في وقت مبكر إلى الحكم السعودي في 1163هـ/ 1749م، وبقيت حتى انتهاء حكمها، ثم تأسست الدولة السعودية الثانية على يد الإمام تركي بن عبدالله آل سعود 1240هـ/ 1825م، وبعد عامين من تأسيسها كانت حائل من ضمن المدن التي بادرت بإرسال وفد من الأهالي إلى الرياض لتقديم البيعة للإمام تركي بن عبدالله والدخول تحت لواء الدولة السعودية الثانية. وبعد تأسيس المملكة العربية السعودية على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، حاول في بدء الأمر ضم حائل إلى حكمه وشهدت تلك الفترة معارك على أطراف المدينة مع "آل رشيد" أمراء حائل آنذاك، انتهت بعقد صلح بين الطرفين، لكن نُقض بعد ذلك، فما كان من الملك عبدالعزيز إلا مواجهة جيش آل رشيد، فأرسل إلى حائل قوات حاصرتها لمدة شهرين، حتى استسلمت وانضمت إلى حكمه، في مطلع 1340هـ/ 1922م.
المعالم الطبيعية والأثرية في مدينة حائل
جبلا أجا وسلمى
هما جبلان منفصلان يعدان من المعالم الطبيعية الشهيرة في مدينة حائل التي تتميز بكثرة أشجار النخيل والعيون المائية فيها، تمتد سلسلة جبال أجا نحو الشمال الشرقي بمسافة تقدر بنحو 100 كلم طولاً، وتضم عددًا من القرى الصغيرة والعيون المائية، يصل ارتفاع أعلى قمة فيها إلى أكثر من 1,350م من مستوى سطح البحر، وتُعرف طبيعتها بأنها صخرية صمّاء، تنتشر فيها السهول الرملية في الأودية، مثل وادي "العقدة" الذي تكسوه المزارع والبساتين المثمرة، ويعد مرتعًا لرعي المواشي والإبل، كما توجد في الموقع "قرية توران"، وهي تقع في عمق جبال أجا من الجهة الشماليّة، تحتضن آثار قصر حاتم الطائي، وهو من أهم نقاط الجذب السياحي للمنطقة.
أما جبال سلمى فتبدأ في الجزء الشمالي الشرقي من مدينة حائل امتدادًا إلى الجزء الجنوبي الغربي، ويصل طولها إلى أكثر من 60 كلم، ويبلغ ارتفاع أعلى قمة جبليّة فيها نحو 1,200 متر عن مستوى سطح البحر. يحتضن الموقع عددًا من العيون والمزارع والفوهات البركانية الشاهقة، مثل فوهة الدارة في الجزء الشرقي منها، والتي تكسوها الخضرة مع الجبال المحيطة بها بعد هطول الأمطار، مما يجعلها مقصدًا للتنزه لسكان المنطقة وزائريها.
الرسوم الصخرية في جبة (جبل أم سنمان)
تقع جُبّة داخل الجزء الجنوبي لصحراء النفود الكبير على بعد 100 كلم شمال غرب مدينة حائل، ومنطقة الفنون الصخرية بجبل أم سنمان الذي سُجل ضمن مواقع التراث العالمي في منظمة التربية والعلم والثقافة (اليونسكو) عام 1436هـ/2015م، إضافة إلى "جبل غوطة"، وتحتضن المئات من الرسوم والنقوش الصخريّة، التي تمثّل نمطًا مبكرًا لفن الحفر والنقش على الصخور، حيث يعود تاريخها إلى الألف السابع قبل الميلاد. يتميز جبل أم سنمان بالعديد من النقوش والرسومات الثمودية على واجهاته، وتعود تسميته بهذا الاسم إلى كونه يشبه إلى حد كبير الناقة ذات السنامين الباركة على الأرض، وسُجل في الجبل نحو 5,431 نقشًا ثموديًّا، و1,944 رسمًا لحيوانات مختلفة، منها 1,378 رسمًا لجمال بأحجام وأشكال مختلفة، كما بلغ عدد الرسوم الآدمية 262 رسمًا.
تحتوي رسوم ونقوش الجبلين على مشاهد غنية بالحياة اليومية للإنسان والحيوان، الذين استوطنوا هذه المنطقة، وتنقسم النقوش تاريخيًّا إلى فترتين: الأولى تعود للألف السابع قبل الميلاد، وبها تظهر الأشكال الآدميّة المكتملة مع الأذرع الرفيعة، ويبرز فيها الجسد المكتنز عند الفخذ، مع ظهور أشكال النسوة ذوات الشعر المجدول المتدلي، والتنانير المزخرفة، إلى جانب بعض الأشكال الحيوانية، مثل الإبل والخيل غير المستأنسة والوعول، ومجموعات مختلفة من الأغنام والقطط والكلاب التي استخدمت في الصيد. أما الفترة الثانية فتعود للعصر الثمودي، وتتمثل رسومها ونقوشها الصخرية باستئناس الإبل، حيث تظهر مشاهد المحاربين على ظهورها وبأيديهم الحراب، وتظهر الوعول والفهود والنعام، إضافة إلى أشكال رمزية وأشجار النخيل.
جبل ياطب
جبل ياطب من المواقع السياحية، يقع على بعد 30 كلم شرق مدينة حائل، وهو من المواقع الأثرية التي ترجع بتاريخها للألف الثالث قبل الميلاد. وتكمن أهميّة الموقع من كونه يضم مجموعة من الرسوم والنقوش الصخريّة المتنوعة، تمثّل في مجملها مشاهد من الحياة اليومية التي كانت سائدةً في تلك الفترة، يبلغ طوله نحو 150م، ويصل عدد النقوش العربية الشماليّة فيه إلى 154 نصًّا، تغلب عليها نقوش الذكريات، يبرز من بينها نقشان، الأول: كتب من قبل امرأة تُسمى "نهى بنت فصح"، والنقش الثاني يذكر فيه صاحبه "نوفل بن عميل" مشاعر اشتياق ومحبة لمحبوبته.
وإلى جانب النقوش الكتابيّة تكثر في الموقع الرسوم الحيوانيّة، من أغنام، وأبقار، وإبل، وخيول، رُسم بعضها بالحجم الطبيعي، وبعضها الآخر صُور بأجسام ممتلئة، وهذا ما يُشير إلى وفرة الغطاء النباتي والمرعى. وفنيًّا، حاول الفنان القديم تصوير حركة الحيوانات، ومما تميز به موقع ياطب كثرة رسوم أشجار النخيل، الأمر الذي يعكس الثروة الزراعية التي كانت تمتلكها المنطقة في تلك الفترة.
قرية عقدة السياحية
تقع قرية عقدة السياحية في وسط مرتفعات جبال أجا غرب حائل، ويعود عمرها إلى آلاف السنين، تبعد عن مدينة حائل 15 كلم، وهي محاطة بسور حجري كبير بُني وسط الوادي، لمنع خروج السيول من القرية والاستفادة منها، ثم هُدم السور واستُبدل بثلاثة سدود لحفظ مياه الأمطار الموسمية. وتتميز قرية عقدة بوفرة بساتين النخيل، والعيون، والآبار، والسدود التي تنتهي إليها مصبات السيول بوادي الأديرع. يُطلق عليها "سلة غذاء حائل"، نظرًا لما تتنوع به من منتجات زراعية مثل التمور، والنعناع، والشمام، والقرع، والعنب، والتفاح، والرمان، ومناحل لإنتاج العسل البلدي.
تعد قرية عقدة من المصايف والمتنزهات البارزة في المنطقة، يُميّزها وجود المياه العذبة المحلاة، وجمال تربتها، كما تنتج مزارعها الحمضيات بأنواعها، تُعرف ببرودة مسائها صيفًا، وقرب موقعها من المدينة والأماكن الطبيعيّة الجذابة، لتشكّل مقصدًا للمتنزهين والزوار من داخل حائل وخارجها. وبحسب أهالي القرية فإن الدخول لها في الماضي كان لا يتم إلا عن طريق ممر صغير بين جبلين يسمى بـ"النشيب"، حيث كانت تمر من خلاله الإبل المحمّلة بالمؤونة من القرية وإليها، ويستخدمها الأهالي في تنقلاتهم إلى مدينة حائل التي تبعد عنها 15 كلم، كما كانت السيارات القديمة تستغرق وقتًا طويلًا للمرور من هذا الممر الضيق، بسبب ضيق الممر المتعرج، إذ يبلغ عرضه نحو 3 أمتار، ويضيق ليصل إلى مترين، ويبلغ طوله نحو20 م.
الموروث الثقافي في مدينة حائل
الأكلات الشعبية
تتميز حائل بمأكولاتها الشعبية، التي ما زالت تُصنع كأطباق رئيسة في المناسبات والاجتماعات العائلية، منها: "المقشوش"، وهو أرغفة صغيرة من عجينة الحنطة، تشوى على الفحم أو في الأفران، ويضاف إليها السمن والعسل أو الدبس أو السكر، و"الهريسة"، وهي من القمح الصلب المهروس، تُطبخ مع اللحم وتضاف إليها البهارات واللبن والسمن، و"الكليجا"، وهي نوع من الفطائر المحلاة تصنع محليًّا من دقيق الحنطة الصلبة، ثم تضاف إليها بعض البهارات، وتغمس في السمن مع الدبس أو السكر، ثم تشوى وتجفف.
و"الجريش" ويُصنع من القمح المجروش أو الذرة المجروشة، ويطبخ بواسطة اللبن مع اللحم والأفادية والبهارات والسمن، و"الثريد"، وهو الخبز الثخين المصنوع من الحنطة، يُثرد بالسمن وقطع البصل، وفي موسم الكمأة أو ما يسمى محليًّا "الفَقع" يخلط معها، و"الحنيني"، وهو من ثلاثة عناصر خبز الحنطة، مع التمر الفاخر من الأنواع الممتازة، مضافًا إليهما السمن البري، يخلط بعضها مع بعض حتى تمتزج تمامًا ثم تُؤكل، "الصبيب" أو القرص ويسمى غالبًا القرصان، كلها لمسمى واحد، وهو خبز رقيق يُصنع على الصاج، يبلل بمرق اللحم والخضار، و"المرقوق"، وهو رقائق كبيرة ورقيقة من العجين تطبخ مع قطع اللحم أو الخضار أو كليهما.
الحرف والصناعات اليدوية
تميزت منطقة حائل بالحِرف والصناعات اليدويّة، ومنها صناعة النسيج، وهي صناعة تعتمد على خامات محليّة من صوف الأغنام، ووبر الإبل، حيث يُقص الصوف ثم يُجمع ثم يُغزل في شكل خيوط يتم نسجها بطرق فنيّة وتصنع منها منتجات عدة، مثل بيت الشعر، البطان، البيدي، الساحة، النطع، وغيرها. كما تبرز فيها الصناعات الخوصية التي تعتمد على الخامات الأوليّة من سعف النخيل، وتتميز بتنوعها وكثرة عددها، والأكثر شيوعًا هو الحصير الذي يستخدم للجلوس أو للصلاة، وسُفر الطعام، والحقائب الخوصية بأنواعها وأحجامها المتعددة، والمناسف، والمكانس، والقبعات، والمراوح. ويزيد الإقبال على تداول المنتجات الخوصية كلما أبدع الحرفي في الجوانب الجمالية للمنتجات، وخاصة الرسومات والنقوش التي يبتكرها في المنتجات التي يصنعها.
وتعد حِرفة النجارة والمنتجات الخشبية، من الحرف البارزة في حائل، إذ تتميز بصناعة الصناديق الخشبية، وصناعة المباخر المُغلفة بصفائح من النحاس أو الألمنيوم، وذلك لتميزها بفن الزخارف الهندسية، وصناعة الكراسي والأسرّة، وغيرها، والتي يزداد الطلب عليها من داخل المنطقة وخارجها. كما تُعرف حائل بصناعة الدِلال، وهي الأواني المعدنيّة المخصصة لإعداد القهوة في السعودية، إذ تتميز المنطقة بصناعة الأنواع ذات الجودة العالية منها والمتنوعة في أحجامها وأشكالها، ويعد خام النحاس مادة أساسية في صناعة الدلال، ومن الدلال المميزة على مستوى السعودية "الدلال الحائليّة"، نسبة إلى منطقة حائل.
وكما هو الحال في ارتباط دِلال القهوة بحائل، فهي ترتبط أيضًا بصناعة أدوات القهوة الأخرى، وذلك لأسباب عدة، أهمها العادات التي عُرف بها أهل حائل منذ القدم، مثل الكرم. ومن أدوات القهوة في حائل النجر، والمحماس، ومبردات القهوة والشت، وغيرها. ومن الصناعات الحرفيّة الأخرى صناعة الندافة، وهي صناعة ما زال الكثير من الحرفيين يزاولونها في الأحياء القديمة في وسط مدينة حائل، وتسمى أيضًا "القطانة والتنجيد"، وتشمل حشو بعض أنواع المفروشات بالقطن أو نبات الطرف أو الرُّفه وغيرها، إضافة إلى صناعة المنتجات الجلدية التي يزاولها الحرفيون في مواقع متعددة من مدينة حائل، ومن منتجاتها الأحذية، والحقائب، وقِرب الماء، والأوعية الجلدية، والأغماد، والأحزمة بأنواعها.
وتنشط صناعات حرفيّة تخصّ مستلزمات الرحلات نتيجة ما عُرف عن أهالي حائل من اهتمام بالرحلات البريّة، منها الخيام، والأوتاد، والحبال، وشنط أدوات الرحلات، والصناعات ذات العلاقة بالبادية، مثل صيانة الأسلحة الخفيفة وبنادق الصيد الهوائية.
التراث العمراني في مدينة حائل
قصر القشلة
يعد قصر القشلة من مواقع التراث العمراني الشهيرة في وسط مدينة حائل، وترجع أهميته إلى كونه يقع في قلب الوسط التاريخي والتجاري للمدينة. شُيد القصر في عهد الملك المؤسس عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود في 1360هـ/ 1941م، وكان في بداية إنشائه قلعةً عسكريّة تستخدم لتجهيز الجيوش، ومقرًّا أمنيًّا لها، وهو مبنى مستطيل الشكل يتكون من دورين، تبلغ مساحته 19,832م2. بني القصر من الطين واللبن والحجارة وفق الطراز المعماري والزخرفي المعروف في منطقة نجد، حيث تظهر في جدرانه الخارجية ثمانية أبراج دفاعيّة أسطوانيّة الشكل. وللقصر بوابتان كبيرتان، إحداهما في منتصف الواجهة الشرقية من المبنى وتحيط بها زخارف عديدة، والأخرى في الجهة الجنوبية، وهي المدخل المخصص لدخول الزوار، وبداخلها مسجد وعدد من الغرف المجملة داخليًّا بالزخارف الجصية والأبواب والنوافذ الملونة والمنقوشة.
قلعة أعيرف
تقع قلعة أعيرف في وسط مدينة حائل على قمة جبل يشرف على المدينة من الجهة الجنوبية، يعتقد أنها شُيّدت في 1260هـ/ 1840م، وتوسّع بناؤها في 1310هـ/ 1890م، وبنيت من الحجر والطين قبل العهد السعودي في فترة حكم آل علي، وتمت توسعتها في عهد آل الرشيد، وهي في طرازها المعماري لا تختلف عن المباني الدفاعية المعروفة في عمارة المنطقة الوسطى من السعودية.
وسياحيًّا، تعد قلعة أعيرف واحدة من المعالم الأثرية الثقافية المهمة في المنطقة التي يمكن زيارتها والتمتع بها، وتكمن أهميتها في تكويناتها المعمارية وشكلها العام وموقعها الاستراتيجي في المدينة، حيث تشرف على معالم مدينة حائل كافة، ويمكن من خلالها مشاهدة المزارع والأسواق والأحياء التراثية المحيطة بها، مثل حيي لبدة وسرحة وغيرهما.
بُنيت القلعة بأساسات وجدران حجرية، وتميزت بتصميمها الداخلي والخارجي ومؤلفاتها الكمالية، مثل النوافذ والأبواب، ولهذا تشكل قلعة أعيرف إحدى الأيقونات المميزة لمدينة حائل، لأنه يسهل رؤيتها من جميع أنحاء المدينة. تتألف القلعة من مدخل في الجهة الجنوبية يفتح ناحية الشرق ومنه إلى فناء صغير يؤدي إلى مدخل ناحية المسجد الذي يقع وسط القلعة، وفيه ممرات تتجه ناحية الجنوب الغربي. ويحتوي المسجد على رواق واحد به صف من الأعمدة عددها 5، وإلى الجهة الشرقية من المسجد هناك سلم يؤدي إلى برج دائري الشكل يزيد ارتفاعه عن خمسة أمتار، ويحتوي على مجموعة من فتحات المراقبة والشرفات في أعلاه، وهي متدرجة الارتفاع ومتجانسة مع شكل الجبل المبنيّة عليه.
قصر برزان
هو قصر تاريخي من المعالم التراثية الشهيرة في حائل، سمي برزان لأنه كان بارزًا عن المباني المشيّدة في فترة إنشائه، وهو قصر مبني من الطين، كان له حضور في الأحداث والمناسبات السياسية لمنطقة حائل، وقد هُدمت بعض أجزاء القصر ولم يتبق منه حاليًا إلا البرجان اللذان كانا يحيطان به، ويبلغ قطر البرج الشمالي نحو 7 أمتار، وقطر البرج الجنوبي 5 أمتار، وارتفاع كليهما 10 أمتار.
قصر رشيد بن ليلى
يقع في وسط مدينة حائل في حي لبدة التاريخي، وتبلغ مساحته 1,586م2، ويتألف من طابقين وفناء خارجي كبير يحتوي على مزرعة صغيرة، ويضم القصر جميع مكونات البيت التراثي التقليدية التي ما زالت بحالة جيدة، مثل القهوة والوجار والسماوة والأروقة والشرانيف، واستخدمت الحجارة في بناء أعمدته، وفي تأسيس الجدران التي بنيت بالطين واللبن المعد مسبقًا في قوالب خشبية، كما استخدمت جذوع أشجار الأثل وجريد النخل لتشييد السقف، وفيه بعض الأسقف من الخشب المصقول، والتي أنشئت في فترات لاحقة. ويتميز القصر بالأبواب والنوافذ المصنوعة من أخشاب الأثل، ومنقوش عليها زخارف بألوان زاهية، ويتميز من الداخل بالنقوش الفنية البديعة، المنفذة بمادة الجص لتشكيل لوحات فنية من الزخارف الهندسية والكتابية.
الأحياء التراثية
من المعالم السياحية الثقافية في حائل أحياؤها التراثية، إذ تحتضن مجموعة من المواقع المتميزة التي تكوّن الوسط التاريخي لمدينة حائل، وهي تمثّل شاهدًا لماضيها العريق. يتألف الوسط التاريخي من ثلاثة أحياء تقليديّة أكسبت المدينة طابعها التراثي، هي حي العليا، حي لبدة، حي سرحة. وتمتاز جميعها بطابع مبانيها المعماري والزخرفي التقليدي ونسيجها المعماري على مستوى منطقة حائل. وعلى الرغم من تداخل المباني الحديثة ضمن المباني التقليدية لهذه الأحياء نتيجة التطور العمراني إلا أن المباني المتبقية تمثل نموذجًا مميزًا من العمارة التقليدية، من أهمها قصور ومنازل تجار الذهب في حائل، حيث يبرز فيها عمارة وزخرفة تقليدية في غرف الاستقبال التي تسمى "المجالس"، وهي مزينة بالزخارف الجصيّة والخشبيّة، نُفذت بطرق فنية متعددة، مثل الحفر الغائر، والبارز، والزخرفة بالتلوين (الفريسكو).
المنشآت الحكومية في مدينة حائل
إمارة منطقة حائل
تضم مدينة حائل مقر إمارة المنطقة، وهي الجهة المعنية بتمثيل خادم الحرمين الشريفين في المنطقة، وتتبع تنظيميًّا وزارةَ الداخلية، وتشمل مسؤولياتها التنسيق والمشاركة مع الجهات الحكومية في مراحل التخطيط، لتوفير كافة الخدمات للمواطنين والمقيمين، إضافة إلى تلقي الشكاوى والنظر في أمورهم والعمل على تلبية مطالبهم وحل مشكلاتهم، وتقع على طريق الأمير مقرن بن عبد العزيز، الذي يبعد عن مطار حائل نحو 11 كلم، وتتخذ من الهوية البصرية لوزارة الداخلية شعارًا لها.
أمانة منطقة حائل
هي الأمانة المعنيّة بتطوير منطقة حائل لتحقيق التطور المستدام في عمرانها وجودة مرافقها وخدماتها، إضافة إلى توجيه التنمية العمرانية للمدن والقرى والهجر حاضرًا ومستقبلًا، من مسؤولياتها تقديم الخدمات التي تحقق الصحة البيئية وتوفر السلامة والرفاهية للسكان. وتتبع أمانة منطقة حائل تنظيميًّا وزارة البلديات والإسكان، ومقرها في وسط مدينة حائل، تبعد عن مقر إمارة المنطقة 1.7 كلم، وتتبع لها 17 بلدية، منها بلدية أنبوان، بلدية الأجفر، بلدية فيد، بلدية الحليفة السفلى، بلدية الشنان، بلدية سميراء، بلدية موقق، بلدية الكهفة، بلدية الشملي، بلدية الروضة.
يعود تاريخ إنشائها إلى عام 1381هـ/ 1961م في عهد الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود، وأطلق عليها مسمى بلدية حائل، وعُيّن الشيخ ممدوح بن سليمان آل علي أول رئيس لبلدية حائل، وفي عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز صدر قرار مجلس الوزراء في 17 شعبان 1428هـ/ 30 أغسطس 2007م بتغيير مسمى بلدية منطقة حائل إلى أمانة منطقة حائل، وترتبط البلديات في منطقة حائل بأمين منطقة حائل، وعُيّن أول أمين لمنطقة حائل الدكتور عبدالعزيز بن يوسف العمار.
الغرفة التجارية الصناعية في حائل
جهة غير ربحية، وهي إحدى الغرف التجارية الصناعية الـ28 الموزعة في مدن المملكة، وعضو مجلس الغرف السعودية، يقع مقرها الرئيس في مدينة حائل، وتعمل على تنمية الأنشطة التجارية في المنطقة، وتمثيلها لدى الوزارات والهيئات والمؤسسات العامة، والعمل على حمايتها وتطويرها، يتكون شعار غرفة حائل من ثلاثة عناصر، هي النخلة رمز العطاء، وإطار زخرفة إسلامية تعبّر عن الأصالة والانتماء، إضافة إلى تكوين رمزي تضاريسي يرمز لجبال أجا وسلمى.
تأسست الغرفة التجارية الصناعية في حائل في 25 ربيع الأول 1402 هـ/ 21 يناير 1982م، ولها شخصية اعتبارية واستقلال مالي وإداري، وترتبط بوزارة التجارة. تتكون الغرفة من جمعية عمومية، ومجلس إدارة، وأمانة عامة. تهدف غرفة حائل إلى تطوير بيئة الاقتصاد والأعمال من خلال تفعيل المشاركة الاستراتيجية بينها وبين منتسبيها، ودعم ومراعاة مصالحهم، كما تعمل على تطوير بيئة عمل الغرفة، بما يسهم في تطوير وتنمية علاقات الغرفة بالمجتمع المحيط بها، وتهدف أيضًا لتحقيق التوازن المالي لضمان استمرار أداء نشاطها ومهامها وخططها.
التعليم والثقافة في مدينة حائل
بدايات التعليم في حائل
كانت بداية التعليم في مدينة حائل تعتمد على قراءة القرآن الكريم وعلوم الدين على أيدي معلمي ومعلمات المدينة، وفق مستويات مُتدرجة، منها الابتدائي والمتوسط والعالي، وفي عام 1353هـ/1934م افتتحت أول مدرسة أهلية، أعقبها افتتاح أول مدرسة نظامية، هي المدرسة السعودية بحائل. أما التعليم النظامي في مدينة حائل فقد بدأ بافتتاح المدرسة السعودية عام 1356هـ/ 1937م، وتعد أول مدرسة نظامية في المدينة وعلى مستوى منطقة حائل في تلك الفترة، وفي 1368هـ/1949م افتُتحت مدرسة ثانية سُميت المدرسة العزيزية، وتوالى بعدها افتتاح المدارس وتطور وانتشار التعليم في حائل وقُراها.
جامعة حائل
تسمى اختصارًا بالإنجليزية UOH، وهي إحدى الجامعات الحكومية السعودية، تأسست في 1426هـ/ 2005م، وتعد كلية المجتمع بحائل التي أنشئت عام 1419هـ/ 1998م نواة الجامعة حاليًّا، إذ كانت الكلية تتبع لجامعة الملك فهد للبترول والمعادن آنذاك، واستمرت على هذا النحو 7 سنوات إلى حين استقلالها باسم جامعة حائل. تضم جامعة حائل 14 كلية تتنوع تخصصاتها بين المجالات العلمية والصحية والهندسية والإدارية والإنسانية والمجتمعية، كما تحتضن أكثر من 20 ألف طالب وطالبة، يقابلهم 2100 عضو هيئة تدريس، وفقًا للإحصاءات الواردة على موقع الجامعة.
تهتم الجامعة بالبحث العلمي، إذ حصدت، ممثلة بفرع العلوم الطبية، جائزتين في التميز للإنتاج العلمي للجامعات السعودية في قواعد المعلومات العالمية، هما جائزة المكتبة الرقمية السعودية للإنتاج العلمي الأعلى تأثيرًا في قاعدة سكوبز، وجائزة المكتبة الرقمية السعودية للإنتاج العلمي الأكثر إنتاجًا في القاعدة نفسها.
النادي الأدبي الثقافي في حائل
هو إحدى المؤسسات الثقافية الأدبية في السعودية، تأسس في 1415هـ/1994م، وأنشئ لرعاية المواهب الأدبية وتوجيهها للممارسات الأدبية الصحيحة، إضافةً إلى تكوين مظلة ثقافية أدبية لأهالي منطقة حائل، وتعزيز الحراك الثقافي وتطويره والارتقاء به. يعمل نادي حائل الأدبي على نشر الإصدارات الأدبية وطباعة الكتب الثقافية، خدمةً لأهداف النادي، ودعمًا للأنشطة الثقافية، كما يهدف لإقامة المحاضرات الأدبية والشعرية، وتنظيم الندوات، واستضافة الأسماء اللامعة في الشعر والأدب من داخل المنطقة وخارجها، فضلًا عن مشاركاته الدائمة في المؤتمرات الأدبية، ومعارض الكتب والأسابيع والمناسبات الوطنية والعالمية، وتبني المسابقات الثقافية في المجالات الأدبية، كالرواية والقصة والشعر.
اهتم نادي حائل الأدبي خلال مسيرته بتنفيذ المحاضرات والندوات والأمسيات، فأصدر عددًا من الكتب الرافدة للمجالات الثقافية والأدبية، وعقد شراكة مع دار الانتشار العربي في بيروت للنشر المشترك، بهدف تطوير المستوى الإخراجي لمطبوعات النادي، ومنحها فرصة أفضل في التوزيع. من منجزات النادي إنشاء جائزة حائل للرواية، حيث تستقطب الأدباء المتخصصين في فن كتابة الرواية، كما تصدر عن النادي دورية "رؤى" المتخصصة في استضافة الشعراء والأدباء وتنظيم اللقاءات الصحفية والثقافية معهم، فضلًا عن تنظيم النادي لملتقى حاتم الطائي الذي تضمن عددًا من الفعاليات الثقافية والأدبية.
متحف حائل الإقليمي
هو أحد متاحف مدينة حائل، يقع في حي البحيرة، وهو مصمم على الطراز المعماري التقليدي في منطقة حائل، افتُتح في 1441هـ/ 2020م بالتزامن مع إطلاق الموسم السياحي في حائل "موسم حائل"، ويقع على مساحة 20 ألف م2، ويحتضن ثماني قاعات، تحكي كل واحدة منها حقبة تاريخية مختلفة مرّت بها منطقة حائل، كما يضم الكثير من المقتنيات الأثرية والمخطوطات القديمة، كما يضم نماذج من الصناعات التقليدية التي عرفت بها حائل، مثل الملابس، وأواني الطهي، وأدوات الزراعة.
النقل والمواصلات في مدينة حائل
مطار حائل الدولي
أنشئ مطار حائل في عام 1394هـ/ 1974م، ويبعد 5 كلم عن وسط مدينة حائل، قدرته الاستيعابية 500 ألف مسافر، ويضم جميع الخدمات الأرضية التي يحتاجها المسافر من قبل الشركات المشغلة. وتكمن أهمية المطار في موقعه الاستراتيجي بالقرب من المدينة الاقتصادية في نقطة تجمع للممرات الملاحية العابرة. يحتوي المطار على صالة ركاب على مساحة تقدر بـ 4 آلاف م2، وتنقسم إلى ثلاث صالات مختلفة، هي صالة القدوم على مساحة 867 م2، وصالة المغادرة 11,238م2، وصالة كبار الزوار وصالات الدرجة الأولى ورجال الأعمال، كما يضم عددا من المنشآت والمباني المساندة.
المصادر
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة