تم نسخ الرابط بنجاح

زراعة الورد في السعودية

saudipedia Logo
زراعة الورد في السعودية
مقالة
مدة القراءة 3 دقائق

زراعة الورد في السعودية، هي إحدى الزراعات التي تنتشر في المملكة العربية السعودية، ابتداءً من مرحلة غرس الفسائل حتى تصنيع المنتجات النهائية للورد، كالعطور والزيوت العطرية، وتشتهر محافظة الطائف في منطقة مكة المكرمة بالورد الطائفي، والمدينة المنورة بالورد المديني، وأصبحا إحدى العلامات المميزة فيهما.

زراعة الورد في محافظة الطائف

تضم محافظة الطائف 860 مزرعة تنتج سنويًّا نحو 500 مليون وردة، إضافة إلى 45 معملًا لتصنيع منتجات الورد، وتُزرع شتلات الورد في الطائف بدءًا من شهر ديسمبر، وهو الوقت المناسب لحرث وتسميد حقول الورد وسقيها، وفي منتصف يناير حين تنخفض درجات الحرارة في المحافظة إلى نحو خمس درجات مئوية، يبدأ تقليم شُجيرات الورد استعدادًا لموسم الإزهار في فصل الربيع، إذ يبدأ موسم قطاف الورد في الطائف مع نهاية شهر مارس، ويستمر بين 35 و45 يومًا، وتنتج المزارع نحو 70 ألف وردة يوميًّا.

تتركز زراعة الورد الطائفي في الشفا، والهدا، ووادي الأعمق، ووادي البني، ووادي محرم، إضافةً إلى بلاد طويرق والمخاضة.وتشتهر الطائف بزراعة نوعين من الورد، الأول الورد الطائفي ذي اللون الأحمر الفاتح والرائحة النفاذة، والثاني هو الورد الأحمر القاني، وبينما يؤخذ محصول الورد بعد حصاده إلى المصانع المحلية فإنه يمر بمراحل صناعة عدة، ويتحول إلى منتجات عطرية، كماء الورد، وعطر الورد، وماء العروس، إضافةً إلى الزيوت العطرية، والصابون، ومعطرات الهواء، والمناديل المعطرة، ويحتاج إنتاج تولة واحدة من عطر الورد الطائفي إلى نحو 13 ألف وردة.

زراعة الورد في المدينة المنورة

تبدأ زراعة شجرة الورد المديني في منطقة المدينة المنورة، نهاية فصل الشتاء، إذ تُزرع وتتكاثر عن طريق العُقْل أو الترقيد في التربة أو الترقيد الهوائي، وهي شجرة مستديمة، تبدأ الإزهار بعد ستة أشهر من زراعتها، وكلما زاد عمر الشجرة زاد إنتاجها.

تتميز مزارع الورد في المدينة المنورة بأن إنتاجها يكون طيلة فصول السنة، بحيث يكون وفيرًا في الأجواء المعتدلة الأقرب إلى البرودة، ويقل مع ارتفاع درجة الحرارة صيفًا.وتخضع الشجرة بعد مرور سنتين من زراعتها لعملية التقليم، التي تُقص فيها السيقان المرتفعة ويُعاد طولها إلى نحو نصف متر، ويُستفاد منها في ظهور براعم وسيقان أكثر من السابق في كل سنة جديدة، وزيادة في النمو الخضري للشجرة.ويُستخدم الورد المديني في صناعة أجود أنواع العطور، وزيت الورد الخام، وماء الورد الذي يُستخدم في التجميل والزينة.

تجارب زراعة الورد في السعودية

تُزرع شجرة الورود في مناطق متعددة في السعودية لإجراء التجارب البحثية، ومعرفة أنسب الأماكن والظروف لزراعتها، إذ زُرعت نحو 100 شتلة من الورد الطائفي في وادي بن هشبل بمنطقة عسير، كما تُستكمل تجربة الزراعة بإجراء مقارنات زراعية في بعض المواقع الأخرى، منها: منطقة المدينة المنورة، ومحافظة سكاكا بمنطقة الجوف.

الورد الطائفي في موسوعة جينيس

في 17 شوال 1443هـ/18 مايو 2022م، سجلت سلّة طائف الورد، التي ضمت أكثر من 84 ألف وردة من نحو 26 نوعًا، رقمًا قياسيًّا جديدًا في موسوعة جينيس للأرقام القياسية، كأضخم سلة ورد في العالم، إذ وصل طولها إلى نحو 12.1م، وعرضها 7.98م، وارتفاعها نحو 1.3م، واستُخدمت في صناعتها مواد من الحديد، والفلين، والبلاستيك، والخشب، وهذه المواد، بما فيها الورد، مواد قابلة لإعادة التدوير، وبُنيت السلة بمشاركة 190 شابًّا وشابةً من أبناء محافظة الطائف، استغرقوا في بنائها نحو 168 ساعة عمل.

تنمية زراعة الورد في السعودية

تقدم وزارة البيئة والمياه والزراعة خدماتها في مجال زراعة الورد الطائفي، لزيادة المساحات المزروعة منه، وتطوير صناعة الورد ودعم صناعاته التحويلية، كما تُسلط الضوء على الفرص الاستثمارية في هذا القطاع، وتدعم مزارعه من خلال مبادرات برنامج التنمية الريفية المستدامة، وتقدم الدعم المادي المباشر لمزارعي الورد عبر برنامج "ريف"، إضافةً إلى تقديم الدعم المالي ومبادرات التدريب والتأهيل في الصناعات التحويلية، للأسر الريفية المهتمة بمجال الورد، والاستفادة من التجارب العالمية في طرق زراعة الورد وتقطيره، واستخداماته المتعددة في الطب والتجارة.

صناعة الورد في السعودية

تمر صناعة الورد الطائفي بمراحل عدة حتى الوصول إلى المنتجات النهائية كماء وعطر الورد، وماء العروس الذي يصل تركيز رائحة الورد فيه إلى نحو 80%، والثنو 50%، والساير 20%. ويحتاج إنتاج توله واحدة من عطر الورد الطائفي نحو 13 ألف وردة.وتكون صناعة ماء وعطر الورد الطائفي بوضع نحو 13 ألف وردة في القدر الخاص بطبخ الورد وإشعال النار تحته فيتجمع البخار الناتج عن الطبخ ويخرج من أنبوب في غطاء القدر إلى إناء به ماء لتبريد البخار، ليتكثف ومن ثم تخرج قطرات إلى ما يسمى (التلقية)، ثم يستخرج ماء الورد بعد إضافة كمية من الماء العادي أو من ماء ورد العروس. أما عملية تقطير الورد فتكون بغلي 12 ألف وردة في قدور من النحاس مع 40 لترًا من الماء وإضافة ماء العروس أو الثنو عليها وتغطية القدر وطبخه على النار 7 ساعات، وأثناء الغلي يخرج بخار الماء إلى أنابيب تبريد تعمل على تكثيفه فيتحول على شكل قطرات ماء سائلة.