تم نسخ الرابط بنجاح

استراتيجية تطوير قطاع المتاحف في السعودية

saudipedia Logo
استراتيجية تطوير قطاع المتاحف في السعودية
مقالة
مدة القراءة 3 دقائق

استراتيجية تطوير قطاع المتاحف هي خطة تنظيمية لقطاع المتاحف في المملكة العربية السعودية، أطلقتها هيئة المتاحف التابعة لوزارة الثقافة في 12 صفر 1443هـ/19 سبتمبر 2021م، لتكون آلية تطويرية تبرز تاريخ المملكة وهويتها، وتوجد مساحة لنمو القطاع والارتقاء به وفق معايير عالمية.

تسعى هيئة المتاحف من خلال استراتيجيتها إلى إحداث تغيير حيوي في قطاع المتاحف، وتنمية القطاع وإمكاناته، وتطوير برامجه ومحتوياته، وتمكين المنتسبين وتدريبهم، وتهيئة البيئة الداعمة لتطوير المتاحف، لتكون منصات ثقافية للزوار من داخل المملكة وخارجها.

تدعم وزارة الثقافة نمو المتاحف السعودية وتطورها وانتشارها في أنحاء المملكة، وخلق الفرص التجارية لتنويع مصادر دخلها، وتنويع مجموعاتها واختصاصاتها، واستقطاب الجمهور المحلي والعالمي إليها، وتقديم البرامج التعليمية التي تسهم في بناء جيل من المختصين والمهتمين بالمتاحف.

رؤية استراتيجية تطوير قطاع المتاحف

حددت الاستراتيجية الرؤية التي ستسير عليها، ونصّت على تأسيس متاحف وطنية كوجهات ملهمة ومحفزات للمشاركة الثقافية والمجتمعية للمواطنين والمقيمين والزوار، فيما نصّت رسالتها على حماية التراث الوطني من جميع أنحاء العالم والترويج له وتقديمه لأغراض الدراسة والتعليم والترفيه، مما يمنح المملكة مكانة على الساحة الثقافية العالمية بأعلى معايير الجودة. أما الأهداف الاستراتيجية فاشتملت على 12 هدفًا هي إثراء المؤسسات ومجموعات المقتنيات وتعزيز قيمة المحتوى التراثي القائم، وتوسيع نطاق انتشار المتاحف بالاستعانة بمؤسسات عالية الجودة، وزيادة معدلات زيارة المتاحف بين السكان والسياح.

كما تضمنت الأهداف زيادة الميزانية العامة للقطاع وتحسين كفاءة الإنفاق، بالإضافة إلى إنشاء متاحف متميزة ومعاصرة في المدن الرئيسة، ومتاحف محلية في المناطق ذات التراث الغني والمتنوع، وحماية مجموعات المقتنيات وعرضها وفقًا لأفضل المعايير، واستحداث تجارب تعليمية وترفيهية، وجذب زوار المتاحف، والسعي لنيل الاعتراف والتقدير المُستحقين من داخل المملكة وخارجها، إلى جانب إيجاد قوى عاملة مؤهلة ومتمرسة للمتاحف، وضمان تقديم الدعم المالي اللازم وتحفيز مشاركة القطاع الثالث، وإقامة الشراكات لاغتنام الفرص التي يتيحها قطاع المتاحف وتمكينه من إضفاء القيمة، وإصدار الرخص واللوائح التنظيمية لضمان تطبيق معايير الجودة الشاملة.

محاور استراتيجية هيئة المتاحف 

تتركز أهداف استراتيجية هيئة المتاحف في ثلاثة محاور، الأول في المجال الثقافي، من خلال توسيع نطاق انتشار المتاحف ورفع معدل زيارتها، وتعزيز قيمة المحتوى الثقافي، وزيادة ميزانية القطاع وتحسين كفاءتها. والمحور الثاني التركيز على أنشطة القطاع، عبر بناء المتاحف والعناية بها وعرض مقتنياتها وفق معايير عالية، واستقطاب الزوار من خلال استحداث تجارب ترفيهية وتعليمية جاذبة. ويتجه المحور الثالث نحو الأدوات التمكينية التي تشمل تنمية المواهب، ومنح الرخص ووضع اللوائح التنظيمية، وضمان الدعم المالي، وإقامة الشراكات التي تمثل قيمة إضافية للمتاحف.

وتحقق هيئة المتاحف أهدافها من خلال تشجيع المؤسسات والشركات والأفراد على إنشاء المتاحف وتطويرها، وإقامة الدورات التدريبية والبرامج، واعتماد جهات متخصصة مانحة للشهادات في مجال المتاحف، إلى جانب رفع الوعي المجتمعي، وتسليط الضوء على أهميتها ودورها في إبراز هوية المملكة، وتمثيلها في المحافل المحلية والدولية، كما تسعى إلى تنظيم المؤتمرات والفعاليات والمسابقات المعنية بالمجال، وحفظ التراث المادي وغير المادي، وعرضه في المتاحف.

كما تهدف استراتيجية الهيئة إلى تعزيز التواصل مع المستثمرين والمهتمين، ودعم وتمكين العاملين في القطاع، والعمل التنظيمي المستقبلي لقطاع المتاحف، ووضع مسار موحد للمتاحف في المملكة وما تزخر به من مخزون ثقافي كبير.

تطوير واستحداث المتاحف في السعودية

تسهم استراتيجية تطوير قطاع المتاحف في تطوير المتاحف الموجودة، مثل متحف قصر المصمك، والمتحف الوطني، كما تعمل على خطتين لإنشاء متاحف في أنحاء المملكة، ابتداءً من عرعر إلى نجران، ومن أبها إلى الدمام، وذلك بحلول عام 2024م، بالإضافة إلى عدة متاحف كبيرة وأخرى صغيرة في السنوات المقبلة حتى عام 2030م.

وتشمل المتاحف المُنشأة ضمن المرحلة الأولى متحف طارق عبدالحكيم في مدينة جدة، ومتحف الذهب الأسود بمدينة الرياض. وتسعى وزارة الثقافة إلى تخصيص موقع للمتحف السعودي للفن المعاصر المقام بحي جاكس في الدرعية، لإقامته بشكل موقت إلى حين افتتاح المتحف الكبير، فيما تشمل الخطط متوسطة المدى افتتاح متاحف رائدة، مثل متحف الفنون الرقمية، ومتحف المجمع الملكي للفنون، ومتحف مركز الأمير محمد بن سلمان العالمي للخط العربي.

أعداد العاملين في قطاع المتاحف

تسعى هيئة المتاحف للعمل على تطوير المتاحف والكوادر البشرية العاملة بها، وزيادة توظيف المختصين في قطاع المتاحف، أسوةً بالمتاحف العالمية، حيث يصل عدد العاملين في بعضها إلى 2000 شخص، كما تعمل على تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030 عبر زيادة عدد المتاحف في المملكة مما يخلق فرصاً وظيفية عديدة.