العَلَم الوطني السعودي هو رمز وطني للمملكة العربية السعودية، تمتد عراقته لتأسيس الدولة السعودية الأولى عام 1139هـ / 1727م، وتم اعتماده بشكله الحالي في عهد الملك عبدالعزيز عام 1355هـ / 1937م، كمصدرت الموافقة على تنظيمه بوصفه رمزًا وطنيًّا ضمن مرسومٍ ملكي في عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود عام 1393هـ/ 1973م. يُطابقه في الأصول والأنظمة والمحظورات العلم السعودي للملك، ويختلف عنه في المواصفات، وهو العلم الوحيد في العالم الذي لا ينكس. وفي عام 1403هـ/1982م صدرت اللائحة التنفيذية لنظام العلم.
دلالات العلم الوطني السعودي
يمثل العلم الوطني رمزًا مهمًّا للسيادة، وتعريفًا بالدولة من خلال هوية بصرية تعكس جوانبها الحضارية والإنسانية والتاريخية وغير ذلك من الدلالات التي يتم توظيفها فيه، مما يجعله أيضًا انعكاسًا للهوية الوطنية للشعب وتاريخه وإرثه، وانتمائه للأرض والوطن.
معنى العلم
عُرف العلم عبر التاريخ بكثير من المترادفات التي تشير إلى قيمته ودلالاته في حالتي السلام والحرب، ومن ذلك: الراية، واللواء، والبند، والبيرق، والدرفس، والعُقاب، والنُصب. وكلها يُقصد بها: قطعة من القماش تُعقد على قائم، وتُرفع ليُهتدى بها وتصبح شعارًا دالًا على ما وُضع له، وتُرفع في السلم كما الحرب، وهي رمز وإشارة لمعنى خاص، ومن ذلك القيمة الرمزية التي يحملها الجند في طليعة الجيش، وفي الاستعراضات، وتكتسب بمرور الوقت دلالة عامة، بحيث من رآها يعرف المراد وإن لم يكن متعلمًا.
للعلم معانيه اللغوية التي تأتي من أصل مادة (علم) التي تدل على أثر بالشيء يتميز به عن غيره، ومن ذلك العلامة، وهي معروفة، يُقال: علمت على الشيء علامة، ويُقال: أعلم الفارس، إذا كانت له علامة في الحرب، وخرج فلان معلمًا بكذا، والعلم: الراية، والجمع أعلام، والعلم: الجبل، وكل شيء يكون معلمًا: خلاف المجهل، وجمع العلم أعلام، والعقاب: العلم الضخم تشبيها بالعقاب الطائر.
تتعدد تعريفات العلم بتعدد المترادفات ولكنها تحمل ذات الدلالة والرمزية، ومن ذلك تعريفه بأنه رسم الثوب ورقمه في أطرافه. والعلم: الراية التي يجتمع إليها الجند، وقيل هو: ما يعقد على الرمح، وإياه عنى أبو صخر الهذلي مشبعًا الفتحة حتى حدثت بعدها ألف في قوله: "يشج بها عرض الفلاة تعسفًا... وأما إذا يخفى من أرض علامها"، وعلم من الجبل: أعلى موضع فيه، أو أعلى ما يلحقه بصرك منه. ومنه قول الخنساء:
وإن صخرًا لتأتم الهداة به... كأنه علم في رأسه نار
كذلك تتعدد دلالات كلمة العلم بحسب الاستخدام، فالعلم: علم الجيش. والعلم: علم الثوب، وفي مترادفاته تشير كلمة الدرفس إلى العلم الكبير، فيما تحمل (البند) ذات المعنى والدلالة. وهي مترادفات استخدمت عبر حقب تاريخية مختلفة، اختلفت في جذور الكلمات لكنها كانت بذات المعنى والمقصد، وبعضها عربية الأصل، مثل: العلم، والراية، واللواء. وبعضها ألفاظ معربة استعملها العرب، مثل: البيرق، والدرفس، والنصب، والبند، والعقاب.
في السياق الاصطلاحي ورد العديد من التعريفات، وحملت أيضًا قواسم مشتركة في المعنى اللغوي للعلم، ومن ذلك تعريف العلامة القلقشندي للأعلام بأنها: الرايات التي تحمل خلف السلطان عند ركوبه، والراية: العَلَم الصغير، واللواء: العَلَم الكبير. وقال الزبيدي العَلَم: رسم الثوب ورقمه في أطرافه، والعلم: الراية التي يجتمع إليها الجند، وكلها يُقصد بها: قطعة من القماش تُعقد على رمح، أو قائم ليُهتدى بها، وتصبح شعارًا دالًا على ما وُضع له، وتُرفع في السلم وفي الحرب، وهي رمز وإشارة لمعنى خاص، لكنها في الحقيقة والدلالة رمز شرف الأمة وأمجاد تاريخها. ويُعرف كذلك بأنه علامة لشيء معين تفرد به عما سواه، ويُقصد به كل ما هو معلوم، أي أن العلم يشمل كل ما هو بارز معلوم.
رمزية العلم الوطني السعودي
اكتسب العلم الوطني السعودي (الراية) رمزية خاصة منذ عهد المؤسس الأول الإمام محمد بن سعود (1139ـ 1179هـ/1727- 1765م)، واستمر وتطور في عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن (1319 - 1373هـ/ 1902 - 1953م).
ويجسد العلم الوطني مفهوم الدولة، ويعبر عن الوحدة الوطنية والعمق التاريخي لها، فقد تأصلت جذورها منذ عهد الدولة السعودية الأولى التي تأسست على يد الإمام محمد بن سعود عام 1139هـ/1727م، وعندما تسلم مقاليد الحكم في الدرعية رفعت أول راية في التاريخ السعودي.
ومنذ ذلك التاريخ ظل العلم السعودي يجسد رمزية الدولة في السلام والتزام عقيدة التوحيد، وهو تجسيد لمفهوم الدولة، ويعبر عن الوحدة الوطنية والعمق التاريخي للمملكة العربية السعودية. ويُعد العلم في المملكة رمزًا للدولة والوطن، حيث يُعبّر عن الشموخ والعزة والمكانة والكرامة، والمبادئ التي تقوم عليها البلاد.
رمزية العلم الوطني السعودي تعبّر عن كثير من المعاني الوطنية، حيث يُعد رمزًا لسيادة الوطن وعزته وكرامته، ورمزًا لولاء الشعب لقيادته ووطنه، كما أنه يعبر عن هوية الدولة وتاريخها، ويسمّى رسميًّا بـ"العلم الوطني". وقد حظي علم المملكة العربية السعودية باحترام وتقدير المواطنين والمقيمين على أرضها، لما يحمله من معاني الانتماء والمواطنة، إلى جانب أنه يحمل جميع معاني الوحدة، والعزة، والإنجاز، والقوة، والفخر، والسلام، كما يحظى باحترام العالم الإسلامي، لما يحمله من دلالات دينية وما يرمز إليه من دولة كريمة مهتمة بشؤون العالم الإسلامي، وقائمة على شؤون الحرمين الشريفين، فضلًا عن الاحترام العالمي لها، نظرًا لمواقف الدولة التي ترمز لها هذه الراية، والقائمة على الجانب الإنساني، والعدل، والاحترام المتبادل.
تمتد رمزية العلم السعودي للمملكة العربية السعودية ليجسد مفهوم الدولة، ويعبر عن الوحدة الوطنية والعمق التاريخي لها، كما يعبر عن الشموخ والعزة والمكانة والكرامة، والمبادئ التي تقوم عليها البلاد. وقد جاء اختيار اللون الأخضر للعلم السعودي رمزًا للخضرة والنماء، وتعبيرًا عن الخيرات التي تجود بها أرض المملكة العربية السعودية، فيما تعبّر كلمة الشهادة عن وحدانية الله والتأكيد على أن النبي محمدا (صلى الله عليه وسلم) رسول الله وخاتم النبيين، أما السيف فيشير إلى العدل والدفاع عن الدين والوطن.
تم تناول رمزية العلم في كثير من الأدبيات، خاصة في القصائد الحماسية التي تُغنى في لحظات الاحتفال والمناسبات الوطنية. وقد حضر العَلَم بشكل مباشر، كما في قصيدة سعيد فياض الشهيرة "بلادي منار الهدى"، حيث يقول: "باسم المهيمن حامي العَلَم"، مؤكدًا أن الله سبحانه وتعالى هو من سيحفظ هذا العَلَم شامخًا مرفرفًا، وذلك لوجود عبارة التوحيد مسطَّرة على وجه العَلَم.
ورد العلم كذلك بشكل مضمر في الشعر، كما في قصيدة الأمير بدر بن عبدالمحسن "فوق هام السحب"، حيث يخاطب الراية في لحظة شاعرية، لحظة صباح باكر في وسط ميدان مليء بالجنود، يتقدَّم جندي السارية ليرفع العَلَم على السارية الرفيعة، يراقبها البدر ترتقي وترتقي حتى تصل قمة السارية، ثم تستقر، كما يطلب المزيد، حين يودُّ للراية أن تستمر في الارتقاء حتى تعلو السحاب وتتخطاه، فيصدح بهذه القصيدة الرائعة مخاطبًا الوطن كله، مصورًا كفاح الآباء والأجداد، الذين تكاتفوا واتحدوا تحت هذه الراية، حتى جعلوا هذا البلد "ما مثله بها الدنيا بلد".
خصائص العلم الوطني السعودي
تجتمع في العلم الوطني السعودي كثير من الخصائص التي تجعله متميزًا عن رايات وأعلام الدول الأخرى، ومما يُعرف عنه أنه على امتداد تاريخ أحداث الدولة السعودية لم يتعرض هذا العلم يومًا إلى الحرق أو التدمير، وعلى عكس الأعراف الدولية لتنكيس الأعلام في الأحداث المأساوية أو وفيات الملوك، لا يجوز تنكيس الأعلام السعودية تحت أي ظرف.
يتميّز العلم الوطني السعودي بالعديد من العلامات والمميّزات التي تجعله يختلف عن غيره من الأعلام الوطنية في كل أنحاء العالم، ومن ذلك:
لا ينكس في المناسبات بخلاف غيره.
لونه الأخضر وعمق دلالاته.
إعلاء شعار التوحيد.
إثبات رمز السيفين.
إبراز النخلة في الشعار.
أضافت تلك المميّزات الكثير لرمزية ودلالة العلم السعودي وهوية الدولة والشعب، إذ إنه يتميز أيضًا بين أعلام دول العالم بعدد من الخصائص، ومن ذلك أنه لا يلف على جثث الموتى من الملوك والقادة، ولا ينكس في المناسبات الحزينة، ولا يحنى لكبار الضيوف عند استعراض حرس الشرف، وعند الاضطرار لذلك في حالات الحداد، فإن العلم يرفع منكسًا بوضعه في منتصف العمود، وهو خالٍ من كلمة التوحيد في المدة المحددة لهذا الغرض، ويحظر استعماله كعلامة تجارية أو لأغراض دعائية تمس مهابته.
تطور العلم الوطني السعودي
شهد العلم الوطني السعودي على امتداد تاريخ الدولة السعودية عددًا من المتغيرات في تصميمه وصناعته، فيما احتفظ بدلالاته الوطنية التي تميّز الدولة السعودية عبر مختلف العهود منذ منتصف القرن الثامن عشر وحتى اليوم المعاصر.
المراحل التاريخية
عُرف العلم في بدايته باسم الراية، وقد كانت راية الدولة السعودية الأولى منذ عهد الإمام محمد بن سعود بن محمد بن مقرن خضراء مشغولة من الخز والإبريسم، وقد كُتب عليها عبارة "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، واتخذها الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود مؤسس الدولة السعودية الثانية راية للدولة وهو يُعيد توحيد أرجاء الوطن.
اتخذ الملك عبدالعزيز أول ما شرع يُعيد توحيد أرجاء البلاد، راية بيضاء مما يلي السارية، وكان لونها أخضر، وكانت مربعة تتوسطها عبارة "لا إله إلا الله محمد رسول الله" ويعلوها سيفان عموديان متقاطعان، ثم تغير شكلها بعد ذلك فضمت سيفًا واحدًا أفقيًا فوق كلمة الشهادة، ثم تغيرت إلى الشهادة وتحتها سيف كتب تحته "نصر من الله وفتح قريب"، إلى أن أصبحت خضراء تتوسطها عبارة الشهادة.
عبر تاريخ الدولة السعودية شهد العلم الوطني عددًا من مراحل التطور في التصميم والصناعة والأنظمة واللوائح التنظيمية والتنفيذية، بحسب الآتي:
في عام 1139هـ/1727م كانت الراية الخضراء وجانبها أبيض وتتوسطها عبارة "لا إله إلا الله محمد رسول الله".
في عام 1240هـ/1824م استمرت الدولة السعودية الثانية في اتخاذ الراية نفسها.
في عام 1319هـ/1902م أُضيف سيفان متقاطعان إلى العلم، وتمت إضافة سيف أعلى العلم فوق شهادة التوحيد.
في عام 1344هـ/1926م أمر الملك عبدالعزيز الهيئة التأسيسية بصياغة شكل علم جديد.
في عام 1355هـ/1937م صدر قرار مجلس الشورى رقم (354) المتضمن إقرار العلم على نسبة 150 سم طولًا و100 سم عرضًا.
في عام 1355هـ/1937م اعتمد الملك عبدالعزيز قرار مجلس الشورى رقم (50) بشأن العلم السعودي، حيث شمل تخصيص علم الملك وعلم ولي العهد وعلم الجيش والطيران والعلم الداخلي والعلم البحري السعودي الملكي والعلم البحري التجاري.
في عام 1371هـ/1952م تم اعتماد جميع الأشكال والقياسات للعلم الوطني.
في عام 1393هـ/1973م صدر نظام العلم الوطني.
في عام 1398هـ/1978م صدرت اللائحة التنظيمية لنظام العلم الوطني.
في عام 1403هـ/1982م صدرت اللائحة التنفيذية لنظام العلم السعودي.
في عام 1404هـ/1984م اعتماد الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة لمقاسات العلم الوطني.
في عام 1444هـ/2023م صدور الأمر الملكي باعتماد 11 مارس من كل عام يومًا للعلم الوطني.
أعلام الدولة السعودية
ظل العلم الوطني السعودي رمزًا لماهية الدولة منذ تأسيسها في عام 1139هـ/ 1727م، وشكّل قيمة خالدة، حيث إنه رمز قوتها وسيادتها ورمز للتلاحم والائتلاف والوحدة الوطنية، وعلى امتداد نحو ثلاثة قرون كان منارة تشع ضياء وراية خفاقة، وشاهدًا على حملات توحيد البلاد التي خاضتها الدولة السعودية.
ظل العلم الوطني السعودي متوارثًا من الدولة السعودية الأولى. وقد جاء في وصف أول راية سعودية رُفعت أنها "خضراء منسوجة من الخزّ والإبريسم، مكتوب عليها كلمة التوحيد، لا إله إلا الله محمد رسول الله، معقودة على سارية بسيطة". كانت الراية خضراء، وكان الجزء الذي يلي السارية جزءًا أبيض، أما شهادة التوحيد فكانت منسوجة على سطرين متتاليين.
في تلك الدولة الأولى كان الإمام المؤسس محمد بن سعود هو من يعقد الراية ويقود الجيوش بنفسه، أو يكتفي في بعض الأحيان بعقد الراية ويوكّل أحد أبنائه بتسيير الجيش وقيادته. واستمر الأمر بالطريقة نفسها مع ثاني الأئمة عبدالعزيز بن محمد، بنفس الكيفية تمامًا التي كان يتم بها الأمر في وقت أبيه، فهو يعقد الراية بنفسه أو يوكّل بذلك ابنه سعود، الذي أصبح فيما بعد ثالث الأئمة.
تعددت مهام الراية وبرزت أهميتها في تعزيز مكانة الدولة، حيث كان المؤسس وأبناؤه يرسلون رسلهم إلى عموم قبائل الجزيرة، ويضربون لهم موعدًا في يوم معلوم ومكان معلوم، قريبًا من الماء في غالب الأحيان، ثم ينصبون الراية على جانب هذا الماء فتكون علامة بينة للجميع، يُستدل بها كما يستدل البحارة بالفنار. وهكذا تتوافد عليهم وفود القبائل لتبايع ولتنضم لجيش التوحيد. وكانت الراية علامة فارقة بين الفوضى والدولة، وكان الانضمام إليها يعني الانضمام إلى الأمة، وترك الفرقة والتشرذم.
تلك الراية السعودية يصفها الرحالة الإسباني دومينجو باديا ليبيلخ في مذكراته، حيث يقول إنه حين وصل إلى مكة المكرمة في عام 1221هــ/1807م، أُتيحت له رؤية دخول جيش الإمام سعود بن عبدالعزيز إليها وهم في ثياب الإحرام، وكان عددهم 45 ألفًا، وشاهد الجيش يزحف إلى مكة ليؤدي المناسك يتقدمه عَلَم أخضر، طُرزت عليه بحروف كبيرة بيضاء عبارة "لا إله إلا الله محمد رسول الله".
ذات المشاهدة ذكرها جون لودفيغ بوركهارت (1784-1817م)، في وصفه لجيش الإمام سعود بن عبدالعزيز، حيث دوّن في ملاحظاته أن لدى كل شيخ أو أمير من أمراء الإمام سعود راية خاصة، وأن سعودًا يمتلك عددًا من الرايات المختلفة.
تلك الرايات السعودية اختص بها نفر من أبناء الوطن الذين حملوها ابتداء من الدولة السعودية الأولى، حيث حملها إبراهيم بن طوق، فيما كان من أبرز حامليها في الدولة السعودية الثانية عبدالله أبو نهية، والحميدي بن سلمة، وصالح بن هديان، وإبراهيم الظفيري.
في الدولة السعودية الثالثة برز البيرق الذي حمله عبداللطيف بن حسين المعشوق، الذي شهد كل معارك التوحيد، فلم يتخلف عن معركة واحدة حتى كانت معركة البكيرية فاستشهد فيها، وقد كُلِّف ابنه منصور بحمل الراية في المعركة نفسها، فحملها ببسالة كما فعل والده، ولم يلبث أن استشهد في المعركة نفسها مدافعًا عن البيرق حتى الرمق الأخير. ودُفن الاثنان معًا في أرض البكيرية.
عقب ذلك نال الشرف نفر آخرون، إذ انتقلت الراية إلى أسرة آل مطرف، فحملها الجد عبدالرحمن، ثم ابنه منصور، ثم حفيده مطرف. وهناك عشرات الأبطال الأفذاذ الذين حملوا الرايات متقدِّمين كتائب التوحيد. فلكل جيش من الجيوش عَلَم يحمله شخص من بينهم، وهو العَلَم الوطني نفسه الذي يحمله الحاكم من آل سعود، الذي ينطلق من عاصمة الدولة.
استمر حمل العلم باعتباره شرفًا غاليًا يعكس أمانة قيادة وشعب لمن يحمله، وفي الدولة السعودية الثانية أدت الراية دورها المنوط بها كما في الدولة السعودية الأولى. ومن بين ركام الدرعية، ومن تحت رماد نخيل الطريف وحطام البجيري، انتُشِلت الراية مرة أخرى، ولُويت على سارية رفيعة لتنتصب عاليًا، ولتتوافد الحواضر والبوادي كرّة أخرى مبايعة الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود، الجد الخامس لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.
رمزية الراية الخضراء في جمعها لأبناء الشعب وتوحيدهم خلف قيادتهم، لذلك اجتمع السعوديون كما اجتمع آباؤهم من قبلهم مبايعين أئمتهم تحت الراية نفسها، فكان أن قامت الدولة مرة أخرى. وكان الإمام تركي بن عبدالله إذا أراد الغزو يكتب إلى أمراء البلدان ورؤساء القبائل يحدد لهم الخروج في يوم معيَّن وموقع معلوم، ثم يُخرج آلاته الحربية ومعدات الجيش وأعلاف الخيول قبل مسيره بخمسة عشر يومًا، ثم يخرج الراية فتُنصب قريبًا من باب القصر قبل خروجه بيوم أو يومين أو ثلاثة، وعندما تجتمع الجيوش يأمر الإمام بحمل الراية وجعلها متقدِّمة أمام الصفوف.
شاهد تلك الراية التي ارتفعت لأكثر من ثمانين عامًا للدولة السعودية الثانية، القبطان الإنجليزي آي آر بيرس، الذي وصف من على ظهر سفينة "بيرسيوس" التابعة للبحرية البريطانية استعدادات الشيخ مبارك الصباح والإمام عبدالرحمن الفيصل لمعركة الصريف عام 1318هــ/1901م، بقوله: "كان مشهدًا رائعًا وفريدًا، وأظن أنه كان يوجد ما لا يقل عن عشرة آلاف رجل، ومن بينهم قوات آل سعود التي كانت تحمل راية خضراء اللون، وقد كُتب عليها: لا إله إلا الله محمد رسول الله".
لم يختلف المضمون الرمزي للعلم الوطني (الراية) كثيرًا في الدولة السعودية الثالثة، حيث برزت تغييرات طفيفة في شكل الراية خلال بواكير توحيد المملكة، فأصبح الجزء الأخضر مربعًا بعدما كان مستطيلًا، وكان مخيطًا بجزء أبيض هو الذي يلي العَلَم. كما توسطتها عبارة التوحيد نفسها مكتوبة على سطرين متتاليين، يعلوهما سيفان متقاطعان، مثَّلا الإضافة الأولى على الراية.
تحت لواء هذه الراية خاض الملك عبدالعزيز عددًا من المعارك قبل أن يتم تعديل آخر تمثَّل في إلغاء السيفين المتقاطعين، والاستعاضة عنهما بسيف واحد في الأعلى. وتحت الراية بهيئتها الجديدة، خاض السعوديون عدة معارك حاسمة، ثم حدث بعد ذلك تعديل جديد، حيث جُعل السيف في الأسفل عوضًا عن الأعلى، وكُتبت تحته جملة جديدة، وهي "نصر من الله وفتح قريب". واستمرت الراية بهذه الهيئة حتى تاريخ ضم الحجاز عام 1344هــ/1926م.
العلم السعودي المعاصر
حدث تغيير طفيف آخر في العلم الوطني السعودي عقب ضم الحجاز، حيث عادت الراية مستطيلة كما كانت، تتوسطها عبارة التوحيد مكتوبة باللون الأبيض خالية من السيوف والعبارات الأخرى. ثم بعد ذلك تطوَّر العَلَم التطور الأخير مكتسبًا شكله الحالي، حيث أصبح عرضه يساوي ثلثي طوله بلون أخضر كامل يمتد من السارية، وتتوسطه الشهادتان وتحتهما سيف مسلول يتجه من اليمين إلى اليسار ومقبضه إلى الأسفل.
جاء العلم الوطني السعودي المعاصر عقب عدد من التطورات، وقد نص نظام العلم الذي صدر عام 1393هـ/ 1973م على أن يكون علم المملكة العربية السعودية مستطيل الشكل، عرضه يساوي ثلثي طوله، ولونه أخضر، يمتد من السارية إلى نهاية العلم، وتتوسطه كلمة "لا إله إلا الله محمد رسول الله" وتحتها سيف مسلول مواز لها، تتجه قبضته إلى القسم الأدنى من العلم، وترسم الشهادتان والسيف باللون الأبيض، وبصورة واضحة من الجانبين، على أن تكتب الشهادتان بخط الثلث، وتكون قاعدته في منتصف مسافة عرض الشهادتين والسيف بطول يساوي ثلاثة أرباع رسم الشهادتين وعلى مسافة متساوية من الجانبين.
دلالات التفاصيل فيما يتعلق باللون والكلمات عميقة، حيث يرمز اللون الأخضر إلى النماء والخصب، واللون الأبيض يرمز إلى السلام والنقاء، ويرمز السيف إلى العدل والأمن، وهذه الرمزية للسيف لها جذور عربية، حيث يعد السيف صنوًا للنبل والمروءة عند العرب. أما كلمة التوحيد ففيها إثبات الوحدانية لله وتطبيق شرعه الحكيم، وعلى المنهج السليم الذي تأسست وسارت عليه بلادنا في أطوارها الثلاثة.
وصل العلم الوطني السعودي إلى شكله الحالي بذات المواصفات التي وردت في نظام العلم، فهو مستطيل عرضه يساوي ثلثي طوله، ولونه أخضر يمتد من السارية إلى نهاية العلم، تتوسطه الشهادة "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، وسيف مسلول تحتهما ومواز لهما، قبضته إلى اليمين، ورُسمت الشهادة والسيف باللون الأبيض وسط مساحته.
مواصفات العلم الوطني السعودي
تضمنت الأنظمة واللوائح التنفيذية الصادرة بشأن العلم الوطني السعودي جميع التفاصيل الخاصة بتصميم وصناعة وبروتوكول العلم، وقد وردت في مواصفات العلم الوطني مواد لها قوة القانون يجب الالتزام بها، ومن ذلك:
أ) العلم الوطني للمملكة العربية السعودية مستطيل الشكل، عرضه يساوي ثلثي طوله، ولونه أخضر، يمتد من السارية إلى نهاية العلم، تتوسطه الشهادتان (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، وسيف مسلول تحتهما مواز لهما، تتجه قبضته إلى القسم الأدنى من العلم، وترسم الشهادتان والسيف باللون الأبيض، وبصورة واضحة من الجانبين.
ب) مساحة رسم الشهادتين والسيف تساوي:
عرضًا: مسافة عرض القسمين الأعلى والأدنى من العلم.
طولًا: مسافة عرض القسمين الأيمن والأيسر من العلم.
جـ) تكتب الشهادتان بخط الثلث، وتكون قاعدته في منتصف مسافة عرض الشهادتين والسيف، ويرسم السيف بطول يساوي ثلاثة أرباع طول رسم الشهادتين، وعلى مسافة متساوية من الجانبين.
وصف العلم
حظي العلم الوطني السعودي باهتمام القيادة السعودية، حيث تمت العناية بتفاصيله الدالة على هوية الدولة، ففي عام 1355هـ/1937م صدرت موافقة الملك عبدالعزيز على قرار مجلس الشورى بشأن إقرار ما ورد في خطاب وزارة الخارجية المتعلق بمقاس العلم السعودي على نسبة (150 سم طولًا) و(100 سم عرضًا)، وأن تُنوّع مقاسات العلم وأشكاله وقبول تبادل الأعلام مع الدول على مبدأ التجامل والتعارف الدولي العام.
مواكبة للتطورات فيما يتعلق بمساحات وأبعاد العلم الوطني السعودي، صدر في عام 1371هـ/1952م قرار مجلس الشورى بشأن مقاسات الأعلام وتعديلاتها. وفي عام 1407هـ/1986م صدر قرار وزير الداخلية بشأن المواصفات القياسية المعتمدة من الهيئة العربية السعودية للمواصفات والمقاييس، الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة حاليًا، للعلم الوطني.
تواصل الاهتمام بتحديث العلم الوطني السعودي، حيث نص النظام الأساسي للحكم الصادر بالأمر السامي في عام 1412هـ/1993م في مادته الثالثة على أن يكون علم الدولة السعودية كالآتي:
لونه أخضر.
عرضه يساوي ثلثي طوله.
تتوسطه كلمة "لا إله إلا الله محمد رسول الله" تحتها سيف مسلول، ولا ينكس العلم أبدًا (نظرًا لوجود الشهادتين فيه).
أشار النظام كذلك إلى شعار الدولة، حيث نصت المادة الرابعة على أن يكون "سيفين متقاطعين مع نخلة"، توضع وسط فراغهما الأعلى، أي: بينهما من أعلى.
في عام 1419هـ/1999م وبمناسبة الاحتفال بمرور مئة عام على قيام المملكة العربية السعودية، صدر أمر الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود (1426 - 1436هـ/2005- 2015م) وكان حينها وليًا للعهد ونائبًا لرئيس مجلس الوزراء، برفع العلم الوطني على قصر اليمامة بالرياض، وقصر السلام بجدة، على قاعدة ارتفاعها (52 م)، بحيث يكون مقاسه (8×15 م).
تناول نظام العلم في جميع أقسامه الأربعة الأوصاف والأصول والإجراءات ، وتلك الأقسام كالآتي:
القسم الأول: وصف العلم الوطني.
القسم الثاني: الأصول المتعلقة برفع العلم.
القسم الثالث: العقوبات التي تطبّق على من يسيء استخدامه.
القسم الرابع: الأحكام الختامية.
يتم تفسير مضمون العلم الوطني السعودي بحسب التالي:
اللون الأخضر: يشير إلى السلام والنماء والرخاء والعطاء والتسامح الذي تتسم به المملكة العربية السعودية.
شهادة التوحيد (لا إله إلا الله محمد رسول الله): تُعد رمزًا لعقيدة المملكة العربية السعودية وما قامت عليه منذ التأسيس.
السيفان: يشيران إلى إظهار القوة، ويعكسان ما كانت عليه الدولة في أولى مراحل تكوينها، كما يشيران إلى العدل، وإلى أخلاق الفروسية.
النخلة: رمز العطاء والخير، والشموخ، والعزة، وفيها إعلاء لثقافة العمل المهني الزراعي، والإعزاز بها.
أشكال العلم
تعددت أشكال العلم السعودي حسب العهود التاريخية التي مر بها، حيث شهد عددًا من التغييرات ابتداءً من عهد الدولة السعودية الأولى التي تأسست على يد الإمام محمد بن سعود، وعندما تسلم مقاليد الحكم في الدرعية رفعت أول راية في التاريخ السعودي.
كان للعلم كذلك ظهورٌ بارزٌ في عهد الدولة السعودية الثانية التي تأسست على يد الإمام تركي بن عبدالله، وسار الإمام فيصل بن تركي على نهج والده فيما يخص الراية. وعندما بدأ الملك عبدالعزيز مسيرة التوحيد استند على راية أجداده، واتخذها راية له، وفي عهده كان أخضر اللون مصنوعًا من الحرير، به جزء قليل أبيض يلي السارية وبرأس السارية قرص من النحاس تعلوه حربة.
صناعة العلم
تتم صناعة العلم الوطني السعودي وفقًا لمواصفات فنية دقيقة، حيث يُصنع من القماش المعتمد من الهيئة العربية السعودية للمواصفات والمقاييس، الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة حاليًا، بموجب المواصفات القياسية السعودية (م ق س) رقم (402).
بمواصفات عالية الجودة والتميز تتولى الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي (الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي حاليا) عبر مجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة تصنيع علم المملكة العربية السعودية، وذلك في خط إنتاج يستخدم قماش البولستر الأخضر بمقاسات 148 سم×180 سم، ليتكون بعد الخياطة والحياكة علمٌ بمقاس 100 سم×150 سم، وكتابات كلمة التوحيد بمقاس 36 سم×83 سم.
يستخدم مجمع الملك عبدالعزيز لصناعة كسوة الكعبة المشرفة أحدث تقنيات الحياكة والتصنيع، حيث توجد به ماكينة تطريز يابانية استحدثتها الرئاسة لتحديث بنيتها الإنتاجية المتطورة باسم (تاجيما)، حيث تقوم بتطريز خيوط من القصب الفضي لصناعة العلم السعودي وجهين خلال 5 ساعات.
ارتبط بالعلم الوطني السعودي عدد من الشخصيات عبر التاريخ، منهم حملة الراية، وكذلك الخطاط صالح بن سعد المنصوف، خطاط العلم السعودي الذي كتب الشهادة في العلم منذ عهد الملك فيصل في عام 1382هـ/1962م، وتمكّن من أن يُحدِّث أسلوب كتابة الشهادتين والسيف على بيرق التوحيد.
يُعد صالح المنصوف أول خطاط سعودي يخط كلمة التوحيد بيده ورسم السيف على الراية، حيث استخدم الصبغ الأبيض في الكتابة في الوقت الذي غابت فيه التقنية وأجهزة الطباعة. وكانت الراية التاريخية المتعارف عليها من تاريخ الملك عبدالعزيز هي راية المطرف التي كانت تُستخدم في الحروب، وكانت تتم حياكتها بوضع القماش على نفس العلم وتتم حياكته ثم قص الأطراف منه حتى تبرز حروف الراية.
أنظمة العلم الوطني السعودي
صدرت أنظمة ولوائح تنظيمية وتنفيذية خاصة بالعلم الوطني السعودي تحدد مواصفاته وأهميته ورمزيته للدولة والشعب، وكان أول تلك الأنظمة نظام رفع العلم الصادر بالأمر السامي الكريم رقم 1/4/7 ونشر في الجريدة الرسمية في عام 1357هـ/1938م.
نظام العلم للمملكة العربية السعودية
عقب صدور نظام رفع العلم، جاء نظام العلم للمملكة العربية السعودية، الصادر في عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز عام 1393هـ/1973م، في اثنتين وعشرين مادة. وفي عام 1398هـ/1978م صدرت اللائحة التنظيمية لنظام العلم بقرار مجلس الوزراء في سبع مواد.
تضمن نظام العلم السعودي استحداث علم خاص بالملك، يتكون من العلم الوطني مضافًا إليه شعار المملكة باللون الذهبي في الركن الأيمن، أسفل العلم، على النحو الآتي: "أن يكون لجلالة الملك علم خاص يطابق العلم الوطني بأوصافه، ويطرز في زاويته الدنيا المجاورة لعود العلم شعار الدولة، وهو عبارة عن سيفين متقاطعين تعلوهما نخلة، ويُطرّز بخيوط حريرية مذهبة".
لا يزال نظام العلم للمملكة العربية السعودية ساريًا، وقد تناولت المادة الأولى الوصف العام للعلم، وذلك على النحو التالي:
أ - العَلَم الوطني للمملكة العربية السعودية مُستطيل الشكل، عرضُه يُساوي ثُلثي طوله، لونه أخضر مُمتد من السارية إلى نهاية العَلَم تتوسطه الشهادة (لا إله إلا الله محمد رسول الله) وسيف مسلول تحتها وموازٍ لها، تتجه قبضتُه إلى القسم الأدنى من العَلَم، وتُرسم الشهادة والسيف باللون الأبيض وبصورة واضِحة من الجانبين.
ب - مساحة رسم الشهادة والسيف تُساوي:
عرضًا: مسافة عرض القسمين الأعلى والأدنى من العَلَم.
طولًا: مسافة عرض القسمين الأيمن والأيسر من العَلَم.
ج - تُرسم الشهادة بخط الثُلث وقاعدته في مُنتصف مسافة عرض رسم الشهادة والسيف، ويُرسم السيف بطول يُساوي ثلاثة أرباع طول رسم الشهادة وعلى مسافة مُتساوية من الجانبين.
نصت المادة الثانية (علم جلالة الملك) على أن يكون لجلالة الملك علم خاص يُطابق العلم الوطني في أوصافِه ويُطرَّز في الزاوية الدُنيا مِنه المجاورة لعود العلم بخيوط حريرية مُذهبة شعار الدولة، وهو السيفان المُتقاطِعان تعلوهما نخلة.
تم تعديل نص المادة الثالثة (العَلَم الوطني مرفوعاً وحده) بموجب المرسوم الملكي رقم (م/34) عام 1418هـ، لتصبح بالنص الآتي: "يُرفع العَلَم الوطني داخل المملكة من وقت شروق الشمس إلى وقت غروبِها في أيام الإجازة الأسبوعية والأعياد على جميع المباني الحكومية والمؤسسات العامة".
اختصت المادة الرابعة برفع العَلَم الوطني مع أعلام الدول الأجنبية، ونصت على أنه إذا رفع العَلَم الوطني في المملكة مع أعلام أجنبية أو رايات أُخرى فيكون له مكان الشرف على التفصيل الآتي:
أ - إذا لم يكُن بجانب العَلَم الوطني إلا عَلَم واحد أو راية واحدة فيُرفع العَلَم الوطني على يمين المبنى، أي على يسار الشخص الواقف قبالته.
ب - إذا كان بجانب العَلَم الوطني أكثر من علم أجنبي أو راية فيُرفع العَلَم الوطني وسط مجموعة الأعلام أو الرايات إذا كان عدَّدُها فرديًا. وفي الوسط باتِجاه اليمين إذا كان عدَّدُها زوجيًا.
ج - وفي كُل الأحوال يجب أن تكون السارية التي يُرفع عليها في وسط المبنى.
د - ولا يجوز في المكان الواحد رفع أي عَلَم أو راية، بحيث يعلو العَلَم الوطني.
تناولت المادة الخامسة ظهور العلم الوطني السعودي (في المواكب)، حيث نصت على أنه يُرفع العَلَم الوطني في الموكب في وسطه أو على يمينه حسب اتِجاه سيره، ويكون وضعُه بين الأعلام الأُخرى وِفق الترتيب المنصوص عليه في المادة الرابعة.
أشارت المادة السادسة إلى مراعاة قواعد القانون والعُرف الدولي فيما يتعلق برفع العلم الأجنبي على المباني الخاصة بالمُمثليات السياسية والقُنصلية للدول الأجنبية في المملكة، وكذلك الأُمم المُتحدة والهيئات الدولية والإقليمية أو رفعه على السيارات الخاصة بموظفيها، وفيما عدا ذلك لا يجوز رفع العَلَم الأجنبي في المملكة إلا في الأعياد والمُناسبات الرسمية وبشرط الحصول على إذن من وزارة الداخلية، وأن يكون العَلَم الأجنبي مصحوبًا بالعَلَم الوطني ومتناسِبًا معه في المقاس، على أن يكون للعلم الوطني مكان الشرف على التفصيل المنصوص عليه في المادة الرابعة من النِظام.
بالنسبة إلى الحفلات والمؤتمرات فقد تمت الإشارة إليها في المادة السابعة التي نصت على أنه يجوز رفع العَلَم الوطني على جُدران صالة الحفلة أو قاعة الاجتماع ونحوهما، ويُعلق أفقيًا على أن يكون العَلَم على مستوى أعلى من الخطيب والجالسين. وفي حالة رفع العَلَم الأجنبي معه بالموافقة لأحكام هذا النِظام تُراعى القواعد المنصوص عليها في المادة الرابعة من هذا النِظام، وتُرفع الأعلام في هذه الحالة على سوارٍ.
بحسب المادة الثامنة من النظام، يُرفع العَلَم الخاص بجلالة الملك ليلًا ونهارًا على المقر الفعلي لعمله أو إقامته، ولا يلزم رفعه على مكان يوجد جلالته فيه بصورة عرضية.
فصّلت المادة التاسعة رفع العَلَم على السيارة، حيث تُراعى القواعد الآتية:
أ - عندما يكون جلالة الملك في سيارته يُرفع العَلَم الخاص بجلالته فوق المُقدِّمة اليُسرى للسيارة والعَلَم الوطني فوق المُقدِّمة اليُمنى لها.
ب - عندما يكون جلالة الملك في سيارته مُصطحباً ضيفاً من رؤساء الدول، يُرفع العَلَم الخاص بجلالته على المُقدِّمة اليُمنى للسيارة وعَلَم الضيف الأجنبي على المُقدِّمة اليُسرى للسيارة.
ج - وفي حالة إنابة من يُرافِق الضيف الأجنبي يُرفع العَلَم الخاص بالضيف على المُقدِّمة اليُمنى والعَلَم الوطني للمملكة على المُقدِّمة اليُسرى للسيارة.
د - في جميع الحالات التي لا يكون فيها للضيف الأجنبي علم خاص يُرفع العَلَم الوطني لدولته مكان العَلَم الخاص به.
تناولت المادة العاشرة رفع العَلَم الوطني على السُفن أو القطع البحرية السعودية للملاحة في أعالي البحار وِفق القواعد الآتية:
أ - أثناء وجودِها في أي ميناء من شروق الشمس إلى غروبِها.
ب - عند دخولِها أي ميناء أو خروجِها منه.
ج - عند مرورِها بمرأى من سفينة أُخرى أو ميناء أو حصن أو قلعة أو مركز مدفعية أو منارة وبناءً على طلب أية سفينة حربية.
د - إذا رفعت على السفينة أو القطعة البحرية أية علامة أو إشارة مُميزة.
هـ - يُرفع العَلَم الوطني على مؤخرة السفينة أو القطعة البحرية في طرف الذِّراع المائل بسارية المؤخرة.
بحسب المادة الحادية عشرة، يُرفع العَلَم الوطني باستمرار ليلًا ونهارًا على كُل سفينة أو قطعة بحرية تجارية أو حربية أجنبية أثناء وجودِها داخل المياه الإقليمية للمملكة العربية السعودية. ويُرفع العَلَم الوطني أيضًا على سُفن الملاحة الداخلية في مؤخرتِها من شروق الشمس إلى غروبِها في أيام الجُمع والأعياد الرسمية والمُناسبات، وذلك وفقًا للمادة الثانية عشرة.
تناولت المواد من الثالثة عشرة إلى السادسة عشرة محظورات العلم الوطني السعودي، حيث لا يجوز تنكيس العَلَم الوطني أو العَلَم الخاص بجلالة الملك أو أي عَلَم سعوديّ آخر يحمل الشهادة (لا إله إلا الله محمد رسول الله) أو آية قُرآنية. كما لا يجوز أن يلمس العَلَم الوطني أو العَلَم الخاص بجلالة الملك سطحي الأرض والماء.
شملت المحظورات أيضًا حظر استعمال العَلَم الوطني كعلامة تجارية أو لأغراض الدعاية التِجارية أو لأي غرض آخر غير ما نُص عليه في هذا النِظام. وحظر رفع العَلَم الوطني باهت اللون أو في حالة سيئة، وعندما يُصبح العَلَم الوطني من القدم بحالة لا تسمح باستعماله يتم حرقه من قبل الجهة التي تستعمله.
تناولت المادة السابعة عشرة من نظام العلم أداء التحية العسكرية للعلم الوطني والعلم الملكي من قِبل العسكريين في حالة مرور العَلَم أو الاستعراض العسكري أو أخذ مكانه في الاستعراض أو أثناء عملية رفعه أو إنزالِه من على السواري.
ظهور العلم الوطني السعودي بين أعلام الدول الأخرى تم تناوله في المادة الثامنة عشرة، حيث تُقرَّر الأسبقية في ترتيب الأعلام وِفق القواعد الآتية:
1- بالنسبة لدول الجامعة العربية تُقرَّر الأسبقية حسب تسلسُّل الحروف الهجائية المعمول بِه في جامعة الدول العربية.
2- بالنسبة للدول الأجنبية غير دول الجامعة العربية أو دول الجامعة العربية مع الدول الأجنبية الأُخرى تُقرَّر الأسبقية حسب تسلسُّل الحروف الهجائية المعمول بِه في هيئة الأُمم المتحدة.
بحسب نص المادة التاسعة عشرة "يجوز أن يكون للوحدات المُختلفة في القطاعات العسكرية السعودية راياتُها الخاصة، وتُحدَّد هذه الرايات والقواعد التي تحكم شكلها وشروط استعمالِها والأحكام المُتعلِّقة بِها بقرار من الوزير المُختص، ويودع لدى المراسم الملكية نموذج لكُل من هذه الرايات".
بالنسبة إلى العقوبات فقد قررتها المادة العشرون بالنص "كُل من أسقط أو أعدم أو أهان بأية طريقة كانت العَلَم الوطني أو العَلَم الملكي أو أي شعار آخر للمملكة العربية السعودية أو لإحدى الدول الأجنبية الصديقة كراهة أو احتِقارًا لسُلطة الحكومة أو لتلك الدول، وكان ذلك علنًا أو في محل عام أو في محل مفتوح للجمهور، يُعاقب بالحبس لمُدة لا تتجاوز سنة وبغرامة لا تزيد عن ثلاثة آلاف ريال أو بإحدى هاتين العقوبتين".
اللائحة التنظيمية لنظام العلم
صدرت اللائحة التنظيمية لنظام العلم الوطني في عام 1398هـ/ 1978م، في سبع مواد، نصت المادة الأولى منها على أنه يقصد باللون الأخضر المنصوص عليه في المادة الأولى من نظام العلم للمملكة العربية السعودية، الصادر بالمرسوم الملكي عام 1393هـ/1973م اللون الأخضر الزاهي المعروف بـ (الأخضر الزمردي).
أشارت كذلك إلى أن اللائحة التنفيذية تحدد كيفية تركيب لون العلم، ونسب المواد الداخلة في تركيبه، وذلك بعد أخذ رأي الجهات المختصة. كما تحدد اللائحة التنفيذية نوع الأقمشة ومواصفاتها والخيوط والمواد الأخرى التي يصنع منها العلم، وذلك بعد أخذ رأي الهيئة العربية السعودية للمواصفات والمقاييس، الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة، حاليًا.
نصت المادة الثانية على أنه مع مراعاة أحكام المادة الأولى من نظام العلم للمملكة العربية السعودية المشار إليه فيما يتعلق بشكل العلم، ونسبة عرضه إلى طوله، ومكان ومساحة رسم الشهادتين، والسيف، يجب على الجهات المسؤولة عن رفع العلم مراعاة تناسب حجمه مع مساحة المكان الذي يرفع فيه، أو المبنى، أو السفينة أو السيارة، أو المنصة التي يرفع عليها.
حددت المادة الثالثة ارتفاع سارية العلم المرفوعة في ميدان عام أو مساحة عامة، والذي يجب ألا يقل عن ستة أمتار، كما يجب ألا يقل ارتفاع سارية العلم المرفوع على مبنى عن ثلاثة أمتار، ويجب ألا يقل عرض العلم في الحالتين عن ثمانين سنتيمترًا.
بحسب المادة الرابعة، يجب على المسؤولين عن اشتراك الوحدات أو التشكيلات العسكرية أو الرياضية أو غيرها في استعراض عام تحقيق التناسق بين أحجام الأعلام الوطنية التي ترفعها تلك الوحدات أو التشكيلات، وذلك فضًلا عن تحقیق التناسق بين أحجام الأعلام الوطنية وأحجام الأعلام الخاصة الأخرى.
أشارت المادة الخامسة إلى أنه إذا كان العلم الوطني مرفوعًا على نحو تظهر فيه وجهتاه فيجب أن يكون رسم الشهادتين والسيف ظاهرا على كل من الوجهتين. ووفقًا للمادة السادسة، يكون آمرو الوحدات المكلفة بحراسة المباني الحكومية أو مباني المؤسسات العامة والهيئات العامة مسؤولين عن رفع العلم على تلك المباني في المناسبات والأوقات المحددة بالنظام، ويكون كل منهم مسؤولًا عن التأكد من كون العلم على قدر من الجدة والنظافة على نحو يجعله لائقًا للاستعمال. ويجب عليه أن يرفع الأمر إلى المرجع المختص في وقت مناسب لاستبدال علم جديد محل العلم المستعمل قبل أن يصير في حالة غير لائقة للاستعمال، كما يجب عليه أن يرفع الأمر إلى المرجع المختص لاتخاذ إجراءات حرق العلم الذي يصبح بحالة لا تسمح باستعماله.
اللائحة التنفيذية لنظام العلم
أصدر الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية (آنذاك) اللائحة التنفيذية لنظام العلم في عام 1403هـ/ 1982م، وذلك بموجب المادة الثانية والعشرين من نظام العلم، الصادر بالمرسوم الملكي في 1393هـ/ 1973م، وتنفيذًا للمادة الأولى فقرة (1) من النظام يعتمد ما يلي:
يكون علم الدولة على أربعة أشكال، أبعادها بالسنتيمترات كما يأتي:
1- علم الاستعراض: 150×110 سم.
2- علم السارية: 120 × 80 سم.
3- علم السيارة: 30 × 20 سم.
4- علم المكتب: 24× 26 سم.
تنفيذًا للمادة الثانية من النظام يتبع ما يلي:
أ) يطرز علم الملك في الزاوية الدنيا منه المجاورة لعود العلم بخيوط حريرية مذهبة، تمثل شعار الدولة، وهو السيفان المتقاطعان تعلوهما نخلة.
ب) تكون الكتابة على الأعلام الأخرى بالطباعة على وجهي العلم.
تنفيذًا للمادة السابعة عشرة من النظام، تعزف موسيقى السلام أثناء رفعه وإنزاله في المعسكرات وأبنية القطاعات العسكرية التي يوجد فيها الجنود، والموسيقى أو البوق، وفي حالة تعذر ذلك تؤدى تحية العلم. وتنفيذًا للمادة العاشرة من النظام:
1- الرايات الخاصة بالوحدات تكون في مقاس علم السارية (120 × 80 سم).
2- علم المكتب بالوحدات يطبع وفق المقاسات الواردة في هذه اللائحة.
بروتوكول رفع العلم الوطني السعودي
يتم رفع العلم الوطني السعودي وفقًا لمراسم محددة أقرها النظام، وقد أصدر الملك عبدالعزيز النظام الخاص برفع العَلَم في عام 1357هــ/1938م، ونُشر في جريدة أم القرى، الجريدة الرسمية للبلاد.
سارية العلم
يُرفع العلم الوطني السعودي في سوارٍ تخضع لاشتراطات محددة بحسب النظام الذي نص على الآتي:
(1) في كل الأحوال يجب أن تكون السارية التي يرفع عليها في وسط المبنى.
(2) لا يجوز في المكان الواحد رفع أي علم أو راية، بحيث يعلو العلم الوطني.
تتفرد المملكة العربية السعودية أيضًا فيما يتعلق بالعلم الوطني بوجود أطول سارية علم وطنية في العالم في محافظة جدة، إحدى محافظات منطقة مكة المكرمة، والتي يصل ارتفاعها إلى 172م، وسُجل العلم الوطني السعودي في عام 1435هـ/2014م في موسوعة غينيس العالمية للأرقام القياسية بتدشين هذه السارية.
تحية العلم
كتب الشاعر إبراهيم خفاجي شعر النشيد الوطني السعودي الذي استغرق منه ستة أشهر، وابتدأه في عهد الملك خالد بن عبدالعزيز، وأُعطِي للموسيقار السعودي البارز المرحوم سراج عمر الذي كُلِّف بتكييف الشعر وتطويعه من أجل إنشاده بموسيقى السلام الملكي، فأخذ سراج عمر يعدّل في الشعر ليناسب الموسيقى، حتى انتهى من المهمة الصعبة، وقدّم النص الشعري النهائي إلى وزير الإعلام السعودي آنذاك الأستاذ علي الشاعر.
بعد الانتهاء من النص واللحن قدم الوزير الشاعر النشيد بصيغته الشعريّة والموسيقيّة المقترَحة إلى الملك فهد بن عبدالعزيز، فسمعه وأُعجِب به وأجازه، وبذلك وُزِّعَت نُسَخ النشيد على المؤسسات الرسميّة والسفارات السعوديّة في الخارج. وحاز خفاجي من الملك شهادة البراءة والوسام الملكي الخاص. واعتُمِد النشيد الوطني رسميًّا يوم عيد الفطر المبارك عام 1404هـ/1984م، وفي ذلك اليوم سمعه المواطنون السعوديّون، وسمعه العالم من الإذاعة والتلفزيون الرسميّين السعوديّين.
نص تحية العلم
سارعي للمجد والعلياء مجدي لخالق السماء
وارفعي الخفاق أخضر يحمل النور المسطر
رددي الله أكبر يا موطني
موطني عشت فخر المسلمين
عاش الملك .. للعلم والوطن
يرتبط المجال الكشفي بتحية العلم، حيث تؤدى التحية الكشفية للعلم الوطني والعلم الملكي من قبل الوحدات الكشفية والقادة الكشفيين في حالة مرور العلم أو لاستعراض عسكري أو أخذ مكانه في الاستعراض أو أثناء عملية رفعه أو نزوله من السواري.
أوقات رفع العلم
يُرفع العلم الوطني السعودي وفقًا للنظام في أوقات معينة تحدد مجال رفع العلم السعودي منفردًا أو مع أعلام الدول الأخرى، سواء كان ذلك داخل الوطن أو خارجه. ومن ذلك رفعه داخل المملكة ما بين شروق الشمس وغروبها في أيام الجمع والأعياد على جميع مباني الحكومة والمؤسسات العامة.
تشمل الضوابط كذلك مراعاة ما تقتضيه المجاملة والعرف الدولي، بحيث يرفع العلم خارج المملكة يوميًّا ما بين شروق الشمس وغروبها، بما في ذلك أيام الجمع والأعياد على دور الممثليات السعودية في الخارج. ويرفع العلم الوطني داخل المملكة باستمرار ليلًا ونهارًا على المراكز الحكومية الواقعة على الحدود، كمركز الشرطة، والجمارك، وسلاح الحدود، وعلى المطارات والموانئ.
بحسب الأنظمة واللوائح يُرفع العلم الوطني السعودي في المباني العسكرية ومواقع الجيش والطائرات الحربية في الأوقات التي تقررها وزارة الدفاع.
بالنسبة إلى هيئات التمثيل السياسي والقنصليات السعودية في الخارج يرفع عليها العلم السعودي حسب التعليمات التي تصدرها إليها وزارة الخارجية، وعلى الوزارة إصدارها وإبلاغها إليها. ويعين مكان الشرف المقرر للعلم السعودي عندما يكون مصاحبًا لأعلام أو رايات حكومات أجنبية.
مواقع رفع العلم
في حالات رفع العلم الوطني السعودي تُراعى الأعراف والقوانين الدولية فيما يتعلق برفع أي علم لدولة أخرى على المباني الخاصة بالممثليات الدبلوماسية من سفارات وملحقيات ثقافية وقنصليات تابعة للدول الأخرى في المملكة، وكذلك الأمم المتحدة والهيئات الدولية والإقليمية، أو رفعه على السيارات الخاصة بموظفيها، وفيما عدا ذلك لا يجوز رفع أي علم للدول الأخرى في المملكة إلا في الأعياد والمناسبات الرسمية، وبشرط الحصول على إذن من وزارة الداخلية، وأن يكون العلم ممثلًا للعلم الوطني للدولة ومتناسبًا مع العلم السعودي من حيث المقاس، على أن يكون للعلم السعودي مكان الشرف على التفصيل المنصوص عليه في المادة الرابعة من النظام.
فيما يتعلق برفع العلم في الحفلات والمؤتمرات، يجوز رفع العلم الوطني على جدران صالة الحفلة، أو قاعة الاجتماع ونحوهما، ويعلق أفقيًا، على أن يكون العلم على مستوى أعلى من الخطيب والجالسين، وفي حالة رفع علم لدولة أخرى معه توافقًا مع أحكام هذا النظام فإنه لا بد من مراعاة القواعد التي نصت عليها المادة الرابعة من "نظام العلم للمملكة العربية السعودية".
هناك أيضًا ضوابط لرفع علم خادم الحرمين الشريفين، حيث نص النظام على أن العلم الخاص بجلالة الملك يرفع ليلًا ونهارًا على المقر الفعلي لعمله أو إقامته، ولا يلزم رفعه على مكان يوجد جلالته فيه بصورة عرضية.
عند رفع العلم على سيارة جلالة الملك، تراعى القواعد التالية:
1) عندما يكون خادم الحرمين الشريفين في سيارته يرفع العلم الخاص به فوق المقدمة اليسرى للسيارة، والعلم السعودي فوق المقدمة اليمنى لها.
2) عندما يكون خادم الحرمين الشريفين في سيارته مصطحبًا ضيفًا من رؤساء الدول، يرفع العلم الخاص بجلالته على المقدمة اليمنى للسيارة، وعلم الضيف الأجنبي على المقدمة اليسرى للسيارة.
3) في حالة إنابة من يرافق الضيف الأجنبي يرفع العلم الخاص بالضيف على المقدمة اليمنى، والعلم الوطني للمملكة على المقدمة اليسرى للسيارة.
4) في جميع الحالات التي لا يكون فيها للضيف الأجنبي علم خاص فإنه يرفع العلم الوطني لدولته مكان العلم الخاص به.
يتم رفع العلم السعودي على السفن أو القطع البحرية السعودية للملاحة في أعالي البحار وفق القواعد التالية:
أ) أثناء وجودها في أي ميناء من شروق الشمس إلى غروبها.
ب) عند دخولها أي ميناء أو خروجها منه.
جـ) عند مرورها بمرأى من سفينة أخرى، أو ميناء، أو حصن، أو قلعة، أو مركز مدفعية، أو منارة، وبناء على طلب أية سفينة حربية.
د) إذا رفعت على السفينة أو القطعة البحرية أية علامة أو إشارة مميزة.
هـ) يرفع العلم السعودي على مؤخرة السفينة أو القطعة البحرية في طرف الذراع المائل بسارية المؤخرة.
يتم طي العلم الوطني السعودي وفقًا لقواعد بروتوكولية محددة بحسب الآتي:
يُطوى العلم في حالة الانتهاء من مهمة رسمية أو مناسبة رسمية.
عند إنزال العلم يجب طيّه، بحيث لا يتدلّى أي طرف من أطرافه ويلامس الأرض، ويوضع في مكان مناسب.
يُطوى العلم، بحيث تظهر الشهادتان في الأعلى والسيف على الوجه الآخر.
ضوابط استخدام العلم الوطني السعودي
حدد النظام ضوابط استخدام العلم الوطني السعودي، فيما يحمل الرايات أسرٌ حظيت على مدى تاريخ الدولة السعودية بهذا الشرف.
الأعلام والرايات
في عهد الدولة السعودية الثانية حمل الراية أسرة آل سلمة التي استمر أبناؤها في حملها حتى زمن الإمامين عبدالله وسعود، ابنا الإمام فيصل بن تركي، وآخر من حملها منهم محمد بن عبدالعزيز آل سلمة الذي قُتل في معركة جودة عام 1288هـ/1871م.
في عام 1356هـ/1937م صدر قرار مجلس الشورى بشأن العلم السعودي، حيث شمل تخصيص علم خادم الحرمين الشريفين وعلم ولي العهد وعلم الجيش والطيران الداخلي والعلم الداخلي والعلم البحري السعودي الملكي والعلم البحري التجاري.
كان يحمل العلم من يعرفون بالبيارقيين نسبة إلى حمل البيرق، وكانت لهم مكانة تفوق غيرهم من سائر الجند، لأنهم يحملون الرمز الذي يلتف حوله الجميع، وهو المستهدف ساعة اللقاء، سعيًا وراء إسقاط هذه الراية التي يلتف حولها المقاتلون، لذلك لا بد أن يكون البيارقي متصفًا بالشجاعة والثبات، وحسن التدبير في المعارك.
اشتهر من حَمَلة العلم إبراهيم بن طوق في عهد الإمام عبدالعزيز بن سعود، وعبدالله أبو نهية في عهد الإمام عبدالله بن سعود، والحميدي بن سلمة وصالح بن عبدالله بن هدبان وإبراهيم الظفيري في مراحل متأخرة من تاريخ الدولة السعودية الثانية وبداية عهد الملك عبدالعزيز.
اشتهر كذلك بحمل الراية في عهد الملك عبدالعزيز، عبداللطيف بن حسين المعشوق، ومنصور بن عبداللطيف المعشوق، وعبدالرحمن بن مطرف، ثم ابنه منصور، ثم حفيده مطرف، وقد بقيت الراية في يد هذه الأسرة من آل مطرف إلى الوقت الحاضر.
بالنسبة لخياطة الرايات في عهد الملك عبدالعزيز فقد تولاها عبدالله بن محمد بن شاهين، ثم أوكل الأمر من بعده إلى الشيخ سعد بن سعيد وابنه عبدالمحسن، ثم آل الأمر إلى جهات الاختصاص الرسمية بعد ذلك.
الاستخدام الرقمي
في حالة الاستخدام الرقمي للعلم الوطني السعودي، يتم اقتطاع العلم من خلال الالتزام برموز الألوان للتصميم الرقمي RGB، وتشكل الشهادة 70% من مساحة الصورة المعروضة في المنصة. وفي حالة استخدام العلم الوطني منفردًا على كامل الشاشة يتم الالتزام برموز الألوان للتصميم الرقمي RGB، ويجب ضبط حدود العلم لتكون ضمن المساحة الآمنة وعدم تجاوزها أثناء التصميم، ويمثل عرض الشاشة تمدد المساحة الأصلية للعلم لتملأ كافة واجهة المستخدم (UI).
عند استخدام العلم الوطني السعودي مع علم دولة أخرى يتم الالتزام برموز الألوان للتصميم الرقمي RGB، ويجب مراعاة المسافة بين العلمين أفقيًّا وعموديًّا، والتي تمثل طول ارتفاع الشهادة في العلم الوطني، وذلك للمحافظة على وضوح تفاصيل العلم. وفي حالة استخدام العلم مع الشعارات يتم الالتزام برموز الألوان للتصميم الرقمي RGB، ويجب ضبط حدود العلم لتكون ضمن المساحة الآمنة وعدم تجاوزها أثناء التصميم.
العرضة السعودية
ترتبط العرضة السعودية بالعلم الوطني السعودي، لما تتضمنه من إرث وثقافة شعبية وتاريخية عريقة وعميقة. وخلال هذه الرقصة الشعبية الحماسية يبرز بيرق العرضة التي تُعد من أبرز الموروثات الثقافية للمملكة، حيث تمثل رقصة الانتصار بعد المعارك والحروب. ويتسم بيرق العرضة ببعض الصفات المميزة ويفخر حامل البيرق بهذا الشرف، بل يتوارث حملته هذه المكانة. وبيرق العرضة هو العلم المستخدم في أداء العرضة السعودية، وله مكانة عظمى في قلوب ملوك المملكة.
يتميز بيرق العرضة السعودية بعدد من الخصائص في تصميمه واستخدامه خلال أداء العرضة، ومن ذلك:
يبلغ متوسط طول البيرق ثلاثة أمتار.
يكون بيرق العرضة باللون الأخضر، ويُطرز رسم الشهادة والسيف بخيوط ذهبية.
تكون في قمة السارية قبة ذهبية تعلوها حربة ثلاثية الأسنّة.
تتدلى من القبة عدة سلاسل.
سارية البيرق لا يزيد طولها عن أربعة أمتار ليسهل حملها أثناء أداء العرضة.
يرتدي حامل البيرق حزامًا لتثبيت قاعدة البيرق أثناء أداء العرضة.
يقف حامل البيرق في صف مؤدّي العرضة، ويحمل السارية بشماله ويضع العلم على كتفه الأيمن.
أعلام الدول
فصّل النظام وضع العلم الوطني السعودي حين يُرفع بجانب أعلام الدول الأخرى، حيث أكد النظام في المادة الرابعة أن رفع العلم الوطني في المملكة مع أعلام الدول الأخرى أو رايات أخرى يكون له مكان الشرف على التفصيل التالي:
(أ) إذا لم يكن بجانب العلم السعودي إلا علم واحد أو راية واحدة يرفع العلم الوطني على يمين المبنى، أي: على يسار الشخص الواقف أمامه.
(ب) إذا كان بجانب العلم السعودي أكثر من علم لدول أخرى أو راية يرفع العلم السعودي وسط مجموعة الأعلام أو الرايات إذا كان عددها فرديًا، وفي الوسط باتجاه اليمين إذا كان عددها زوجيًا.
محظورات العلم الوطني السعودي
حدد النظام كيفية استعمال العلم الوطني السعودي، حيث تخضع أساليب استعمال العلم والمناطق والأماكن التي يرفع فيها، أو حالات رفعه للتعليمات التالية:
يصدر وزير الداخلية التعليمات الخاصة بكيفية استعمال العلم السعودي بالنسبة للمصالح والإدارات المرتبطة، كالأمن العام، وخفر السواحل، وما يجب أداؤه للعلم من التعظيم، وواجبات حامل العلم.
يصدر وزير الدفاع والطيران التعليمات الخاصة بكيفية استعمال العلم السعودي بالنسبة للوحدات العسكرية التي يكون لها علم، وما يجب أداؤه من تعظيم، وواجبات حامل العلم.
يصدر وزير المواصلات التعليمات الخاصة بكيفية استعمال العلم السعودي على سفن الملاحة التجارية، والموانئ والمياه الداخلية، وعلى وسائط النقل البرية، كالسكك الحديدية، والوسائط الجوية.
في حالة رفع العلم الوطني السعودي وأعلام الدول الأخرى يلتزم فيها برفع العلم السعودي في جميع الدوائر الرسمية للدولة وما في حكمها في أيام الجمع والأعياد الدينية والمناسبات الرسمية.
المحظورات
تشمل محظورات رفع العلم الوطني السعودي بصفة مستمرة في غير ما نص عليه هذا النظام، استعماله كعلامة تجارية أو بقصد الإعلان. ويجوز لهيئات الممثلين السياسيين والقنصليين والقوات الحربية والسفن الأجنبية في المملكة العربية السعودية ومياهها رفع أعلام الدول الأجنبية في أيام الأعياد والمناسبات الرسمية والأعياد الوطنية للدول الأجنبية والزيارات الأجنبية كرئيس دولة أجنبية أو عضو من أعضاء حكومتها.
يُحظر بحسب النظام كذلك رفع العلم الأجنبي بأي حال إلا إذا كان مرافقًا للعلم السعودي الذي يجب وضعه في مكان الشرف، وأن يكون مساويًا للعلم الأجنبي في القدر. وكذلك يُحظر استعمال العلم الأجنبي في الطرق العامة والمواكب إلا بترخيص خاص- سابق، يصدر من وزير الداخلية، كما لا يجوز رفع العلم الأجنبي على سيارة تسير في الطريق العام.
بهدف العناية اللائقة بالعلم الوطني السعودي نص النظام على أنه لا يجوز تنكيس العلم الوطني أو العلم الخاص بجلالة الملك، أو أي علم سعودي آخر يحمل لفظ التوحيد (لا إله إلا الله محمد رسول الله) أو آية قرآنية. وكذلك عدم جواز لمس العلم سطحي الأرض والماء. واستعماله كعلامة تجارية، أو لأغراض الدعاية التجارية، أو لأي غرض آخر غير ما نص عليه النظام.
وفقًا للنظام يُحظر رفع العلم الوطني باهت اللون أو في حالة سيئة، وعندما يصبح العلم الوطني من القدم بحالة لا تسمح باستعماله يتم حرقه من قبل الجهة التي تستعمله.
بالنسبة إلى التحية العسكرية للعلم الوطني والعلم الملكي فتُؤدى من قبل العسكريين في حالة مرور العلم، أو الاستعراض العسكري، أو أخذ مكانه في الاستعراض، أو أثناء عملية رفعه أو إنزاله من السواري.
العقوبات
حدد النظام عددًا من العقوبات في حالة الإخلال بقواعد استخدام العلم الوطني السعودي أو غيره، وذلك على النحو الآتي:
كل من حمل، أو عرض في الأماكن أو الاجتماعات العامة، أو وزع، أو عرض للبيع أعلامًا سعودية أو إشارات مهيجة من شأنها إقلاق الأمن العام يعاقب بالحبس لمدة شهر ونصف، أو غرامة خمسين ريالًا سعوديًا.
يعاقب بالسجن لمدة ثلاثة أشهر، أو غرامة مالية قدرها مئة ريال عربي كل من أسقط أو أعدم أو أهان عمدًا - بأي طريقة كانت - العلم السعودي.
كل من ارتكب مخالفات منصوصة في النظام ضد علم الجامعة العربية يجازى بحسب جرمه بكل ما تنطبق عليه أي مادة من المادتين المذكورتين.
يعاقب بالسجن لمدة خمسة عشر يومًا، أوغرامة خمسة وعشرين ريالًا سعوديًا كل من أسقط أو أهان بأي طريقة كانت علم أي دولة أجنبية صديقة داخل المملكة.
كل من رفع العلم السعودي أو علم دولة أجنبية بصفة تخالف مواد النظام عمدًا يجازى بالسجن لمدة خمسة أيام، أو بغرامة قدرها عشرة ريالات.
كل مخالفة لهذا النظام تقع في رفع العلم السعودي أو الأجنبي فلرجال الأمن العام إنزال العلم أو الأعلام في الحال، وضبطها والحيلولة دون وقوع المخالفة المذكورة أو استمرارها.
يؤخذ بعين الاعتبار القواعد المتبعة في القانون الدولي بشأن الأعلام فيما عدا ما نص عليه النظام.
يوم العلم الوطني السعودي
تعزيزًا لقيمة ورمزية العلم الوطني السعودي ودوره في تأكيد الولاء والانتماء للوطن وقيادته، وإيمانًا من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، حفظهما الله، بما يشكله العلم من أهمية بالغة بوصفه مظهرًا من مظاهر الدولة السعودية وقوتها وسيادتها ورمزًا للتلاحم والائتلاف والوحدة الوطنية، صدر في عام 1444هـ/ 2023م، أمر ملكي كريم يقضي بأن يكون يوم (11 مارس) من كل عام يومًا خاصًا بالعلم، باسم (يوم العلم)؛ لكون يوم 27 ذي الحجة 1355هـ /11 مارس 1937م، هو اليوم الذي أقر فيه الملك عبدالعزيز العلم بشكله الذي نراه اليوم.
قيمة يوم العلم
يمثّل يوم العلم الوطني السعودي قيمة كبيرة في وجدان الشعب السعودي، حيث يُعد امتدادًا لتاريخ من العمل المتواصل، والبطولات العظيمة لتوحيد البلاد وتحقيق نهضتها وازدهارها، وهي قيمة ممتدة عبر تاريخ الدولة السعودية منذ تأسيسها في عام 1139هـ/1727م، والذي يرمز بشهادة التوحيد التي تتوسطه إلى رسالة السلام والإسلام التي قامت عليها هذه الدولة المباركة، ويرمز بالسيف إلى القوة والأنفة وعلو الحكمة والمكانة. وعلى مدى نحو ثلاثة قرون كان هذا العلم شاهدًا على حملات توحيد البلاد التي خاضتها الدولة السعودية، واتخذ منه مواطنو ومواطنات هذا الوطن راية للعز شامخة لا تُنكّس، وإيمانًا بما يشكله العلم من أهمية بالغة بوصفه مظهرًا من مظاهر الدولة وقوتها وسيادتها ورمزًا للتلاحم والائتلاف والوحدة الوطنية.
إصدارات العلم الوطني السعودي
في إطار تأكيد القيمة الكبيرة للعلم الوطني السعودي، والتعريف بدلالاته وأهميته في ربط أبناء المملكة العربية السعودية بتاريخهم وإرثهم، صدرت كتيبات تعريفية وتطبيقات رقمية تُسهم في تعميق المعرفة بالعلم السعودي وتاريخه باستخدام الأساليب الحديثة، وتحقيق الانتماء للحضارة والتاريخ السعودي.
تطبيق العلم السعودي
في عام 1444هـ/2023م أطلقت دارة الملك عبدالعزيز تطبيق "العلم السعودي"، أحد المنتجات الإلكترونية التي تنتجها الدارة لخدمة تاريخ المملكة العربية السعودية وجغرافيتها وآدابها وآثارها الفكرية والعمرانية، وذلك تزامنًا مع يوم العلم، الموافق 11 مارس من كل عام.
يُعد التطبيق الذي يعمل باللغتين العربية والإنجليزية أحد منتجات مشروع "أنتمي" الذي تنفذه الدارة، ويحمل توجهًا توعويًّا وتعريفيًّا، ويحوي عددًا من المنافذ، منها النشيد الوطني، وقوانين العلم، وتاريخه، والإنجازات التاريخية، بأسلوب شيق يستهدف توعية صغار السن والشباب وغير المتخصصين والطلاب والمهتمين بالعلم في مجال التاريخ والثقافة والتراث السعودي، كما يُعد التطبيق - كمنصة رقمية - مرجعًا شاملًا عن تاريخ العلم السعودي، ورمزيته، ودلالاته، ويعمل على زيادة الوعي بمراحل تطور العلم.
الدليل الإرشادي لاستخدام العلم
بعد صدور الأمر الملكي الكريم بأن يكون يوم 11 مارس من كل عام يومًا خاصًّا بالعلم، أصدرت وزارة الثقافة في عام 1444هـ/2023م الدليل الإرشادي لاستخدام العَلَم، وذلك احتفاءً بقيمة العلم الوطني الممتدة عبر تاريخ الدولة السعودية منذ تأسيسها.
يقدم الدليل تعريفًا شاملًا بمحتويات العلم، وقد أتاحته الوزارة للعموم من خلال الرابط الإلكتروني: https://saudiflag.sa/ar، ويتكون من عدة فصول تشمل تاريخ الراية السعودية، وعلَم المملكة العربية السعودية، وبروتوكول العلَم، وتطبيقاته، وبيرق العرضة السعودية، والأعلام السعودية الأخرى، إلى جانب الاستخدام الرقمي للعلَم. كما يتضمن إرشادات لاستخدام الأعلام على السواري في المملكة، وفي سفاراتها المنتشرة حول العالم، وفي المحافل الرسمية، التي يجب التقيد بها، مراعاةً للأنظمة واللوائح ذات العلاقة، إضافةً إلى استعراض شكل بيرق العرضة السعودية، وكيفية وضع العَلَم الوطني ضمن الأعلام الأخرى، وطريقة الاستخدام الرقمي للعَلَم في شاشات ولوحات العرض الرقمية، متضمنةً مساحاته وصيغته، وقياساته.
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة