

الأمير عبدالله بن عبدالرحمن آل سعود (1316هـ/1899م - 1396هـ/1976م)، هو الابن السابع للإمام عبدالرحمن بن فيصل بن تركي آل سعود آخر حكام الدولة السعودية الثانية، والأخ الأصغر للملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، ومستشاره، شارك معه في عدد من معارك توحيد المملكة العربية السعودية، ولقّبه "عالِم آل سعود وفقيههم".
ميلاد الأمير عبدالله بن عبدالرحمن
وُلد الأمير عبدالله بن عبدالرحمن آل سعود عام 1316هـ/1899م في دولة الكويت، بعد ستة أعوام من وصول والده الإمام عبدالرحمن إليها، أما والدته فهي منيرة بنت هتيمي الثنيان المهاشير. قضى الأمير عبدالله في الكويت أربعة أعوام، ثم عاد إلى الرياض مع والده عام 1320هـ/1902م، بعد عام من استعادة الرياض وحكم آل سعود فيها.
حياة الأمير عبدالله بن عبدالرحمن
تلقى الأمير عبدالله بن عبدالرحمن آل سعود تعليمه الأولي في الكتاتيب (النمط القديم للتعليم في السعودية) من عمر السابعة، كما هو الحال مع جميع أبناء الإمام عبدالرحمن، إضافة إلى تلقي التعليم والمعارف في دار الإمام عبدالرحمن، ومنها العلوم الدينية، والفروسية، وسباق الهجن.
وكان الأمير عبدالله حريصًا على مجالسة أهل العلم والعلماء، والإفادة منهم ومناقشتهم، واللقاء بهم في مجلس والده وأخيه عبدالعزيز ومجالس أخرى، وقرأ كثيرًا في كتب الأدب والتاريخ والأنساب، وألّم بها إلمامًا جيدًا، واشتهر بالعلم والثقافة، وهو دون العشرين عامًا.
اشتهر الأمير عبدالله بعدد من الألقاب، منها "عالم آل سعود"، و"فقيه آل سعود"، ولُقب في أحيان أُخر بـ"أديب آل سعود"، ولقّبه الملك عبدالعزيز "عالِم آل سعود وفقيههم"، كما وصفه بالتبحّر في العلوم، وتذكر المصادر التاريخية ما قاله الملك عبدالعزيز لعباس العقاد ردًا على مسألة نوقشت بينهما، فقال "إن الغزوات والحروب لم تدع لي وقتًا للتبحر في العلوم، ولكن الذي تبحّر فيها هو هذا.. فهو أعلم الإخوان"، وأشار إلى أخيه عبدالله.
اُختير الأمير عبدالله من المؤتمر الإسلامي ليكون عضوًا مراسلًا في مجلس يضم أعلام الفكر الإسلامي وكبار كتّابه في العالم، لتحرير مجلة شهرية عالمية يصدرها المؤتمر. كانت لدى الأمير عبدالله مكتبة ثرية تحوي مجموعة من المخطوطات والمطبوعات، إذ كان حريصًا على اقتناء نوادر الكتب، وكانت تشمل عددًا من المجالات الدينية والأدبية واللغوية والتاريخية والسياسية والطبية، إضافة إلى كتب التراجم والمذكرات. وبعد وفاته أُهديت مكتبته إلى جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
الأمير عبدالله بن عبدالرحمن وعلاقته بأخيه الملك عبدالعزيز
كانت رحلة الملك عبدالعزيز من الكويت لاستعادة ملك آبائه في الرياض هي العلامة الفارقة بين طفولة ونضج الأمير عبدالله، فبعد عودته إلى الرياض أصبح رفيقًا لأخيه في رحلته لتوحيد الدولة السعودية، وبدأ المشاركة في المعارك عام 1328هـ/1910م، في معركة هديّة، وكان عمره 12 عامًا.
تأثّر الأمير عبدالله بأخيه الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود وبصيرته العميقة ومعرفته بالرجال. وكان مستشارًا للملك عبدالعزيز ومقربًا منه، بل وفي مقدمة المستشارين الذين أحاطوا به.
كانت له أدوار إدارية وسياسية في الدولة، منها المشاركة في الاجتماعات والاستقبالات الرسمية لضيوف الملك عبدالعزيز، مثل: اجتماع رضوى الذي جمع الملك عبدالعزيز بالملك فاروق، واستقبال الرئيس السوري شكري القوتلي، واستقبال الملك عبدالله بن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية، ورافق الملك عبدالعزيز في بعض رحلاته الخارجية، منها: رحلته الأولى إلى مصر عام 1364هـ/1945م، ورحلته الثانية إلى مصر عام 1365هـ/1946م، تلبيةً لدعوة من الملك فاروق.
وفاة الأمير عبدالله بن عبدالرحمن
توفي الأمير عبدالله بن عبدالرحمن آل سعود في مدينة الرياض عام 1396هـ/1976م.
المصادر
الأمير عبدالله بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود: سيرة تاريخية وثائقية. سليمان بن محمد الحديثي. 2014م.
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة