زراعة البن في السعودية

زراعة البن في السعودية، تتركز زراعة البن في المرتفعات الجبلية لثلاث مناطق في المملكة العربية السعودية، هي: عسير والباحة وجازان،ويُعد البن الخولاني السعودي من أغلى أنواع البن في العالم، بسبب الطبقة الزيتية المحيطة بالثمرة ورائحتها المميزة. وترتبط زراعة البن بإعداد القهوة السعودية، التي تُقدَّم في المحافل والمناسبات الاجتماعية بالسعودية.

عُرفت زراعة البن في جنوب السعودية بوصفها مهنة متوارثة، بدأت منذ نحو 300 عام لسد الاحتياجات الذاتية للمزارعين، ثم مثّلت مع مرور الوقت نواة لتطور ممارسات وأساليب هذه الزراعة بشكلها الحديث،ليصبح البن محصولًا تجاريًّا، ويُقدر إنتاج السعودية السنوي من البن الصافي حاليًّا بنحو 2400 طن، تنتجها 398 ألف شجرة في 2,535 مزرعة.

يبدأ جني محصول البن في السعودية عادة في فصل الربيع،وتكون عملية القطاف يدوية في الغالب، ثم يُعالج بطرق عدة، منها: الطريقة المجففة، والطريقة المغسولة، والطريقة العسلية.وتتنوع الأساليب المستخدمة في زراعة أشجار البن في السعودية، وتتوسع في مرونة الممارسات المتبعة بحسب ظروف وعوامل عديدة، تعود جذورها إلى تاريخ حرفة الزراعة، وعمق قيمتها الاجتماعية عبر التاريخ.

وتخضع زراعة البن في السعودية، كغيرها من عمليات إنتاج المحاصيل الزراعية، لضوابط تنظيمية، إذ لا تُمارس الأنشطة والخدمات الزراعية وبناء المنشآت الزراعية والبيطرية واستيراد وتصدير أي من محاصيل البن، دون الحصول على سجل زراعي أو ترخيص أو موافقة تصدرها وزارة البيئة والمياه والزراعة في السعودية.

تسجل مناطق متفرقة في السعودية مساهمات في إنتاجية محصول البن، إلا أن المرتفعات الجبلية جنوبي المملكة، وتحديدًا في مناطق: جازان والباحة وعسير، تُعد الأكثر إنتاجًا، إذ تضم مزارع خاصة بالبن تنتج نوعين رئيسين، هما: البن الخولاني والبن الهرري.

وتضم منطقة جازان جنوب غربي السعودية نحو 1985 مزرعة بن، تغطي بعض المحافظات الجبلية، ومنها: الداير وفيفا والعيدابي وهَروب والريث والعارضة، وتكسو أراضيها 340 ألف شجرة، بمتوسط إنتاج سنوي يبلغ 2040 طنًّا.

ويُقدر عدد مزارع البن في منطقة عسير بنحو 300 مزرعة تضم 40 ألف شجرة،تنتج 240 طنًّا سنويًّا، وهي تأتي ثانيةً في إنتاج البن بعد منطقة جازان،  وتحل منطقة الباحة ثالثةً في إنتاج البن، إذ تغطي أراضيها نحو 250 مزرعة، تضم 18 ألف شجرة،وتنتج 108 أطنان سنويًّا.

تصنف شجرة البن بأنها دائمة الخضرة وذات أوراق صغيرة، وتحتاج إلى بيئة خاصة للنمو والإثمار، بحيث تكون الأرض المراد زراعتها متمركزة في موقع يُمكّنها من الاستفادة من أشعة الشمس بشكل متوازن، إضافةً إلى وقوعها في مناطق المناخ المعتدل طيلة العام، على ارتفاع يتراوح بين 800م و2000م عن سطح البحر، إلى جانب جودة تقنيات التصنيع المستخدمة في عمليات الإخراج من تجفيف وتخمير، والتي تتنوع بحسب كل مزرعة. 

تبدأ زراعة شجرة البن في السعودية بمرحلة حرث الأرض، ثم نثر البذور، وتستغرق حبة البن نحو 40 يومًا لتتحول إلى فسيلة، وتستغرق بدورها ثلاث سنوات لتكون جاهزة للإثمار، وتكون ثمرة البن عند النضج حمراء اللون، ثم يتغير لونها بفعل عمليات الاستخراج والتصنيع والحفظ.

تعمل السعودية على تطوير إنتاج وتصنيع وتسويق البن محليًّا وعالميًّا، إذ تطرح وزارة البيئة والمياه والزراعة فرصًا استثمارية لزراعة البن في المناطق الزراعية المناسبة في المملكة، وأُنشئت مدينة البن التنموية بمنطقة الباحة، لتوفير نحو 1000 فرصة وظيفية زراعية، وزراعة نحو 300 ألف شجرة بن.

وتغطي مدينة البن مساحة 1,662,373م² من قرية معشوقة بمحافظة القرى بمنطقة الباحة، وتشمل مزرعة نموذجية، ومشتلًا لزراعة الشتلات، ومركز صناعي يضم ورشًا ومخازن، ومركزًا للأعمال، ومركز تدريب.كما تشرف وزارة البيئة والمياه والزراعة على برنامج التنمية الريفية المستدامة 2022 – 2026، الذي يستهدف إنتاج وتصنيع وتطوير محصول البن والترويج له، ومضاعفة المساحات المزروعة.

يرتبط المنتج المحلي من ثمرة البن بتحضير القهوة السعودية، التي تُقدَّم في المحافل والمناسبات الاجتماعية في المملكة، وتعد وسمًا ثقافيًّا تتميز به السعودية، إذ سُمّي عام 2022م بعام القهوة السعودية، كتكريم رسمي لها على المستوى الوطني، للاحتفاء بالقهوة، وطرق تحضيرها وتقديمها للضيوف.