تم نسخ الرابط بنجاح

أحمد السباعي

saudipedia Logo
أحمد السباعي
مقالة
مدة القراءة 3 دقائق

أحمد بن محمد السباعي، (1323هـ/1905م-1404هـ/1984م)، هو كاتب وقاص وصحفي، من أبرز رواد الصحافة والأدب والثقافة في المملكة العربية السعودية، لُقب بـ"شيخ الصحافة السعودية"، وهو من أوائل المثقفين التنويريين في السعودية، أنشأ أول مسرح سعودي، وأشرف على أول فرقة تمثيلية في السعودية، ودعا إلى تعليم المرأة، كتب أكثر من 20 كتابًا، منها أحد الكتب البارزة التي تناولت تاريخ مكة المكرمة، فيما حققت معظم مؤلفاته الريادة في مجالها، واختِير منها "سلم القراءة العربية" ليُصبح أول كتاب مدرسي في المملكة العربية السعودية.

حياة أحمد السباعي

ولد أحمد السباعي في مدينة مكة المكرمة، وفيها نشأ وتلقى تعليمه، بدأ بالدراسة في الكُتّاب ومجالس علماء الشريعة في المسجد الحرام، وحفظ القرآن قبل أن يلتحق بالمدرسة الراقية بمكة المكرمة، ثم سافر متجهًا إلى مدينة الإسكندرية في مصر، والتحق بمدرسة "الأقباط العليا" التي أتم فيها عامين دراسيين، وعاد إلى مكة المكرمة ليعمل معلمًا في المدارس التحضيرية والابتدائية، وعُيّن بعد سنوات من التدريس مديرًا لمدرسة "الفائزين".

تأليف أحمد السباعي لأول منهج دراسي

كان السباعي مولعًا بقراءة الأدب وكتابته، نشر كتاباته للمرة الأولى في صحيفة "صوت الحجاز"، ثم توالت كتاباته بغزارة، فألّف سلسلة كتاب "سلم القراءة العربية" في ستة أجزاء، والذي نال إعجاب المسؤولين في مديرية المعارف آنذاك فصدر قرار من المديرية يقضي بتدريس الكتاب في مدارسها ليكون أول منهج دراسي في السعودية.

مناصب أحمد السباعي

عُيّن أحمد السباعي محررًا في صحيفة "صوت الحجاز"، ثم تدرج في المناصب فأصبح مديرًا للصحيفة، ثم رئيسًا لتحريرها وإدارتها، وبعد مدة غادر الصحيفة ليلتحق بوزارة المالية، حيث عمل فيها مفتشًا، وبعد تجربته الصحفية الواسعة أسس صحيفة "الندوة"، وأتبعها بتأسيس مجلة "قريش" التي أسبقها بإنشاء "دار قريش للطباعة والصحافة"، ونال عضويات في جمعيات ومشاريع عدة، منها عضوية مؤسسة مكة للطباعة والإعلام.

تأثر أحمد السباعي بالمسرح المصري

اهتم السباعي بالمسرح والأدب المسرحي وأظهر شغفًا به، بعد تأثره بالمسرح المصري عامة ومسرح يوسف وهبي خاصة، الذي شهد نهضته خلال زياراته المتكررة للقاهرة، حين كان يعمل مطوفًا للحجاج المصريين، فرافقته رغبة شديدة في إنشاء مسرح سعودي يعكس بيئة البلاد وقيمها، مع عدم توفر مسرح حقيقي آنذاك، فلم يكن يوجد في ذلك الوقت سوى محاولات واجتهادات فردية في بعض المدارس.

تأسيس مسرح أحمد السباعي

تلقى أحمد السباعي تشجيعًا على فكرته المطروحة في إنشاء مسرح في مكة المكرمة، فتقدم بطلب إلى وزارة الإعلام عام 1961م، لتأسيس المسرح في أرضٍ يملكها بجوار منزله في حي جرول، فجاءت الموافقة على طلبه، وذلك في عهد الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود، وشرع على الفور في بناء دار أسماها "دار قريش للتمثيل القصصي".

وقد جهز السباعي ديكور المسرح بلوحات مناظر ضخمة واستقطب ممثلين موهوبين من المدارس، ووفر جميع أدوات الأداء المسرحي، كما أحضر مخرجًا مصريًّا أخرج سابقًا بعض مسرحيات يوسف وهبي، وشمل المسرح 1000 كرسي للجمهور العام.

كما أشرف السباعي على تدريب 40 ممثلًا، وأعد محمد عبدالله مليباري أول مسرحية للتمثيل بعنوان "فتح مكة"، فدرّب المخرج 20 ممثلًا على أداء مشاهد المسرحية، فيما تدرب 20 آخرون على مسرحية قادمة كتبها عبدالله عبدالوهاب العباسي بعنوان "مسيلمة الكذاب".

ولم يحظ السباعي بفرصة تحقيق رغبته في إحياء المسرح في السعودية، بسبب الفجوة بين المسرح والذهنية الاجتماعية السائدة في ذلك الوقت.

أحمد السباعي وتأسيس نادي مكة الأدبي

ساهم السباعي في تأسيس نادي مكة الأدبي عام 1975م، إذ كان من أدباء ومثقفي مكة المكرمة الذين طالبوا بإنشاء نادٍ ثقافي يكون مركزًا لنشاطاتهم، فرفع السباعي هذا المطلب إلى الأمير فيصل بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب آنذاك برفقة محمد حسن فقي وإبراهيم فودة، فجاءت الموافقة على التأسيس، ووضعت هيئة تأسيس تكونت من 24 أديبًا ومثقفًا، أولهم أحمد السباعي، وافتتح النادي عام 1978م.

مؤلفات أحمد السباعي

تجاوزت مؤلفات أحمد السباعي 20 كتابًا، فكان رائدًا في كتابة القصة وفي التاريخ، وتنوعت موضوعاته ما بين المقالات الاجتماعية والدراسات والتوثيق التاريخي في كتابة الأمثال الحجازية الشعبية وتاريخ مكة المكرمة، إلى جانب موضوعات الحج والسيرة الذاتية، ومن مؤلفاته: المرشد إلى الحج والزيارة عام 1948م، وتاريخ مكة عام 1952م، وأبو زامل عام 1954م الذي سمي لاحقًا بـ"أيامي"، وقصة "فكرة" عام 1948م، وخالتي كدرجان عام 1980م، ورواية قصيرة بعنوان "اليتيم المعذب"، ونال جائزة الدولة التقديرية في الأدب عام 1983م.