محسن الهزاني

محسن عثمان الهزاني (1145هـ/1733م-1240هـ/1824م)، هو شاعر سعودي عاصر الدولة السعودية الأولى، تولّى إمارة الحريق، قبل أن يتنازل عنها ويتفرغ للأدب والشعر، استحدث الأوزان السامرية في الشعر الشعبي، وأدخل نظام القافيتين على الشعر الشعبي.

وُلد محسن الهزاني في بلدة الحريق ونشأ في بيت إمارة، إذ تولّت أسرته إمارة الحريق منذ نشأتها، وتعلّم في الكتاتيب مبادئ القراءة والكتابة، وكان مطلعًا على الشعر العربي القديم، مثل المعلقات وشعر المتنبي، وتجلى ذلك في شعره. تولّی إمارة الحريق خلفًا لأخيه حمد الذي توفي عام 1165هـ/1752م، لكنه لم يبق فيها سوى عامين، وتنازل عنها لعمه عبدالله بن رشيد الهزاني، متفرغًا للأدب والشعر. ومحسن هو الابن الثاني في الترتيب بين إخوته، تزوج وأنجب ابنًا واحدًا سمّاه "سيف".

أدخل محسن الهزاني نظام القافيتين على الشعر الشعبي، فخرج بذلك عن القاعدة الهلالية في النظم، إذ كان الشعراء يعتمدون في نظمهم على قافية واحدة على طريقة بني هلال، فأدخل البحر المسحوب ذا القافيتين الملزمتين وأصبح معتمدًا بعده.

وأدخل على الشعر الشعبي أيضًا النظم "المروبع" أي أن يكون لكل بيت أربعة أشطر، وسار على نهجه بقية الشعراء، فلم يكن هذا اللون معروفًا من قبله، واستخدم الأساليب البيانية والبديعية في شعره، وتعددت أغراضه الشعرية بين الغزل والوصف، والحماسة، والوطنيات، والقصائد الدينية، مثل: التوبة والإنابة إلى الله، وكثيرًا ما يطلب السقيا ونزول الغيث، ونادرًا ما يظهر في شعره المدح. وكان يجمع في شعره بين الشعبي والفصيح، ويُضمّن قصائده مقطوعات فصيحة.

كان له تواصل مع أعيان عصره من الشعراء، فكانت له صلات أدبية ومساجلات شعرية ومطارحات مع شعراء الأحساء وغيرهم، وكان يرمز فيها عن اسمه واسم المرسل إليه بحروف الهجاء مقطعة، مثل:

من ميم حاء سين ونون بتسجيل

بمنمقٍ ما به عن الكل كافي. (يعني من محسن).

إلى ميم حاء ميم بدال التماثيل

أمثال من مثلي لمثلك ولافي. (يعني إلى محمد).

وجرت بينه وبين حسن بن هزاع مساجلة ومشاكاة، وبينه وبين سرداح بن هزاع، ومع الشاعر سعد المليحي، وسليمان بن عفالق، وهم من شعراء الأحساء.

توفي محسن الهزاني في بلدة الحريق عن عمر 95 عامًا.