تم نسخ الرابط بنجاح

الآثار في منطقة تبوك

saudipedia Logo
الآثار في منطقة تبوك
مقالة
مدة القراءة 3 دقائق

الآثار في منطقة تبوك، هي البقايا المادية وتركات الحضارات الإنسانية القديمة في المنطقة الواقعة شمال غربي المملكة العربية السعودية، وتضم منطقة تبوك اليوم ثلث الآثار المكتشفة في شبه الجزيرة العربية، يعود تاريخ أقدم اكتشاف أثري في المنطقة إلى نحو 120 ألف سنة، وهي آثار أقدام لبشر وحيوانات مفترسة، ويُعد هذا الأثر الدليل العلمي الأول على أقدم وجود للإنسان في أرض الجزيرة العربية.

مواقع أثرية في منطقة تبوك

يتميز موقع كلوة الأثري، الواقع في الشمال الشرقي لمدينة تبوك، بالأحجار المستخدمة في بنائه الذي يعود إلى العصور القديمة، ورسومات صخرية تُعد الأقدم في منطقة تبوك.

وفي موقع روافة على بعد 115 كلم جنوب غربي مدينة تبوك، يوجد معبدٌ أثريٌّ يرجع تاريخه إلى القرن الثاني قبل الميلاد، وفي غرب جنوبي المدينة يقع موقع قصير التمرة الأثري، وهو بناء من حُجرتين مسقوفتين بالحجارة المُدرجة.

آثار محافظة تيماء

تُعد محافظة تيماء من أغنى محافظات منطقة تبوك بالآثار التاريخية، وسبب ذلك أنها كانت نقطة وصل بين الجزيرة العربية وبلاد الرافدين وبلاد الشام ومصر، مما جعل عددًا من الحضارات يتعاقب عليها، بدءًا من العصور الحجرية الحديثة، ومرورًا بالعصر البرونزي، فالعصر الحديدي، وذُكرت المدينة في نقوش مسمارية عدة، يعود تاريخ أقدمها إلى القرنين الثامن والسادس قبل الميلاد، كما اتخذها الملك البابلي نبونيد عاصمة للدولة البابلية في القرن السادس قبل الميلاد.

وتزخر مدينة تيماء بالمعالم الأثرية التي تؤكد أهمية المدينة عبر التاريخ، منها السور الأثري الكبير الذي يُعد من أعظم الأسوار في الجزيرة العربية، وطوله نحو 10 كلم، ويصل ارتفاعه في بعض الأجزاء الباقية منه إلى عشرة أمتار، أما عرضه فيتراوح ما بين متر ومترين، يعود تاريخ بنائه إلى القرن السادس قبل الميلاد. وداخل السور يتربع موقع البجيدي الأثري، وهو بناء مشيد من الحجر، له شكل قصر كبير يحيطه سور خارجي، ويتكون من وحدات سكنية وأربعة أبراج موزعة على زواياه الأربع.

تحتضن مدينة تيماء عددًا من القصور الأثرية، ومنها: قصر الحمراء الذي يقع شمال غربها، ويعود تاريخه إلى منتصف القرن السادس قبل الميلاد، وقصر الرضم غرب مدينة تيماء الذي يُعرف أيضًا باسم «الأبلق» لبياضٍ وحمرةٍ في بنائه، وسُمي كذلك «الفرد» لعدم وجود مثيل له في زمانه، ويرجع تاريخه إلى منتصف الألف الأول قبل الميلاد، وارتبط ذكره بمقولة "الزبَّاء" ملكة تدمر في القرن الثالث الميلادي، "تمرد مارد وعز الأبلق".

آثار قرية الديسة

توجد في منطقة الديسة قريةٌ أثريةٌ تحتوي على واجهات مقابر نبطية منحوتة في الصخر وغير مكتملة، وبقايا جدران تعود لمبان سكنية، إضافة إلى عدد من الكتابات النبطية والعربية بالخط الكوفي، كما تحتوي الديسة على مواقع أثرية أخرى لبقايا مستوطنات سكنية، مثل: المشرف وموقع السخنة والمسكونة، ويرى بعض المؤرخين أن الديسة هي موطن أصحاب الرس الذين ورد ذكرهم في القرآن.

آثار محافظة البدع

تضم محافظة البدع أحد أهم المعالم الأثرية في منطقة تبوك، وهي آثار واحة البدع، وتُعرف بمغاير شعيب أو مدائن شعيب، يعود تاريخها إلى العصر النبطي، وتحتوي على 16 مقبرة، تضم كل واحدة منها عددًا من اللحود المنحوتة في الصخر، وبعضها مُطرز بزخارف قديمة تشبه واجهة المقابر النبطية في مدينة الحِجر (مدائن صالح)، وفي الواحة البئر التي استسقى منها موسى لسائمة (أغنام) شعيب.

ويحوي موقع المالحة الأثري بمحافظة البدع أيضًا آثارًا تعود إلى ما قبل 7000 عام، ونقشًا آراميًّا عائدًا إلى القرن الرابع الميلادي، إضافة إلى قلعة مُطلِّة على واحة البدع، وهي قلعةٌ مبنيةٌ من كتلة حجرية يعود تاريخها إلى الفترة النبطية، وفي الموقع كذلك قطع أثرية فخارية ترجع لفترة الممالك العربية الشمالية، ثم الفترة الإسلامية.