السياحة في منطقة الرياض

السياحة في منطقة الرياض، هي مجموعة من المقومات الطبيعية، والحضارية، والتاريخية، والتراثية، إضافةً إلى البنية التحتية الخدمية التي تتمتع بها منطقة الرياض. وتعد المنطقة إحدى الوجهات السياحية التي يقصدها الزوار، لاحتضانها المركز السياسي، والاقتصادي، والحضاري للمملكة العربية السعودية المتمثل، بعاصمتها الرياض.

وشهدت منطقة الرياض، التي تقوم عليها المدينة اليوم، استيطانا بشريًا منذ نحو ربع مليون سنة، كما أن هناك أدلة معروضة في المتحف الوطني بمدينة الرياض على أن المنطقة كانت مأهولة بالسكان منذ نحو 30 ألف سنة.

تشكل المواقع التراثية والسياحية والأثرية في منطقة الرياض، إضافة للمهرجانات والفعاليات والمراكز التجارية، عامل جذب سياحي.

ومن المناطق الأثرية في منطقة الرياض، قرية الفاو، عاصمة مملكة كندة الأولى، التي شهدت استيطان ممالك وحضارات قديمة، بقيت قبورها شواهد على هذه الحضارات. وتقع قرية الفاو جنوب شرقي مقر محافظة وادي الدواسر، في المنطقة التي تتداخل فيها محافظة وادي الدواسر مع جبال طويق، وتبعد عنها نحو 150 كم.

ومن المواقع السياحية التي يقصدها زوار منطقة الرياض، مدينة الدرعية التاريخية، وتتكون من عدة أحياء تاريخية، منها: حي الطريف الذي كان مقر الأسرة الحاكمة في عهد الدولة السعودية الأولى، وأدرج عام 2010م، ضمن قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، وحي البجيري، وأحياء: الطرفية، والمريح، والظويهرة، وسمحان، والسريحة، والظهرة، والقصيرين، وغصيبة، إضافة إلى مساجدها التاريخية، مثل: مسجد الإمام محمد بن سعود، ومسجد الشيخ محمد بن عبدالوهاب، ومسجد السريحة، ومسجد الظويهرة.

وتضم منطقة الرياض "قرية الغاط التراثية" بمحافظة الغاط، وعددًا من القصور التاريخية، منها: قصر المصمك، وقصر المربع، وقصر الملك عبدالعزيز بالدوادمي، وقصر الملك عبدالعزيز بالخرج، وقصر أبو جفان بالخرج. ومن متاحفها: المتحف الوطني، ومتحف العملات، وقاعة الملك عبدالعزيز التذكارية، ومتحف صقر الجزيرة.

وتعد محافظة شقراء من المواقع السياحية التراثية في المنطقة، فهي تضم وسطها البلدة التاريخية، وتمثل نمط المدن النجدية التقليدية بمساجدها وأسواقها وبيوتها، ومن بيوتها: بيت السبيعي، الذي يعود بناؤه إلى عام 1327هـ، الذي كان مقر بيت المال في عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ومقر استقباله، واستقبال الوفود الرسمية.

ويوجد في شقراء كذلك بيت العيسى، وبيت الجميح، والدار التاريخية للشيخ عبدالله بن عبدالرحمن أبابطين، والشيخ العبداللطيف، والسوران القديم والجديد، وسوق حليوة التاريخية، إضافة إلى أبراج المراقبة على الجبال المحيطة بالبلدة، والمرقبين الشمالي والجنوبي، وبرج السائح، إلى جانب السد القديم والآبار القديمة مثل بئر الحميضية وسد وادي الريمة، والبوابات الأثرية، إضافة إلى متحف بندر الماطر.

وتحتوي منطقة الرياض على عدد من المتنزهات التي تستقبل الزوار، منها: متنزه الملك عبدالله بالملز، ومتنزه وادي حنيفة، ومتنزه نمار، ومتنزه سلام، ومتنزه الملك سلمان البري في بنبان، وحديقة الحيوان،وحديقة السويدي،إضافة إلى متنزه "أكواريبيا"، وهو متنزه ترفيهي مائي في مدينة القدية، من المقرر افتتاحه عام 2025م.

كما أصبحت البلدة التراثية في مدينة أشيقر من البلدات التراثية التي تستقبل الرحلات السياحية في السعودية، مما يجعلها من الوجهات السياحية المستقطبة للزوار، وهي تضم كذلك عددًا من المقاصد السياحية، منها: متحف السالم، الذي يضم قطعًا من التراث الشعبي وأدوات الزراعة قديمًا، إضافة إلى عرض حرف ووثائق ومخطوطات، ودار التراث "متحف حمد الضويان"، التي تعرض التراث الشعبي للمدينة، إضافة إلى سور القرية، ومسجد المفيلقية، ومسجد الشيخ سليمان بن علي المشرف، والسوق القديمة، والاستراحة الريفية، وبيت الضيافة، وبيت الشيخ إبراهيم بن عيسى.

وتتميز العاصمة الرياض، التي جمعت بين نمط البناء الحديث والإرث التاريخي والثقافي، بأبراجها التي يقصدها الزوار: كبرج المملكة، وبرج الفيصلية، وبرج رافال، إلى جانب عدد من المراكز التجارية والأسواق التي تسهم في تنشيط سياحة التسوق في المنطقة.

بلغ عدد الرحلات الوافدة إلى منطقة الرياض عام 2018م، مليوني رحلة، إضافة إلى 4.3 ملايين رحلة محلية، فيما بلغ إجمالي الليالي السياحية 25.6 مليون ليلة. وسجلت المنطقة إنفاقًا سياحيًا بإجمالي 18 مليار ريال.

ووصل عدد الفنادق في منطقة الرياض عام 2019م إلى 120 فندقًا، وعدد الوحدات السكنية المفروشة إلى 1573 وحدة. وحقق موسم الرياض خلال 60 يومًا منذ انطلاقه في 13 ربيع الآخر 1445هـ/ 28 أكتوبر 2023م، 12 مليون زائر، وهذا الرقم كان هو المستهدف خلال كامل موسم الرياض، ولكنه تحقق في منتصف الموسم. فيما بلغ عدد الزوار منذ انطلاق فعاليات الموسم أواخر أكتوبر 2023م وحتى مطلع شهر فبراير 2024م، 17 مليون زائر.

يقام في منطقة الرياض عدد من البرامج والفعاليات الترفيهية والثقافية والاجتماعية، تتوزع على مدن المنطقة، وفي عام 2019م بلغ عدد الفعاليات 310 فعاليات، بعدد أيام بلغ 6052 يومًا وحضور وصل إلى 17,017,518 شخصًا.

وتتنوع المهرجانات والفعاليات السياحية في المنطقة، ومنها: موسم الرياض الدولي، وهو مهرجان ترفيهي عالمي، انطلق عام 1441هـ/2019م، ومهرجان الدرعية للسيارات الكلاسيكية، ومهرجان الدرعية للفروسية، وبينالي الدرعية للفن المعاصر،وفعالية "بسطة"، التي أقيمت في أماكن عدة من العاصمة،ومهرجان الشتاء في الخرج، الذي يقام في بلدة اليمامة شمال مدينة السيح، ومهرجان خريف الدوادمي السنوي،ومهرجان الزهور في حوطة سدير بمحافظة المجمعة، ومهرجان تمور القويعية، ومهرجان "وادينا... تراث وأصالة" في وادي الدواسر،ومهرجان الحمضيات في محافظة الحريق، وغيرها من الفعاليات والمهرجانات.