
محمية جبل شدا الأعلى، هي إحدى المحميات الطبيعية في المملكة العربية السعودية، تقع شمال غربي محافظة المخواة على بعد 20 كلم، وهي المحمية الوحيدة في منطقة الباحة.
تأسيس محمية جبل شدا الأعلى
تأسست المحمية عام 1422هـ/2001م في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز، وتُعدُّ ثاني أصغر المحميات التي يُشرف عليها المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية، وتمتد على مساحة تصل إلى نحو 69 كلم². تنقسم الحماية فيها إلى مستويين: الأول للحيوانات البرية، والثاني للبيئة والأشجار.
يُعدُّ جبل شدا الأعلى امتدادًا لجبال السروات إلى الغرب، موازيًا لها تقريبًا، وقد تكوّن نتيجة لحركة الرفع للدرع العربي قبل ملايين السنين، ليصبح منطقة انتقالية بين رف البحر الأحمر ومرتفعات السروات.
يرتفع الجبل عن سطح البحر نحو 2200م، وتتكون مرتفعاته من صخور بازلتية تنحدر منها أودية.
أقسام الحماية في محمية جبل شدا الأعلى
تضم محمية جبل شدا الأعلى أشجارًا عدة، أهمها: العرعر والعتم (الزيتون البري)، إضافةً إلى عدد من الشجيرات والأعشاب والحشائش، وأهم الحيوانات فيها: النمر العربي والضبع المخطط والذئب العربي والثعالب والوشق.
إضافةً إلى دورها في حماية الحيوانات من الصيد الجائر، تؤدي محمية جبل شدا الأعلى أدوارًا عدة، أبرزها: المحافظة على الغطاء النباتي وزيادته والحد من الاحتطاب، إضافةً إلى تنشيط السياحة البيئية، وتوفير بيئة تنزه مناسبة للمواطنين والمقيمين في المملكة.
برامج "الإكثار في الأسر"
خلال المئة عام السابقة لإنشاء أول محمية في المملكة عام 1407هـ، شهدت بيئة المملكة انقراض أنواع من الكائنات الفطرية بشكل نهائي، وأُنقذت أنواع أخرى منها، ضمن برامج أُطلق عليها اسم "الإكثار في الأسر".
تضم الحيوانات المنقرضة بشكل نهائي: الفهد الصياد الذي كان آخر ظهور مصوّر له في ستينات القرن العشرين قرب خط التابلاين لضخ النفط، والنعام العربي الذي كان ينتشر حول الربع الخالي حتى عام 1910م، والحمار الوحشي الذي انتشر في شبه الجزيرة العربية وانقرض في بدايات القرن العشرين، إضافةً إلى ظبي العفري الذي انتشر في المناطق الحصوية وسط شبه الجزيرة العربية، ثم انقرض في ثمانينات القرن العشرين.
تُعرَّف المحمية الطبيعية بأنها ملجأ للحياة البرية والبحرية، ومنطقة ذات أهمية بالغة للنباتات أو الحيوانات أو السمات الجيولوجية، محجوزة ومدارة لأغراض الحفظ، ولتوفير فرص خاصة للدراسة أو البحث، وتُقدّر المساحة الإجمالية لجميع المحميات الطبيعية في المملكة بنحو 10.42% من مساحة المملكة.
المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية
يعمل المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية على الارتقاء بالمناطق المحمية التابعة له، من خلال وضع معايير تحقق مستوًى عاليًا من النجاح وتحقيق الأهداف، لتكون في مصاف المناطق المحمية العالمية، وذلك عبر تطوير تلك المناطق المحمية لتكون أنموذجية على المستويين الوطني والعالمي، إضافة إلى ترشيحها للإدراج ضمن برنامج التراث العالمي الطبيعي التابع لمنظمة اليونسكو، وبرنامج المناطق المحمية الخضراء التابع للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة.
المصادر
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة