الزراعة الموسمية في السعودية، هو المفهوم الذي يعبّر عن القسم من السنة الذي يتميز بالتغيرات في الطقس والبيئة وكمية ضوء النهار. والزراعة الموسمية في السعودية أحد عناصر تحقيق التنمية المتوازنة والمستدامة ضمن القطاع الزراعي، وتسهم في حماية البيئة وتقليل نسب التلوث. ويعكس تطوير مجال الزراعة الموسمية زيادة نسب تحقيق الاكتفاء الذاتي في عدد من المنتجات الزراعية في السعودية.
وتتنوّع الزراعات الموسمية في السعودية بتنوع تضاريس مناطقها ومدنها المستوفية لشروط النمو الجيد لعدد من المنتجات الزراعية المتنوعة، والتي تمثل عامل جذب لمختلف الشرائح المجتمعية، من مستهلكين وتجار ومستثمرين.
وفقًا لمنهجية التعداد الزراعي التي تنظمها الهيئة العامة للإحصاء هناك موسمان زراعيان:
- الموسم الشتوي، وتزرع فيه المحاصيل الشتوية، ودورته الإنتاجية أقل من عام، وتُزرع فيه المحاصيل عادةً في شهر نوفمبر إلى نهاية شهر ديسمبر، وتحصد خلال شهر مارس من كل عام، سواء في حقول مكشوفة أو تحت محاصيل دائمة، كالأشجار المثمرة. ومن أبرز محاصيل الموسم الشتوي البصل، الثوم، الجزر، البازلاء، القرنبيط.
- الموسم الصيفي، وتُزرع فيه المحاصيل الصيفية، ودورته الإنتاجية أقل من عام، وتُزرع فيه المحاصيل عادةً خلال شهر مارس و أبريل ومايو، وتُحصَد خلال شهري أغسطس وسبتمبر من كل عام، سواء كانت في الحقول المكشوفة أو تحت محاصيل دائمة، كالأشجار المثمرة. ومن أبرز محاصيل الموسم الصيفي البطيخ، الشمام، الطماطم، الخيار، الباذنجان.
الإنتاج الزراعي السعودي في مجال الزراعة الموسمية
تتصدّر منطقة الجوف مناطق السعودية الإدارية من حيث المساحات المزروعة بالقمح، إذ تجاوزت 229 ألف دونم، وبنسبة بلغت 25.6%، وهي الأولى من حيث عدد الأشجار الدائمة، عدا أشجار النخيل بنسبة 46%. كما يتركز 82% من إجمالي عدد أشجار الزيتون في السعودية ضمن منطقة الجوف،إلى جانب ذلك تُعد منطقة الرياض الأولى بين المناطق الإدارية من حيث المساحة المزروعة بالأعلاف، إذ بلغت مساحتها 1,720,003 دونم، وبنسبة 35.3% من إجمالي المساحات المزروعة بالأعلاف في السعودية.
وباعتبار الشعير ثاني أعلى محاصيل الحبوب زراعةً في السعودية تتصدّر منطقة الرياض أعلى مساحة مزروعة بالشعير تجاوزت 254 ألف دونم، وبنسبة بلغت 27.1% من إجمالي المساحات المزروعة بالشعير في السعودية، تليها منطقة القصيم بمساحة قدرها 221,760 دونم، وبنسبة بلغت 23.6% من إجمالي المساحات المزروعة بالشعير في السعودية، ثم منطقة حائل بمساحة بلغت 198,714 دونم، وبنسبة بلغت 21.2% من إجمالي المساحات المزروعة بالشعير في السعودية.
تعد منطقة الباحة ضمن المناطق السعودية التي تشهد حركة تجاريةً موسمية في قطاع الزراعة ضمن المنطقة والمحافظات التابعة لها، وصولا إلى بقية المناطق والمدن، حيث تشتهر بإنتاج وفير من الحبوب والثمار الموسمية، ومن أبرزها التفاح والتين الشوكي "البرشومي" والسفرجل والتوت، إضافةً إلى المانجو والجوافة واللوز البجلي والموز، والعنب والرمان والتين والمشمش والخوخ والبخارى.
ونظرًا لتوفر فرص نجاح الزراعة من الموارد المائية، والتربة الخصبة يستوعب الإنتاج الزراعي في منطقة الباحة جميع ثمار الفاكهة، وتعد الزراعة في مراكزها المهنة الأكثر ممارسة خلال العقود الماضية، حيث كان الأهالي ينشطون في مجالات الفلاحة، لما تعود به عليهم من منافع تجارية تسهم في تنمية الحياة، وتطوير القرى، وما زالت الزراعة تمثل الجزء الأكبر من تجارة المنطقة التي يتم تصديرها لجميع أنحاء السعودية.
وتتميز منطقة الحدود الشمالية بزراعة الورود الموسمية في ميادين وساحات مدن المنطقة ضمن خططها لتحسين جودة الحياة، ومراعاة متطلبات البيئة واحتياجاتها في شوارع المنطقة وميادينها، كما تحتضن منطقة نجران مهرجانات للزهور والأشجار المحلية، فيما تُنتج مزارع عسير خلال فصل الصيف أنواعًا عدة من الفواكه، أبرزها الرمان، والتين، والفركس، والبرشومي، والخوخ والعنب.
وتتسم الزراعات الموسمية السعودية بالاهتمام بالمدخلات الزراعية، واختيار الأصناف التي يسهل تسويقها، بهدف الوصول إلى زيادة الإنتاج الزراعي المستهدف في كل موسم، بما يحقق الأهداف الاستراتيجية الوطنية للزراعة في توفير سلع غذائية واستراتيجية في الأسواق المحلية، وتصدير الزائد عن الحاجة للخارج.
الزراعة الموسمية لمحاصيل الحبوب في السعودية
وفقًا لإحصائية الهيئة العامة للإحصاء عام 2019م، بلغ إجمالي المساحة المزروعة بالحبوب في السعودية 2,683,312 دونم، حصد منها 2,597,886 دونم،. ووفقًا لنتائج المسح لعام 2018م فقد استحوذ الشعير على أعلى مساحة مزروعة بالحبوب تجاوزت 938 ألف دونم، وبنسبة بلغت 35% من إجمالي المساحات المزروعة بالحبوب في السعودية، فيما جاء محصول القمح في المرتبة الثانية بمساحة تجاوزت 897 ألف دونم، وبنسبة بلغت 33.4% من إجمالي المساحات المزروعة بالحبوب في السعودية، ومن حيث الإنتاج فقد بلغ إجمالي إنتاج الحبوب على مستوى المناطق الإدارية في السعودية 1,440,065 طنا، حيث بلغت نسبة كمية الإنتاج المبيع 86% من إجمالي إنتاج الحبوب.
الزراعة الموسمية للفواكه في السعودية
تُنتج السعودية أصنافًا متعددة من الفواكه، وتصدر للعالم ما يزيد على حاجتها. وفي عام 1442هـ/2021م بلغ الإنتاج المحلي للفواكه 1.4 مليون طن، بنسبة اكتفاء ذاتي بلغت 45%، ومن أبرزها التمر الذي حقق نسبة اكتفاء ذاتي تصل إلى 111%، والبطيخ بنسبة اكتفاء ذاتي تصل إلى 99%، والشمام بنسبة 82.5%، والمانجو 62%، كما تنتج السعودية الرمان، والليمون، والعنب، والزيتون، والتفاح، والفراولة، والموز، والبرتقال، وغيرها من الفواكه.
الزراعة الموسمية للنخيل في السعودية
تعد أشجار النخيل إحدى أهم الزراعات الموسمية في السعودية، حيث يتراوح إنتاج النخلة البالغة ما بين 40 - 400 كجم، ويعتمد إنتاجها على عمليات الري والتسميد، ومناسبة الصنف وجودته للمناطق المزروع فيها، وعمر النخلة وقوة نموها، إضافةً إلى خصوبة وعمق التربة، وإتقان عملية التلقيح ومصدر حبوب اللقاح، ومقاومة الأمراض والآفات المؤثرة سلبا على أشجار النخيل.
وبحسب المفكرة الزراعية التي أصدرتها وزارة البيئة والمياه والزراعة السعودية لإرشاد وتوجيه مزارعي النخيل، أوضحت أن بدء موسم زراعة فسائل النخيل في منتصف شهر فبراير إلى نهاية شهر أبريل، وهي المرحلة الربيعية، فيما تبدأ المرحلة الخريفية منتصف يوليو حتى نهاية سبتمبر، وتكون فسيلة النخلة صالحة للقلع بين 3 إلى 10 سنوات.
الزراعة الموسمية للخضراوات في السعودية
يختص كل صنف من الخضراوات التي تنتجها الزراعات الموسمية في السعودية بموسم محدد، ومن أبرزها الطماطم، والفلفل، والباذنجان، والجرجير، والبقدونس، والبصل، والقرع العسلي، والسبانخ، والكرنب، والسلق، والكوسة، والقرنبيط، والجزر، والفاصوليا، والبامية، والفول، والحبحب، والثوم، والشمام، والفجل، والرجلة، والملوخية، والبطاطس، واللفت، والخس، والكراث، والقاوون، والقثاء، والخيار.
وتتراوح فترة احتفاظ بذور المحاصيل الزراعية الموسمية في السعودية بحيويتها، بين سنة وخمس سنوات، بحسب أنواع الخضراوات والبيئة المحيطة، حيث تحتفظ بذور البصل، والبقدونس، والقرع العسلي بحيويتها لمدة عام، فيما تحتفظ بذور البامية والملوخية والشمندر بحيويتها لمدة عامين. أما الجزر، والسبانخ، والبازيلاء، والطماطم، والفاصولياء، والفلفل، واللوبياء، والسلق، فإنها تحتفظ بقدرتها على الإنبات ثلاثة أعوام، بينما تحتفظ بذور الملفوف، والقرنبيط، واللفت، والخس، والفول، والفجل، بحيويتها لأربعة أعوام، كما تحافظ بذور الكوسة، والقرع، والشمام، والخيار، والبطيخ بقدرتها على الإنبات لمدة تصل حتى خمس سنوات.
حملة "هذا موسمها" لوزارة البيئة والمياه والزراعة
أطلقت وزارة البيئة والمياه والزراعة في يوليو 2021 م حملة "هذا موسمها" بهدف التوعية بالفاكهة الموسمية المتميزة في السعودية، بحسب المواسم، والميز النسبية للمناطق الجغرافية. وتركز الحملة على التوعية بالخيارات المتنوعة للفواكه الموسمية التي تُثمر في السعودية، ونشر المعرفة بأهم الفواكه المحلية، إلى جانب تشجيع المستهلكين للاتجاه نحو الإنتاج الزراعي المحلي للمساهمة في الوصول نحو تحقيق هدفي الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي.
المصادر
الاختبارات ذات الصلة