تم نسخ الرابط بنجاح

محمد العبدالله القاضي

saudipedia Logo
محمد العبدالله القاضي
مقالة
مدة القراءة دقيقتين

محمد العبدالله القاضي (1224هـ/1809م- 1285هـ/1868م)، هو شاعر وفلكي سعودي، من شعراء نجد في عهد الدولة السعودية الأولى والثانية، لُقب بـ"شاعر نجد الكبير"، كتب في معظم الأغراض الشعرية، وعُرف بقصيدته الفلكية التي تناول فيها الطوالع (النجوم) والأبراج بالتفصيل. 

حياة محمد العبدالله القاضي 

يعود نسب محمد العبدالله القاضي إلى أسرة القاضي في عنيزة، وترجع تسميتهم بهذا اللقب إلى القرن العاشر الهجري حين تولّى جدهم المؤرخ والنسّابة محمد بن أحمد بن منيف عام 986هـ/1578م القضاء في عالية نجد من منطقة الوشم حتى بلدة الشعراء فعُرف باسم "القاضي".

حَفظ القرآن الكريم ودرس العلوم الدينية، والأدب والتاريخ، فنظم الشعر النبطي وأجاده وأكثر منه،  وكان ذا ثقافة واطلاع وتجلى ذلك في معظم قصائده، التي ظهر فيها الجانب الديني، ولمحات تاريخية، وإشارات أدبية تدل على معرفته بالتراث الأدبي في مختلف عصوره، إلى جانب ثقافته الفلكية وعلمه فيه، ومعرفته بالأنواء والنجوم، وعلاقتها بتغيرات المناخ وأثرها على الزراعة، وهو ما ميّزه من بين شعراء النبط المعاصرين له.

شعر محمد العبدالله القاضي

نظم محمد العبدالله القاضي في معظم الأغراض الشعرية، منها: الغزل، والوصف، والمديح، والرثاء، والإخوانيات (القصائد المتبادلة بين الأصدقاء)، والحكم والأمثال، والتفكر في أحوال الناس والحياة، وكان في بداية حياته شاعرًا غزليًا، وفي آخر حياته غلب على شعره طابع الحكمة،  وطُبع ديوانه أربع مرات، إذ نشر كاملًا لأول مرة عام 1372هـ/1952م في الجزء الثاني من ديوان النبط لخالد الفرج، وطُبع مستقلًا في الجزء السادس من سلسلة الأزهار النادية من أشعار البادية لمحمد سعيد كمال، وأعاد عبدالعزيز بن عبدالله السليمان طباعة الجزء الثاني من ديوان النبط في أواخر التسعينات الهجرية، ثم نشره مستقلًا عبدالله الحاتم عام 1404هـ/1984م.

اهتمام محمد العبدالله القاضي بعلم الفلك 

اهتم محمد العبدالله القاضي بعلم الفلك وكان له معرفة دقيقة فيه، ترجمها في قصيدة فلكية تناولت الطوالع (النجوم) والأبراج، وفصّل فيها تفصيلًا دقيقًا وفق الترتيب الزمني، ولم يقتصر على ذكر التسمية الدارجة للطالع، بل كان يذكر أسماءها الفصيحة، ووصف نجوم الطوالع وصفًا يسهل على القارئ تحديد هذه النجوم، وذكر وقت طلوع النجوم ومدتها، وطول ظل الإنسان في فصلها، وما يناسب هذا الفصل من الزراعة والتداوي، وما يحدث فيه من الحر أو البرد أو الرياح والأمطار، واستهل عرضه الفلكي بدءًا بنجوم فصل الصيف. 

يقول القاضي في مطلع القصيدة الفلكية:

سبك نجوم الدهر بالفكر حاذق

حوى واختصر مضمونها بأمر خالق

ترى أول نجوم القيظ سبع رصايف

كما جَيب وضحا ضيّع الدرك دالق.