محمية الملك سلمان بن عبدالعزيز الملكية، هي أكبر المحميات الملكية في المملكة العربية السعودية، تقع إلى الشمال بمحاذاة الحدود الأردنية السعودية، وتُعدُّ رابع أكبر محمية برية بالعالم والأكبر في الشرق الأوسط. تمتد المحمية بين أربع مناطق إدارية، وهي: الجوف وحائل وتبوك والحدود الشمالية، وتشتمل على آثار مسجلة لدى اليونسكو تتمثّل في منطقة جبة التي تعود لأكثر من 8 قرون قبل الميلاد.
أنشئت محمية الملك سلمان بن عبدالعزيز بأمر ملكي في رمضان 1439هـ/يونيو 2018م، ونص على أن تكون محميات (الخنفة، والطبيق، وحرة الحرة) والمناطق الواقعة بينها والمجاورة لها محمية ملكية تُسمى (محمية الملك سلمان بن عبدالعزيز)، ويكون مجلس إدارتها برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود، وعضوية ستة أشخاص من ذوي الخبرة والاختصاص يرشحهم مجلس المحميات الملكية.
موقع محمية الملك سلمان بن عبدالعزيز
تقع ضمن مساحة محمية الملك سلمان بن عبدالعزيز ثلاثة محميات سابقة وهي الخنفة والطبيق وحرة الحرة، وذلك بإجمالي مساحة تبلغ 130,700 كلم2، وتتميز بطبيعتها البكر، وهوائها النقي، والتنوع الجغرافي والتراثي، والآثار النادرة، وتنوع هائل في طبيعتها الجغرافية، حيث تشمل أربعة عشر تشكيلًا جغرافيًا من جبال وسهول وهضاب وغيرها، كما تشمل ستة معادن قيّمة.
تتداخل مع حدود المحمية عدة محافظات وقرى، منها: محافظة القريات وطبرجل من منطقة الجوف، وطريف من منطقة الحدود الشمالية. بينما تحد المحمية منطقة تبوك من الغرب، وتيماء من الجنوب الغربي، وحائل من الجنوب الشرقي، وسكاكا ودومة الجندل شرقًا، والحدود الأردنية شمالًا بالقرب من وادي رم.
تقع محميّة حرّة الحرة، إحدى المكونات الثلاثة لمحمية الملك سلمان بن عبدالعزيز، شمال غربي المملكة مع حدود المملكة الأردنيّة الهاشميّة، وتمتد شرق وادي السرحان. وتبلغ مساحتها 13775 كلم2. يتألّف سطح هذه المحميّة من هضبة بركانية تكثُر فيها الصّخور البازلتيّة السّود، إضافة إلى مجموعة من الجبال البركانيّة المنخفضة التّي يتراوح ارتفاعها بين 800م و1150م عن سطح البحر. وتمتاز بتنوّع غطائها النّباتي الّذي يتألّف من نباتات معمّرة وحوليّة تكثر عادة في مجاري السّيول وعلى جوانبها. ومن الحيوانات الموجودة في هذه المحميّة ظبي الرّيم والذّئب العربي، والثّعلب الأحمر، والثعلب الرّملي، والضّبع المخطّط، والأرنب البرّي والجربوع.
أما محميّة الطّبيق فتقع شمال غربي المملكة مع حدود المملكة الأردنيّة الهاشميّة؛ وتبلغ مساحتها 12105 كلم2. وتمتاز بالوعورة، حيث توجد جبال الطّبيق في الجهة الغربيّة والوسطى من المحمية، بالإضافة إلى الأودية والشعاب. وتكثر على السّطح الصّخور الرّسوبيّة الرمليّة والجيريّة، وتوجد بعض المناطق الرمليّة في الجهة الشرقيّة من المحميّة. وتوصف المحميّة بفقر غطائها النباتي، ويُعدُّ الوعل من أبر حيوانات المحميّة.
المكوّن الثالث لمحمية الملك سلمان بن عبدالعزيز هي محميّة الخنفة، وتقع في شمال المملكة على الحافة الغربيّة لصحراء النّفود الكبير شمال مدينة تيماء، وتبلغ مساحتها 19339 كلم2. وتمتاز باحتوائها على تضاريس تتألّف غالبًا من الحجر الرملي مع وجود جبال وتلال وهضاب وأودية وشعاب ورمال. ومن أشجار المحميّة الطّلح والإرطي والغضى والأثل. أما الحيوانات الموجودة فيها فمن أبرزها ظبي الريم، مع أعداد قليلة من ظبي الإدمي.
خصائص محمية الملك سلمان بن عبدالعزيز
تتميز المحمية بتنوّع حيواني كبير، حيث تضم ما يزيد على 282 نوعًا من الحيوانات، التي تتراوح أنواعها بين الثدييات والطيور والزواحف والبرمائيات، ومن الحيوانات التي توجد في المحمية: غزال الريم، والذئب العربي، والثعلب العربي، والوعل النوبي، والأرنب البري، والحبارى، والعقاب الذهبي، والكروان، والثعلب الأحمر، والذئب الرمادي، وقط الرمال، والقنفد الصحراوي، وخفاش الفاكهة المصري، والصقر الحر.
بالنسبة للغطاء النباتي فتمثّل النباتات في محمية الملك سلمان الملكية دورًا أساسيًا في إعادة تدوير العناصر الغذائية والحفاظ على التوازن البيئي للمنطقة، إذ تضم المحمية ما يزيد على 450 نوعًا من النباتات، منها: الطلح، والعوسج، والغضى، والطرفا الرتم، والارطى، والروثة، والرمث، والعاذر، والقيصوم، والشيح.
تحتضن المحمية إلى جانب ذلك الثراء الحيواني والنباتي، تاريخًا يمتد لآلاف السنوات، حيث وجدت الحضارات الإنسانية في تسلسل زمني يصل إلى 12,000 سنة، من العصور القديمة كعصر عاد وثمود، ومدين، مرورًا بعصور ما قبل الإسلام والعصور الإسلامية الوسطى حتى العصر الحديث، وذلك في أكثر من 400 موقع أثري، من أبرزها جبة وكلوة وقصر كاف. كما أنها موقع سياحي بامتياز إذ تضم ما يزيد على 14 تشكيلًا جغرافيًا متنوعًا، يشمل الفوهات البركانية، والكثبان الرملية، والأودية، والجبال، والمرتفعات الشاهقة.
العناية بالتنوّع الإحيائي في محمية الملك سلمان بن عبدالعزيز
في إطار العناية بالتنوّع الإحيائي في المحمية، أطلقت هيئة تطوير محمية الملك سلمان بن عبدالعزيز الملكية 65 غزالًا من غزال الريم في محمية الخنفة التابعة لها في عام 1443هـ/2022م، لتحقيق التعاون والتكامل في تنمية الحياة الفطرية والتنوع الأحيائي واستعادة التوازن البيئي في المحمية. وسبق ذلك إطلاق 100 من غزال الريم في عام 2021م.
بالنسبة للغطاء النباتي بدأت هيئة تطوير محمية الملك سلمان بن عبدالعزيز الملكية أعمال مشروع زراعة 500 ألف شتلة من الأشجار في أراضي المحمية في 1443هـ/2022م، بزراعة 400 ألف شتلة في جبة، و100 ألف شتلة في الطبيق، وتستمر أعمال الري والرعاية حتى عام 2024م.
المصادر
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة