مآذن المسجد النبوي أو "المنارات"، هي جزء من أجزاء المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة، منصوبة على أركانه العلوية، ومعْلَم يُهتدى به إلى المسجد، أسطوانية الشكل، ويمكن مشاهدتها من أغلب الأحياء السكنية، وتحتوي على أجهزة ليزر مشعة بحزم ضوئية تحدد اتجاه القبلة على بُعد 50 كلم.
وتعلو المسجد النبوي عشر مآذن، أربعٌ منها منسوبةٌ للتوسعة السعودية الأولى، وستٌ أخرى للتوسعة السعودية الثانية، ويبلغ عمق كل منارة في التوسعة الأولى 17م، وارتفاعها 70م، فيما يصل ارتفاع مآذن التوسعة الثانية إلى 104م لكل مئذنة.
لم يكن للمسجد النبوي الشريف في عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ولا في عهد خلفائه الراشدين، مآذن يرقى المؤذنون عليها، وكان الصحابي بلال بن رباح رضي الله عنه، يؤذِّن لصلاة الفجر من فوق بيت امرأة من بني النجار. وكانت الأماكن المرتفعة وسيلة المؤذنين في إيصال أصواتهم إلى المنازل المحيطة بالمسجد، مما دفع المسلمين إلى سطح أعلى المنازل المجاورة، ثم إلى سطح المسجد النبوي فيما بعد، قبل بناء المآذن المرتفعة على مختلف ارتفاعاتها.
وكان أول من بنى المآذن للمسجد النبوي عمر بن عبدالعزيز عندما كان أميرًا على المدينة المنورة في عهد الخليفة الوليد بن عبدالملك (88-91هـ)، وجعل في كل ركن من أركان المسجد مئذنةً، هدم الخليفة سليمان بن عبدالملك واحدةً منها لإطلالها على بيت مروان بن الحكم، وهو منزل بني أمية في المدينة المنورة، كانوا ينزلون فيه عندما يأتون إليها، وظل المسجد بثلاث منارات، يصل طول كل واحدة منها إلى ثمانية أذرع، بما يعادل أربعة أمتار.
أسماء مآذن المسجد النبوي
تُعدُّ المنارة الجنوبية الشرقية أولى مآذن المسجد النبوي، وتُعرف بالرئيسية، وتحمل هذا الاسم حتى وقتنا الحاضر، وهي المنارة المجاورة للقبة الخضراء، وتقع في الركن الجنوبي الشرقي من المسجد، تليها المنارة الجنوبية الغربية المسماة منارة باب السلام، وهي التي كانت تطل على منزل بني أمية في المدينة، أُعيد بناؤها في القرن السابع الهجري وما زالت قائمة حتى اليوم، حيث تُرمّم دوريًا، ثم المنارة الشمالية الشرقية والمنارة الشمالية الغربية، هدمتا وبنيتا أكثر من مرة عبر التاريخ، آخرها في التوسعة السعودية الأولى، ثم المنارة الغربية المعروفة بمنارة باب الرحمة، التي بُنيت خارج جدار المسجد سنة 888هـ/1483م، بين باب السلام وباب الرحمة، وبُنيت بدلًا منها منارة أحكم خلال التوسعة السعودية الأولى.
مآذن المسجد النبوي في التوسعات السعودية
ركّزت التوسعة السعودية الأولى على تجديد المآذن القديمة، وبناء أخرى حديثة بديلة للمتآكلة والآيلة للتساقط، وأُعيد بناء المنارة الشمالية الغربية، والمنارة الشمالية الشرقية. وفي التوسعة السعودية الثانية حُظي المسجد النبوي بست منارات جديدة، ليصل العدد الكلي لمآذن المسجد إلى عشر منارات متناسقة مع مآذن التوسعة السعودية الأولى، وفق نُظم هندسية تضمن التقارب الشكلي لمنارات المسجد النبوي.
وتتوزع مآذن التوسعة السعودية الثانية على أركان المباني والمصليات الجديدة للمسجد، إذ شُيّدت أربع منارات في الواجهة الشمالية، وواحدة في الركن الشمالي الشرقي، وأخرى في الركن الشمالي الغربي، ومنارة في الركن الجنوبي الشرقي، وأخرى في الركن الجنوبي الغربي، ومئذنتان في منتصف الجانب الشمالي فوق البوابة الوسطى المسماة باب الملك فهد.
أقسام مآذن المسجد النبوي
تنقسم مآذن المسجد النبوي إلى خمسة طوابق، يُمثّل الأول منها قاعدة المنارة، وهو مربع الشكل، ويزيد ضلعه على 5م، ويصل ارتفاعه إلى 27م، ويوازي طول المسجد النبوي.
ويرتفع الطابق الثاني للمآذن مترين عن الأول، ويشتركان في العرض، والجزء السفلي منه مثمن مضلع بسيط في تكسيته، فيما يظهر الطابق الثالث بشكل أسطواني قطره 5م، وارتفاعه 18م، ويُعدُّ هذا الطابق من الأجزاء المصمتة التي تعكس قوة تحمل الأجزاء العلوية.
ويصل ارتفاع الطابق الرابع لمآذن المسجد النبوي إلى 15م، بقطر 4.5م، ويشكل عنق المئذنة، بينما يصل ارتفاع الطابق الخامس إلى 15م، بقطر مساوٍ للطابق الرابع، ويبدأ ببناء أسطواني مضلّع، وينتهي بتاج مشرشف يحمل الجزء العلوي المخروطي الشكل، وتعلوه قبة بصلية هي الأساس لقاعدة الهلال البرونزي المطلي بالذهب عيار 24 قيراطًا، ويصل ارتفاعه إلى 6م، ويبلغ وزنه نحو أربعة أطنان ونصف الطن.
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة