سليمان بن سحمان

سليمان بن سحمان (1266هـ/1849م - 1349هـ/1930م)، هو عالم وفقيه وشاعر سعودي، عاش في أواخر الدولة السعودية الثانية ومراحل توحيد المملكة العربية السعودية، له مؤلفات ورسائل دينية وأدبية عدة، وديوان شعري يضم معظم أشعاره.

ولد سليمان بن سحمان في قرية "السقا" إحدى القرى التابعة لمدينة أبها في عسير جنوب غربي المملكة العربية السعودية، وكان والده من قرية "تبالة" في بيشة وهو من بيت علم وأدب، حفظ القرآن الكريم. 

ارتحل إلى نجد قاصدًا الرياض، واصطحب أخاه محمد الذي يصغره سنًا خلال فترة حكم الإمام فيصل بن تركي، ونزل عند الإمام ضيفًا وأكرمه وأحسن ضيافته ووفادته، وبعدما علم الإمام بقدرته العلمية اقترح عليه أن يفتح كُتّابًا لتعليم الصبيان مبادئ الكتابة، والقراءة، وحفظ القرآن وتجويده، وافتتحه وأقبل عليه أبناء الرياض.  

تزوج ابن سحمان بامرأة أخرى غير التي في قريته، وأنجبت له ابنًا اسمه إسماعيل واعتنى بتربيته مع أخويه سليمان ومحمد، وبعد وفاة الإمام فيصل بن تركي قرر الانتقال مع أبنائه إلى بلدة العمار في الأفلاج بنجد عام 1284هـ/1867م، وكان عمر سليمان آنذاك 18 عامًا، بلغ حينها مرحلة النضج والمعرفة، ودرس الفقه والتوحيد واللغة على يد علماء الرياض، وبعد وصوله إلى قرية العمار كان بها أحد علماء الجنوب وهو العالم حمد بن عتيق، وتعلم على يديه الأصول والفروع وعلوم الحديث. 

اهتم بالمعرفة العلمية والفقهية والشرعية، إلى جانب علوم أخرى مثل اللغة، والشعر، وإجادة الخط العربي،وبعد أن قضى نحو 17 عامًا في بلدة العمار، عاد إلى الرياض عام 1301هـ/1883م واتصل بعلمائها.

أسهم ابن سحمان في الدفاع عن دينه وبلاده فكريًا وأدبيًا عن طريق الشعر والنثر، إلى جانب المؤلفات والرسائل الدينية حتى عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، وفي آخر حياته فقد بصره. 

قدم سليمان بن سحمان مجموعة من المؤلفات والرسائل الدينية والأدبية، منها: كتاب بعنوان "إقامة الحجة والدليل"، و"كشف غياهب الظلام عن أوهام جلاء الأوهام"، وآخر بعنوان "الضياء الشارق في رد شبهات المازق المارق"، كما ألف كتاب "أشعة الأنوار"، و"إرشاد الطالب إلى أسنى المطالب"، و"كشف الأوهام والالتباس"، إضافة إلى ديوان شعري يضم معظم أشعاره. 

توفي  سليمان بن سحمان في مدينة الرياض عن 84 عامًا.