وجبة السحور في السعودية، هي آخر وجبة يتناولها الصائم قبل الإمساك عن الطعام في شهر رمضان وأيام الصوم، يبدأ وقتها بعد منتصف الليل، وتكون عادة قبل أذان الفجر بوقت كاف، ويلتف حول مائدتها أفراد العائلة، وتقابلها في المساء وجبة الإفطار عند أذان المغرب، وعلى عكس النظام التقليدي للوجبات الثلاث الموزعة على مدار اليوم، تبدأ الوجبات أيام الصيام تراتبيًًا من المساء، بدايةً من وجبة الإفطار حتى وجبة السحور.
مهن ارتبطت بوجبة السحور في رمضان
من المهن التي ارتبطت بوجبة السحور في شهر رمضان "المسحراتي"، وهو الشخص الذي كان يجوب الأحياء والطرقات وقت السحور لإيقاظ الناس، وتنبيههم بقرب طلوع الفجر، قبل ظهور مكبرات الصوت، مصطحبًا معه طبلًا يدق عليه مع ترديد بعض الأناشيد.
وقت وجبة السحور في شهر رمضان
يبدأ وقت وجبة السحور في السعودية من منتصف الليل حتى أذان الفجر، يتناول فيها الصائم وجبةً رئيسة ليختتم بها الوجبات الغذائية تراتبيًا منذ إعلان دخول وقت الإفطار مع أذان صلاة المغرب. وجاء في وجبة السحور توجيه نبوي للصائمين ببركتها، فقال النبي صلى الله عليه وسلمَ "تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً".
ويمكن التبكير في تناول السحور، وغالبًا ما يُؤخَر السحور حتى قبيل الفجر، مع شرب كمية كافية من الماء، لتجنب الظمأ نهارًا، وتتنوع وجبات مائدة السحور غالبًا بحسب الثقافة الغذائية في كل منطقة من مناطق السعودية.
وجبة السحور في مناطق السعودية
تتنوع أصناف الأكلات المقدمة في وجبة السحور بمناطق المملكة العربية السعودية، ففي منطقة الرياض ومعظم مناطق المملكة تكون الوجبة الأساسية الكبسة السعودية سواء كبسة اللحم أو الدجاج، وبعض الأكلات الشعبية الأخرى،وفي منطقة جازان تتكون وجبة السحور من أكلتَي الثريث والمفالت، وهما أكلتان يدخل في تكوينهما الحليب وخبز الذرة الحالي والدقيق الأبيض أو دقيق القمح والسكر. وبعض الناس يتناول الهريسة المحلاة بالسكر أو العسل في وجبة السحور. وفي منطقة نجران تشبه وجبة السحور وجبة الإفطار، فيتناول الناس فيها مما يتوافر في منازلهم من حبوب ودقيق.
وفي مكة المكرمة تقدم الخضروات بمختلف أنواعها واللحوم بأشكالها كالكباب والمقلقل والمختوم أو المكرونة مضافًا إليها اللحم المفروم، إضافة إلى الحلويات كالمهلبية والسوكدانة والألماسية، ويأكل بعض الناس مع السحور "الخشاف" وهو نوع من الحلوى السائلة، تعمل من مغلي الزبيب الأسود المصفى مضافًا إليه السكر وبعض أنواع المكسرات، ثم يصب في إناء كبير ويترك حتى يبرد، لاعتقادهم أنه يساعد على تبريد الأجسام. وفي العاصمة المقدسة يفضل بعض العائلات الأرز واللحم بمذاقاته المتنوعة مثل الكبسة أو الزربيان وعائلات تفضل السمك المقلي مع الأرز الأبيض. وتعد الصيادية من الأكلات الأساسية في وجبة السحور لأهالي محافظة جدة. وفي المنطقة الشرقية تتميز وجبات السحور بالأطباق والشوربات البحرية، ومنها مطبق السمك والمسحب والمشوي في الفرن، والروبيان، وعادة ما تكون هذه الوجبات وقت السحور.وفي المدينة المنورة يعد "الفول" الطبق الأساسي في السحور الرمضاني، ولقب بسيّد السفرة الرمضانية. وفي منطقة حائل تحضر بعض الأكلات الشعبية ومنها "المحموسة".
وفي منطقة الباحة يكون سحور الناس في الغالب العصيدة واللبن، أو الخبزة واللبن.وفي منطقة تبوك وخصوصًا المدن الساحلية تحضر المأكولات البحرية بمختلف أصنافها على موائد السحور، إضافة لوجبة "المنسف" الذي يتكون من اللحم أو الدجاج مع الرز وخبز "الشراك"، وفي منطقة القصيم يعد الأرز واللحم أو الدجاج من الوجبات الأساسية على وجبة السحور، إضافة إلى أكلة "التاوة" المكونة من دقيق القمح، ومن الأكلات التي يتناولها أهالي منطقة الجوف في السحور الجريش واللخوفة. وفي منطقة الحدود الشمالية تحضر "الكبسة" كطبق رئيس على موائد السحور في رمضان. وفي منطقة عسير يقدم عدد من الأكلات في فترة السحور، ومنها: الكبسة، والرضيفة، والمشغوثة.
وجبة السحور ضمن ثقافة المجتمع في السعودية
تحظى وجبة السحور في الثقافة السعودية كل عام، باحتفاءٍ تقليدي متوارث، فلا تغلق المحال التجارية أبوابها إلى وقت وجبة السحور، وتفتح بعض المطاعم أبوابها حتى الفجر، وتقام موائد السحور الجماعية، وينتشر في محيط إشارات المرور متطوّعون من مختلف الأعمار لتوزيع الماء قبل أذان الفجر.
وتأخذ مبادرات توفير وجبات السحور طابعًا تنظيميًّا غالبًا، خاصة في مكة المكرمة، من قِبل لجنة السقاية والرفادة، بمشاركة الجمعيات الخيرية والأفراد في توزيع وجبة السحور خلال شهر رمضان على المُعتمرين وقاصدي المسجد الحرام، وتشمل أماكن توزيع وجبات السحور على ضيوف الرحمن: المسجد الحرام والساحات المحيطة به، ومحطات انتظار الحافلات.
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة