تم نسخ الرابط بنجاح
saudipedia Logo
الفروسية في الدولة السعودية الأولى
مقالة
مدة القراءة دقيقتين

الفروسية في الدولة السعودية الأولى، هي جزء من الهوية الاجتماعية والثقافية في الدولة السعودية الأولى، ومهارة تجمع بين قوة الجسد والروح للفارس والفرس في وقت واحد، وفي معناها العام تختلف عمّا يُعرف في الوقت الحالي، إذ كان يقصد بها الرجل المحارب الذي يمتلك قوة العزيمة، ويستطيع التحكّم بالخيل أثناء الحروب.

اهتمام أئمة الدولة السعودية الأولى بالفروسية

اهتم الإمام محمد بن سعود مؤسس الدولة السعودية الأولى بالفروسية واتصف بصفات الفارس، وهي الشجاعة، والقوة، والإقدام، حيث قاد معارك عدة بنفسه، أو ينيبُ عنه ابنه الإمام عبدالعزيز بن محمد الذي أراد تأهيله لقيادة قوات الدولة السعودية، وهي أولى المهام التي يوليها الأئمة من آل سعود لأبنائهم قبل أن يتسلموا منصب قيادة القوات العامة.

أوكل الإمام محمد بن سعود قيادة القوات العامة لابنه الإمام عبدالعزيز بن محمد، وجعل أخاه الأمير عبدالله بن محمد معاونًا له، الذي أصبح قائدًا للفرسان، وتناقلت الأخبار شجاعته في الحروب، شاركهما في قيادة سرايا الفرسان والقتال في الحصون والقرى ابن عمهما حسن بن مشاري.

وكان يوجد في الدرعية وتحديدًا في حي الطريف حصن "الدريشة"، الذي يعد من الحصون الكبيرة في الدرعية، وكان فيه الإسطبل العام لخيول آل سعود ويسمى "قوع الخيل"، كما كان فيها سوق للخيول، واشتهرت الدرعية في تلك الفترة بكثرة وجود الخيل والإبل النجائب العمانيات.

قوات الفرسان في الدولة السعودية الأولى

حرِص حكام الدولة السعودية الأولى على إنشاء قوة الفرسان، وهم المحاربون الذين يمتطون الخيول العربية الأصيلة، وما يميزهم هو سرعة الحركة، بسبب امتطائهم للخيول مما يمنحهم عامل السرعة في القتال، فكان حكام الدولة يحرصون على اقتناء الخيول الأصيلة بغرض إكثار قوات الفرسان ودعمها، وحققوا ذلك بشراء الخيول الأصيلة أو وصولها إليهم هدايا.

وكان في مناطق الدولة السعودية الأولى في عهد الإمام عبدالعزيز بن محمد مجموعة من الفرسان قادوا جيوش الدولة وأسهموا في توسعها، منهم: عبدالوهاب أبو نقطة في منطقة عسير، وسليمان الناصري في الأحساء، وأحمد بن غانم في القطيف وما حولها، وفي الخرج إبراهيم بن عفيصان.

مظاهر الفروسية في الدولة السعودية الأولى

أشركَ الإمام عبدالعزيز بن محمد ابنه الإمام سعود وهو في عمر 12 في معركة معه أثناء فترة حكمه، وقاد عددًا من كتائب الفرسان، ونمت مهارة الفروسية فيه منذ الصغر بسبب البيئة المحيطة المناسبة لتنمية هذه المهارة، حيث كان توافر الخيول حول أئمة آل سعود وأبنائهم سببًا في خبرتهم بالفروسية وامتطاء الخيول الأصيلة في الحروب، فكان الإمام سعود بن عبدالعزيز يمتلك مجموعة خيول عربية أصيلة، ويحتفظ في الدرعية بنحو 300-400 من الخيل والبقية ترعى في الأحساء، وعندما توفي الإمام سعود بن عبدالعزيز عام 1229هـ/1814م ترك من بعده 2400 من الخيل، وكان للإمام سعود فُرسان منهم سبيل بن نصر الطرفي الذي عينه رئيسًا للخيالة.

أتقن أئمة الدولة السعودية الأولى "المجاولة"، وهي المبارزة أو القتال على ظهور الخيل، وفي عام 1233هـ/1818م، تجاول الإمام سعود بن عبدالعزيز أثناء حكم والده في بلدة "المجرة" مع أحد الفرسان وانتصر عليه، وتجلّت الفروسية في أبناء الدولة السعودية الأولى أثناء دفاعهم عن الدرعية إبان الهجوم عليها في أواخر عهدها.