بيوت الطين في السعودية، يُعدُّ مفهوم العمارة الطينية أو الترابية من أوائل المفاهيم العمرانية التي شُيِّدت على إثرها المساكن والقِلاع والقصور والبيوت في المملكة العربية السعودية، وهي ترتكز في بنائها على الطين؛ القاسم المُشترك في معظم عمليات البناء، حيث تُبنى به الجدران الداخلية والخارجية، وهو مادة لاحمة بين المداميك الحجرية في الأساسات، ويُخلط اللبِن مع الطين لمنع تشققه.
المواد المستخدمة في بيوت الطين في السعودية
من المواد التي استُخدمت في العمارة الطينية مادة الجص، وهي مادة تُحضَّر بطريقة بدائية، عن طريق حرق الصخور الجيرية الهشة وطحنها لتصبح ملاطًا "مونة" مناسبًا لتشكيل القوالب وتماسك البناء.
غالبًا ما تكون مواد بنية الأرض بسيطة، مثل الطين، أو الطين الممزوج بالقش، ويمكن تثبيت التربة عن طريق إضافة الجير أو الأسمنت أو الجص، ويمكن رصها في تربة صخرية. يكون البناء بشكل أسرع باستخدام الطوب اللبِن أو اللبنات المشكَّلة مسبقًا، أو الكُتل الترابية المضغوطة، أو الأكياس الترابية أو الطوب الطيني المحروق.
معالم تعكس نمط بيوت الطين في السعودية
يُعدُّ قصر المصمك وسط العاصمة الرياض أحد المعالم السعودية البارزة التي تعكس نمط البيت الطيني العربي الأصيل، بوصفه البوابة التي دخل منها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود لإعادة تأسيس الدولة السعودية، ويتكون بناؤه من اللبِن والطين الممزوج بالتبن فوق أساس بُني من الحجارة.
تعكس أساليب البناء باستخدام المواد الطينية وعي الشعوب في التعامل مع البيئة وظروف عناصرها، حيث كانت لبيوت الطين في المدن الساحلية من المنطقة الشرقية دلالتها على سهولة الحياة في الواحة الزراعية، حيث استفاد البناؤون من الصخور البحرية والفروش وطمي البحر في تشييد المباني.
حماية وتطوير بيوت الطين في السعودية
تُصنَّف البيوت الطينية ضمن التراث العمراني الذي تسعى وزارة الثقافة السعودية إلى وضع أنظمة ولوائح لحمايته وتطويره وملكيته بوصفه قطاعًا ثقافيًّا وتراثيًّا وسياحيًّا واعدًا، وتتضمن تلك الجهود معالجة مواقع التراث العمراني بالتنسيق مع جهات حكومية عدة، منها وزارة البلديات والإسكان، ووزارة البيئة والمياه والزراعة، ووزارة العدل، بالإضافة للهيئة الملكية لمدينة الرياض.
تعمل وزارة السياحة على تطوير البيوت الطينية المنتشرة في مناطق المملكة كافة، وذلك ضمن برنامجها لتطوير التراث العمراني الوطني، وتعمل هيئة التراث التابعة لوزارة الثقافة على توثيق هذه المباني والمحافظة على استدامة نشاطها، وتأهيل البيوت الطينية التاريخية للدولة، وتطويرها بوصفها وجهة اقتصادية وثقافية وسياحية.
السمات العامة لبيوت الطين في السعودية
تُعدُّ السمات العامة للبيت الطيني التقليدي مؤشرًا على المستوى المادي لمالكيه، وهي تتنوع ما بين الزخرفة والنقش على الشبابيك، والفتحات المثلَّثية بنوعيها، والأفاريز المحلية والخارجية، والشرفات التي تُعرف بعرائس السماء.
تناسبت سمات البيوت الطينية في السعودية مع طبيعة المناخ، حيث استُخدمت فيها أساليب عمرانية عدة لحث حركة الهواء وتلطيف الحرارة في المنزل، ومن تلك الأساليب: النوافذ التقليدية، إلى جانب الكشافات أو السماوات، وهي عبارة عن فتحات في السقف تُفتح صيفًا لتسمح بخروج الهواء الساخن، وتُغلق في الشتاء وتوضع فوق الأوجار لخروج دخان الوقود، كما يُعدُّ الفاو نمط تبريد انتشر في بعض البيوت الطينية، وهو فتحة مرتفعة واسعة في الجدار الخلفي للرواق الرئيس للمسكن، إذ يلتقط الفاو الرياح من ارتفاع أعلى، حيث تكون قوية وصافية.
في عام 2005م، طبقت الهيئة الملكية لمدينة الرياض أسلوب استخدام مواد طينية محلية (الطين المضغوط) في بناء أول منشأة معمارية تُشيَّد وتُبنى بهذه الطريقة، وذلك وفق أسس علمية حديثة، وهو مسجد المدي الواقع في مركز الملك عبدالعزيز التاريخي بالرياض.
الاختبارات ذات الصلة