طلال مداح

طلال مداح، (1360هـ/1940م-1421هـ/2000م)، هو مغنٍّ وملحّن سعودي، وأحد المطربين الذين صدّروا الأغنية السعودية إلى العالم عبر الغناء أمام آلاف الجماهير في عدة مدن أمريكية وأوروبية،قدم نحو 70 ألبومًا غنائيًا،ومن ألقابه "صوت الأرض" و"قيثارة الشرق" و"فارس الأغنية السعودية".

وُلد طلال مداح في مكة المكرمة، واسمه طلال بن عبدالشيخ بن أحمد بن جعفر الجابري، لُقّب بطلال مداح نسبةً إلى زوج خالته علي المداح الذي ربّاه بعد موت والديه، وبدأ ولعه بالطرب والموسيقى منذ الطفولة، لكن انطلاقته كانت عام 1379هـ/1959م، أي عندما كان في سن 19 سنة، وتحديدًا بعد أن أُذيعت أغنيته الأولى "وردك يا زارع الورد" في الإذاعة السعودية.

وأضاف للعود وترًا جديدًا،وكان يعزف نحو 22 مقامًا. وخلال أربعة عقود، لم يتجاوز وقوفه على المسرح في يومٍ ساعة واحدة، ولم تتجاوز حفلاته ست أغنيات،وكان أول فنان سعوديٍّ سجلته جمعية المؤلفين والموسيقيين في فرنسا، وأول من حصل على الأسطوانة الذهبية.وخاض طلال مداح تجربة التمثيل في فيلم "شارع الضباب" ومسلسل"الأصيل".

كان طلال مداح أحد المشاركين الرئيسين في أوبريت المهرجان الوطني للتراث والثقافة "الجنادرية" السنوي مدة 11 عامًا، وهو ملحّن ومغني أول نشيد يُكتب لمهرجان الجنادرية بعنوان "عز الوطن" سنة 1409هـ/1988م،وغنى ولحَّن أغنية "وطني الحبيب"؛ إحدى الأغاني الوطنية الشهيرة،وكان هو ومحمد عبده، واجهةً للأغنية السعودية في المحافل والمناسبات الوطنية، وكان يُنظر إلى لثغته في حرف "الراء" على أنها علامة مميّزة ومحل مديح، حتى صارت تسمى "راء طلال".

غنى طلال مداح لعدد من الملحنين، منهم: بليغ حمدي، وطارق عبدالحكيم، وفوزي محسون، ومحمد الموجي، إضافة إلى محمد عبدالوهاب الذي شبهه بالموسيقي العربي "زرياب"، بسبب توافقهما في أسلوب الغناء،وقدم طلال مداح ألحانه لعدد من الفنانين العرب، مثل وردة الجزائرية وعبدالكريم عبدالقادر.

قلَّد الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود، طلال مداح وسام الاستحقاق من الدرجة الثانية، وكُرم في مهرجان الأغنية العربية بمدينة القاهرة عام 1415هـ/1995م،وبعد وفاته بنحو 19 عامًا، وتحديدًا في 1440هـ/2019م، سُمي مسرح المفتاحة وسط مركز الملك فهد الثقافي في مدينة أبها، باسم "طلال مداح"، كما نُقش اسمه على مدخل المسرح.

ظهرَ طلال مداح صوتًا وصورةً مع بداية البث التلفزيوني في منتصف الستينات، وغنى في تلك الحقبة خارج المملكة في جمهورية لبنان، ثم امتدت جولته الفنية نحو سوريا، ومصر، وتونس، ومنها إلى لندن وواشنطن ضمن المعارض الثقافية التي أقامتها المملكة.

تمتلك بعض الإذاعات العربية تسجيلات لحفلات طلال مداح التي أُقيمت فيها، وتبعًا لذلك بدأت تلك الإذاعات تبث الأغنيات السعودية، وبذلك ساهم طلال مداح في تصدير الأغنية السعودية في نطاق دولي. كما غنى بلهجة كل بلدٍ عربيٍّ زاره.

تعاون مع طلال مداح عدد من الملحنين السعوديين، منهم سراج عمر في العديد من الأغاني بدأت بأغنية "ما تقول لنا صاحب"، وتلتها أغنية "مقادير"، التي حققت شعبية وصلت إلى البلدان العربية.

خلال مسيرته الفنية تعاون طلال مداح مع العديد من الشعراء السعوديين، منهم بدر بن عبدالمحسن في أغنية "من عيوني"،وإبراهيم خفاجي ضمن العديد من الأغنيات، مثل "تصدق ولا أحلف لك".والحفلات الوطنية مثل أوبريت "عرايس المملكة"، الذي غناه طلال مداح ومحمد عبده وراشد الماجد وعبدالمجيد عبدالله عام 1996م.