تم نسخ الرابط بنجاح

جبل أم سنمان

saudipedia Logo
جبل أم سنمان
مقالة
مدة القراءة 3 دقائق

جبل أم سِنمان، هو أحد الجبال في المملكة العربية السعودية، يقع في مدينة جبة الأثرية في الشمال الغربي من مدينة حائل على بعد 100 كلم داخل صحراء النفود، أرض سبخة (بحيرة قديمًا) تحيط بها كثبان رمال النفود الكبير وتعلوها من الجهتين الغربية والجنوبية مجموعة من الجبال الرسوبية الرملية تعرف الآن بجبال أم سنمان وغوطة وقطار وشويحط والغرا وعنيزة ومويعز. ويبلغ ارتفاعه 1,264م فوق سطح البحر.

سبب تسمية جبل أم سنمان

يعود تاريخ جبل أم سنمان الزمني إلى الألف السابع قبل الميلاد، وسُمي بهذا الاسم نسبة لشكله كونه يشبه إلى حد كبير الناقة ذات السنامين وهي مستقرة في الأرض، ويُعد هذا الجبل في زمن ما قبل الإسلام من المواقع المنيعة والحصينة التي كانت العرب قديمًا تلجأ إليه طلبًا للسلامة وملاذًا من الخوف، وكذلك يستدل به القادم من نفود الصحراء. 

رسوم ونقوش جبل أم سنمان

تمثل مدينة جبة أحد مواقع النقوش والرسوم الصخرية البارزة في السعودية، وتضم أقدم المواقع الإنسانية التي تعود للعصور الحجرية، وتمثل الرسوم والنقوش الصخرية في جبل أم سنمان النمط المبكر للحفر والنقش، وبعضها يعود للعصر الحجري.

اشتهر إلى جانب جبل أم سنمان في منطقة حائل جبل آخر غني بالنقوش الأثرية وهو جبل غوطة، وتميزت رسوم ونقوش هذين الجبلين بمشاهد غنية للحياة اليومية للإنسان والحيوان اللذين استوطنا هذه المنطقة. 

يزخر جبل أم سنمان بعديد من الآثار التي تكشف عن الحياة عبر عصور وحقب مختلفة، وسجل الجبل نحو 5,431 نقشًا ثموديًا، و1944 رسمًا لحيوانات مختلفة، منها 1378 رسمًا لجمال بأحجام وأشكال مختلفة، كما بلغ عدد الرسوم الآدمية 262 رسمًا، ويؤكد عدد هذه الأعمال لمن يشاهدها أن من نفذها لم يكن إنسانًا عابرًا وإنما هو إنسان يمتلك من مقومات الحضارة الشيء الكثير.

الفترات التاريخية لآثار جبل أم سنمان

كانت المنطقة المحيطة بجبل أم سنمان قديمًا عبارة عن بحيرة ترك سكانها خلفهم العديد من النقوش والرسوم حول حياتهم، ويمكن تقسيم وجود النقوش والرسومات إلى ثلاث فترات، تعود الأولى للألف السابع قبل الميلاد، وتظهر بها الرسومات الآدمية بنمط العصي والأشكال الآدمية المكتملة مع الأذرع الرفيعة وبروز الجسد المكتنز عند طية الفخذ وظهور أشكال النسوة ذوات الشعر المجدول المتدلي والتنورات المزخرفة، والأشكال الحيوانية مثل الإبل والخيل غير المستأنسة، ورسوم لأبقار ذات قرون طويلة وقصيرة ووعول، ومجموعات مختلفة من أشكال الأغنام والقطط والكلاب التي استخدمت في الصيد.

بالنسبة إلى الفترة الثانية فإنها تعود للعصر الثمودي ما بين 1500 و2500 قبل الميلاد، وأبرز رسومها ونقوشها الصخرية تؤكد استئناس الإنسان للإبل، إذ تظهر مشاهد المحاربين على ظهورها وبأيديهم الحراب، وتظهر الجياد والوعول والفهود والنعام، إضافة إلى نقوش كتابية ثمودية وأشكال رمزية وأشجار النخيل.

تمثل الفترة العربية ثالث تلك الفترات، وامتازت برسوم الآدميين راكبي الإبل، وتشير الدراسات إلى اكتشاف فتره زمنية رابعة تعود إلى العصور الإسلامية، تمثلها تلك الكتابات الكوفية المدونة على بعض الأحجار المتساقطة من جبل أم سنمان، التي في مجملها آيات قرآنية وادعية أُرِّخ إحداها في شهر رجب سنة 147 من الهجرة. 

نتيجة لذلك الثراء التاريخي والأثري عبر الحقب والعصور المختلفة تم تسجيل موقع جبل أم سنمان ضمن مواقع التراث العالمي في (اليونسكو) لعام 1436 هـ/2015م. 

المستشرقون في جبة وجبل أم سنمان

تُعد جبة ذات قيمة تراثية عالمية من واقع الآثار المتنوعة فيها، ولذلك فهي من الركائز المهمة للسياحة في منطقة حائل للمميزات النسبية التي تضمها تراثيًا وبيئيًا وجغرافيًا، ولما للمدينة ومعالمها ومن بينها جبل أم سنمان من حضور أثري أصبحت وجهة للمستشرقين الغربيين الذين زاروا الجزيرة العربية، نظرًا لموقعها الجغرافي الذي يقع على طريق قوافل الرحالة، وبدأت تلك الرحلات في القرن التاسع عشر الميلادي، عندما زارها المستكشف الإيطالي كالرو جوارماني عام 1280هـ/1864م.

الاختبارات ذات الصلة