تم نسخ الرابط بنجاح

القيم الاجتماعية في الدولة السعودية الأولى

saudipedia Logo
القيم الاجتماعية في الدولة السعودية الأولى
مقالة
مدة القراءة 3 دقائق

القيم الاجتماعية في الدولة السعودية الأولى، هي منظومة من القيم الاجتماعية والأخلاقية، سارت عليها الدولة السعودية الأولى التي أسسها الإمام محمد بن سعود عام 1139هـ/1727م، واتخذ الدرعية عاصمةً لها.  

الكرم في الدولة السعودية الأولى

يعد الكرم من القيم الاجتماعية التي اتصف بها المجتمع في الدولة السعودية الأولى، وانعكس ذلك على أشعارهم وأخبارهم ومروياتهم وقصصهم آنذاك، ومما أسهم في نشر قيمة الكرم بين أفراد المجتمع، ربطها بصفات عربية أصيلة عدة، كالود، والإحسان، والعطف، والنجدة، والشهامة، والمروءة، وعفة النفس، والعزة، والرجولة وغيرها. 

ومثّل الكرم جزءًا من عادات المجتمع وسلوكه في الدولة السعودية الأولى، ومن صور ذلك ألا يسأل الضيف عن حاجته إلا بعد مرور ثلاثة أيام.

العدل في الدولة السعودية الأولى

أولى حكام الدولة السعودية الأولى اهتمامًا بقيمة العدل، ونشره وتأصيله في المجتمع بالعمل بمبدأ المساواة بين الناس في الواجبات والحقوق، وحسن المعاملة، ورد الحق في حال التعرض للظلم، وعدم الاعتداء على الآخرين، وكان نتيجة ذلك القضاء على الفوارق الاجتماعية، واستتباب الأمن في البلاد.

ومن صور العدل في الدولة السعودية الأولى أنه كان يأتي المظلوم إلى حاكم الدرعية، ويستقبله ثم يستمع إلى مظلمته، حتى يعيد حقه إليه، ومن ذلك ما قام به الإمام محمد بن سعود حين أعطى كل ذي حق حقه، ونظم العلاقات بين أفراد المجتمع بالعدل في المعاملة، وأنشأ المحاكم الشرعية في الدرعية لتحقيق العدل، واهتم الإمام عبدالعزيز بن محمد بتعيين القضاة من أصحاب الكفاءة والعلم في جميع مناطق الدولة؛ بهدف متابعة مصالح المجتمع، وكذلك بقية الأئمة. 

التسامح في الدولة السعودية الأولى

كان العفو عند المقدرة، وعدم رد الإساءة بالإساءة، من قيم التسامح التي اتصف بها مجتمع الدولة السعودية الأولى، وأسهم ذلك في تحقيق وحدتهم، وتضامنهم، إذ عرف حكام الدرعية وأهلها بتسامحهم مع من يخالفونهم من الناس، لأنهم أدركوا أن التسامح والعفو يعزز المحبة، ويقوي الصداقة.

ومن صور التسامح أيضًا، الاعتماد على سياسة حسن الجوار مع البلدان المجاورة، ومد يد العون لهم؛ ليستتب أمنهم.  

المروءة في الدولة السعودية الأولى

اتصف المجتمع في الدولة السعودية الأولى بالمروءة، وهي من القيم الاجتماعية الأصيلة في حياتهم اليومية، وهي صفة ترتبط بالنفس وتعينها على فعل كل خير وترك كل ضرر، وكانت المروءة لدى حكام الدرعية وأهلها مقياسًا لعلو الهمة، والكرم، والشرف، ومن أسباب الألفة.

الشجاعة في الدولة السعودية الأولى

تعد صفة الشجاعة من القيم الاجتماعية التي برزت في الدولة السعودية الأولى، إذ كان الشجاع مكرمًا ومصونًا، ويحظى بالفخر؛ لشجاعته وبسالته في الدفاع عن أرضه وعرضه وماله.

وتجسدت الشجاعة لدى حكام الدرعية وأهلها عندما تصدوا بأرواحهم للحملات العسكرية التي شنها الأعداء على بلادهم آنذاك، إلى جانب انتصاراتهم في حروب ومعارك عدة.  

الأمانة في الدولة السعودية الأولى

تمثل الأمانة إحدى القيم الاجتماعية التي اتصف بها مجتمع الدولة السعودية الأولى، وتجسد ذلك في حفظ حقوق الناس دون طمع في وديعة أحد اؤتمن عليها، أو إنكار مال أوكل إليه أمر حفظه.

وكان خائن الأمانة يتعرض للتشهير والنبذ في وسطه الاجتماعي، إلى جانب فقدان قيمته الشخصية والاجتماعية، ويكون حديث الناس. 

إجارة الدخيل في الدولة السعودية الأولى

كان الاهتمام بإجارة الدخيل من القيم الاجتماعية المتوارثة في مجتمع الدولة السعودية الأولى؛ لما تعكسه من فخر في حماية المستجير، إلى جانب دلالتها على الشهامة.   

واستند أهل الدرعية على إجارة القبيلة، أو الأسرة، أو الفرد وحمايتها لمدة محددة تختلف حسب اختلاف الجناية والجرم المرتكب، كالاستجارة في حالة القتل نحو 14 شهرًا، وفي الإصابات مثل الكسور والجروح الخطيرة نحو ستة أشهر، وفي الإصابات الأقل ضررًا كالضرب وغيره من الاعتداءات نحو ثلاثة أشهر.