تم نسخ الرابط بنجاح

القصور والقلاع في السعودية

saudipedia Logo
القصور والقلاع في السعودية
مقالة
مدة القراءة 3 دقائق

القصور والقلاع في السعودية، تزخر المملكة العربية السعودية بالشواهد الأثرية، وتؤدي القصور والقلاع فيها دورًا مهمًّا، بصفتها شواهد على التاريخ من جوانب متعددة، منها: العمراني، والسياسي، والاجتماعي، كما أنها تُعد عنصرًا مهمًّا في تعزيز جانب السياحة الثقافية. تتوزع القصور والقلاع في مناطق المملكة، وتوثق  قصور الحكم للجانب السياسي في مناطق متعددة، أهمها منطقة الرياض.

أهمية القصور في السعودية

لعبت القصور دورًا مهمًّا في توحيد المملكة وتأسيسها، إذ ارتبطت في عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود بإدارة شؤون الدولة، ونظرًا لأهمية هذه القصور اتجهت المملكة لترميمها وإعادة توظيفها، إذ تتسم بأشكالها وبنائها العمراني المتميز، ويبلغ عددها 44 قصرًا.

قصور الحكم

يمثِّل قصر المصمك في العاصمة الرياض أحد القصور التاريخية في السعودية، إذ يرتبط في الأذهان بتوحيد المملكة، حيث دخله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود عند استعادته مدينة الرياض قبيل إعلانه بدء توحيد المملكة العربية السعودية.

تتوزع قصور حكم الملك عبدالعزيز في محافظات عدة، مثل البديعة والدوادمي والخرج وجدة وأم عقلا، إضافة إلى مدن الرياض وبريدة ومكة المكرمة ونجران، وغيرها، وهي تتميّز ببنائها المتشابه، حيث شُيِّد معظمها من الطين والحجر بطابع معماري تقليدي، وبزخارف فنية إسلامية أثْرَت جانبها الجمالي، كما تتميّز بنوافذها المتعددة وبواباتها الضخمة. وتقع معظم قصور الحكم في قلب المدينة، إذ كانت تمثل مراكز سياسية مهمة في مناطق حيوية ثقافية، تحولت مع مرور الوقت إلى مناطق أثرية سياحية، تشرف عليها وزارة السياحة.

القصور التاريخية في السعودية

تضم المملكة عددًا من القصور التاريخية التي يعود تاريخ بنائها للعصر الإسلامي وما قبله، منها قصر العان في نجران، الذي يعود تاريخ بنائه لعام 1100هـ/1699م، وقصر مارد في دومة الجندل، الذي يرجح أن يكون تاريخ بنائه في القرن الثالث الهجري.

في 9 محرم 1436هـ/2 نوفمبر 2014م، صدر أمر ملكي بالموافقة على نظام الآثار والمتاحف والتراث العمراني، الذي يضمن حماية مواقع التراث العمراني وتأهيلها، وتوثيق المعلومات والدراسات حولها، وتسجيل جميع مواقع التراث العمراني ومبانيه، لحمايتها وفقًا للنظام، ومن القصور المسجلة فيه: قصر المصمك، قصر المربع، قصر الحمراء، قصر الملك عبدالعزيز بالبديعة، بيت السبيعي (بيت المال)، القصر الملكي في المعابدة، قصر خزام في جدة، قصر شبرا، قصر شدا، مباني ميناء العقير التاريخي، قصر إبراهيم، قصر خزام في الأحساء، قصر كاف.

القلاع التاريخية في السعودية

تضم السعودية العديد من القلاع التاريخية في عدد من المناطق، وهي مبانٍ ضخمة ومتعددة الأجنحة وتتوفر فيها كل مقومات العيش برفاهية، وتبنى عادة للحكام أو أصحاب المال والنفوذ، وتتميز بتحصينات دفاعية، مثل الجدران السميكة وأبراج المراقبة والحماية، وقد تُشيّد في مواقع يصعب الوصول إليها، مثل قمم الجبال وبعضها على أرض منبسطة.

تروي القلاع في المملكة وقائع تاريخ يمتد عبر مختلف العصور والحقب، ففي منطقة نجران توجد العديد منها، مثل: قلعة الحاشة، وقلعة قصر الإمارة، وقلعة جبل رعوم، وقلعة الأخدود الغائرة في التاريخ الإنساني، بالنظر إلى الحضارات المتعاقبة التي مرت بها نجران التي بدأت المرحلة الأولى من الحضارة البشرية قبل أكثر من 1.5 مليون سنة واستمرت حتى نحو عام 2,000 ق.م، وتعرف بحضارة العصر الحجري.

في محافظة ضباء بمنطقة تبوك تحكي قلعة الملك عبدالعزيز التسلسل التاريخي لفن العمارة السعودية بالشمال الغربي من المملكة، وقد بُنيت في عهد الملك المؤسس عام 1352هـ/1933م، بأعلى مكان في البلدة القديمة مع إطلالة على السوق من الجهة الغربية، لتكون قصرًا للحكم والأمن في بلدة ضباء.

تحتضن منطقة تبوك أيضًا قلعة تبوك التي ترتبط بالموقع الذي أقام فيه الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم أثناء غزوة تبوك. ويعود تاريخ بنائها إلى عام 976هـ/1568م، ثم أُعيد ترميمها في عام 1064هـ/1654م، وفي عام 1259هـ/1843م أعيد ترميمها وتجديدها بالكامل مرة أخرى، ثم جُدِّدت في عام 1370هـ/1951م، وأُجرِيَت عليها ترميمات شاملة عام 1413هـ/1992م، ثم تم تجديدها وتأهيلها في عام 1434هـ/2013م.

على طريق "ضباء- الوجه" بمنطقة تبوك توجد كذلك قلعة الأزلم التي تُعد من القلاع القديمة في محافظة ضباء، ويعود إنشاؤها إلى القرن الرابع عشر الميلادي.

تقع قلعة مارد الأثرية في البلدة القديمة بمحافظة دومة الجندل في منطقة الجوف، ويرجع أقدم ذكر لها إلى القرن الثالث الميلادي، عندما غزت زنوبيا، ملكة تدمر، دومة الجندل وتيماء، ولم تستطع اقتحامها، فقالت مقولتها المشهورة: "تمرد مارد وعز الأبلق"، في إشارة إلى مدى تحصين القلعة وصمودها.

كشفت الحفريات التي جرت على الجزء الأسفل من القلعة في عام 1396هـ/1976م عن بعض الخزفيات النبطية والرومانية التي ترجع إلى القرنين الأول والثاني بعد الميلاد.

وتضم محافظة الوجه في منطقة تبوك كذلك قلعة الزريب التي بنيت في عام 1026هـ/1617م. وهي توجد في وادي الزريب إلى الجهة الشرقية من المحافظة، على بعد نحو 10 كم، وهي فوق مرتفع ويوجد حولها مجموعة من الجبال.

إلى جانب ذلك، تضم محافظة الوجه "قلعة السوق" أو "البلدة"، وهي من أقدم القلاع، حيث تم بناؤها عام 1276هـ/1859م، وتقع في الجهة الجنوبية الغربية من المحافظة.