محافظة الجبيل

محافظة الجبيل، هي إحدى محافظات المنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية، ومعروفة منذ القِدم ولها إرث تاريخي كبير، وتنقسم إلى الجبيل البلد؛ وهي مركز مدينة الجبيل وسكن أهلها الأصليين، والجبيل الصناعية التي أُنشئت في عام 1975م، وأصبحت أكبر مدينة صناعية في العالم على ساحل الخليج العربي، وتشمل مجمعات صناعية ومنشآت كبرى وموانئ وتُسهم بقرابة 7% من الناتج المحلي الإجمالي للمملكة.

تقع شمالي الساحل الشرقي للمملكة، وتُمثّل مع محافظة الخفجي نهاية الخط الساحلي للمملكة على الخليج العربي، تحدها من الشمال محافظة الخفجي، وغربًا محافظة النعيرية، ومن الجنوب محافظات رأس تنورة والقطيف وبقيق، ومدينة الدمام.

تأتي الجبيل خامسة من بين محافظات المنطقة الشرقية في عدد السكان، إذ يعيش فيها 9.9% من سكان المنطقة، ويقدر عددهم بـ505,162 نسمة "تعداد السعودية 2022". وبحسب مستوى الخدمات المدنية في المحافظة، تُصنَّف الجبيل من محافظات فئة (أ)، ويتبع لها إداريًّا ثلاثة مراكز.

تُعدُّ المحافظة مركزًا صناعيًّا عالميًّا، اُختيرت في سبعينات القرن العشرين وجهة لتنويع القاعدة الاقتصادية للمملكة والتقليل من الاعتماد الكامل على النفط، من خلال تأسيس محافظة الجبيل الصناعية، وهي أولى المدن الصناعية في السعودية، وإثر ذلك تحولت الجبيل من قرية ساحلية تعتمد بشكل رئيس على تجارة اللؤلؤ وصيد الأسماك إلى نقطة تحول صناعي في تاريخ المملكة، إذ تقع المحافظة على المعابر البحرية الدولية بين الخليج العربي وآسيا وأفريقيا، وتجاورها جنوبًا حقول النفط في المنطقة الشرقية، وكان لها الأثر البالغ على المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في المنطقة، وتتولى تصريف شؤونها الهيئة الملكية للجبيل وينبع.

تاريخيًّا، تُعدُّ الجبيل جزءًا من حضارة العبيد الأولى في جنوب وادي الرافدين، التي نشأت منذ نحو 5 آلاف سنة قبل الميلاد، كما تُعدُّ جزءًا من عصر الممالك العربية الوسيطة في شبه الجزيرة العربية، إذ كانت مستوطنة سكانية في الفترة (3000 ق.م-300م)، عُرفت أيضًا في عصور الإسلام الأولى باسم عينين.

تمتلك الجبيل سبعة شواطئ، منها خمسة شواطئ في مدينة الجبيل الصناعية، واثنان في مدينة الجبيل، إضافة إلى وجود عدد من الجزر، منها  "جُنة وجريد وكران"، وأبرزها جزيرة جُنة. وفيها مواقع تاريخية وأثرية، منها برج طوية التاريخي الذي بُني عام 1346هـ/1928م، وهو أحد الشواهد على نشأة الجبيل، ويرتبط بعهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، إضافة لموقع الجبل البحري، وموقع جمرك الجبيل التراثي، وموقع مردومة الأثري الواقع في مدينة الجبيل الصناعية، وهو من أهم المناطق الأثرية، اكتُشف عام 1432هـ/2011م، وموقع كنيسة الجبيل التي تقع شمال محافظة الجبيل واكتُشفت عام 1408هـ/1986م، وموقع الدوسرية الأثري في الجنوب الشرقي من المحافظة، وموقع الدفي الأثري في مدينة الجبيل الصناعية، الذي اكتُشف بين عامي 1404هـ و1408هـ/1982م و1986م.

تضم المحافظة عديدًا من المواقع السياحية حيث تُعدُّ مدينة الجبيل الصناعية واحدة من الوجهات الواعدة في قطاع السياحة البحرية في المنطقة الشرقية، وبها واجهة بحرية في مركز المدينة تبلغ مساحتها 69 هكتارًا، ويُعدُّ شاطئ الفناتير أحدث الشواطئ داخل المدينة، وتبلغ مساحته 19.3 هكتارًا.