مبادرات الحج في السعودية

مبادرات الحج في المملكة العربية السعودية، هي حزمة برامج تهدف إلى إتاحة الفرصة لأكبر عدد من المسلمين لأداء فريضة الحج، في رحلة سهلة ومقننة.

وتعمل مبادرات الحج على استراتيجيات محددة وفق منهجية تنهض بخدمات واقتصاديات الحج، لتطوير وتنمية الأماكن المقدسة حتى تكون ملبية لطموحات الحجاج القادمين إليها كل عام، وتستطيع استضافة أكبر عدد ممكن من ضيوف الرحمن، من خلال تحويل خدمات الحج لمنظومة عمل ممنهجة ومستدامة لا ترتبط بموسم محدد، باستحداث معايير عالمية في مجالات النقل والإسكان والإعاشة، والخدمات اللوجستية المتنوعة.

من المبادرات المعنية بخدمات الحج في السعودية مركز التحكم والمراقبة الإلكترونية التابع لوزارة الحج والعمرة، ويهدف لربط المراكز المختصة بخدمة الحجاج والمعتمرين بصناع القرار. كما يسعى إلى رفع مستوى التنسيق بين الأطراف المعنية بخدمات الحج، وتوفير لوحة تحكم رقمية للجهات الحكومية العاملة في خدمة الحجاج، إضافةً إلى مبادرة المسار الإلكتروني، التي تعمل على حماية حقوق الحجاج، وضمان تحقيق العدالة في الحج للراغبين فيه، وتسريع وتسهيل آليات التأشيرات الإلكترونية الخاصة بالحج، واعتماد مبدأ الشفافية بجميع التعاملات المتعلقة بشعيرة الحج.

وتمثل أعمال دعم اقتصادات الحج والتعاون مع مؤسسات الطوافة، واحدة من المبادرات المخصصة للحج في توسيع الفرص المتوقعة، وإرساء كيانات وطنية كبرى، فضلًا عن نقل ثقافة عمل الحج من الأعمال الموسمية إلى الدائمة على مدار العام، بالتعاون مع الجهات العاملة في القطاع الخاص، لضمان رفع التنسيق وزيادة الجاهزية، كما يشكل مشروع الأسورة الإلكترونية نقلة في المبادرات المعنية بخدمات الحج، إذ يحمل جميع المعلومات المتعلقة بالحج من البطاقة الشخصية إلى إحداثيات مقار السكن في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة.

ونتيجة للمبادرات المتنوعة، نسقت وزارة الحج والعمرة مع عدد من القطاعات العاملة في الحج، منها: مؤسسات الطوافة، والهيئة التنسيقية لمؤسسات أرباب الطوائف للنهوض بخدمات الحج وفق ما جاء في رؤية السعودية 2030، وتوسيع نطاق التفاهم مع مختلف الدول المشاركة في الحج من خلال توقيع 78 اتفاقية للحج مع دول إسلامية، ودول الأقليات المسلمة فيما يتعلق بشؤون الحجاج، من حيث التنظيم والتوعية والتفويج.

تبرز في الحج المبادرات المتعلقة بالقطاعات غير الربحية، ومنها السعي لتفعيل وتغيير التشريعات الممكنة من خلال تفعيل أو تعديل مجموعة من القرارات الهادفة لتحسين الأداء في خدمة الحج، إضافةً إلى تطوير استراتيجية وحوكمة القطاع غير الربحي، وإعداد هيكل حوكمة للقطاع، فضلا عن تأسيس حاضنات ومسرعات أعمال للجهود التشاركية عبر توفير الاستشارات والتدريب، ودعم الأعمال التقنية والإعلامية، وتسهيل التمويل.

يعد تعزيز حقوق الحجاج من الخدمات التي تقدمها الجهات المعنية في الحج، إذ يتمتعون بجملة من الحقوق التي تعمل وزارة الحج والعمرة على التحقق من حصولهم عليها، منها: تأهيل المؤسسات والشركات القادرة على تقديم الخدمة المناسبة لهم، وتسهيل التعاقد مع الشركات المرخص لها تحت إشراف مباشر يضمن حقوق الطرفين، فضلًا عن أخذ الضمانات المالية اللازمة على مقدمي الخدمات، لضمان تنفيذ بنود العقود المبرمة بين الشركات والحجاج.

وتستقبل وزارة الحج والعمرة ملاحظات وشكاوى الحجاج، وتحيلها إلى لجنة مختصة بهدف التحقيق فيها، وإصدار القرار المتناسب معها، وتلتزم الوزارة إعادة حقوق الحجاج المقررة لهم من اللجنة المعنية بالمخالفات، إضافة لمعاقبة المؤسسات والشركات المقصرة في خدمة الحجاج بإيقافها أو تغريمها حسب نوع المخالفة وحجمها. كما تمثل الوزارة الحجاج في المحاكمات الشرعية، في حال اعتراض الجهات المقدمة للخدمات على قيمة التعويض التي قررت للحاج. وتسلم الوزارة قيمة التعويض للحجاج عبر قنوات الدفع الرسمية المعتمدة.

وتسهم مبادرة "كن عونًا" التطوعية في خدمات الحج، إذ تتيح المجال أمام الراغبين في خدمة ضيوف الرحمن من الأفراد لتحقيق غاياتهم، والمشاركة في مختلف المجالات الخدمية المقدمة في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة.

من مبادرات الحج في السعودية بطاقة الحج البنكية، التي تصدر عن البنوك المحلية، لتمكين ضيوف الرحمن من إيداع المبالغ المالية فيها، سواءً في بلدانهم، أو بعد وصولهم إلى السعودية، لضمان حماية أموال الحجاج من الضياع والتلف والسرقات. وتستخدم البطاقات ضمن شبكة مدى ونقاط البيع في السعودية.

وتعد شبكة إنترنت الأشياء (IoT) للبنية التحتية واحدةً من المبادرات المساعدة في خطط الحج، ولا سيما التفويج ورصد أماكن الزحام، إذ تحتوي على ست محطات مخصصة للإرسال والاستقبال، كما تمتلك 350 مستشعرًا بمنى ومنشأة الجمرات، إضافةً إلى 1200م من الكوابل المخصصة للألياف الضوئية، تهدف لجمع وإرسال البيانات المتعلقة بمسارات المشاة ومواقع الازدحام.

وفي مجال التقنيات الرقمية؛ تعد مبادرة الحج الذكي نقلة نوعية في  الخدمات الإلكترونية التي تعتمد عليها تطبيقات الحج الحديثة، حيث تبدأ خدماتها من التأشيرة الإلكترونية دون الحاجة للتوجه إلى سفارات وممثليات السعودية في الخارج، كما تشمل المبادرة بطاقة الحج الذكية المحتوية على معلومات الحجاج في المجالات الشخصية والسكنية والصحية، وتستقى منها المعلومات بواسطة أجهزة ذكية محددة تعمل عبر تقنيات اتصال المجال القريب NFC، وتسهم في عدة خدمات، منها عمليات التحكم بالدخول للمخيمات ومرافقها، وتقليص الحج غير النظامي، فضلاً عن إرشاد الحجاج التائهين.

ولتسهيل متابعة تفويج الحجاج وتيسير حركتهم جاءت مبادرة مركز مراقبة التفويج وإدارة الحشود لتحليل البيانات الصادرة عن الكاميرات والشبكة الخاصة بإنترنت الأشياء داخل المشاعر المقدسة، بهدف اتخاذ القرار والوصول إلى أسرع الحلول عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي.