جغرافيا محافظة الأحساء، هي ظواهر السطح الطبيعية وعوامل المناخ والطقس والتركيب المكاني في محافظة الأحساء بالمنطقة الشرقية شرقي المملكة العربية السعوديَّة، تُقدر مساحة المحافظة بنحو 375,000 كم2، وهي تُعادل 18.75% تقريبًا من مساحة المملكة البالغة نحو مليوني كم2.
موقع محافظة الأحساء
عُرفت محافظة الأحساء قديمًا باسم هجر، وتُعد إحدى أقدم المستوطنات البشرية في شبه الجزيرة العربية، تقع بين دائرتي العرض 30 َ 22° و45 َ 25° شمالًا وخطي الطول 00 َ 48° و 40 َ 51° شرقًا، في الجزء الجنوبي الساحلي من المنطقة الشرقية، وتبعد نحو 40 كم عن الخليج العربي، و150 كم عن جنوب الدمام، و320 كم عن شرق العاصمة الرياض.
تحدُّ محافظة الأحساء من الشمال محافظتا النعيرية وقرية العليا، ويحدها من الشرق الخليج العربي وكل من محافظتي العديّد وبقيق، وتجاورها على الخليج مملكة البحرين ودولة قطر، وتحدها من الغرب منطقة الرياض، ومن الجنوب الشرقي سلطنة عمان، ومن الجنوب الغربي منطقة نجران.
الأمطار في محافظة الأحساء
معدل هطول الأمطار قليل وغير منتظم في محافظة الأحساء، فبحسب آخر الدراسات الرسمية، وصل متوسط الأمطار السنوي فيها إلى نحو 71,32 ملم، وتتساقط معظم هذه الأمطار خلال فصلي الربيع والشتاء، ويبلغ متوسط سقوط الأمطار في هذين الفصلين 97% من متوسط الأمطار السنوي.
ويصل معدل الرطوبة النسبية السنوي إلى 30% تقريبًا، وتختلف حسب فصول السنة، إذ يبلغ أعلى معدل في فصل الشتاء 56%، إلا أنه يُسجل أدنى معدل رطوبة في فصل الصيف يصل إلى 32%.
ويبلغ المتوسط السنوي لدرجات الحرارة العظمى في المحافظة نحو 33° درجة تقريبًا، في حين يبلغ المتوسط السنوي لدرجات الحرارة الدنيا نحو 18° درجة مئوية.
النباتات في محافظة الأحساء
تُعد محافظة الأحساء أكبر واحة في شبه الجزيرة العربية، ويعود ذلك لوفرة المياه والأراضي الزراعية، ويرجع التركيب الجيولوجي لمنطقة الأحساء إلى رواسب المايوسين والباليوسين المغطاة بطبقات تكوينات العصر الرباعي، التي تتكون من الحجر الرملي والجيري والطيني والطفيلي، إضافةً لاحتوائها على الرواسب السلتية والرملية المتحركة، ويعود أصل المادة التي كونت تربة محافظة الأحساء إما إلى الصخور التي ترتكز عليها بفعل عمليات التجوية والتعرية، أو أنها نُقلت من الأجزاء الشمالية والشمالية الشرقية والشمالية الغربية بفعل الرياح.
التربة في محافظة الأحساء
تُقسَّم تربة محافظة الأحساء إلى ثلاثة أقسام: هي تربة الأراضي الزراعية، وتربة السبخات، وتربة الكثبان الرملية، تنمو في التربة الزراعية أنواع عدة من النباتات الطبيعية أكثرها من نوع الحشائش، وهي تختلف باختلاف فصول السنة، منها حشائش: الرشيدي والعقربان والحلفا والفضاخ (العليق).
ونظرًا لعدم ملاءمة تربة الكثبان الرملية لنمو النباتات لقلة الأمطار وارتفاع درجات الحرارة، نمت مجموعة من النباتات المتباعدة من الأعشاب والشجيرات، مثل: الرمث والهرم والحميزان والأرطى والسبط.
وتنمو في تربة السبخات والمستنقعات الملحية مجموعة من النباتات الملحية القادرة على تحمل الملوحة المرتفعة مثل: الرغل والسويدا والشنان والطرفاء والهرم والثمام والعكرش والعقربان.
كما تنمو في الأودية ومجاري مياه السيول والسهول الصحراوية مجموعة من النباتات العشبية، مثل: القطين واللبيد والعراد والشعران والفرغدان والرقروق والخزامى، إضافةً إلى النباتات الشجرية كالرمث والسلم والطلح والسمر، خاصة في الجزء الغربي والجزء الجنوبي الغربي من واحة الأحساء.
وتُعد واحة الأحساء خامس موقع سعودي ينضم لقائمة التراث الإنساني العالمي بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، كما تشتهر بأشجار النخيل والتمور، وسُجلت واحة النخيل بالأحساء في موسوعة جينيس للأرقام القياسية بوصفها أكبر واحة نخيل في العالم، إذ تضم 2,5 مليون نخلة تتغذى من طبقة المياه الجوفية الضخمة، عبر 280 بئرًا ارتوازية، وعلى مساحة تتجاوز 85,4 كلم2.
المياه في محافظة الأحساء
تستمد الأراضي الزراعية احتياجها من المياه من الطبقات الخازنة للمياه الجوفية، التي تتدفق منها المياه تدفقًا طبيعيًّا من خلال العيون، أو تُستخرج من الآبار الارتوازية، وجميع عيون الأحساء تستمد مياهها من الطبقات الجيرية المائية، ومعظمها مصدر مياهها تكوين أم الرضمة.
وتُعد محافظة الأحساء منطقة غنية بالعيون المتدفقة طبيعيًّا، التي أسهمت بمد واحة الأحساء بالمياه، وكانت مياه هذه العيون مع مياه الآبار الارتوازية هي المصدر الوحيد لمياه الري والشرب، وتنتشر هذه العيون على طول الحافة الغربية لواحة الأحساء، بدءًا من مدينة الهفوف جنوبًا باتجاه قرية المطيرفي شمالًا، وهي مُقسمة إلى أربع مجموعات رئيسة، هي:
المجموعة الأولى من العيون انتشرت في المنطقة الواقعة بين شرق مدينة الهفوف إلى بلدة بني معن، ويبلغ عددها نحو 21 عينًا، من أهمها: عين الخدود والحقل وباهلة وبرابر والتعاضيد والبسيتينات واللويمي وأم الليف.
المجموعة الثانية من العيون إلى الشرق والشمال من مدينة المبرز، ومن أبرزها: عين الحارة التي تقع شرق مدينة المبرز، وعين الجوهرية قرب بلدة البطالية، وعين منصور وعين أم سبعة اللتان تقعان شمال مدينة المبرز.
المجموعة الثالثة من العيون تقع شرق بلدة المطيرفي، ومن أهم العيون فيها: عين الحويرات وأم زنبور وجديدة وعين حقيقة وعين ناصر التي تقع قرب بلدة القرين.
المجموعة الرابعة من العيون تنتشر في جنوب وغرب مدينة المبرز وغرب وشمال مدينة الهفوف، منها: عين البحيرية وعين أم خريسان وعين سمحة وعين النجم وعين مرجان وعين الزواوي.
ونضبت آخر هذه العيون عام 1415هـ/1996م، لذلك يُعتمد حاليًّا على مصادر أُخرى لتوفير مياه الري ضمن مشروع الري والصرف وواحة الأحساء، هي: مياه الصرف الصحي المُعالجة ثُلاثيًّا، ومياه الصرف الزراعي المُعاد استخدامها للري بمشروع الأحساء، والمياه الجوفية.
وتقع في محافظة الأحساء محطة جبل أبو غنيمة لمعالجة المياه التي تحتوي على ثلاثة خزانات أرضية تستقبل المياه القادمة من محطة التحلية في الخبر، وتُعد المحطة الرئيسة لتوزيع المياه على كافة المحافظة، إضافة لذلك تخدم محافظة الأحساء ثلاث محطات لمعالجة الصرف الصحي، تجري في بعضها المعالجة الثنائية والثلاثية، صُممت بطاقة استيعابية كلية تصل إلى 255 ألف م3 في اليوم، تبلغ كمية المياه المُعالجة ثُلاثيًّا منها نحو 136,365 ألف م3 بنسبة 53,5%.
المصادر
عبدالله أحمد سعد الطاهر، الأحساء دراسة جغرافية، 1419هـ/1999م، قسم الجغرافيا، كلية الآداب، جامعة الملك سعود، ط1.
وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان.
الأحساء للمدن الذكية.
وكالة الأنباء السعودية.
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة