الحيسة، هو أحد أطباق الحلويات الشعبية في منطقتي مكة المكرمة والمدينة المنورة غربي المملكة العربية السعودية. وتعكس تسمية الحيسة التحضير العملي العشوائي لها، الذي يرتبط في الاصطلاح المحلي السائد بالفعل "حاس"، أي الخلط والجمع دون تنسيق، إذ تُخلط يدويًّا المقادير الأساسية للحيسة، مثل التمر منزوع النوى والسمن والدقيق، كما يمكن استبدال الدقيق بفتات الخبز، وهو ما يدعم إمكانية إضافة تنسيقات حسب التفضيلات الشخصية إلى الحيسة.
انتشرت وتطوَّرت أساليب تحضير الحيسة بوصفها طبقًا تراثيًّا، وتحديدًا ضمن الفعاليات الترفيهية بمحافظة العلا، في ملتقى المهن والفنون، وتُقدم خلال شهر رمضان على موائد الإفطار الجماعي في المسجد النبوي، كما تُعد الحيسة ضمن سلسلة أطباق سعودية تعتمد في تحضيرها على التمر منزوع النوى.
تمثّل الحيسة من حيث التسمية والطبق، جزءًا من التراث الشفهي للثقافة الشعبية السعودية، إذ ذُكرت الحيسة في سياق الحكم والأمثال الشعبية كما في المثل "أم قعيس وأبو قعيس كلاهما يخلط خلط الحيس"، ويُقال في وصف تواطؤ شخصين ضمن عملٍ مشبوه، كما ذُكر اللفظ العملي العشوائي لتحضير الحيسة في التراث الشعري العربي في البيت "تَعِيبِينَ أَمرًا ثُمَّ تأْتِينَ دُونَهُ / لَقَدْ حاسَ هَذَا الأَمرَ عندكِ حائسُ".
موسميًّا، يكثر تحضير الحيسة ضمن فصل الشتاء، فهي تُعد إحدى الأكلات الشعبية التي تكثر ممارسات طهيها في البرد، إذ تحتوي كمية عالية من السعرات الحرارية التي تمد الجسم بالطاقة. وتُحضر الحيسة غالبًا في المناسبات العائلية في منازل الأجداد وتوزّع في أطباق فور استوائها وتوزع على أفراد العائلة.
طريقة تحضير الحيسة
يعتمد تحضير الحيسة على المكونات الأساسية لمعظم المخبوزات والحلوى الشعبية في السعودية، وهي الدقيق والسمن والتمر، يقطع التمر طوليًّا إلى نصفين وتنزع منه النوى، ثم يقطع كل نصف إلى قسمين، ويوضع السمن والزيت والدقيق في قدر الطبخ على نار هادئة حتى يكتسب اللون البني، ثم يُضاف إليه التمر مع مواصلة التحريك، وتستغرق تلك العملية من 4 إلى 6 دقائق، ويجري تحريكها أو مرسها، ثم تُقدم ساخنة في المرحلة الأخيرة.
الحيسة في الفعاليات والمناسبات السعودية
تُقدم الحيسة ضمن عدة مهرجانات تضم أركانًا للأسر المنتجة المهتمة ببيع الأكلات الشعبية، مثل مهرجان "خبزي وخبزك" في ملتقى الفنون والمهن بمحافظة العلا.
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة