سد وادي الرمة

سد وادي الرُّمة، هو أحد السدود في المملكة العربية السعودية، شُيّد في وادي الرُّمة بين مدينتي بريدة وعنيزة الذي يُصنف ضمن أهم الظواهر الطبيعية في المملكة، ومن واقع اتساع مساحته من غربي المملكة حتى شرقيها، يُعد وادي الرُّمة أحد أطول أودية شبه الجزيرة العربية، إذ يبلغ طوله 510 كم.

يخترق وادي الرمة عددًا من مناطق المملكة، ما يجعل كثيرًا من الروافد تصب فيه، إذ يبدأ من مشارف المدينة المنورة من السفوح الشرقية لجبال منطقتها، وسفوح الحرات المجاورة لها، ويتجه نحو الشرق ويمتد إلى الكويت مرورًا بمنطقة القصيم، إذ يكون فيها معظم جريانه، ما جعله يحمل في ذلك الجزء المار بالمنطقة اسم وادي القصيم، الذي يصب فيه أكثر من 600 رافد.

تصب في وادي الرُّمة أربعة أودية رئيسة تمنحه كمية وفيرة من المياه، هي: أودية النساء، والجرير، والمحلاني، والداث، وهي تشكّل داعمًا له من الخلف، ليواصل المسير حتى نفود الثويرات، بواقع 50 كم يقطعها على مدار اليوم. 

يُخزن السد كميات كبيرة من المياه التي ترد إلى الوادي من روافده، وذلك ما يحقق عددًا من المنافع بالنسبة لسكان منطقة القصيم، إذ يُسهم في تنشيط الزراعة، ورفع منتوج الخزن الاستراتيجي من المياه، الأمر الذي يجعله الشريان الاقتصادي والزراعي للمنطقة ومن يعيش على ضفاف الوادي، إضافة إلى استيطان القبائل قديمًا على ضفافه.

يميل منسوب الوادي من الغرب إلى الشرق ميلانًا ضعيفًا بمعدل 1.3م في كل كم، إذ يبلغ ارتفاعه عند أعالي الرُّمة قرب الحرات الغربية في منطقة المدينة نحو 1380م فوق سطح البحر، ويبلغ عند مصبه عند قرية البندرية 575م فوق سطح البحر. ونادرًا ما يجري وادي الرُّمة بكامل طاقته من غربه إلى شرقه، والغالب أن يجري بعضه أو بعض روافده إلى أن تتوقف في منتصف المسافة.

في عام 1444هـ/2023م، شهدت منطقة القصيم جريان وادي الرُّمة ودخوله مدن ومحافظات المنطقة التي يمر عليها هذا الوادي، مما يُعد من الأعوام التاريخية من حيث قوة جريانه وسرعته، إذ قطع 600 كم في ستة أيام، وكان آخر جريان له ومروره بالمنطقة عام 1440هـ/2019م، وكانت أعظم فترات جريانه التي وثقت تاريخيًا في المنطقة في عام 1402هـ/1982م، وبعدها أقل في عام 1407هـ/1987م، وأيضًا في عام 1429هـ/2008م.