تم نسخ الرابط بنجاح
saudipedia Logo
تركي الأول بن عبدالعزيز آل سعود
مقالة
مدة القراءة 3 دقائق

الأمير تركي بن عبدالعزيز آل سعود "تركي الأول" (1318هـ/1900م - 1337هـ/1918م)، هو صاحب سمو ملكي، أكبر أبناء الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، ويُكنّى به، وُلد أثناء إقامة أسرة آل سعود في الكويت قبل عام من استعادة الرياض، شارك مع الملك المؤسس في حملات توحيد المملكة العربية السعودية، وعيّنه والده أميرًا على القصيم فكان أول من تولّى الإمارة على منطقة من أبناء الملك المؤسس، يُسمى تركي الأول للتفريق بينه وبين أخيه تركي الذي سُمي باسمه بعد وفاته.

نشأة الأمير تركي الأول بن عبدالعزيز 

وُلد الأمير تركي بدولة الكويت في الفترة التي استقرّ فيها والده وجدّه الإمام عبدالرحمن بن فيصل بعد خروجهم من الرياض، وكانت ولادته قبل عام واحد من تاريخ دخول الرياض واستعادة حكم آل سعود.

والدة الأمير تركي الأول بن عبدالعزيز

والدة الأمير تركي بن عبدالعزيز هي وضحى بنت محمد آل عريعر من آل حميد، حكّام مدينتي الأحساء والقطيف في الفترة 1166هـ/1753م-1188هـ/1774م، وتنتمي أسرة آل عريعر إلى آل حميد من قبيلة بني خالد المعروفة في قلب الجزيرة والخليج العربي، تعد وضحى الزوجة الثانية في حياة الملك عبدالعزيز وأم أول أبنائه حيث أنجبت له: تركي، وسعود (الملك لاحقًا)، ومنيرة، وعبدالله وخالد وتوفي الأخيران في عمر صغير، أما زوجته الأولى فلم تنجب له أولادًا وتوفيت بعد ستة أشهر من زواجه بها.

توفيت وضحى بعد وفاة الملك سعود بأربعين يومًا في مدينة الرياض يوم السبت 16 صفر 1389هـ/4 مايو 1969م، وعُرفت بين الناس بصلاحها، اتصفت بالكرم والأعمال الصالحة وكثرة الصدقات، وكانت وصيتها قبل وفاتها أن يكون ثُلث مالها للفقراء والمساكين صدقًة جارية، وأوصت باستثماره بعد وفاتها في شراء عقارات متوزعة في أنحاء مدينة الرياض ليستخدم ريعها في الإنفاق على صيانة الأوقاف وعلى أقاربها، ولبناء المساجد ودعم المحتاجين، صُلي عليها في جامع الرياض (جامع الأمير تركي).

حياة الأمير تركي الأول بن عبدالعزيز 

رافق الأمير تركي والده منذ طفولته وتدرّب مع شقيقه سعود على شتى فنون الحرب، ورافق والده وهو لم يتجاوز العاشرة من عمره إلى الكويت عام 1328هـ/1910م لمشاركة الشيخ مبارك الصباح حاكم الكويت في قيادة حملة لمواجهة جماعات متمرّدة على الحكم، كما رافقه في مواجهات ووقائع أخرى،وشارك معه في معركة جراب قرب الزلفي في عمر الخامسة عشرة، ضد أمير حائل آنذاك متعب بن رشيد.

وعندما تمكن الملك عبدالعزيز من دخول القصيم وضمّها إلى حكمه عيّنه أميرًا عليها؛ للتصدي لابن رشيد وبقي عامين في بريدة، فكان أول من تولّى الإمارة من أبناء الملك المؤسس، ثم انضم إلى جيش والده مع أخيه سعود في معركة "ياطب" 1336هـ/1918م لمواجهة ابن رشيد، عُرف عنه الشجاعة والمهارة المتفوقة في فنون الفروسية وقدرة إدارية، وكان شبيهًا للملك المؤسس في الهيئة، كما اشتهر الأمير تركي بالشجاعة والكرم؛ إذ تذكر المصادر التاريخية أن الولائم كانت تُقدّم في مضاف الأمير تركي بكثرة.

تزوج الأمير تركي من منيرة بنت عبيد بن رشيد قبل معركة جراب وأنجب منها الأمير فيصل، وبعد وفاته تزوجت من أخيه سعود (الملك لاحقًا)، نشأ ابنه فيصل بن تركي في كنف جده الملك المؤسس وفي عام 1351هـ/1932م، بعد توحيد السعودية عينه جدّه الملك عبدالعزيز أميرًا على الخفجي في وقت كانت قرية صغيرة جدًا، فكان أول أمير لها في العهد السعودي، تطورت الخفجي في إمارته، وفي عام 1380هـ/1961م في عهد الملك سعود عيّنه وزيرًا للعمل والشؤون الاجتماعية، وكان أول وزير لها، وفي 1381هـ/1961م عُيّن وزيرًا للداخلية خلفًا لعمه الأمير عبدالمحسن بن عبدالعزيز آل سعود وبقي على هذا المنصب حتى 1382هـ/1962م.

وفاة الأمير تركي الأول بن عبدالعزيز 

كان الأمير تركي يقود حملة لمواجهة جماعة متمردة على الحكم في شهر ذي الحجة 1336هـ/سبتمبر 1918م، وفي طريق عودته منها صلّى صلاة عيد الأضحى في محافظة "رياض الخبراء" واحتفل بمناسبة العيد مع أهلها، وبعد رجوعه إلى الرياض أُصيب بوباء الحمى الإسبانية التي كانت منتشرة في ذلك الوقت، ثم توفي بعد شهور قليلة عام 1337هـ/1918م وهو العام الذي عُرف بـ"عام الرحمة" لتفشّي الحمى الإسبانية وكثرة من مات بسببها. أحدثت وفاة الأمير تركي حزنًا كبيرًا لوالده الملك عبدالعزيز وأمه وشقيقه سعود والعائلة، وتذكر المصادر أنه نادرًا ما ذُكر اسم الأمير تركي أمام الملك عبدالعزيز دون أن تدمع عينه.