تم نسخ الرابط بنجاح
saudipedia Logo
الصحافة في عهد الملك عبدالعزيز
مقالة
مدة القراءة 3 دقائق

الصحافة في عهد الملك عبدالعزيز، هي الإعلام المقروء في عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، وظهر في حواضر غربي المملكة العربية السعودية، أو ما يعرف بالحجاز، ومنها انتقل إلى العاصمة الرياض (نجد)، ثم شرقي البلاد (الظهران)، وكان يغلب عليها القضايا الدينية، والأدبية، والثقافية، والاجتماعية، وشهد عهد الملك عبدالعزيز وضع بواكير الأطر الإدارية والأنظمة التي تنظم الصحافة والمطبوعات.

الصحافة في الحجاز قبل عهد الملك عبدالعزيز

عرفت المدينتان المقدستان مكة المكرمة والمدينة المنورة، الصحافة قبل تأسيس الدولة السعودية الثالثة؛ إذ ظهرت في مدينة مكة المكرمة صحيفة الحجاز الأسبوعية، المكونة من أربع صفحات، باللغتين العربية والتركية (اسمها في النسخة التركية "حجاز")، عن مطبعة الولاية، وصدرت عام 1326هـ/1908م وكانت صحيفة رسمية، وصدرت لاحقًا صحف أخرى لم تستمر طويلًا، إذ توقفت بعد بضعة أعداد، هي: "شمس الحقيقة" الأسبوعية التي صدرت عام 1327هـ/1909م، باللغتين العربية والتركية، و"الإصلاح الحجازي" الأسبوعية التي كانت تطبع في مطبعة الإصلاح، إضافة إلى صحيفة "الصفا".

وفي عام 1327هـ/1909م، شهدت المدينة المنورة صدور صحيفة "الرقيب"، و"المدينة المنورة"، ولم تستمر كلاهما طويلًا، كما لم تستمر صحيفة "الحجاز"، وكانت تصدر ثلاث مرات في الأسبوع بداية، ثم يوميًا، وصدرت في مدينة مكة المكرمة صحيفتا "القبلة" عام 1334هـ/1916م، وكانت تصدر مرتين في الأسبوع، و"الفلاح"، واستمرت الصحيفتان عدة أشهر. وصدرت صحيفة "بريد الحجاز"، عام 1343هـ/1924م، وكانت تصدر باللغة العربية مرتين في الأسبوع، وشهدت تلك الفترة صدور أول مجلة متخصصة، وهي مجلة جرول الزراعية الشهرية، التي أصدرها طلاب مدرسة جرول الزراعية في مكة المكرمة عام 1338هـ/1920م، وتوقفت بعد صدور ثلاثة أعداد منها.

الصحافة في عهد الملك عبدالعزيز بمكة المكرمة

بعد ضم الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود غربي السعودية، صدرت عدة صحف، أولها جريدة "أم القرى" الأسبوعية الرسمية، بتاريخ 15 جمادى الأولى 1343هـ/11 ديسمبر 1924م، وكانت تصدر ابتداءً في أربع صفحات، وزاد العدد لاحقًا، ولم تكن تكتفي بنشر البيانات والأخبار الرسمية، بل كانت تنشر مقالات أدبية وثقافية واجتماعية وسياسية. وصدرت "صوت الحجاز" عام 1350هـ/1932م، وهي صحيفة تهتم بالقضايا الأدبية، وصدرت الصحيفتان في مكة المكرمة، وإذا كانت الأولى مستمرة إلى اليوم، فإن الثانية توقف صدورها، كما صدرت مجلتان تواصلان الصدور إلى اليوم، أولاهما "المنهل" الشهرية، وكانت تهتم بالقضايا الأدبية والتعليمية والنهضوية، وهي مطبوعة أدبية ثقافية تراثية، صدر العدد الأول منها عام 1355هـ/1937م، وبدأت الصدور من المدينة المنورة، وانتقلت إلى مكة المكرمة فجدة، فيما صدرت مجلة "الحج" (مجلة الحج والعمرة الآن) عام 1366هـ/1947م،وكانت تهتم بنشر المقالات الدينية والأدبية، إضافة إلى مجلتي "الإصلاح" عام 1348هـ/1928م، وهي مجلة دينية علمية اجتماعية أخلاقية، تصدر مرتين في الشهر، في 24 صفحة، ومجلة "النداء الإسلامي" صدرت عام 1356هـ/1937م، وهي مجلة شهرية دينية اجتماعية تاريخية، وكانت تصدر في 40 صفحة باللغتين العربية والملاوية، كما صدرت صحيفة "البلاد السعودية" بعد الحرب العالمية الثانية، وهي أول صحيفة يومية سعودية، وصحيفة المدينة المنورة عام 1356هـ/1937م.

الصحافة في عهد الملك عبدالعزيز ببقية المدن

لم يقتصر ظهور الصحف في عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود على مكة المكرمة، إذ شهدت مدن أخرى صدور عدة صحف، ففي المدينة المنورة عادت للصدور صحيفة "المدينة المنورة"، فيما صدرت من مدينة جدة مجلة "الغرفة التجارية"، وفي أواخر عهد الملك عبدالعزيز صدرت من العاصمة الرياض عام 1372هـ/1953م مجلة "اليمامة" (كان اسمها بداية "الرياض")، وأصدرها العلامة حمد الجاسر، وهي مجلة أدبية ثقافية جامعة شهرية، ما تزال تصدر حتى اليوم عن مؤسسة اليمامة الصحفية، فيما شهدت مدينة الظهران عام 1373هـ/1954م، صدور مجلة "قافلة الزيت"، عن شركة أرامكو، إضافة إلى صحيفة "الشمس" باللغة الإنجليزية.

إدارة المطبوعات والمخابرات في عهد الملك عبدالعزيز

أنشأ الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، بتاريخ 28 محرم 1345هـ/6 أغسطس 1926م، إدارة المطبوعات والمخابرات، بهدف تنظيم وسائل الإعلام التي تنامى صدورها من خلال إنشاء جهاز إداري ينظم وسائل النشر المختلفة، ويحدد مصدرها. وأسند إدارة الجهاز المستحدث إلى يوسف ياسين، على أن يرجع الجهاز فيما يتعلق بالمخابرات الخارجية إلى الملك عبدالعزيز، فيما يرتبط في المخابرات الداخلية بنائبه في الحجاز الأمير فيصل بن عبدالعزيز.

أنظمة المطبوعات في عهد الملك عبدالعزيز

شهد عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، صدور نظامين للمطبوعات، وذلك عام 1347هـ/1928م، و1358هـ/1939م، وحدد النظام الأول الجهة التي يرفع إليها طلب ترخيص إصدار الصحيفة، وهي النيابة العامة ومقرها مكة المكرمة، إذ يرفع النائب العام الأمير فيصل بن عبدالعزيز الطلب إلى الملك عبدالعزيز، الذي يبت بدوه فيه. وأسهم النظامان في تأصيل الصحافة، وهي المهنة الوليدة في المجتمع السعودي حينها، وإيجاد القواعد المنظمة للعمل الصحافي. كما صدرت قرارات بإعفاء الصحف من رسوم التأمين ورسوم البريد، وإعفاء المطابع من دفع الرسوم الجمركية على الورق.