تم نسخ الرابط بنجاح

مناخ السعودية

saudipedia Logo
مناخ السعودية
مقالة
مدة القراءة 10 دقائق

مناخ المملكة العربية السعودية، يتسم بأنه مناخ شبه جاف إلى صحراوي جاف مع أيام حارة وليالٍ باردة، وانخفاض في هطول الأمطار السنوية باستثناء منطقة عسير في جنوب غربي السعودية.

خصائص مناخ السعودية

يتميز مناخ السعودية بالاستقرار معظم أوقات السنة، لوقوعها في إقليم المنطقة الحارة الصحراوي، بين دائرتي عرض 16-32 شمالًا،ومرور مدار السرطان في منتصفها. ومن الشائع تصور المملكة على أنها بلد شديد الحرارة،إلا أن أربع مناطق إدارية فيها على الأقل تسجل درجات حرارة منخفضة تصل إلى أربع درجات تحت الصفر،مصحوبة بتساقط الثلوج في فصل الشتاء.

تاريخ دراسة مناخ السعودية

بدأ الاهتمام بدراسة مناخ السعودية في النصف الثاني من القرن العشرين، أما قبل ذلك فقد كان الرحالة والمؤرخون يدوّنون مشاهداتهم حول الظواهر الغريبة التي تمر بهم، كانحباس المطر أو غزارته، وتأثيرات هذه الظواهر على حياة الإنسان.

يتأثر مناخ السعودية بموقعها الجغرافي، ويتباين في أنحائها وفقًا لعدة عوامل، منها: تنوع مظاهر السطح، والغطاء النباتي، وتوزيع الماء واليابسة.وتُشكّل الحرارة، والرطوبة، والكتل الهوائية، والأمطار عناصر بارزة في تكوين مناخها.

مناخ المناطق السعودية

يختلف المناخ في السعودية من منطقة إلى أخرى؛ نظرًا لتنوع تضاريسها الذي يتضافر مع عدة عوامل أخرى. وفي المجمل يتسم مناخ المملكة بكونه حارًّا في فصل الصيف، وباردًا في فصل الشتاء، كما أن أمطاره شتوية.

وتضفي المرتفعات كجبال الحجاز والسروات في المناطق الغربية والجنوبية الغربية اعتدالًا على مناخ المناطق الواقعة ضمن حدودها في فصل الصيف، وتشتد البرودة في أعلى قممها في الشتاء، وتهطل عليها الأمطار طوال العام،مما يضع مدينة أبها في منطقة عسير جنوب غربي المملكة في أعلى قائمة مدن السعودية ارتفاعًا في معدل هطول الأمطار في الصيف.

بحيرة سد أبها. (واس)
بحيرة سد أبها. (واس)

مناخ المدن الساحلية في السعودية

تصنف المدن الساحلية للمملكة بأنها أكثر نواحيها دفئًا في فصل الشتاء، كمدينة جدة بمنطقة مكة المكرمة، ومحافظة ينبع في منطقة المدينة المنورة،وتنفرد مدنها الشمالية والشمالية الغربية بأعلى درجات البرودة مثل مدينة تبوك،وتعد صحراء الربع الخالي شرق المملكة أشد مواقعها حرارة وجفافًا، بمعدل أمطار لا يتجاوز 50 ملم في السنة.

تهب الرياح على المملكة طوال العام، لقربها من مناطق الضغط الجوي كمنطقة الضغط المرتفع على المحيط الأطلسي، والضغط المرتفع والمنخفض في وسط آسيا، ما يجعلها تحت تأثير الرياح الشمالية الشرقية معظم العام، والرياح الشمالية الغربية الشتوية، والرياح الموسمية في فصل الصيف.

يُطلق على أوائل موسم الشتاء في المملكة "المربعانية" التي تمتد 40 يومًا،ثم يتبعها الشباط ويستمر 26 يومًا ثم يأتي العقارب مدة 39 يومًا، وتكون نهاية موسم العقارب مؤذنة بدفء الطقس، وهناك مثلٌ شعبي للتهكم على من يتخفف من الملابس الثقيلة عند الشعور بالدفء في بعض الأيام أواخر موسم العقارب وقبل نهاية موجات البرد، فيقال فيه "بيّاع الخبل عباته".

العوامل المؤثرة على مناخ السعودية

الموقع الجغرافي

تقع السعودية في أقصى الجنوب الغربي لقارة آسيا، ويتأثر المناخ في السعودية بالموقع الجغرافي، إذ تتخطى السعودية 16 دائرة عرض، ومعنى ذلك أن الجزء الأكبر منها يقع في المدار الصحراوي الحار الجاف، كما أنها تقع ضمن مساحة الضغط المرتفع المداري في فصل الشتاء، وهذا يجعلها في مهب الرياح التجارية الجافة، كما تقع في سيطرة الضغط المنخفض الحار جنوب قارة آسيا صيفًا، مما يجعلها في مهب الرياح القارية الجافة، لذا يتسم مناخ السعودية بالجفاف على مدار العام، وارتفاع درجة الحرارة خاصةً في فصل الصيف؛ إذ تصلها أشعة الشمس عمودية وشبه عمودية، وخاصةً أن مدار السرطان يتوسط موقع السعودية تقريبًا.

توزيع اليابسة والماء

يحيط بالسعودية من جهتي الشرق والغرب بحران هما: البحر الأحمر والخليج العربي، مما يسهم في رفع نسب الرطوبة في المناطق المحاذية لها، ويحد وجود المرتفعات الغربية ومجاورتها للساحل من التأثيرات البحرية كما في منطقة جازان،ويحول وجود مرتفعات اليمن وصحراء الربع الخالي جنوبًا دون بلوغ تأثيرات المحيط الهندي إلى الداخل مثلما نَجِد في منطقة نجران، وينتج عن هذه الظروف مجتمعةً جفاف وارتفاع للفروق الحرارية السنوية واليومية في أنحاء السعودية.

مظاهر السطح 

تتنوع مظاهر السطح في السعودية بين جبال و هضاب وسهول، مما يسهم في إيجاد بيئات مناخية تفصيلية، إذ تؤثر المرتفعات في درجة حرارة الرياح المشبعة بالرطوبة، وبالتالي سقوط الأمطار، كما في جبال شمر ومرتفعات السروات. وتتلقى حواف طويق التي يبلغ ارتفاعها نحو 1,000 م كميات أكبر من الأمطار مما تتلقاه غيرها من المواقع المجاورة الأقل ارتفاعًا، كما تتأثر درجة انعكاس أشعة الشمس بلون الصخور السطحية، فالألوان الداكنة أكثر امتصاصًا للأشعة، كما يؤثر انتشار التكوينات الرملية في درجة حرارة السطح، إذ يسهم في رفع درجة حرارتها ودرجة حرارة الرياح التي تمر عليها.

الغطاء النباتي 

يؤثر الغطاء النباتي في الظروف المناخية ويتأثر بها من عدة نواح، إذ يعمل كمصدات تخفف من سرعة الرياح، كما يحمي التربة من الإشعاع الشمسي، وفي المجمل تكثر النباتات في النواحي الجنوبية الغربية من السعودية؛ نظرًا لوفرة الأمطار مثلما نجد في منطقة الباحة،وتقل نسبيًّا فيما عداها نتيجة لظروف الجفاف العامة، وبالتالي يزداد فيها تأثير العواصف الرملية والترابية.وتعمل الحكومة السعودية على توسعة الغطاء النباتي عبر مبادرات، من أبرزها: مبادرة السعودية الخضراء التي انطلقت عام 1442هـ/2021م.

عناصر المناخ في السعودية

الحرارة

يتسم مناخ السعودية بشكل عام بارتفاع درجة الحرارة صيفًا نظرًا لوقوعها في المنطقة المدارية الحارة أي قرب خط الاستواء، كما أن سماءها صافية في معظم نواحيها، وتسطع شمسها نهارًا بمتوسط سنوي لا يقل عن 3,300 ساعة، وتسهم المساحات الواسعة للرمال التي تغطي ثلثها في رفع درجة الحرارة، خاصةً في وقت ما بعد الزوال، إضافةً إلى هبوب الرياح القارية الجافة. ويشهد فصل الشتاء انخفاضًا نسبيًّا في درجات الحرارة.

وفي المجمل تتراوح درجات الحرارة العظمى في أنحاء السعودية بين 20 - 30 درجة مئوية في فصل الشتاء الذي يبدأ من شهر ديسمبر إلى شهر فبراير، وتتراوح بين 30 - 40 درجة مئوية في فصل الربيع الذي يبدأ من شهر مارس حتى شهر مايو، فيما تتراوح في فصل الصيف من شهر يونيو إلى أغسطس بين 35 - 45 درجة مئوية، أما فصل الخريف الذي يبدأ من شهر سبتمبر حتى شهر نوفمبر فتتراوح درجات الحرارة فيه بين 25 - 35 درجة مئوية.

الرطوبة

ترتفع معدلات الرطوبة ودرجات الحرارة في المحافظات والمدن الساحلية، فبالاتجاه نحو ساحِلَيْ: البحر الأحمر في الغرب والخليج العربي شرقًا تزداد نسبة الرطوبة،وبالتوغل في المناطق الوسطى التي تتألف من الهضاب والصحاري، يعم المناخ القاري الجاف مرتفع الحرارة في فصل الصيف، البارد الممطر في فصل الشتاء.

الكتل الهوائية

يتأثر مناخ السعودية في فصل الشتاء بالكتلة الهوائية القطبية القارية، والكتلة الهوائية القطبية البحرية المتكونة على المحيط الأطلسي الشمالي التي تتجه عبر البحر المتوسط نحو الجنوب والجنوب الشرقي،مؤدية إلى سقوط الأمطار في الأجزاء الشمالية والغربية للسعودية مثل منطقة تبوك وأجزاء من منطقة الجوف.

وفي فصل الصيف يتأثر المناخ بالكتلة الهوائية المدارية القارية المتكونة على البر الآسيوي والأفريقي والمؤدية إلى ارتفاع درجات الحرارة، كما يتأثر بالكتلة الهوائية المدارية البحرية التي تتكون على المحيطات الاستوائية وتتجه نحو الجنوب الغربي للسعودية متسببة في هطول الأمطار على جنوب جبال الحجاز، وجبال السروات.

الأمطار

يزداد هطول الأمطار في فصلي الشتاء والربيع في عموم مناطق السعودية، وتتميز النواحي الجنوبية الغربية بتساقط الأمطار في فصل الصيف، وتُعد مدينة أبها في منطقة عسير من أكثر مدن المملكة ارتفاعًا في معدل هطول الأمطار صيفًا.

ويختلف معدل هطول الأمطار من عام إلى آخر، وتتسم الأجزاء الموجودة في المرتفعات الجنوبية الغربية بكميات أعلى من الأمطار مثل النماص في منطقة عسير، وبلجرشي في منطقة الباحة، وتتبعها المناطق الشمالية مثل حائل، فالداخلية كمنطقتي القصيم والرياض، وتسجل الأجزاء الصحراوية في الربع الخالي أقل معدل سنوي لهطول الأمطار.

جبال أجا وسلمى في حائل. (واس)
جبال أجا وسلمى في حائل. (واس)

وقد بلغ المعدل السنوي لهطول الأمطار في المملكة عام 1439هـ/2018م، 127.8 ملم، بفارق نحو 41 ملم عن معدله في 1433هـ/2010م،وتطبق المملكة برنامجًا للاستمطار الصناعي منذ عام 1410هـ/1990، لزيادة معدل الأمطار فيها بنسبة 20%، وتعويض استهلاك موارد المياه الجوفية غير المتجددة.

وفي شهر رمضان 1444هـ/أبريل 2023م سجلت مناطق مختلفة في السعودية مستوى أعلى من متوسط هطول الأمطار، إذ بلغ 31.81 ملم، متخطيًا بذلك أعلى متوسط سُجل منذ نحو 40 عامًا بمعدل 13.13 ملم، كما تجاوز أعلى متوسط في أبريل 1443هـ/2022م البالغ 9.23 ملم.

وبلغ عدد الأيام المطيرة 26 يومًا، وسُجل أعلى عدد يومي من القراءات المطرية في يوم 25 أبريل بعدد 137 قراءة، فيما سُجلت أعلى قراءة مطرية في تاريخ 14 أبريل بمحطة شعب أحمد الواقعة في منطقة عسير، مسجلةً نحو 79 ملم.

مراقبة المناخ في السعودية

بداية دراسة المناخ في السعودية

بدأ الاهتمام بتسجيل أحوال الطقس ودراسة المناخ في السعودية في النصف الثاني من القرن العشرين، وقبل ذلك كانت كتابات الرحالة والمؤرخين تدوّن الظواهر الشاذة كانقطاع المطر أو هطوله الغزير وما يرافق ذلك من قحط أو جفاف أو انتشار للجراد الذي يؤدي لتلف المزارع.

ظهر أول سجلات المعلومات في عام 1375هـ/1956م عن طريق مصلحة الأرصاد الجوية (المركز الوطني للأرصاد حاليًّا)، وشهدت تطورًا في السنوات اللاحقة، لتظهر بصورة أفضل عام 1386هـ/1966م لنحو 20 محطة قياس تنتشر في 20 مطارًا في السعودية.

وفي عام 1384هـ/1964م أنشأت وزارة الزراعة والمياه (وزارة البيئة والمياه والزراعة حاليًا) محطات تقيس وتوفر المعلومات الأساسية الهيدرولوجية في 35 مركزًا بأنحاء السعودية لمعرفة الموارد المائية، وتوالى بعدها ظهور المحطات لقياس الأمطار.

المركز الوطني للأرصاد 

تُناط بالمركز الوطني للأرصاد مهمة تقديم الخدمات المختصة بالطقس والمناخ وكل ما يتعلق بالأرصاد سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو الدولي. صدرت الموافقة بتأسيس المركز في 19 رجب 1440هـ/26 مارس 2019م،وتتمثل مهامه في رفع مستوى خدمات التنبؤات الجوية، وتوفير المعلومات الكافية والتحذيرات المبكرة بدقة، بالإضافة إلى دعم مواجهة التغير المناخي عبر تنبؤات مناخية موثوقة متوسطة المدى وطويلة المدى.

كما يهدف المركز إلى تغطية نطاق جغرافي أكبر لخدمات الأرصاد المقدمة، عبر تعزيز إمكانات الرصد في المناطق المختلفة، ومن أجل ذلك يعتمد قدرات فنية حديثة ويتعاون مع الجهات المختصة في المجال من جميع أنحاء العالم.

النظام الآلي للإنذار المبكر

يقدم المركز الوطني للأرصاد خدمة تتيح وصول إنذارات المراقبة الجوية للمستفيدين، وبالاعتماد على المعلومات التي يصدرها المركز يرسل الدفاع المدني رسائل نصية تحذيرية حول الطقس، تتضمن وصفًا مختصرًا للحالة، سواء كانت أمطارًا أو أعاصير أو هواء أو غبارًا. وتصل هذه الرسائل إلى المواطنين والمقيمين بحسب الموقع الجغرافي الذي تغطيه الحالة الجوية.

التغير المناخي 

تشكل أنماط الطقس المتغيرة ومتوسط درجات الحرارة -الذي يُعرف بالتغير المناخي- عاملًا رئيسًا في ارتفاع درجات الحرارة في أنحاء العالم، مما يؤدي لتغيرات ملحوظة في المناخ. ويمثل النشاط البشري عاملًا رئيسًا لحدوث هذه التغيرات، فمنذ القرن التاسع عشر الميلادي مع الثورة الصناعية حدثت تغيرات في درجة الحرارة حول العالم، إذ شهد ارتفاعًا بسبب حرق الوقود الأحفوري وكيفية تعامل الإنسان مع البيئة، وتعد السعودية من الدول المتأثرة بهذه العوامل نظرًا لحساسية نظمها البيئية، وقلة مصادر المياه المتجددة، بالإضافة إلى اعتمادها الكبير على صادرات الوقود الأحفوري،إلا أنها تبذل جهودًا على المستوى المحلي والعالمي من أجل مكافحة هذه الظاهرة، وتصادق على العديد من المعاهدات الدولية الداعمة للتصدي لها.

جهود السعودية المتعلقة بالمناخ

الاهتمام بالمناخ ضمن التحول في قطاع البيئة

تولي الحكومة السعودية تغير المناخ اهتمامًا بالغًا، إذ أنشأت وزارة للبيئة، واعتمدت الاستراتيجية الوطنية للبيئة،إلى جانب إنشاء صندوق البيئة 1440هـ/2019م،وإصدار نظام البيئة في عام 1441هـ/2020م،وتستهدف هذه الأعمال حماية البيئة وتحقيق رؤية السعودية 2030 في جودة الحياة، مع مراعاة الاعتبارات البيئية، والموازنة بين حمايتها وتحقيق المتطلبات الاقتصادية.

وتهدف السعودية إلى مكافحة التغير المناخي عبر الالتزام بالمعايير والاتفاقيات الدولية، تجلى ذلك في مبادرتي: السعودية الخضراء، والشرق الأوسط الأخضر، اللتين تعدان من المبادرات العالمية المختصة بحماية البيئة من تغيرات المناخ.

وبصفتها دولة معتمدة على النفط إلى حد كبير، تخصص السعودية جهودًا للحفاظ على البيئة واستقرار أسواق الطاقة في آنٍ واحد لاستدامة التنمية، إذ تبني خططًا اقتصادية لتنويع مصادر الدخل السعودي تحقق منافع مشتركة تخفف من الآثار المترتبة على التغيرات المناخية.

كما تعمل السعودية -من أجل مكافحة التغيرات المناخية- على الحد من ظاهرة التصحر، واستغلال الثروات من خلال ترشيد الاستهلاك، ودعم الممارسات التي تحمي البيئة مثل: إعادة تدوير النفايات، مع مراعاة التنمية المستدامة كركيزة أساسية لإنجاح الخطط التنموية، بما يخدم سياسة الطاقة في المملكة ويؤكد دورها كشريك عالمي للتزويد بالطاقة المسؤولة والموثوقة.

مبادرة السعودية الخضراء

تمثل مبادرة السعودية الخضراء واحدة من إسهامات السعودية في مكافحة التغير المناخي، إذ تعمل بالتضامن بين أفراد المجتمع والجهات الحكومية والخاصة من أجل حماية البيئة؛ مما يوسّع نطاق العمل في مواجهة التغير المناخي. تدعم المبادرة رؤية السعودية 2030 ضمن برنامج جودة الحياة، وقد انطلقت في عام 1442هـ/2021م،وانبثق عنها نحو 80 برنامجًا ومشروعًا.

وتعمل المبادرة لتحقيق عدة أهداف بحلول عام 2030م، تتمثل في: تقليل انبعاثات الكربون بما يزيد على 278 مليون طن سنويًّا، وزراعة 10 مليارات شجرة في جميع أنحاء المملكة، وحماية 30% من المناطق البرية والبحرية في المملكة العربية السعودية.

ودعمًا لتحقيق أهداف المبادرة في خفض الانبعاثات، تعمل السعودية على إنشاء أكبر مصنع لإنتاج الهيدروجين الأخضر على مستوى العالم في مدينة "أوكساجون" في نيوم،ومن المتوقع أن يملك المصنع قدرة إنتاجية تصل إلى 600 طن في عام  2026م.

مبادرة الشرق الأوسط الأخضر

تسهم مبادرة الشرق الأوسط الأخضر في مكافحة التغير المناخي عبر زيادة الغطاء النباتي، وتُعد من أكبر برامج التشجير حول العالم. أطلقها ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في عام 1442هـ/2021م،واستضافت العاصمة الرياض النسخة الأولى من قمة المبادرة التي ضمت أول حوار إقليمي يتناول المناخ، ولقيت دعمًا من القادة المشاركين من نحو 20 دولة.

وتطرح المبادرة خطة للعمل المناخي الإقليمي وتوحيد الجهود مع الدول المشاركة للحد من تبعات تغير المناخ،ومواجهة التحديات البيئية ورفع جودة الحياة والصحة العامة من خلال رفع نسبة المناطق المحمية إلى ما يزيد على 30% من مساحة أراضيها، لتتجاوز المستهدف العالمي في الوقت الحاضر المقدر بـ17% من أراضي كل دولة، بالإضافة إلى زراعة 50 مليار شجرة في جميع أنحاء الشرق الأوسط، ورفع مساهمة الطاقة المتجددة، إلى جانب أعمال تسهم في حماية البيئة الساحلية والبحرية ورفع نسبة المحميات الطبيعية.

المركز الإقليمي للتغير المناخي

أُطلق المركز الإقليمي للتغير المناخي في عام 1444هـ/2023م ليكون داعمًا لجهود الدولة في مجال الأرصاد الجوية والتغيرات المناخية،وأنشئ لجمع الأبحاث المتعلقة بالمناخ؛ لدراسة مدى تأثير الطقس بالتشجير المنبثق عن مبادرات السعودية الخضراء، كما يهدف إلى التعاون لتطوير المعلومات المناخية، مما يوفر خططًا تسهم بها المملكة محليًّا وإقليميًّا وعالميًّا، بالإضافة إلى دراسة موارد الطاقة المتجددة، وقياس مدى تأثيرها على انبعاثات الكربون.

ويسهم المركز في نشر الوعي المجتمعي حول تأثيرات المناخ، كما يسهم في الحد من تأثيرات التغير المناخي، ويساعد في تعزيز أداء المملكة البيئي للتقليل من الآثار الناجمة عن هذه التغيرات، بالإضافة إلى تحفيز الصناعات الصديقة للبيئة.

مشاركات السعودية لمكافحة التغير المناخي

تؤدي الحكومة السعودية دورًا فاعلًا في مكافحة التغير المناخي، وتشارك في العديد من المبادرات من أجل التصدي له والتخفيف من آثاره محليًّا وعالميًّا، فتسعى إلى الإسهام في خفض انبعاثات غاز الميثان على المستوى العالمي بما يصل إلى 30% بحلول عام 2030م حمايةً للبيئة، ومن أجل ذلك انضمت إلى التعهد العالمي بشأن الميثان الذي يُشكّل خطوة في هدف خفض الغازات المؤدية للاحتباس الحراري.

كما انضمت إلى مبادرة الأمم المتحدة "الرياضة من أجل المناخ" عام 1444هـ/2022م،وشاركت بمؤتمر الأمم المتحدة في مدينة جلاسكو عام 1443هـ/2021م،وصادقت على اتفاقية باريس للمناخ في عام 1438هـ/2016م.