محافظة رفحاء

محافظة رفحاء، هي إحدى محافظات منطقة الحدود الشمالية في المملكة العربية السعودية، تُصنف بلديًّا من الفئة ( أ )، وتضم 17 مركزًا إداريًا، وهي أكبر المحافظات مساحة في المنطقة، والثانية من حيث عدد السكان. 

تقع محافظة رفحاء أقصى شمال السعودية على بعد 290 كلم من مدينة عرعر، مقر إمارة منطقة الحدود الشمالية، ويعيش فيها 25% من سكان منطقة الحدود الشمالية. 

تاريخيًّا، كانت أرض رفحاء معبرًا لقوافل الحج والتجارة القادمة من العراق، حيث تُعد أول الأراضي السعودية التي يمر بها درب الحج العباسي التاريخي المشهور بـ(درب زبيدة).

تأسست رفحاء كمدينة عصرية بعد مد خط أنابيب التابلاين في عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود عام 1369هـ/1950م، وكانت مأوى للاجئين العراقيين ابتداء من عام 1991م خلال حرب الخليج الثانية حتى عام 2003م.

يوجد في محافظة رفحاء إحدى مؤسسات التعليم العالي الحديثة في المملكة، وهي جامعة الحدود الشمالية التي تأسست عام 1428هـ/2007م، وضمت حينها كليةُ المعلمين التي تأسست سابقًا، إلى جانب فرعي جامعة الملك عبدالعزيز بكل من عرعر ورفحاء، وأعقب تأسيس الجامعة إنشاء عديد من الكليات، التي ضمت كليات: الطب، والصيدلة، والتمريض، والعلوم الطبية التطبيقية، والهندسة، وعلوم الحاسوب، وإدارة الأعمال، وكلية المجتمع، وتوزعت جميعها حول حرمها الجامعي الرئيس في عرعر، إلى جانب فروع الجامعة الثلاثة في كل من رفحاء وطريف والعويقيلة.

توجد في رفحاء ثلاث كليات تابعة للجامعة، وهي كلية العلوم والآداب التي تضم أقسام: اللغات والترجمة، والفيزياء، والمواد العامة، والكيمياء، والرياضيات، والتربية، والاقتصاد المنزلي، والأحياء. وكلية الصيدلة التي تضم أقسام: الصيدلة السريرية، وكيمياء النبات والنواتج الطبيعية، والصيدلانيات، وعلم الأدوية والسموم، والكيمياء الصيدلية، والعلوم الصحية الأساسية. وكلية الحاسبات وتقنية المعلومات التي تضم أقسام: تقنية المعلومات، ونظم المعلومات، وعلوم الحاسبات.

يخدم السكان في محافظة رفحاء مطار رفحاء المحلي، الذي تصل طاقته الاستيعابية إلى 125,000 مسافر، ويبعد عن وسط المدينة 3 كلم جنوبًا.

ويُعد طريق المدينة المنورة - حائل - رفحاء الجديد بطول 682 كلم من أهم الطرق للمحافظة، ويمتد من طريق الشمال الدولي عند رفحاء بطول 278 كلم ويرتبط مباشرة بطريق حائل - المدينة المنورة المباشر البالغ طوله 414 كلم. 

تضم محافظة رفحاء عددًا من المعالم التاريخية والسياحية، منها سوق محافظة رفحاء القديم، الذي يحظى بمكانة تاريخية كبيرة، وما زال يحتفظ بطابع متاجره التراثي، حيث كان يتردد عليه العديد من أهل الحاضرة والبادية لأكثر من 70 عامًا، وإلى يومنا هذا بقي على حاله في جذب المتسوقين، ليعكس لون الماضي وعراقة التاريخ، بينما المتاجر. 

تبرز قرية لينة إلى الجنوب من رفحاء بنحو 70 كلم، كأحد المعالم التاريخية وأحد أهم الوجهات السياحية بالمملكة، حيث تزخر بإرثها التاريخي والحضاري، وهي من أقدم القرى شمال المملكة، وتحتضن العديد من المواقع التاريخية المهمة، وتتميز القرية بوجود أقدم أسواق المنطقة وأكبر المراكز التجارية بالمملكة في منتصف القرن الماضي الذي أنشئ عام 1352هـ/1933م للتبادل التجاري، حيث يمتد على مساحة 5,000م²، ويضم 80 محلًا تجاريًا.

وتضم قرية لينة أحد الشواهد التاريخية البارزة، وهو قصر الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، الذي أنشئ عام 1354هـ/1935م، بمساحة 4,320م2 ليكون مقرًا للإمارة، ولا يزال شامخًا بإطلالته وطرازه المعماري القديم، شاهدًا على تراث المنطقة قبل نحو تسعة عقود من الزمن، حيث يشكل إرثًا شامخًا وموقعًا للجذب السياحي والاستكشاف.

تضم محافظة رفحاء كذلك قرية زُبالا التاريخية، التي تُعد أحد أهم المناطق التاريخية ورافدًا لتعزيز المسارات السياحية، ومن أهم مستوطنات طريق الحج الكوفي على درب زبيدة التاريخي، ويعود تاريخها إلى ما قبل العصر العباسي حيث إنها وصلت أوج اتساعها في العصر العباسي المبكر، وحظيت بذكر وافر في بعض المصادر التاريخية لكونها ملتقى للقوافل التجارية والحجاج، بوصفها إحدى المحطات الرئيسة على طريق الحج الكوفي.

تقع القرية جنوب محافظة رفحاء بنحو 25 كلم، وتُعد من القرى الغنية بالآثار، حيث تحتضن أعمق بئر على طريق الحج، والذي يأخذ شكلًا مربعًا وهو منحوت بطريقة مميزة وبعمق يبلغ نحو 250م، كما ذكرها عدد من المصادر التاريخية، منها الرحالة الغربيون، مثل: هوبر، وموسيل، وليتشمان، وتغنى عدد من الشعراء بها.