الجِّريش، هو أحد أهم الأطباق التراثية في المملكة العربية السعودية، ويسمى بسيِّد الأطباق، ويتم إعداده في عدة مناطق بالمملكة، وهو أكلة شعبية يسهل العثور عليها في المهرجانات الوطنية بشكلٍ عام والتراثية تحديدًا.
يعود إعداد وتناول طبق الجريش الذي ينتشر في مختلف مناطق المملكة إلى القدم، حيث ورد ذكره في كتب التراث العربي من خلال الإشارة لنساء الجزيرة العربية عندما يطحنّ القمح يدويًا باستخدام "المجرشة الخشنة" التي تعمل على تجريش الحبوب.
من واقع قيمته الرمزية والتراثية، وبوصفه طبقًا أساسيًا لدى المجتمع السعودي، اعتمدت هيئة فنون الطهي في عام 1444هـ/2023م "الجريش" طبقًا وطنيًا للمملكة العربية السعودية، وذلك ضمن مبادرة "روايات الأطباق الوطنية وأطباق المناطق"؛ وهي مبادرة وطنية تسعى من خلالها إلى تولي مسؤولية حصر وتصنيف الأطباق المحلية الشهيرة ذات الارتباط الوثيق بالهوية السعودية في جميع مناطق المملكة، بما يعبّر عن أصالة المطبخ السعودي وخصوصيته الفريدة.
رجّحت عدة معايير لأن يكون طبق الجريش هو الطبق الوطني للمملكة، وشمل ذلك: مستوى حضور الطبق في التراث والثقافة، واتسامه بالطابع المحلي، وفرصه الاقتصادية، وحصريته، وسهولة تحضيره، إضافةً إلى اتساع انتشاره الجغرافي، وارتفاع جاذبيته المحلية، وتم اعتماده واختياره وفق مراحل دراسة وتقييم من قِبل لجان مختصة وبالشراكة مع جميع الجهات ذات العلاقة وفي مقدمتها إمارات المناطق.
الجريش في المنطقة الوسطى
يتم إعداد طبق الجريش في وسط المملكة بوصفه أكلة شعبية لها مذاقها ونكهتها التي تميّز المنطقة، وهو بالأصل قمح مجروش وليس مطحونًا، ويُقسّم إلى قسمين: المجروش الخشن، والمجروش الناعم، حيث يتمّ إحضار القمح بحباته الكاملة ثم يُكسر إلى عدة أجزاء من خلال معدّات خاصة لذلك، وعند طبخ الجريش يكون أشبه بالعصيدة الكثيفة، يقدّم كوجبة رئيسة وبالأخص في صباحات الأعراس، إذ تُعدُّ وجبة فطور لأهل العرس.
الجريش في منطقة تبوك
لمنطقة تبوك طريقتها أيضًا في إعداد طبق الجريش، وهو عبارة عن حب قمح مجروش بواسطة الرحى؛ وهي أداة حجرية قديمة، عبارة عن لوحين من نوع خاص من الحجارة، أما الآخر وهو الأعلى فهو مثقوب ليتم تثبيته بالوتد على اللوح الأول، ولا يكاد يخلو بيت من الرحى، وقد يكون مطبوخًا باللبن وقليل من السمن البري، وهناك طرق أخرى تتطلب نقعه بالماء ثم يُطبخ مع اللحم واللبن، وبعضهم يطبخه مع الطماطم، وعادة يضاف إليه السمن البري، ويُكثر طبخه في شهر رمضان الكريم.
المصادر
الاختبارات ذات الصلة