عبدالحليم رضوي (1358هـ/1939م – 1427هـ/2006م)، هو فنان تشكيلي، يُعدّ من أوائل الفنانين التشكيليين في المملكة العربية السعودية، أقام أول معرض فني في السعودية عام 1385هـ/1965م، وأثرى الفن السعودي بـ3300 عمل ما بين النحت والجداريات والكولاج والرسم.
صنع في شوارع مدينة جدة نحو 20 مجسمًا ميدانيًّا، وكان مديرًا للجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون في جدة مدة 11 سنة، ومديرًا لمركز الفنون الجميلة مدة ست سنوات، وأنشأ نحو 100 معرض فني داخل المملكة وخارجها، فيما كان التراث المحلي والفن الشعبي من موضوعاته البارزة.
ولد في حارة أجياد بمكة المكرمة، وعاش طفولته يتيمًا، التحق بمدرسة العزيزية، وفيها ظهرت مواهبه الفنية إلى أن اكتشف في نفسه مهارة الرسم أثناء حصص مادة الفنية، ورسم في ذلك الوقت خريطة كبيرة للمملكة، تُعد أول عمل فني متكامل له، كانت سببًا في لفت الانتباه إلى موهبته.
شارك في مسابقات مدرسية عدة عام 1377هـ/1958م، ففاز بجائزة المركز الأول على مستوى مدارس الثانوية بمدينة الرياض، وذلك ضمن مسابقة جماعية للطلبة على لوحة أسماها "قرية"، فقررت مدرسته حينها أن تنشئ ركنًا خاصًّا لأعماله، مما شجعه على مواصلة الرسم والابتكار فيه إلى أن حصل على الشهادة الثانوية عام 1380هـ/1960م.
دراسته للفنون
قرر أن يكمل تعليمه فيما يهوى، ولعدم وجود تخصص أكاديمي في المملكة يُمكّنه من دراسة الفن، التحق عام 1381هـ/1961م بأكاديمية الفنون الجميلة في العاصمة الإيطالية روما، وأتم السنة الأولى فيها على نفقته الخاصة، ثم جرى ضمّه إلى الابتعاث الحكومي.
ونال درجة ليسانس في فنون الديكور عام 1384هـ/1964م، وإثر تخرجه أقام أول معرض شخصي له في روما، وكان أول فنان سعودي يحصل على تأهيل أكاديمي في الفنون، وبعد عودته أقام أول معرض فني في السعودية عام 1385هـ/1965م في نادي البحر الأحمر بمدينة جدة، واستدعته شركة أرامكو السعودية في مدينة الظهران ليُنفذ لوحات تتعلق بالنفط، بهدف استخدامها غلافًا لإحدى مطبوعاتها الرسمية، ونال فرصة إنشاء معرضٍ آخر في مقر الشركة.
خبراته العملية
عمل لفترة معلمًا للفنون في إحدى مدارس المرحلة الثانوية في جدة، وكان أحد محكمي مسابقات الطلبة الفنية في المنطقة الشرقية، وعُيّن مُدرسًا في معهد التربية الفنية بمدينة الرياض، وبعد تأسيس مركز الفنون الجميلة في مدينة جدة عام 1388هـ/1968م اختارته وزارة المعارف (وزارة التعليم حاليًّا) ليكون مديرًا للمركز، وهناك تتلمذ على يديه جيل من الفنانين الجدد، أصبحوا لاحقًا من الفنانين التشكيليين البارزين في المملكة، منهم: طه صبان، وضياء عزيز ضياء، وأحمد فلمبان، وحسن مليح، وظل رضوي مديرًا للمركز حتى إغلاقه عام 1394هـ/1974م.
مجسمات فنية نفذها
لُقب بـ"البروفيسور" بعد نيله للدكتوراه من أكاديمية سان فيرناندو في مدينة مدريد عاصمة إسبانيا عام 1399هـ/1979م، وكانت رسالته للدكتوراه بعنوان "دور الفن العربي وأثره على الفنون الغربية من خلال الحضارة العربية في إسبانيا"، وبعد عودته إلى جدة عُيّن مديرًا للجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون عام 1400هـ/1980م، واستمر في هذا المنصب نحو 11 سنة أسهم خلالها في إثراء الفن المحلي، وتنفيذ 20 مجسمًا فنيًا لشوارع جدة.
جوائز وأوسمة
أقام نحو 100 معرض شخصي في المملكة، إضافة إلى دول أخرى، منها: إيطاليا ولبنان وإسبانيا ومصر وتونس، وبلغ مجموع أعماله نحو 3300 عمل ما بين الكولاج والنحت والرسم والجداريات، وكرّمته عدة جهات ثقافية، فيما اختيرت أعماله لتكون ضمن الأعمال الفنية التي تزين واجهات بعض الجهات الرسمية في المملكة وخارجها، وفي عام 1404هـ/1984م حاز عبدالحليم رضوي وسام "الفارس" من رئيس بلدية ريو دي جانيرو في البرازيل، وقدمت له أكاديمية بون تازين الدولية في مدينة نابولي الإيطالية وسام "العلوم والفنون والآداب" عام 1417هـ/1996م، ونال في بيروت "درع لبنان" عن معرضه الشخصي "90" الذي أقيم عام 1419هـ/1998م.
كما عُيّن مستشارًا لجمعية الثقافة والفنون بجدة، وكان هذا آخر منصب يشغله، فيما أصدر كتابًا بعنوان "الحياة بين الفكر والخيال"، وشارك في تأليف كتاب يناقش قضايا متعلقة بالفن والحياة والذات الإنسانية، بعنوان"قضايا معاصرة في الفن التشكيلي والفكر الاجتماعي والنفسي".
المصادر
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة