
خميس بن رمثان العجمي، هو دليل (مرشد) سعودي، أسهمت خبرته بإحداثيات الأرض ومعرفته بحركة الكواكب والفلك في اكتشاف أول بئر للنفط في صحراء المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية، وهو بئر الدمام رقم 7 الذي يعرف باسم "بئر الخير"، عُين موظفًا رسميًّا في شركة "سوكال" الأمريكية (أرامكو السعودية حاليًا)، بهدف اكتشاف حقول وآبار النفط في السعودية.
رحلة خميس بن رمثان الاستكشافية للنفط
عُرف خميس بن رمثان بعلمه ومعرفته الواسعة بصحراء السعودية، تحديدًا صحراء المنطقة الشرقية، معتمدًا على حدسه وذاكرته، إلى جانب خبرته بإحداثيات الأرض ومعرفته بحركة الكواكب والفلك، وتجاوزت شهرته في ذلك عائلته وقبيلته وجيرانه من البدو الرحل حتى وصلت إلى الحكومة السعودية.
اختير خميس بن رمثان لأداء مهمة مع الفرقة الاستكشافية الجيولوجية التي كلفت بمهمة التنقيب عن النفط شرقي السعودية شركة "سوكال" الأمريكية (أرامكو السعودية حاليًا) عام 1351هـ/1933م، والتحق بهم بهدف إنجاح مهمة البعثة، والإسهام في مساعدتها على التنقل من مكان إلى آخر، وتتبع مواقع النفط المحتملة لاكتشافها.
استمرت البعثة، التي كانت تضم فريق بحثي، وخبراء جيولوجيين، ومديري الشركة في عملية التنقيب عن النفط في تلك المنطقة، لكن دون جدوى، بسبب النتائج الأولية المخيبة للآمال، إلا أن رئيس التنقيب ماكس ستاينكي وخميس بن رمثان كان لديهما أمل كبير بوجود النفط في هذه الأرض.
وبعد خمسة أعوم من البحث المتواصل وقبل أن تتوقف المهمة؛ أُتيح لماكس فرصة أخيرة للتنقيب عن النفط، وأسر بذلك لخميس بن رمثان الذي ضاعف جهوده في عملية التنقيب، وفي محرم 1357هـ/مارس 1938م اكتشف الفريق بئر الدمام رقم "سبعة"، وهي أول بئر في السعودية تُنتج النفط بكميات تجارية، وأطلق عليها الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود اسم "بئر الخير"، تيمنًا بها.
لم تتوقف إسهامات خميس بن رمثان بعد اكتشاف النفط (بئر الخير)، بل واصل العمل مع شركة أرامكو موظفًا رسميًا، وحقق معها إنجازات عدة على مدى 25 سنة، منها استمراره في اكتشاف آبار وحقول نفط.
توفي خميس بن رمثان خلال تلقيه العلاج في مستشفى أرامكو بالظهران عام 1379هـ/1959م.
حقل وناقلة نفط باسم "رمثان"
أطلقت شركة أرامكو السعودية عام 1394هـ/1974م على حقل نفط اسم "رمثان"، تقديرًا لجهوده، وارتباط اسمه بتاريخ النفط.
ودشنت شركة النقل البحري إحدى الشركات التابعة لأرامكو السعودية ضمن أسطولها البحري ناقلة نفط كبيرة عام 1439هـ/2017م، وأطلقت عليها اسم "رمثان"، تكريمًا ووفاء لجهود خميس بن رمثان في شركة أرامكو السعودية.
وشارك في تدشين الحفل جهات عدة، منها: شركة النقل البحري، وأرامكو السعودية، وهيئة إدارة ميناء رأس تنورة، إضافة إلى دعوة حفيد ابن رمثان؛ شبيب بن رمثان العجمي، الذي شارك في رفع العلم السعودي على سارية ناقلة النفط.
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة