

الورق في نجد، هو الورق الذي استخدم في كتابة المخطوطات والوثائق والوصايا بمنطقة نجد في عهد الدولة السعودية الأولى والثانية، ولم تكن مواد صناعته من أشجار ونباتات متوافرة في نجد بكثرة تسمح بإنتاجه، مما جعل استيراده من خارج نجد أيسر وأقل تكلفة للوراقين وأهل العلم، وتعددت أسماء الورق في نجد وأنواعه تبعًا لمصادره واستخداماته.
أسماء الورق في نجد
تنوعت مسميات الورق في نجد إبان عهد الدولة السعودية الأولى، إذ أطلقت عليه عدة أسماء تبعًا للمادة التي صنع منها، أو نسبة إلى اسم صانعها، ومن الأسماء التي عُرفت في نجد:
- القرطاس، هو من التسميات القديمة منذ القرن الأول الهجري في نجد، وكان يجلب إليها من أماكن متعددة، فالورق الذي يأتي من الحجاز خشن الملمس وأسمر اللون، وهو أكثر ما يستخدم في المخطوطات النجدية، إضافة إلى الورق الذي يأتي من الهند، أما شمالي نجد فكان يجلب إليه الورق والكتب من جنوبي العراق. ومن المواضع التي ذكر فيها القرطاس: وثيقة مُرسلة من الإمام فيصل بن تركي إلى المؤرخ عثمان بن بشر ورد فيها اسم القرطاس والشكوى من قلّته في نجد وأنه سيُجلب من مكة عن طريق الحجاج، مما يعني أن كثيرًا من الطلبة في نجد يجلبون القرطاس من مكة. إضافة إلى رسالة من الإمام عبدالله بن سعود يقول فيها "ياصلكم ربطتين قرطاس إن شاء الله تعالى"، ما يدل على دور الأئمة من آل سعود في تأمين القرطاس للعلماء وطلبة العلم.
- الكاغد، ورد هذا الاسم في الشعر الشعبي في نجد، إذ ذكر في شعر جبر بن سيّار في القرن الحادي عشر الهجري/ السادس عشر الميلادي، وكان يُجلب الكاغد إلى نجد من العراق عن طريق قوافل الحجاج المارة بنجد في طريقها إلى مكة.
- الورق، وهي تسمية قليلة الاستخدام في نجد، واستخدمت في الشعر النبطي، وممن ذكرها من الشعراء: إبراهيم محمد القاضي، ومحسن الهزّاني، وغيرهما.
- الطلحيّة، ويرجع المسمى إلى الشخص الذي صنع هذا النوع من الورق، وهو "طلحة بن طاهر" ثاني أمراء الدولة الطاهرية في خراسان (207هـ/822م - 213هـ/828م)، ويطلق أهل نجد غالبًا هذا الاسم على الورقة الطويلة مقارنة بغيرها من الورق، التي تستخدم في تسجيل الوثائق والوصايا، كما جاء ذكرها في الشعر الشعبي في عدّة أبيات للشعراء النجديين، منهم: رميزان بن غشّام التميمي، ومحمد بن عشبان، وسليم بن عبدالحي.
- الفروخ، جمع فرخ وجاءت التسمية إلى نجد من الحجاز، وكان الفرخ غالبًا ما يطلق على الورق الطويل، الذي يصل طوله إلى 80 سم، ويشتريه تجار الورق لبيعه على طلبة العلم بعد تقطيعه إلى مقاسات متعددة، وأصبح يطلق على الورقة التي تقسّم إلى أربع صفحات، حيث يحدد الناسخ الحجم المراد ثم يقصها بما مقداره أربع صفحات أو أكثر إذا أراد ورقًا صغير الحجم.
- السجل، وهو الورق الطويل، وأصل هذه التسمية فصيحة، ثم أصبح هذا المعنى في القرن الثالث عشر الهجري/ التاسع عشر الميلادي يطلق على الأوراق المختصة بتسجيل الديون والأملاك، ويأتي على أحجام مختلفة، كما وردت التسمية في الشعر النبطي ويقصد بها عادة الورقة المفردة.
- الطرس، وجمعه طروس وأطراس، وهو الصحيفة إذا محيت وكتب عليها وهذا الفعل يسمى "التطريس"، ويستخدم هذا الاسم في نجد للإشارة إلى الورق الذي يستعمل في الرسائل المفردة.
أنواع الورق في نجد
تعددت أنواع الورق في نجد خلال فترة حكم الدولة السعودية الأولى والثانية، منها: نوع يميل لونه إلى البياض، ومنها الخفيف الرقيق، ومنها الثخين الغليظ القاتم، وكان الورق يصل إلى نجد خاليًا من التسطير، ثم يقوم الوراقون بتسطير الأوراق عن طريق الضغط على شبكة من الخيوط المستقيمة التي تترك أثرًا بارزًا على الصفحات.
مصادر الورق في نجد
كانت تجارة الورق في نجد محدودة لاقتصار استخدامه على فئة معينة وهم أهل العلم، ومن المناطق التي ذكرها الشعر الشعبي مصادر للورق في نجد: الشام وتركيا، إضافة إلى إقليم الحجاز، كما تعد الأحساء من مصادر الورق في نجد ويعود ذلك إلى الحركة التجارية في الأحساء ونشاط العلم فيها، وقربها من سواحل الخليج العربي الذي تصل إليه السفن باستمرار، وأقرب المناطق لاستيراد الورق هي الهند التي تكثر فيها صناعة الورق المميز، أما أهل شمال القصيم وحائل فكان العراق مصدر الورق لهم.
المصادر
الوراقة في منطقة نجد. الوليد بن عبدالرحمن آل فريان. 1433هـ.
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة