تم نسخ الرابط بنجاح

رواد المسرح في السعودية

saudipedia Logo
رواد المسرح في السعودية
مقالة
مدة القراءة 4 دقائق

روَّاد المسرح في المملكة العربية السعودية، هم أول من أبدع الكتابة المسرحية وسعوا إلى إنشاء المسارح وقدموا العروض عليها في المملكة، بدأ ذلك منذ عام 1932م، من خلال عدة محاولات تأسيسية فردية للمسرح السعودي، وقبل ظهور المسرح نفسه، إذ كتب الشاعر حسين عبدالله سراج عددًا من المسرحيات، ابتداءً من "الظالم نفسه" عام 1350هـ/1932م، ثم "جميل وبثينة" عام 1360هـ/1942م، و"غرام ولادة" عام 1370هـ/1952م.

تأخر الدور الثقافي للمسرح عن التمثيل الدرامي وبقية الفنون الأدائية رغم أن كتابات الروَّاد الأوائل ظهرت مبكرًا ولكن لم تجد المسارح، وكانت الجهود البارزة في ذلك لوزارة المعارف (وزارة التعليم حاليًّا)، التي سعت إلى تشجيع النشاط المسرحي في المدارس، ونظّمت له مسابقات وجوائز.

بدايات المسرح السعودي

كانت البدايات المسرحية السعودية مبكرةً عبر المدارس، إذ إن الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود زار في عام 1354هـ عنيزة وحضر حفلًا مدرسيًّا وشاهد مسرحية "كسرى والوفد العربي"، وقد مثّل وقتها صالح الضراب دور عامر بن الطفيل.

هناك من يرى أن المسيرة المؤثرة للمسرح السعودي بدأت عام 1378هـ تقريبًا عند الشيخ صالح بن صالح في القصيم، الذي كان يعلم الطلاب التمثيل ويصقل مواهبهم الفنية حتى صار بعضهم يمثل عدة أدوار، واشتهر أيضًا عبدالعزيز الهزاع في عنيزة، الذي كان يمثّل الأدوار من خلف الستار.

رواد الكتابة المسرحية

مع انتشار أدب المسرح وتعدد الموهوبين فيه، برز في الكتابة المسرحية عدد من الروَّاد الذين أثروا المسرح السعودي ووضعوا بصماتهم فيه، إذ مارس الكتابة المسرحية الأدبية أحمد عبدالغفور عطار الذي كتب "الهجرة" و"الملحمة" عام 1365هـ/1946م، وعبدالله عبدالجبار وله "العم سحنون" عام 1370هـ/1952م، ومحمد مليباري وله "فتح مكة" و"مسيلمة الكذاب" عام 1379هـ/1960م، وعصام خوقير، وإبراهيم حمدان.

كما شهدت المرحلة المبكرة من الحركة الإبداعية بالمملكة بروز عدد من الكتَّاب المسرحيين الذين قدموا إسهامات مقدرة في بدايات المسرح السعودي، وكتب إبراهيم الحمدان عدة نصوص مسرحية، بدأها بمسرحية اجتماعية هزلية بعنوان "قطار الحظ" استعمل فيها العامية، كما كتب أيضًا مسرحية "المهابيل"، وهي كوميديا اجتماعية ساخرة. وأسهم النمو الاقتصادي الذي شهدته المملكة في السبعينات والثمانينات في تطوير أدوات المسرح عامة، وكان من مسرحيات تلك الفترة "عقاقير وعقارات" لعبدالرحمن الحمد، و"النص والإنتاج" لسليمان الحماد.

تأسيس المسارح

تواصلت جهود الروَّاد في تأسيس المسرح السعودي، وظهرت عديد من المبادرات والجهود التي سعت إلى تأسيس نشاط مسرحي يواكب حركة المسرح العالمي وفي المنطقة العربية، وكان من أهم تلك الجهود المبادرة التي تبنَّاها الأديب أحمد السباعي، وذلك في عام 1379هـ/1960م، في مكة المكرمة، حين شرع في إنشاء مسرح خاص واختار أن يكون اسم المسرح "دار قريش للتمثيل الإسلامي".

تنوَّعت مبادرات تأسيس المسارح في مناطق المملكة المختلفة، وبعد جهود المسرحيين الأوائل في مكة المكرمة، استطاعت مجموعة من فناني الأحساء تأسيس نادي الفنون الشعبية في الأحساء عام 1391هـ، من ضمنهم عبدالرحمن الحمد وحسن العبدي وخالد الحميدي وعبدالعزيز المرزوق وصالح التنم وخالد الخير الله وعمر العبيدي وآخرون.

استمرت جهود تأسيس المسرح السعودي من خلال المؤسسات الأدبية والثقافية وظهور العديد من المبدعين المهتمين بأدب المسرح، فكان من بدايات مرحلة تأسيس المسرح السعودي تأسيس جمعية الثقافة والفنون عام 1393هـ، وكان من باكورة إنتاجها أعمال عدة، منها "آخر المشوار" لعبدالرحمن الشاعر، و"الرقم ثلاثة يكسب" لناصر المبارك، و"قطار الحظ" لإبراهيم الحمدان، و"باقي الغسيل" لإبراهيم الحسن.

مسرح الإذاعة والتلفزيون

توزعت جهود الروَّاد على مختلف أصعدة تأسيس المسرح، فكان منهم الكتَّاب المسرحيون والممثلون والمخرجون، ومع انطلاقة الحركة المسرحية وجد المسرح طريقه إلى الإذاعة في عام 1961م، حين بدأت الإذاعة السعودية من جدة في إذاعة برنامج "مسرح الإذاعة" الذي كان يخرجه محسن شيخ وعادل جلال، وشهد هذا البرنامج الإذاعي انطلاقة عدد من الممثلين الموهوبين، مثل: حسن دردير، ولطفي زيني، ومحمد وعبدالرحمن يغمور، وأمين قطان، وخالد زارع، والشريف العرضاوي.

مع ظهور وانتشار التلفزيون توجه المسرح إلى الصورة المرئية ليحصد مزيدًا من الانتشار والقبول الجماهيري، فبادر المخرج بشير مارديني إلى إخراج "مسرح التلفزيون" بعد ظهور الإرسال التلفزيوني على غرار مسرح الإذاعة، وبثت فيه أول مسرحية سعودية منتجة محليًّا تُعرض على التلفاز، وكانت بعنوان "عريس من ذهب" شارك في التمثيل عبدالرحمن الخريجي وحمد الهذيل وأحمد الهذيل والشريف العرضاوي وحسن دردير ولطفي زيني وغيرهم.

المرأة في المسرح السعودي

لم يتوقف الإبداع المسرحي على الرجال وحسب، وإنما ظهر إبداع المرأة السعودية أيضًا، حيث برزت أسماء مهمة سجلت حضورًا إبداعيًّا لافتًا، إذ كتبت هند باغفار عددًا من المسرحيات منذ عام 1395هـ/1975م، وكذلك الروائية رجاء عالم، والكاتبة وفاء طيب، وكوثر الميمان، وأثرت الكاتبة ملحة عبدالله المسرح السعودي بقرابة 50 مسرحية.

مسرح الطفل

تطور النشاط المسرحي بمرور الزمن ليظهر في السبعينات الميلادية مسرح الطفل، من خلال جهود عبدالرحمن المريخي التي قدمها في مسرح نادي الجيل بمحافظة الأحساء، ومنها مسرحية "ليلة النافلة"، وبسبب تلك الجهود أطلق عليه رائد مسرح الطفل السعودي، واستمر عطاء المسرحيين السعوديين في مسرح الطفل كأحمد أبو ربعية من المدينة المنورة، وعبدالله آل عبدالمحسن، ومشعل الرشيد، وفهد الحوشاني، وإبراهيم الخميس، وسامي الجمعان، ومحمد السحيمي، وعمر الجاسر وغيرهم كثير.

الكتابات المسرحية

واصل الإثراء المسرحي مسيره، وأصبح للمسرح السعودي هويته بفضل ظهور عديد من الأجيال المسرحية، وتأسيس الجمعيات والأقسام الأكاديمية لتدريسه في الجامعات، مما أدَّى إلى ظهور العديد من الكتابات، حيث أصدر عصام خوقير عام 1389هـ، 11 مسرحية في كتاب واحد من الدار السعودية للنشر. واتجه المبدعون إلى استثمار التراث الشعبي على نحو ما برز في ثلاث مسرحيات لراشد الشمراني، فيما برز اتجاه آخر في المسرح السعودي يختص بتشكيل الرمز، كما في مسرحية "الجراد" لعلي السعيد، و"ديك البحر" لراشد الشمراني.

العروض المسرحية العامة

انفتح المسرحيون على الجمهور أكثر في السبعينات الميلادية، وانتقلت التجربة المسرحية من المسرح الخاص إلى العروض العامة التي تستقطب الجمهور مع عرض أول مسرحية على الجمهور في السعودية، وهي مسرحية "طبيب بالمشعاب" في الرياض عام 1973م، وأخرجها إبراهيم الحمدان عن نص موليير "طبيب بالإكراه" انطلاقًا من ترجمة الشاعر اللبناني إلياس أبو شبكة.