مقبرة المعلاة

مقبرة المعلاة، هي واحدة من أقدم مقابر مكة المكرمة، ويعود تاريخها إلى ما قبل الإسلام، تقع على جبل الحجون باتجاه الكعبة، ومن التسميات التي تطلق عليها مقبرة المعلا أو مقبرة أهل مكة. 

كانت توضع علامة شاهدة تميز قبر الميت في مقبرة المعلاة، وذلك بوضع حجر مستطيل غير منتظم قُطع من جبال المنطقة، وتدون عليه معلومات المتوفى كالاسم، أو التاريخ مستندًا على اليوم أو الشهر أو السنة مع بعض الأدعية والآيات القرآنية، ولكن تغير ذلك مع مرور الزمن وتبعثرت الأحجار المنقوشة بمختلف الخطوط العربية.

دُفن في مقبرة المعلاة شخصيات عربية وإسلامية بارزة كالصحابة والتابعين والأئمة وكبار العلماء مثل: السيدة خديجة بنت خويلد، وأسماء بنت أبي بكر، والقاسم ابن النبي عليه الصلاة والسلام، وغيرهم.

وبشكلٍ عام تُوفر السعودية خدمات تجهيز المتوفين ونقلهم ودفنهم مجانًا، لتخفيف الأعباء على ذويهم، عبر متابعة حالة الوفاة منذ وقوعها حتى مواراة الجثمان الثرى، في مقابر عامة مشتركة بين المسلمين، بينما يُدفن غير المسلمين ضمن مقابر مخصصة لهم.

عُثر في مقبرة المعلاة على 24 قطعة، عبارة عن شواهد أثرية قديمة منقوشة بالخطوط العربية يرجع تاريخ بعضها إلى عام 655هـ، حيث سلمت هذه الآثار إلى وزارة السياحة.

على الصعيد التاريخي، تُعرف مقبرتا المعلاة والبقيع، بوصفهما من أشهر المقابر الإسلامية القديمة في السعودية، بينما تُشتهر بين المقابر التي أُنشئت في العصر الحديث مقبرة العود، التي دُفن فيها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، وأبناؤه الملوك: سعود، فيصل، خالد، فهد، عبدالله، وعدد من أبناء الأسرة المالكة، كما تُشتهر مقبرة حي العدل في مكة المكرمة، باحتوائها جثامين شخصيات معروفة في التاريخ السعودي، من ضمنهم: عبدالعزيز بن باز، ومحمد بن صالح العثيمين.

وتتميز السعودية باحتضانها أقدم المقابر التاريخية الإسلامية، التي ما زالت تستقبل الجنائز ويُدفن فيها الموتى، كما تحتضن عددًا من المقابر التاريخية الشاهدة على حضارات وممالك تاريخية قديمة، من ضمنها مملكة كندة الأولى.