معارض الكتاب في السعودية

معارض الكتاب في السعودية، هي حدث ثقافي دولي أو محلي يمثّل سوقًا عامًّا للكتاب، وميدانًا اقتصاديًّا للناشرين وتجار الكتب بالتجزئة، والمؤلفين، والوكلاء الأدبيين، والصحفيين، وعامة الناس. تنظمها هيئة الأدب والنشر والترجمة التابعة لوزارة الثقافة في إحدى المدن السعودية مثل محافظة جدة أو مدينة الرياض. ويوصف معرضا الرياض وجدة بالدوليين، على عكس المعارض المحلية للكتاب التي انطلقت ضمن مبادرة "معارض الكتاب"، تحت إشراف وزارة الثقافة، بهدف تنظيم معارض الكتب المحلّية في جميع مناطق المملكة، ومنها معرض المدينة المنورة للكتاب.وتشارك في معارض الكتاب بالسعودية دور نشر عربية وإقليمية ودولية،وتتنوع المنتجات الأدبية التي تقدمها.

بدأت العاصمة الرياض استضافة معرض الكتاب الذي نظمته جامعة الملك سعود عام 1397هـ/1976م برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حينما كان أميرًا لمنطقة الرياض -؛ وفي عام 1427هـ/2006م تولت وزارة التعليم العالي وقتها (وزارة التعليم حاليًّا) التنظيم، ثم انتقل تنظيمه إلى وزارة الثقافة والإعلام (وزارة الثقافة حاليًّا) عام 1428هـ/2007م، وضمّ المعرضان في نسختيهما فعالياتٍ ثقافية ولقاءات مفتوحة للمثقفين والشعراء، كما أضافت الوزارة في عام 1429هـ/2008م خاصية البحث الإلكتروني عن الكتب ضمن ساحات المعرض. 

بدأ معرض الرياض الدولي للكتاب الاستضافة الثقافية للدول في عام 1429هـ/2008م، إذ كانت دولة اليابان أول ضيف شرف ثقافي للمعرض، وخصص لها جناح مستقل وسط صالة المعارض.وتوسعت مساحة المعرض  وخيمة المؤتمرات والندوات عام 1430هـ/2009م، وارتفع عدد دور النشر والمطبوعات، إذ شاركت نحو 650 دار نشر من 27 دولة، قدمت 250 ألف عنوان، وحلت دولة البرازيل كضيف شرف.وتضمنت نسخة معرض الرياض الدولي للكتاب عام 1431هـ/2010م برامج ثقافية متنوعة، وشاركت جمهورية السنغال كضيف شرف.

وشهدت النسخة التالية من معرض الرياض الدولي للكتاب عام 1432هـ/2011م، مشاركة نحو 700 دار نشر من 30 دولة، عرضت 300 ألف عنوان، إلى جانب إقامة 18 فعاليةً ثقافيةً داخل المعرض، وإضافة إيوان ثقافي شارك فيه 80 مفكّرًا وأديبًا عربيًّا، كما حلّت دولة الهند ضيفًا للشرف.ووفّرت نسخة المعرض عام 1432هـ/2011م، أربع منصات توقيع للكتّاب والمؤلفين، وبلغ عدد المؤلفين والمؤلفات الذين وقّعوا إصداراتهم الجديدة 165 مؤلفًا ومؤلفة، وتجاوز عدد الزوار ثلاثة ملايين زائر.

بدأ تدشين معارض الكتاب الدولية تحت شعارات منذ عام 1433هـ/2012م، ودشنت تلك النسخة تحت شعار "الحياة.. قراءة"، وحلت مملكة السويد كضيف شرف، وشاركت بجناح يحتوي على عدد من الإصدارات، التي عرّفت بالثقافة السويدية، والعديد من مؤلفات الطفل، كما شاركت دار نشر سويدية في المعرض.

وشاركت 450 دار نشر محلية وعربية ودولية، كما جرى إفراد جناح كامل للأسرة والطفل، يضم كل ما يهم الطفل، من وسائل تعليمية وتثقيفية وترفيهية، ووسائل إيضاح لكل مراحل عمر الطفولة، كما سجل المعرض حضور نحو 2,8 مليون زائر.

في عام 1434هـ/2013م انطلق معرض الرياض الدولي للكتاب تحت شعار "الحوار .. ثقافة وسلوك"، وحضرت دولة المغرب كضيف شرف ثقافي، وشاركت ببرنامج ثقافي.وفي عام 1435هـ/2014م  كان شعار معرض الرياض الدولي للكتاب "الكتاب.. قنطرة حضارة"، وخصص المعرض جناحًا خاصًّا للمؤلفين السعوديين الأفراد، لعرض مؤلفاتهم وتسويقها أمام دور النشر.

من داخل معرض جدة الدولي للكتاب. (واس)

في عام 1436هـ/2015م دُشّنت نسخة معرض الرياض الدولي للكتاب تحت شعار "الكتاب.. تعايش"، وحلّت فيه دولة جنوب أفريقيا كضيف شرف، إلى جانب مشاركة 915 دار نشر من 29 دولة عربية وأجنبية.وأُقيمت النسخة التالية من معرض الرياض الدولي للكتاب عام 1437هـ/2016م، تحت شعار "الكتاب ذاكرة لا تشيخ".

وانطلق معرض الرياض الدولي للكتاب عام 1438هـ/2017م تحت شعار "الكتاب.. رؤية وتحول"، المرتبط برؤية السعودية 2030، من خلال هويته البصرية، التي حملتها تصاميم الممرات والأجنحة والبوابات والشعار الرئيس داخل المعرض، ومثّلت دولة ماليزيا ضيف الشرف الثقافي لتلك النسخة.كما حلّت دولة الإمارات العربية المتحدة ضيف شرف للمعرض عام 1439هـ/2018م "الرياض .. مستقبل التحول"، وشاركت في تلك النسخة 500 دار نشر عربية وعالمية، قدمت نحو 80 فعالية ثقافية.

في عام 1440هـ/2019م، دشّنت وزارة الثقافة السعودية شعارًا خاصًّا لمعرض الرياض الدولي للكتاب، يُعبر عن هوية المعرض ودلالة المكان الذي يحويه، وصُمم على هيئة كتب مرصوفة في مكتبة، بألوان مشتقة من ألوان الشعار الرسمي للوزارة، كما انتقلت فعاليات المعرض إلى موقع واجهة الرياض، ومثّلت تلك النسخة الدورة الأولى التي نظمتها وأشرفت عليها وزارة الثقافة، إذ كانت وزارة الإعلام هي الجهة المسؤولة عن التنظيم والإشراف على جميع نسخ معارض الكتاب في السعودية.

انتقلت مسؤولية تنظيم وإشراف معارض الكتب الدولية في السعودية إلى هيئة الأدب والنشر والترجمة، بعد تأسيسها ضمن الهيئات الثقافية التابعة لوزارة الثقافة، وعملت الهيئة على تعزيز مكانة معرض الرياض الدولي للكتاب، ومعرض جدة الدولي للكتاب، في خارطة معارض الكتب الإقليمية والدولية، إلى جانب تطويرها مواكبةً لرؤية السعودية 2030، بوصف الثقافة من مقومات جودة الحياة.

وفي عام 1441هـ/2020م تأجلت إقامة نسخة معرض الرياض الدولي للكتاب بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، وفي عام 1442هـ/2021م، أقيمت تحت شعار "وجهة جديدة.. فصل جديد"، وحلّت دولة العراق ضيفًا ثقافيًّا للمعرض وسط حضور العديد من المثقفين والمؤلفين العراقيين. 

أُقيم معرض جدة الدولي للكتاب للمرة الأولى عام 1437هـ/2015م في محافظة جدة، على مساحة 20 ألف م2 في أرض المعارض، وتوفر تطبيق خاص يشمل خريطة تفاعلية للمعرض.وفي عام 1438هـ/2016م، استضاف معرض جدة الدولي للكتاب 30 دولةً، و450 دار نشر محلية وعربية وعالمية، وحضرت في النسخة الثالثة من المعرض عام 1439هـ/2017م منصات توقيع المؤلفين، إضافة إلى موقع إلكتروني لاستقبال طلبات المؤلفين الراغبين في الحصول على منصات التوقيع داخل المعرض، وتعبئة الاستمارات بالبيانات المطلوبة، كما وفر المعرض آلة بيع الكتب "البوكتشينية".

أخذ معرض جدة الدولي للكتاب في نسخته الخامسة 1441هـ/2019م، تصميم العمارة التقليدية التراثية في السعودية، وزادت مساحة المعرض إلى 30 ألف م2، كما تضمن فعالياتٍ ثقافية، كجناح لتاريخ الطباعة، الذي عرض مراحل تطور طباعة الكتب عبر الزمن، وصولًا إلى الطباعة الرقمية، بمشاركة نحو 400 دار نشر من 40 دولة من أنحاء العالم.

أطلقت هيئة الأدب والنشر والترجمة السعودية مبادرة "معارض الكتاب"، تحت إشراف وزارة الثقافة، بهدف تنظيم معارض الكتب المحلّية في جميع مناطق ومدن المملكة، لمنح القارئ في أي مدينة فرصة الاطلاع على منتجات دور النشر المحلية والعربية والدولية.ونظمت الهيئة معرض المدينة المنورة للكتاب في عام 1443هـ/2022م، في مركز الملك سلمان الدولي للمؤتمرات.

كما دشنت الهيئة في عام 1444هـ/2023 م ضمن مبادرة "معارض الكتاب" معرض الشرقية للكتاب 2023، في مركز معارض الظهران للمؤتمرات والفعاليات (إكسبو) تحت شعار "معرض - ثقافة - حضارة - فن" بمشاركة 500 ناشر محلي وعربي ودولي في 350 جناحًا.