خارطة الطريق لزراعة 10 مليارات شجرة

خارطة الطريق لزراعة 10 مليارات شجرة، هي خطة استراتيجية خاصة بزراعة 10 مليارات شجرة لزيادة الرقعة الخضراء والغطاء النباتي في المملكة العربية السعودية، ضمن مبادرة السعودية الخضراء، تنفذ الخارطة على مرحلتين، وقد أعلنت عنها المملكة في عام 1445هـ/2023م بالتزامن مع فعاليات النسخة الثانية من أسبوع المناخ في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الذي استضافته المملكة للمرة الأولى في الفترة من (8 - 12) أكتوبر 2023م بمدينة الرياض.

استندت خارطة الطريق الخاصة بزراعة 10 مليارات شجرة على دراسة جدوى علمية استراتيجية تفصيلية استمرت لمدة عامين، جرى تنفيذها بالتعاون بين وزارة البيئة والمياه والزراعة والمركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحّر، بمشاركة خبراء محليّين ودوليّين في تخصصات متعددة.

تعتمد خارطة الطريق الخاصة بزراعة 10 مليارات شجرة على خطة استراتيجية مصممة لتنمية الغطاء النباتي في جميع مناطق الموائل الطبيعية، إضافة إلى المدن، والمساحات الخضراء، والطرق السريعة، لتعزيز صحة ورفاه سكان المملكة الذين تعيش النسبة الأكبر منهم في المناطق الحضرية، إذ من المتوقع أن تستفيد مراكز المدن من زيادة الكثافة الشجرية التي ستسهم في خفض درجات الحرارة بمقدار 2.2 درجة مئوية، وتحسين جودة الهواء، إذ يُسهم الغطاء النباتي بالمدن في خفض نسبة ثاني أكسيد الكربون.

ويؤدي تنفيذ خارطة الطريق لتوفير فرص عمل في مختلف أنحاء المملكة، من خلال القيام بمهام زراعة الأشجار، وإنشاء حدائق ومتنزهات ومحميات جديدة، وجمع البذور، وتطوير شبكات لإعادة استخدام المياه المعالجة، وتجهيز وصيانة الأراضي الزراعية.

تعدّ مبادرة "السعودية الخضراء" واحدة من أكبر مبادرات إعادة التشجير في العالم؛ حيث تعكس التزام المملكة بالتصدي للتحديات البيئية المختلفة التي تواجه البلاد، بما في ذلك انخفاض معدلات هطول الأمطار ومساحة الأراضي الصالحة للزراعة ومناطق الغابات؛ إلى ما دون المعدلات العالمية.

والهدف الأولي الذي تم الإعلان عليه لزراعة 10 مليارات شجرة، كان يعادل استصلاح 40 مليون هكتار من الأراضي في المملكة، إلا أنه تم رفع هذا الهدف ليعادل استصلاح 74.8 مليون هكتار من الأراضي، وذلك بعد تنفيذ الدراسة. ويشكّل هدف زراعة 10 مليارات شجرة نسبة 1% من هدف التشجير العالمي، و20% من هدف زراعة 50 مليار شجرة الذي حددته مبادرة "الشرق الأوسط الأخضر".

توسّعت دراسة الجدوى إلى التركيز على تمكين المملكة من تحقيق هدف زراعة 10 مليارات شجرة، لتشمل أساليب الريّ المستدامة التي يمكن استخدامها في أنشطة التشجير، وضمان توافق أنواع الأشجار المختارة مع الغطاء النباتي وقدرتها على التكيّف مع مناخ المملكة. وتضمنت الدراسة إجراء أكثر من 1150 مسحًا ميدانيًّا في مناطق المملكة المختلفة، لتحديد المواقع الجغرافية الأنسب لزراعة الأشجار، استنادًا إلى الظروف البيئية المختلفة، بما فيها التربة، والمياه، ودرجات الحرارة، والرياح، والارتفاع عن مستوى سطح البحر.

يتم تنفيذ خارطة الطريق الخاصة بزراعة 10 مليارات شجرة على مرحلتين، تمتدّ الأولى من عام 2024م حتى عام 2030م، وتَتَّبِع نهجًا قائمًا على الطبيعة، لإعادة التأهيل البيئي، بينما تبدأ المرحلة الثانية في عام 2030م، ويتم خلالها استحداث نهج يعتمد على الجهود البشرية في إعادة التأهيل البيئي.

ومن المتوقع زراعة أكثر من 600 مليون شجرة بحلول عام 2030م، بما يعادل استصلاح 3.8 ملايين هكتار من الأراضي. وتُعدُّ استعادة وحماية التنوع الأحيائي أحد أهم الجوانب التي يركّز عليها هدف زراعة 10 مليارات شجرة.

ويوجد في المملكة أكثر من 2000 نوع نباتي، تزدهر عبر مجموعة متنوعة من الموائل الطبيعية، بما في ذلك غابات المانجروف، والمستنقعات، والغابات الجبلية، والمراعي، والمتنزهات الوطنية، والأودية.

تندرج مبادرة خارطة الطريق الخاصة بزراعة 10 مليارات شجرة ضمن مبادرة "السعودية الخضراء" التي أطلقها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، رئيس اللجنة العليا للسعودية الخضراء في شعبان 1442هـ/ مارس 2021م، ضمن مبادرات رؤية السعودية 2030، لتحسين جودة الحياة، وزيادة الغطاء النباتي، والحفاظ على المناخ والبيئة والطبيعة البرية والبحرية، والاعتماد على الطاقة النظيفة. كما تندرج المبادرة ضمن التزامات المملكة الوطنية والدولية بمواجهة التحديات البيئية المتعلقة بالمناخ وتحسين جودة حياة المواطنين، عبر الفوائد الاقتصادية والاجتماعية التي سيتم تحقيقها على المدى الطويل عبر التشجير. وتمثّل خارطة الطريق الخاصة بزراعة 10 مليارات شجرة امتدادًا لجهود التشجير في المملكة، إذ شهدت الفترة بين عامي 2017م و2023م، زراعة 41 مليون شجرة في مختلف أنحاء المملكة.