




منطقة عسير، هي إحدى المناطق الإدارية الـ 13 في المملكة العربية السعودية، وخامسة المناطق من حيث عدد السكان، والعاشرة من حيث المساحة. تشكلت إداريًّا عام 1412هـ/1992م، وتقع جنوب غربي المملكة، وتحدها من الشرق منطقة نجران، ومن الجنوب منطقة جازان وجزء من جمهورية اليمن، ومن الشمال منطقتا مكة المكرمة والباحة، ومن الشمال الشرقي منطقة الرياض، وتطل على البحر الأحمر غربًا، وتبلغ مساحتها 80,000 كم²، أي ما يعادل 4.1% من مساحة السعودية.
منطقة عسير واحدة من بين خمس مناطق في السعودية يتخطى عدد سكانها حاجز المليوني نسمة، وتأتي ثالثة من بين أعلى معدلات الكثافة السكانية، بمعدل 25 شخصًا في كل كم2 من أراضيها، إذ يبلغ عدد السكان في منطقة عسير 2,024,285 نسمة، أي ما يعادل 6.3% من سكان السعودية، ويشكل السكان السعوديون منهم الغالبية بنسبة 71.4%.
يندرج تحت نطاق المنطقة الجغرافي والإشرافي 17 محافظة، إضافة إلى مدينة أبها العاصمة الإدارية، وهي: خميس مشيط، وبيشة، والنماص، ومحايل، وسراة عبيدة، وتثليث، ورجال ألمع، وأحد رفيدة، وظهران الجنوب، وبلقرن، والمجاردة، وتنومة، وطريب، وبارق، والبرك، والأمواه، والحرجة، ويتبع لها 128 مركزًا، وأميرها هو الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود.
يوجد في منطقة عسير مطار أبها الدولي في العاصمة الإدارية أبها، بطاقة استيعابية 1.1 مليون مسافر سنويًا، ويستطيع 50.18% من السكان في المنطقة الوصول إليه برًا خلال مدة لا تتجاوز 28 دقيقة.
المناخ في منطقة عسير
المناخ في منطقة عسير بارد نسبيًا خلال الشتاء، معتدل صيفًا، إذ لا تتجاوز درجات الحرارة فيه خلال أغسطس 24 درجة مئوية، وهي درجة منخفضة مقارنة بمتوسط درجات الحرارة في مناطق السعودية، وبسبب وقوعها في مهب الرياح الموسمية، فإن الأمطار فيها متواترة وتشهد عواصف مطرية، تزداد أكثر في أجزائها المرتفعة عن مستوى سطح البحر.
السكان في منطقة عسير
تمثّل مدينة أبها العاصمة الإدارية ومقر الإمارة، وتتصدر المناطق الحضرية بعسير في عدد الخدمات العامة، إلا أن20.9% فقط من السكان يعيشون في أبها، ويتركز 29.7% من السكان في محافظة خميس مشيط، مع ذلك فإن 33 دقيقة فقط بالسيارة هي ما يفصل خميس مشيط عن أبها.

جبال وحرات منطقة عسير
تتمتع منطقة عسير بمجموعة واسعة من الفرص الترفيهية، إذ تمثّل المنطقة مسرحًا جغرافيًا متنوعًا، يجمع بين السهل والساحل والجبل، فهي تضم أعلى 12 قمة جبلية في السعودية، أعلاها جبل السودة غربي أبها بارتفاع 3,015م عن سطح البحر، وهو ما يتجاوز أعلى قمة جبلية في: أستراليا وألمانيا واليونان.
تمثّل الحرات 2.5% من مساحة عسير، ويصل عمر بعضها إلى 30 مليون سنة، وتمر ثمانية من أودية السعودية في أراضيها، وهي أقل مناطق السعودية في نسبة التجمعات الرملية، إذ تمثّل المساحات الرملية من أراضيها 1% فقط من إجمالي المساحات الرملية في السعودية.
أودية وشعاب منطقة عسير
تُصنف منطقة عسير على أنها منطقة جبلية، حيث يقع في أراضيها 29% من جبال السعودية، وهي عبارة عن مجموعة جبال تتخللها أودية وشعاب وعرة المسالك، وسُميت عسير نسبة إلى عسر مسالكها، على الرغم من ذلك تأتي منطقة عسير خامسة بين مناطق السعودية في أطوال الطرق، بطول طرق يصل إلى 5,259 كم، أطولها الطريق الذي يربط أبها بمنطقتي مكة المكرمة ونجران.
وتتمتع منطقة عسير بواجهة بحرية بطول 140 كم، وتتمركز ثلاث من محافظات المنطقة على ساحل البحر الأحمر، هي: رجال ألمع ومحايل والبرك، إلا أن 15% فقط من السكان يعيشون على الساحل، وتتميز المنطقة بتفاوت المرتفعات على أراضيها التي تشكل مطلات سياحية، والأودية الجارية، واعتدال الأجواء على مدار العام، مما جعلها مقصدًا سياحيًا على مستوى السعودية ودول الخليج العربي.
منطقة عسير بين الماضي والحاضر
تشتهر منطقة عسير بتراث مميز، وهوية خاصة تمثّل أصالة التوافق مع الماضي والحاضر، إذ لا يزال تراث المنطقة ينعكس على مظاهر الحياة فيها من خلال النقوش التي تزين واجهات المباني والطرقات والمقتنيات والأواني المنزلية، مما جعلها محط اهتمام عالمي بعد أن أُدرج فن النقش المعروف بـ "القَط العسيري" ضمن قائمة التراث العالمي غير المادي في اليونسكو، ولا تزال الأزياء الشعبية المعروفة باللونين الأسود والأحمر مع بعض التغييرات التي طرأت عليها؛ تمثل توجها سائدًا في اللباس لدى فئة كبيرة من المجتمع في عسير.

آثار منطقة عسير
توجد في منطقة عسير 4,275 قرية تاريخية، وفي غرب مدينة أبها توجد قرية المفتاحة التي تُعد الأيقونة التراثية لهوية المنطقة، حيث تحولت منذ أكثر من 30 عامًا إلى مَعلم ومزارٍ سياحي، وهي قرية قديمة ووجهة سياحية تحتفظ بتراث المنطقة، وتضم مركز الملك فهد الثقافي، ومسرح طلال مداح أكبر المسارح في السعودية، وتتبع أربع جهات، هي: وزارة الثقافة، وصندوق الاستثمارات العامة، وإمارة منطقة عسير، وهيئة تطوير منطقة عسير.
وفي غربي المنطقة على بعد 45 كم من مقر الإمارة، تقع قرية رجال ألمع التاريخية على سفوح جبلية، وهي تضم ثمانية قصور متراصة يصل ارتفاعها إلى ستة طوابق، وتتزين من الخارج بأحجار المرو الأبيض، ومن الداخل بنقوش القَط العسيري.
المصادر
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة