معركة الشِنانة، ويطلق عليها معركة وادي الرمة، أو معركة الوادي، هي معركة خاضها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ضد قوات عبدالعزيز بن رشيد والقوات العثمانية المساندة له في 18 رجب 1322هـ/27 سبتمبر 1904م، بعد معركة البكيرية التي انتهت بانتصار الملك عبدالعزيز وضمها إلى حكمه، والشنانة بلدة قريبة من محافظة الرس التي اتخذها الملك عبدالعزيز مقرًّا له استعدادًا لمواجهة ابن رشيد.
أحداث معركة الشنانة
بدأت تفاصيل المعركة بمكوث الطرفين مدة شهرين في تبادلات لإطلاق النار، وطراد محدود بالخيل، وبمرور الوقت بدأ الملل يؤثر على الفريقين، فبادر الملك عبدالعزيز بإرسال فهد الرشودي، أحد وجهاء بريدة، إلى ابن رشيد لعرض الهدنة وإنهاء الوضع القائم، فسخر ابن رشيد من العرض، وهدد بإنزال الويل بخصومه عامة، وبشكل أخص أهل القصيم الذين ينتمي إليهم الرشودي مبعوث الملك عبدالعزيز.
انعكست سخرية ابن رشيد عليه سلبًا، إذ زادت حماس رجال الملك عبدالعزيز، الأمر الذي تزامن مع احتقان زعماء القبائل والحاضرة من أتباع ابن رشيد، وبعد أيام من رفض ابن رشيد الهدنة قالوا له: إن غَنَمنا كادت تنتهي، وإبلنا وخيلنا تنقص يوميًا، وأقواتنا شحيحة، بل كادت تنتهي، والجنود النظامية اضطرت إلى أكل جُمَّار النخيل، أما الملك عبدالعزيز فيعتمد على نتاج بلدانه التي هو فيها، فلا بد من قتاله أو الرحيل من المكان، فاختار الرحيل.
تحركات الملك عبدالعزيز في معركة الشنانة
لم يمض على تحرك ابن رشيد والقوات العثمانية الكثير حتى فاجأهم الملك عبدالعزيز بالمواجهة، وتقاتل الطرفان وسط النهار، وانتهى قتال ذلك اليوم بعودة الملك عبدالعزيز ورجاله إلى مركزهم في الرس، وفي اليوم التالي من المواجهة قصد ابن رشيد قصر ابن عُقيّل وقذفه بنيران المدافع العثمانية، وفور معرفة الملك عبدالعزيز بالأمر اتجه بأتباعه إلى المكان، ودخلوا القصر ليلًا.
وحينما بدا لابن رشيد أنه لا يستطيع احتلال القصر بدأ يشد رحاله عنه، فأمهله الملك عبدالعزيز حتى أكمل تجهيز رحله وبدأ بالتحرك، فهجم عليه وبدأ القتال بين رجالات الطرفين، ولما وصل القتال بين الطرفين ذروته انهزمت قوات ابن رشيد، والتحق بها في هزيمتها بقية الجيش، فتركوا من خلفهم المدافع والكثير من الأسلحة والمؤن وصناديق الذهب.
فرّ ابن رشيد مع عدد من خيّالته إلى النبهانيّة، وهي بلدة تقع غربي القصيم، أما بقية الجيش فوصلوا إليها ليلًا منهكين بعد أن طالهم التعب، ومنهم من تاه أو لقي حتفه، وفي صبيحة اليوم التالي رحل بهم ابن رشيد شمالًا حتى وصل إلى الكهفة، وكان عدد من وصلوا معه آنذاك يقدّر بنحو 700 رجل، ومكث هناك مدة ثلاثة أشهر دون القيام بأي عمل عسكري، ثم شنّ غارات على قبائل موالية ومعادية له على حد سواء، لكسب الإبل وإظهار قوته، فيما عاد الملك عبدالعزيز بعد انتصاره إلى عنيزة وأقام فيها أيامًا ثم عاد إلى الرياض
أهمية معركة الشنانة
تعد معركة الشنانة واحدة من المعارك التي اشتهرت باسم مكان غير الذي وقعت فيه، وهي إحدى المعارك الضارية، التي انتهت بما يشبه الانسحاب من قوات ابن رشيد، وتكمن أهميتها في الغنائم الكثيرة للملك عبدالعزيز، وتفكك جبهة خصمه، واندحار العثمانيين الذين لم يخوضوا مع ابن رشيد حليفهم أي معركة ضد الملك عبدالعزيز بعد الشنانة.
المصادر
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة