أحمد بن مشرف

أحمد بن علي بن مشرف، (أوائل القرن الثالث عشر الهجري/الثامن عشر الميلادي - 1285هـ/1868م) هو عالم وفقيه، وشاعر، عاش في عهد الدولة السعودية الثانية، درّس في الأحساء وتولى القضاء فيها، له مجموعة من المؤلفات العلمية والأدبية، منها: ديوان يضم قصائد منظومة مثل "جوهرة التوحيد"، و"الهمزية".   

ولد أحمد بن مشرف كفيف البصر، بالأحساء في المنطقة الشرقية، بعد انتقال والده الشيخ علي بن حسين بن مشرف من الزبارة إلى الأحساء واستقر بها؛ لأنها كانت تمثل بيئة علمية آنذاك.

نشأ وتعلم في الأحساء، وفي طفولته حفظ القرآن الكريم وبعض المتون العلمية، ودرس العلوم العربية على يد شيخه حسين بن غنام، ثم التحق بحلقات العلماء، وتعلم فيها العلوم العربية والدينية، تحديدًا الحديث والفقه، ثم درّس في الأحساء وعلم الناس وأفادهم، وبعدها توجه إلى الرياض وفيها تعلم ودرّس، ثم عاد إلى الأحساء، وتولى القضاء بها في أواخر عهد الإمام فيصل بن تركي وأول أيام عهد ابنه عبدالله.  

كان لأسرة أحمد بن مشرف تأثير في شخصيته العلمية والأدبية، وهي أسرة عرفت في مجال العلم والأدب، إلى جانب سعة اطلاعه على كتب الأدب ودواوين الشعر من مختلف العصور الأدبية، إضافة إلى إلمامه بعلوم التاريخ، واللغة، والدين، مما انعكس على قصائده - منظوماته - التعليمية، وجميعها مؤرخة بالسنوات منذ عام 1245هـ/1829م حتى عام 1283هـ/1866م.  

كان أحمد بن مشرف على اتصال بالإمام فيصل بن تركي، إذ وفد عليه من الأحساء إلى الرياض، والتقى به عن قرب، وسجل في شعره كثير من أحداث عصره الاجتماعية والسياسية، إضافة إلى وصفه لشخصية الإمام فيصل في نحو 30 قصيدة جسدت مآثره وأخلاقه، وأبانت سياسته في القيادة والحكم، كما صورت وقائعه وحروبه وانتصاراته، إذ تعد قصائد ابن مشرف من الوثائق التاريخية التي سجلت الأحداث والمواقف في عهد الدولة السعودية الثانية. ومن نماذج شعره ما قاله في رثاء الإمام فيصل بن تركي:

وقائلة أقصر فما بعد فيصل               

لذي أدب حظ فماذا تحاوله

أترغب في نظم القريض وجسمه       

موارى بقبر غيبته جنادله

فقلت: دعيني إن يكن مات فيصل       

فخالقه حي وما مات نائله

قدم أحمد بن مشرف مجموعة من المؤلفات العلمية والأدبية، منها: ديوان مطبوع ضم مجموعة من القصائد المنظومة، مثل "جوهرة التوحيد"، و"الهمزية"، و"غرر الفتاوى"، و"الشهب المرمية على المعطلة والجهمية"، إضافة إلى منظومات في مدح الإمام فيصل بن تركي، كما قدم مخطوطة مختصرة لـ"صحيح مسلم"، ونظم رسالة ابن أبي زيد القيرواني في فقه المالكية.

توفي أحمد بن مشرف في الأحساء.